«تميز.. إبداع.. ابتكار»، شعارنا لهذا العام.. شعار المرأة البحرينية الذي يعكس طبيعتها المتميزة، تلقائيتها المبدعة، عفويتها المبتكرة، وخير دليل على ذلك هو حقيقة ما وصلت إليه المرأة في مملكة البحرين من حضورٍ مؤثر وريادة متنامية في كل مجالات العمل الوطني؛ فالمرأة البحرينية لم تعد شريكًا في التنمية فحسب، بل أصبحت قوة فاعلة تضع بصمتها في المؤسسات، وتبتكر الحلول، وتسهم في تطوير العمل العام بروح عالية من المسؤولية والإبداع.
لقد أثبتت المرأة البحرينية خلال العقود الماضية قدرتها على تحويل الفرص التي توفرها الدولة إلى إنجازات ملموسة، ونجاحات ترفع اسم البحرين على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يعد بديهيا مع الدعم الكبير الذي تحظى به من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم، ومن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وباتت المرأة اليوم حاضرة في قطاعات كانت تُعد بالأمس القريب بعيدة عن المتناول، من بينها المؤسسات العدلية والحقوقية والرقابية.
ومن هذا المنطلق يشكّل وجود المرأة داخل الأمانة العامة للتظلمات قيمة مضافة تعكس روح الشعار لهذا العام. فالعمل الرقابي بطبيعته يتطلب حسًا إنسانيًا عاليًا، وقدرة على الاستماع، ودقة في تقييم التفاصيل، وشفافية في التعامل مع القضايا التي تمس حقوق الأفراد وكرامتهم. وكل هذه الصفات أثبتت المرأة البحرينية قدرتها على تجسيدها في الأداء اليومي، ما جعل حضورها في هذه المؤسسة حضورًا مؤثرًا ومضيئًا.
ومن موقعي كأمين عام للتظلمات، أرى أن مسؤولية حماية الحقوق وتعزيز سيادة القانون تعتمد بشكل جوهري على التميّز في الأداء، وعلى ابتكار أساليب عمل حديثة، وعلى إيجاد حلول جديدة لتعزيز الثقة بين الجمهور والمؤسسات. وقد أسهمت العديد من الكفاءات النسائية داخل الأمانة في الارتقاء بمستوى التقارير، وتطوير آليات التواصل مع الجمهور، وتحسين طرق المتابعة والرصد، بما يعكس روح الإبداع والابتكار التي يسلّط عليها شعار هذا العام.
إن مسيرة المرأة البحرينية داخل الأمانة العامة للتظلمات تُجسّد حقيقة أن التقدم المؤسسي لا يتحقق من خلال الإجراءات فقط، بل من خلال أشخاص يؤمنون بالعدالة ويعملون بروح النزاهة والمشاركة. والمرأة البحرينية أثبتت أنها قادرة على تحمل المسؤولية، وعلى التعامل مع الملفات الحساسة بذكاء واحترافية، وعلى تقديم نموذج مشرف للقيادة المؤسسية المبنية على المعرفة والإنصاف.
وفي هذا اليوم الذي نحتفي فيه بجميع النساء البحرينيات، نؤكد أن التميّز والإبداع والابتكار ليست شعارات تُرفع، بل هي واقع نعيشه داخل مؤسسات الدولة، ونراه جليًا في الأداء الرفيع للمرأة البحرينية التي تواصل اليوم كتابة قصة نجاح جديدة تليق بتاريخها، وتدعم حاضرها، وتمهّد لمستقبل أكثر إشراقًا.
إنها امرأة تصنع التغيير، وترتقي بالعمل العام، وتُثبت كل يوم أن البحرين تمضي إلى الأمام لأن أبناءها -نساءً ورجالًا- يعملون بروح واحدة من أجل العدالة والتنمية والإنسان.
{ الأمين العامة للتظلمات
رئيس مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك