الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«قانون الدقيقتين».. مطلوب في البحرين
في بطولة كأس العرب المقامة حاليا في دولة قطر الشقيقة تم تطبيق قانون جديد في مباريات كرة القدم، حيث يتم إخراج أي لاعب مدة دقيقتين إذا طلب دخول الطاقم الطبي بداعي الإصابة خلال المباراة، ويستمر فريقه في خوض المباراة بعشرة لاعبين خلال فترة الاستبعاد المؤقت، وذلك بهدف الحد من السلوكيات التي تتسبب في تعطيل اللعب وإضاعة الوقت.
وكما أن قانون الدقيقتين مفيد في كرة القدم، فهو مفيد أكثر في الحياة اليومية والعملية، حيث تذكر الكتب والمراجع الإدارية أن «قاعدة الدقيقتين» هي مفهوم مستمد من طريقة إدارة سير العمل التي وضعها «ديفيد ألين»، والتي تسمى إنجاز الأمور، وتنص هذه القاعدة على أنه إذا واجهت مهمة يمكن إنجازها في دقيقتين أو أقل، يجب عليك القيام بها على الفور، بدلًا من تأجيلها أو إضافتها إلى قائمة المهام الخاصة بك.
فمن خلال معالجة المهام الصغيرة على الفور، تمنع تراكمها في رأسك أو على مكتبك، كما أن التعامل السريع مع المهام الصغيرة والتخلص منها يساعدك في الحفاظ على التركيز وتحقيق إنتاجية أكبر، ذلك أن المهام الصغيرة يمكن أن تتحول إلى عوامل تشتيت تقطع عملك الأكثر أهمية، خاصة إذا تراكمت.
في حياتنا اليومية -كمسلمين- فإن مدة الدقيقتين مفيدة جدا لممارسة بعض العبادات، كذكر الله، وقراءة الورد اليومي، أو صلاة ركعتي الضحى مثلا.
في حياتنا اليومية كذلك، فإن الخروج إلى العمل مبكرا بدقيقتين أو أكثر، يجنب الفرد طوابير السيارات والازدحامات، كما أن عدم تجاوز وقطع الإشارة الحمراء والتوقف مدة دقيقتين سيحمي حياة الإنسان ويجنبه الحوادث المرورية. قانون الدقيقتين كفيل بأن يصحح من مسار حياة الفرد والمؤسسة والمجتمع.. خذ مثلا خبر وجود التخصصات النادرة التي يشغلها الأجانب في الدولة كما أعلنها جهاز الخدمة المدنية، ومن بينها: الجينوم والبيولوجيا الجزيئية، والطب البيطري، والجيولوجيا وجيولوجيا المياه، والهندسة والعلوم الزراعية، والعلوم البحرية، ومسح المسطحات المائية ومسح الأراضي، والآبار والحفر الاستكشافي».. هذا الخبر قد تستغرق قراءته أقل من دقيقة، ولكن هل توقفت الجهات المختصة، وقامت بدراسته والسعي إلى معالجته.
تلك التخصصات النادرة إن لم يتم تأهيل وتدريب وتدريس الشباب البحريني فيها، فستظل دائما تخصصات نادرة، يحتلها الأجانب، ومع تطور العصر وعلومه، فإن التخصصات النادرة ستزداد، تماما كما أن الوظائف الاعتيادية إن لم تنل التطوير والتدريب فستصبح نادرة كذلك.. فهل توقفنا عندها مدة دقيقتين، أم قرأنا الخبر والسلام..؟؟
خذ مثالا آخر، في التربية الأسرية.. لو حافظ الأب أو الأم على الجلوس مع الأبناء والحديث معهم، ولو مدة دقيقتين، لما شهدنا العديد من الظواهر السلبية، والابتعاد النفسي الأسري، وأصبح اللقاء الجماعي للأسرة منكبا على الهواتف النقالة أكثر من الأحاديث الودية والجانبية.
وخذ مثالا آخر، في الواجبات المدرسية والجامعية وعند الامتحانات.. الكثير من الطلبة والطالبات يقومون بتأجيل الإنجاز والمراجعة إلى آخر يوم، وتتراكم الأمور وتتعد المسائل ومن ثم يتم الشكوى من عدم وجود الوقت الكافي، مع أن دقيقتين أو أكثر في أيام سابقة، كانت كفيلة بالمساهمة في تحقيق النجاح والتفوق، والابتعاد عن الضغط والقلق.
قانون الدقيقتين مطلوب في البحرين، في كافة المؤسسات العامة والخاصة، وفي حياة الأفراد والأسر والمجتمع.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك