العدد : ١٧٤٣٢ - الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٢ - الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

ذكرى قيام مملكة البحرين الحديثة وبناء الـدولـة المتقدمة

بقلم: علي فقيه

الأحد ١٤ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ومع‭ ‬حلول‭ ‬يومي‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬والسابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬ديسمبر،‭ ‬تتجدد‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مشاعر‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز،‭ ‬وتتزين‭ ‬الشوارع‭ ‬والمباني‭ ‬بلوني‭ ‬العلم‭ ‬الأحمر‭ ‬والأبيض‭ ‬احتفالاً‭ ‬بالعيد‭ ‬الوطني‭ ‬المجيد‭ ‬وعيد‭ ‬جلوس‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭. ‬وهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬مدعاةٌ‭ ‬للفخر،‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬جلالته‭ ‬البحرين‭ ‬المتقدمة،‭ ‬وإرسائه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬دعائم‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬وإشرافه‭ ‬على‭ ‬نهضتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬بفضل‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالته،‭ ‬ودعمه‭ ‬المستمر‭ ‬لأسس‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭. ‬وستشهد‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬احتفالات‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬التراث‭ ‬العريق‭ ‬والإنجازات‭ ‬الحديثة،‭ ‬مع‭ ‬استشرافٍ‭ ‬لمستقبلٍ‭ ‬مشرق،‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬والازدهار‭. ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬السنوي‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مناسبة‭ ‬رسمية؛‭ ‬إنه‭ ‬تجسيدٌ‭ ‬حي‭ ‬لتاريخٍ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الكفاح‭ ‬والصمود‭ ‬لبناء‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭.‬

وتمثل‭ ‬الأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬المجيدة‭ ‬فرصة‭ ‬لتقييم‭ ‬المنجزات‭ ‬والتطلع‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬ترسمه الخطط‭ ‬والرؤى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭. ‬هذه‭ ‬الرؤى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬اقتصاد‭ ‬تنافسي‭ ‬مستدام‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬والإنتاجية‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يمكن‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الإنجازات‭ ‬المتوقعة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2025م،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬التقدم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والخدمات‭ ‬الذكية،‭ ‬ما‭ ‬سهل‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمستثمرين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬المهني‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬ليكونوا‭ ‬قادة‭ ‬المستقبل‭ ‬ومحركي‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المعرفي‭. ‬

كما‭ ‬يتوقع‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تحقيق‭ ‬نمو‭ ‬ملحوظ‭ ‬للقطاعات‭ ‬غير‭ ‬النفطية؛‭ ‬مثل‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية،‭ ‬والسياحة،‭ ‬والخدمات‭ ‬اللوجستية،‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬المالية‭ (‬FinTech‭)‬،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬تأكيداً‭ ‬لالتزام‭ ‬البحرين‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الكربونية‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬تجسد‭ ‬الطموح‭ ‬البحريني‭ ‬نحو‭ ‬الاستدامة‭ ‬والابتكار،‭ ‬مع‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬والقيم‭ ‬الأصيلة‭.‬

ويجدر‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عززت‭ ‬مكانتها‭ ‬كمركز‭ ‬دبلوماسي‭ ‬إقليمي‭ ‬مهم،‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬وتنظيم قمة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ (‬القمة‭ ‬الـ46‭)‬‮ ‬في‭ ‬3‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬دورها‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬المصيرية‭.‬

‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬استضافت‭ ‬المملكة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والمنتديات‭ ‬الدولية‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬سبقتها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬ريادة‭ ‬المملكة‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬احتضان‭ ‬الحوارات‭ ‬الإقليمية‭. ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬شهد‭ ‬العام‭ ‬اكتمال‭ ‬مشروع‭ ‬توسعة‭ ‬مصفاة‭ ‬بابكو‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قدرتها‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطاقة‭. ‬

كما‭ ‬تُوّجت‭ ‬جهود‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬اقتصادية‭ ‬جاذبة‭ ‬بنجاحها‭ ‬في‭ ‬استقطاب‮ ‬استثمارات‭ ‬مباشرة‭ ‬بلغت‭ ‬1‭.‬52‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬التسعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬2025م،‭ ‬مؤكدةً‭ ‬بذلك‭ ‬ثقة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمملكة‭. ‬وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬التنموي‭ ‬يستمر‭ ‬التقدم‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الإسكان،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬وتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ليلامس‭ ‬أثرها‭ ‬الإيجابي‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬فإن‭ ‬الأعياد‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬احتفاءٌ‭ ‬بالقيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬وهي‭ ‬احتفالٌ‭ ‬للشعب‭ ‬الكريم،‭ ‬وتجديد‭ ‬للعهد‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬سوياً‭ ‬لضمان‭ ‬استمرار‭ ‬ازدهار‭ ‬المملكة‭ ‬كمركز‭ ‬مالي‭ ‬وثقافي‭ ‬وإنساني‭ ‬رائد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬لنتذكر‭ ‬فيه‭ ‬ماضينا‭ ‬المجيد‭ ‬ونحتفل‭ ‬بحاضرنا‭ ‬المشرق،‭ ‬ونخطو‭ ‬بثقة‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقاً،‭ ‬وهو‭ ‬أيضاً‭ ‬مناسبة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مفهوم‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بالإنجازات‭ ‬المتراكمة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نموذجاً‭ ‬ناجحاً‭ ‬للتسامح‭ ‬والتقدم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

 

{ محلل‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الدراسات

‭ ‬والبحوث‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا