العدد : ١٧٤١٤ - الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤١٤ - الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

مقالات

في رثاء سمو الشيخ إبراهيم بن حمد بن عبدالله آل خليفة..
ذكرى تعبق بالمحبة

بقلم: أحمد جعفر الحايكي.

الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

رحم‭ ‬الله‭ ‬رجلًا‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬جمال‭ ‬القلب‭ ‬ورفعة‭ ‬الخلق،‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الذي‭ ‬ودّع‭ ‬دنيانا‭ ‬تاركًا‭ ‬خلفه‭ ‬سيرةً‭ ‬طيبة‭ ‬تعبق‭ ‬بالمحبة،‭ ‬ومكانةً‭ ‬لا‭ ‬تُنسى‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عرفه‭ ‬أو‭ ‬زار‭ ‬مجلسه‭.‬

كان‭ ‬الراحل‭ ‬الكريم،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬يستقبل‭ ‬ضيوفه‭ ‬بحفاوة‭ ‬قلّ‭ ‬نظيرها؛‭ ‬يحيطهم‭ ‬بابتسامة‭ ‬صادقة‭ ‬وأحاديث‭ ‬عذبة‭ ‬تتنقل‭ ‬بين‭ ‬الأدب‭ ‬والشعر‭ ‬والتراث،‭ ‬وكأن‭ ‬مجلسه‭ ‬مساحة‭ ‬دفء‭ ‬لا‭ ‬يضيق‭ ‬بها‭ ‬الزمن‭.. ‬لا‭ ‬يتضايق‭ ‬من‭ ‬طول‭ ‬الزيارة،‭ ‬بل‭ ‬يُشعر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يجلس‭ ‬معه‭ ‬أنه‭ ‬صاحب‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة،‭ ‬وأن‭ ‬وجوده‭ ‬مصدر‭ ‬أنس‭ ‬وسعادة‭.. ‬تلك‭ ‬الروح‭ ‬المتواضعة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتحلى‭ ‬بها‭ ‬جعلت‭ ‬الناس‭ ‬يقتربون‭ ‬منه‭ ‬بمحبة‭ ‬واحترام‭ ‬تلقائيين،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬شخصيًا،‭ ‬تبهرني‭ ‬أحاديثه‭ ‬عن‭ ‬الطوالع‭ ‬الشعبية‭ ‬ونجومها‭ ‬ومواسمها‭ ‬لتخاله‭ ‬كخبير‭ ‬متمكن‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬وعلاماتها‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬سموه‭ ‬رجل‭ ‬مجلس‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬رجل‭ ‬عطاء‭ ‬وعمل،‭ ‬فقد‭ ‬قدم‭ ‬للوطن‭ ‬خدمات‭ ‬جليلة‭ ‬طوال‭ ‬مسيرته،‭ ‬واضعًا‭ ‬بصمته‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الإداري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والرياضي؛‭ ‬ففي‭ ‬القطاع‭ ‬البلدي‭ ‬وإدارة‭ ‬الزراعة‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬فكر‭ ‬تطويري‭ ‬واضح،‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬البناء‭ ‬والارتقاء،‭ ‬وفي‭ ‬الحراك‭ ‬الرياضي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬كان‭ ‬حاضرًا‭ ‬بقوة،‭ ‬يحرّك‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬ويعزز‭ ‬روح‭ ‬المبادرة،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬فترك‭ ‬رؤى‭ ‬ومساهمات‭ ‬رسخت‭ ‬مكانته‭ ‬كقيادي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬الخبرة‭ ‬والحكمة‭.‬

رحل‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم،‭ ‬لكن‭ ‬أثره‭ ‬باقٍ،‭ ‬وسيرته‭ ‬تظل‭ ‬تروى‭ ‬على‭ ‬الألسنة،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬يرحلون‭ ‬بأجسادهم،‭ ‬ويبقون‭ ‬بأفعالهم‭ ‬ومواقفهم‭ ‬وإنجازاتهم‭.. ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتغمده‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته،‭ ‬وأن‭ ‬يجعل‭ ‬الجنة‭ ‬مثواه،‭ ‬وأن‭ ‬يربط‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬أهله‭ ‬ومحبيه‭ ‬بالصبر‭ ‬والسلوان‭. ‬لقد‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬أحد‭ ‬رجالها‭ ‬الأوفياء،‭ ‬وسيسجل‭ ‬التاريخ‭ ‬له‭ ‬صفحات‭ ‬مضيئة‭ ‬لا‭ ‬يطويها‭ ‬النسيان‭.‬

 

الوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬لشؤون‭ ‬العمل

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا