الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
عبدالله بشارة.. و«قمة البحرين»
للدبلوماسي الكويتي «عبدالله بشارة» أول أمين عام لمجلس التعاون الخليجي، كتاب بعنوان: «بين الملوك والشيوخ والسلاطين»، يتحدث فيه عن الفترة التي تولى فيها مسؤولية الأمانة العامة لمجلس التعاون في الفترة من 1981م حتى 1993م، وكتب في مقدمة الكتاب إهداء جميلا جاء فيه: «إلى قادة دول مجلس التعاون.. الحاضر منهم والغائب.. الذين بنظرتهم الثاقبة أدخلوا الخليج في فصل جماعي جديد، صانعاً عربياً ومؤثراً دولياً».
وبالأمس القريب، كتب معلقا عن القمة الخليجية «قمة البحرين»، لا بصفته أمينا عاما، ولكن بصفته أحد المدعوين، تحت عنوان: «قمة البحرين.. سلاسة الترتيب.. ونعومة الترحيب».. حيث قال: من تجربتي الطويلة في مناخ القمم، فلا مفر من التأكيد على أهمية اللقاءات الخليجية في الوصول إلى متطلبات التقدم في مسيرة المجلس عبر قرارات القادة، فلكل قرار تتم الموافقة عليه سيذهب مباشرة إلى آليات التنفيذ عبر جميع المسارات، التي تعتمد عليها الدول.
كان جدول أعمال قمة البحرين مجهزاً بما توصل إليه وزراء الخارجية، لتعظيم المسيرة وتعميق أساسياتها، ويتحقق هذا التعظيم من التعامل مع كل فروع الحياة.. ولا جدال في أن حصيلة «قمة البحرين» وثمارها على الدول الأعضاء، وعلى الآخرين، جاءت من خطوات سابقة اتخذتها دول المجلس في قمم سابقة، وفق منطق التراكم الإيجابي، الذي يتشكل من قرارات كل قمة، وبودّي أن أشير إلى وقائع تكوّنت من قرارات تم اتخاذها في مؤتمرات القمم السابقة.
حيث يوجد مجلس التعاون في حياة كل الدول الأعضاء، وفي مسار جميع التوقعات التي يحملها المواطنون، وفي يقين هذه الشعوب أن المجلس عبارة عن هيئة مصيرها واحد.. في كل جوانب الحياة.
كما أوضحت الوقائع التي برزت في حياة المجلس حجم الحكمة المخزونة في سلوك هذه الدول تجاه شعوبها ومع الأسرة العالمية، فمن يملك الطاقة بالحجم الذي يتوافر لدول المجلس، فإنه يتحمل مسؤولية أثقال الندرة، التي تتمثّل بحاجة الكوكب الأرضي، بكل عالمه وسكانه، إلى الطاقة التي تملك دول الخليج الكثير منها.
كما التزمت دول مجلس التعاون احترامها لحاجة المجتمع العالمي إلى الطاقة بأسعار تمكّن الدول النامية وشعوبها من الحصول على الطاقة بالسعر المقبول، بحيث لا تكون الطاقة آلية دمار للاقتصاد العالمي، وبما يؤكد تقدير وتفهم دول المجلس لدورها في الحفاظ على عافية المجتمع العالمي.
لقد كان اللقاء في البحرين منظماً، مع تأمين عودة القادة إلى بلدانهم في وقت مناسب للوصول، ولهذا جاءت مداولات القادة وفق إملاءات الوقت، مستفيدين من الاجتماعات التحضيرية لوزراء الخارجية.. وكان التنظيم في البحرين دقيقاً وممتازاً وسهلاً في ترتيباته.. وتظل القمم الخليجية مصنعاً تخرج منه إضافات جوهرية لمسيرة المجلس، ونرفع مشاعر التقدير للبحرين المثيرة في جمال التنظيم.
هذا ما قاله وكتبه الدبلوماسي والسفير السابق «عبدالله بشارة».. ويحق لنا أن ندعو الدبلوماسي البحريني خليل الذوادي، سفير البحرين الأسبق في مصر، والأمين العام المساعد للشؤون العربية والأمن القومي بجامعة الدول العربية، وبعد انتهاء فترة عمله، وخروجه من مسؤوليات العمل الرسمي، أن ينشر كتابا حول تجربته في جامعة الدول العربية، وهو يمتلك حسا أدبيا، وقلما رشيقا، وخبرة طويلة ومخزونا إعلاميا كبيرا، سيكون إضافة للتاريخ البحريني والدور الحيوي في هذه المؤسسة العربية العريقة.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك