يأتي الاحتفال بيوم المرأة البحرينية هذا العام ليشكّل محطة وطنية مشرقة، تقطف فيها مملكتنا الغالية ثمار أكثر من عقدين من العمل الجاد في مجال تمكين المرأة. فقد أثمر النموذج البحريني لتمكين المرأة البحرينية، الذي تبناه المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، عن نخبة من السيدات البحرينيات المتميزات اللواتي بلغن مراحل من التميز والإبداع والابتكار.
ويستمد هذا الإنجاز جذوره من رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، اللذين جعلا من مساهمة المرأة البحرينية في مسيرة بناء نهضة الوطن ركيزة أساسية من ركائز النهضة الشاملة والتنمية الوطنية المستدامة التي تنعم بها مملكتنا الغالية.
وفي هذا السياق، يأتي شعار يوم المرأة البحرينية هذا العام: تميز، إبداع، ابتكار، توكيداً لما تميزت به مسيرة المرأة البحرينية من نضج مهني وإبداع ذهني، وإنجازات بارزة في عديد من المجالات والقطاعات، التي تجاوزت في كثير من الأحيان الإطار المحلي إلى آفاق أوسع. ومن الأمثلة، وليس الحصر، المجالات التي تميزت فيها المرأة البحرينية، المجال القانوني، إذ لم يتجاوز دور المرأة فيه المشاركة فحسب، بل أسهمت جهودها بفعالية في قيادة التحولات الكبرى التي تشهدها الساحة القضائية في المملكة، وشاركت بفعالية في تمثيل البحرين في المحافل الإقليمية والدولية، حاملة رسالة العدالة البحرينية.
أيضاً أظهرت المرأة البحرينية حضوراً سباقاً في قطاع الطاقة والاستدامة، من خلال مشاركتها البارزة في صياغة السياسات الوطنية للطاقة، وتنفيذ مشروعات التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة. وقد برزت العديد من القيادات النسائية في مؤسسات حكومية وشبه حكومية وشركات النفط والغاز، حيث شاركن في إعداد استراتيجيات كفاءة الطاقة، وتعزيز الابتكار في مجالات إدارة الموارد، والاستثمار في التقنيات النظيفة. ويأتي هذا التميز انعكاساً لالتزام مملكة البحرين بسياسات التمكين ورفع مستوى مشاركة المرأة في القطاعات الحيوية، وتعزيز مكانتها كشريك أساسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما تميزت المرأة في قطاع التكنولوجيا، أذ أظهرت المرأة البحرينية براعتها في تطوير الحلول الرقمية الذكية والخدمات الإلكترونية، وأسهمت في قيادة مشاريع وطنية للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما أهلها للحصول على مراكز متقدمة في مسابقات الابتكار وريادة الأعمال الرقمية، تأكيداً لروح الريادة التي تتحلى بها المرأة البحرينية.
بالإضافة إلى ذلك، تميزت المرأة البحرينية في المجالين العلمي والصحي، حيث تمكنت الطبيبة والباحثة البحرينية من تحقيق إنجازات علمية بارزة من خلال أبحاث مبتكرة في المجالات العلاجية والسريرية والطبية، مما أهلّها للفوز بجوائز علمية مرموقة من جهات معترف بها. كما لعبت جهودهن دوراً محورياً في تعزيز مكانة مملكة البحرين كمركز للبحوث العلمية والرعاية الصحية.
كذلك من القطاعات التي سطرت فيها المرأة البحرينية قصص نجاح قطاع ريادة الأعمال والاقتصاد الإبداعي، حيث عززت المرأة مكانتها كقوة مؤثرة في سوق العمل من خلال إطلاق مشاريع نوعية في عديد من القطاعات، سواء التقليدية منها أو الحديثة، ومن ضمنها مجالات الصناعة والتكنولوجيا والخدمات الرقمية وغيرها. وقد حازت العديد من المبادرات النسائية جوائز في مسابقات التميز المحلية والخليجية، تكريماً لدورهن الفعّال في تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية المحلية، وذلك بفضل دعم المبادرات الحكومية والبرامج الوطنية التي تشجع وتحفز الريادة والإبداع.
إن الاحتفال بيوم المرأة البحرينية لعام ٢٠٢٥ لا يقتصر على تسليط الضوء على قصص نجاح المرأة البحرينية التي تميزت وأبدعت في مجال تخصصها فحسب، بل يأتي تكريماً وتقديراً لرؤية ومسيرة وطنية آمنت بقدرات المرأة، واستثمرت في تطوير علمها وتنمية طموحها، ووفرت لها بيئة حاضنة ومشجعة لتحقيق أحلامها.
البحرينية اليوم ليست فقط صانعة للإنجاز، بل هي ركيزة رئيسية في مسيرة التقدم، وشريكة في تشييد مستقبل جوهره الإبداع والمعرفة. إنها بحق تجسيد حي لشعار هذا العام: تميّز… إبداع… ابتكار.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك