في كل عام، ومع حلول يومي السادس عشر والسابع عشر من ديسمبر، تتجدد في مملكة البحرين مشاعر الفخر والاعتزاز، وتتزين الشوارع والمباني بلوني العلم الأحمر والأبيض احتفالاً بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه. وهذه المناسبة مدعاةٌ للفخر، نظراً إلى بناء جلالته البحرين المتقدمة، وإرسائه حفظه الله ورعاه دعائم دولة القانون والمؤسسات، وإشرافه على نهضتها الاقتصادية التي تحققت بفضل المسيرة التنموية الشاملة التي أطلقها جلالته، ودعمه المستمر لأسس التعايش والتسامح. وستشهد المملكة في هذا الشهر احتفالات تجمع بين التراث العريق والإنجازات الحديثة، مع استشرافٍ لمستقبلٍ مشرق، يحمل في طياته المزيد من التقدم والازدهار. هذا الاحتفال السنوي ليس مجرد مناسبة رسمية؛ إنه تجسيدٌ حي لتاريخٍ طويل من الكفاح والصمود لبناء الدولة الحديثة.
وتمثل الأعياد الوطنية المجيدة فرصة لتقييم المنجزات والتطلع نحو المستقبل الذي ترسمه الخطط والرؤى الاقتصادية للمملكة. هذه الرؤى تهدف إلى تحويل البحرين إلى اقتصاد تنافسي مستدام قائم على التنوع والإنتاجية.
وفي هذا السياق، يمكن تسليط الضوء على الإنجازات المتوقعة في نهاية عام 2025م، من أهمها التقدم الكبير في مجالات الحكومة الإلكترونية والخدمات الذكية، ما سهل حياة المواطنين والمستثمرين، بالإضافة إلى الاستثمار في التعليم والتدريب المهني لتمكين الشباب البحريني ليكونوا قادة المستقبل ومحركي الاقتصاد المعرفي.
كما يتوقع في نهاية هذا العام تحقيق نمو ملحوظ للقطاعات غير النفطية؛ مثل الخدمات المالية، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والتكنولوجيا المالية (FinTech)، بالتوازي مع التقدم في مشاريع الطاقة المتجددة، تأكيداً لالتزام البحرين بالمسؤولية الدولية في خفض الانبعاثات الكربونية.
إن هذه الرؤية تجسد الطموح البحريني نحو الاستدامة والابتكار، مع الحفاظ على الهوية والقيم الأصيلة.
ويجدر بالذكر أن مملكة البحرين عززت مكانتها كمركز دبلوماسي إقليمي مهم، حيث نجحت في استضافة وتنظيم قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (القمة الـ46) في 3 ديسمبر من هذا العام، ما يعكس دورها الفاعل في دعم العمل الخليجي المشترك وتوحيد المواقف تجاه القضايا المصيرية.
وبالإضافة إلى ذلك، استضافت المملكة العديد من المؤتمرات والمنتديات الدولية المهمة التي سبقتها، الأمر الذي يؤكد ريادة المملكة الدائمة في احتضان الحوارات الإقليمية. وعلى المستوى الاقتصادي، شهد العام اكتمال مشروع توسعة مصفاة بابكو الذي يُعد الأكبر من نوعه في تاريخ البحرين، ما يعزز من قدرتها التنافسية في قطاع الطاقة.
كما تُوّجت جهود المملكة في خلق بيئة اقتصادية جاذبة بنجاحها في استقطاب استثمارات مباشرة بلغت 1.52 مليار دولار أمريكي في الأشهر التسعة الأولى من 2025م، مؤكدةً بذلك ثقة المجتمع الدولي في الرؤية الاقتصادية للمملكة. وعلى المستوى التنموي يستمر التقدم في برامج الإسكان، والرعاية الصحية، وتطوير البنية التحتية، ليلامس أثرها الإيجابي حياة المواطن بشكل مباشر، في إطار المسيرة التنموية الشاملة.
وفي نهاية المطاف، فإن الأعياد الوطنية في البحرين هي احتفاءٌ بالقيادة الحكيمة، وهي احتفالٌ للشعب الكريم، وتجديد للعهد على العمل سوياً لضمان استمرار ازدهار المملكة كمركز مالي وثقافي وإنساني رائد في المنطقة. هو يوم لنتذكر فيه ماضينا المجيد ونحتفل بحاضرنا المشرق، ونخطو بثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وهو أيضاً مناسبة لتعزيز مفهوم الوحدة الوطنية والاحتفاء بالإنجازات المتراكمة التي جعلت من مملكة البحرين نموذجاً ناجحاً للتسامح والتقدم في المنطقة.
{ محلل أول في إدارة الدراسات
والبحوث بمركز «دراسات»

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك