مع اقتراب حلول العيد الوطني المجيد، وبدء شهر ديسمبر بأجوائه الشتوية المبهجة، يتزامن انطلاق مهرجان ليالي المحرّق ومهرجان هوى المنامة، لتعود الحياة وتنبض بقوة في شوارع البحرين القديمة والحديثة. ومع كل يوم تنخفض فيه درجات الحرارة، تزداد الحركة في الشوارع، وتتلألأ الأحياء بالأنوار، وتتحول المناطق التراثية والسياحية إلى منصات نابضة بالفرح والفعاليات الثقافية.
هذه المهرجانات لم تعد مجرد مناسبات ترفيهية محدودة؛ بل أصبحت جزءًا أصيلًا من الهوية الحضرية البحرينية، ومحركًا مؤثرًا في تنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية، إلى جانب تأثيرها المباشر في سوق العقارات في المناطق المحيطة.
ليالي المحرّق… قلب ينبض بالتراث والحياة
يأتي مهرجان ليالي المحرّق ليحوّل الأزقة والأسواق الشعبية إلى متحف مفتوح، يعيد إبراز قيمة المدينة القديمة بتراثها وروحها وسكانها. وخلال أيام المهرجان يتزايد الإقبال على المنطقة من الأهالي والسياح على حدٍ سواء، ما ينعكس على النشاط التجاري والطلب على العقارات.
الأحياء التي تسودها السكينة في الأيام الاعتيادية، تشهد خلال المهرجان ارتفاعًا ملحوظًا في الحركة، مما يرفع من قيمة المباني بحكم موقعها التاريخي.
ويستغل بعض المستثمرين هذا الزخم لإعادة ترميم البيوت القديمة وتحويلها إلى بيوت ضيافة أو مقاهٍ أو مشاريع فنية وسياحية صغيرة، وهي مشاريع تسهم في رفع قيمة العقارات على المدى الطويل.
هوى المنامة… الوجه العصري للمدينة
أما مهرجان هوى المنامة فيقدّم الصورة الحديثة للعاصمة، بما يضمه من فعاليات فنية وثقافية وترفيهية تمتد على الواجهة البحرية والمشاريع العمرانية الجديدة. ويضفي المهرجان حيوية إضافية على المناطق التجارية والسكنية، ويرفع الإقبال على المطاعم والمقاهي ووحدات الإقامة القصيرة.
هذا النشاط السياحي المؤقت ينعكس مباشرة على أسعار الإيجارات قصيرة المدى، ويزيد من جاذبية المناطق المجاورة كخيارات استثمارية واعدة.
تأثير واضح في العقارات السكنية
مع قرب حلول هذه الفعاليات، يعيش السوق العقاري وخاصة السكني مرحلة انتعاش متصاعد:
1- ارتفاع
الطلب على العقارات القريبة من مواقع المهرجانات:
المنازل والشقق في مناطق المحرّق والمنامة تشهد طلبًا أعلى من السكان والمستثمرين على حد سواء.
2- تحسّن القيمة السوقية للعقارات:
الحركة التجارية والسياحية ترفع من جاذبية الأحياء المحيطة، فتنعكس على أسعار البيع والإيجار.
3- زيادة الاهتمام بترميم العقارات القديمة:
بيوت المحرق والأسواق التاريخية تجد من يعيد إليها الحياة، مستفيدًا من الزخم الثقافي للمهرجان.
4- انتعاش المشاريع الصغيرة:
المقاهي والمطاعم، البوتيكات، والمساحات الفنية والمشاريع المنزلية تنشط خلال الموسم، مما يعزز قيمة المناطق المحيطة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.
متنفس اجتماعي واقتصادي
بعيدًا عن العقارات، يبقى أجمل تأثير لهذه المهرجانات هو أنها تصنع متنفسًا حقيقيًا للمجتمع. فهي تجمع الناس، وتحتفي بالتراث، وتنثر الفن والثقافة في الهواء الطلق. كما تمنح الأسر والشباب مساحات للترفيه والاستمتاع، وتخلق ذكريات ترتبط بالمكان والناس والمدينة.
إنها فعاليات تجعل العقارات والأحياء أكثر نبضًا، وترفع جودة الحياة، وتمنح مملكة البحرين صورة حضارية تجمع بين الأصالة والحداثة… وهو ما ينعكس تلقائيًا على قيمة كل ما يحيط بها وبالأخص العقارات.
الرئيس التنفيذي لمجموعة الفاتح.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك