العدد : ١٧٤٢٠ - الثلاثاء ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٢٠ - الثلاثاء ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

مقالات

المرأة البحرينية.. قوة تميز تصنع العدالة وتلهم الابتكار

غادة حميد حبيب

الثلاثاء ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٥ - 02:00

‮«‬تميز‭.. ‬إبداع‭.. ‬ابتكار‮»‬،‭ ‬شعارنا‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭.. ‬شعار‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬طبيعتها‭ ‬المتميزة،‭ ‬تلقائيتها‭ ‬المبدعة،‭ ‬عفويتها‭ ‬المبتكرة،‭ ‬وخير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬حضورٍ‭ ‬مؤثر‭ ‬وريادة‭ ‬متنامية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬العمل‭ ‬الوطني؛‭ ‬فالمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬شريكًا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬قوة‭ ‬فاعلة‭ ‬تضع‭ ‬بصمتها‭ ‬في‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وتبتكر‭ ‬الحلول،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬العام‭ ‬بروح‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬والإبداع‭.‬

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الفرص‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬إنجازات‭ ‬ملموسة،‭ ‬ونجاحات‭ ‬ترفع‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬بديهيا‭ ‬مع‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬المعظم،‭ ‬ومن‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وباتت‭ ‬المرأة‭ ‬اليوم‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬كانت‭ ‬تُعد‭ ‬بالأمس‭ ‬القريب‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المتناول،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المؤسسات‭ ‬العدلية‭ ‬والحقوقية‭ ‬والرقابية‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يشكّل‭ ‬وجود‭ ‬المرأة‭ ‬داخل‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬قيمة‭ ‬مضافة‭ ‬تعكس‭ ‬روح‭ ‬الشعار‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭. ‬فالعمل‭ ‬الرقابي‭ ‬بطبيعته‭ ‬يتطلب‭ ‬حسًا‭ ‬إنسانيًا‭ ‬عاليًا،‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬الاستماع،‭ ‬ودقة‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬التفاصيل،‭ ‬وشفافية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬حقوق‭ ‬الأفراد‭ ‬وكرامتهم‭. ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬أثبتت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تجسيدها‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬اليومي،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬حضورًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬ومضيئًا‭.‬

ومن‭ ‬موقعي‭ ‬كأمين‭ ‬عام‭ ‬للتظلمات،‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬حماية‭ ‬الحقوق‭ ‬وتعزيز‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬جوهري‭ ‬على‭ ‬التميّز‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬وعلى‭ ‬ابتكار‭ ‬أساليب‭ ‬عمل‭ ‬حديثة،‭ ‬وعلى‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جديدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬بين‭ ‬الجمهور‭ ‬والمؤسسات‭. ‬وقد‭ ‬أسهمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬النسائية‭ ‬داخل‭ ‬الأمانة‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬التقارير،‭ ‬وتطوير‭ ‬آليات‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الجمهور،‭ ‬وتحسين‭ ‬طرق‭ ‬المتابعة‭ ‬والرصد،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬روح‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬التي‭ ‬يسلّط‭ ‬عليها‭ ‬شعار‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

إن‭ ‬مسيرة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬داخل‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات‭ ‬تُجسّد‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬المؤسسي‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإجراءات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أشخاص‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالعدالة‭ ‬ويعملون‭ ‬بروح‭ ‬النزاهة‭ ‬والمشاركة‭. ‬والمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وعلى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الملفات‭ ‬الحساسة‭ ‬بذكاء‭ ‬واحترافية،‭ ‬وعلى‭ ‬تقديم‭ ‬نموذج‭ ‬مشرف‭ ‬للقيادة‭ ‬المؤسسية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬والإنصاف‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬نحتفي‭ ‬فيه‭ ‬بجميع‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات،‭ ‬نؤكد‭ ‬أن‭ ‬التميّز‭ ‬والإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬ليست‭ ‬شعارات‭ ‬تُرفع،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬واقع‭ ‬نعيشه‭ ‬داخل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة،‭ ‬ونراه‭ ‬جليًا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬الرفيع‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬اليوم‭ ‬كتابة‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬جديدة‭ ‬تليق‭ ‬بتاريخها،‭ ‬وتدعم‭ ‬حاضرها،‭ ‬وتمهّد‭ ‬لمستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬إشراقًا‭.‬

إنها‭ ‬امرأة‭ ‬تصنع‭ ‬التغيير،‭ ‬وترتقي‭ ‬بالعمل‭ ‬العام،‭ ‬وتُثبت‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تمضي‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬لأن‭ ‬أبناءها‭ -‬نساءً‭ ‬ورجالًا‭- ‬يعملون‭ ‬بروح‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬والإنسان‭.‬

 

{‭ ‬الأمين‭ ‬العامة‭ ‬للتظلمات

رئيس‭ ‬مفوضية‭ ‬حقوق‭ ‬السجناء‭ ‬والمحتجزين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا