رحم الله رجلًا جمع بين جمال القلب ورفعة الخلق، سمو الشيخ إبراهيم بن حمد بن عبدالله بن إبراهيم بن خالد آل خليفة، الذي ودّع دنيانا تاركًا خلفه سيرةً طيبة تعبق بالمحبة، ومكانةً لا تُنسى في نفوس كل من عرفه أو زار مجلسه.
كان الراحل الكريم، رحمه الله، يستقبل ضيوفه بحفاوة قلّ نظيرها؛ يحيطهم بابتسامة صادقة وأحاديث عذبة تتنقل بين الأدب والشعر والتراث، وكأن مجلسه مساحة دفء لا يضيق بها الزمن.. لا يتضايق من طول الزيارة، بل يُشعر كل من يجلس معه أنه صاحب مكانة خاصة، وأن وجوده مصدر أنس وسعادة.. تلك الروح المتواضعة التي كان يتحلى بها جعلت الناس يقتربون منه بمحبة واحترام تلقائيين، وبالنسبة إلي شخصيًا، تبهرني أحاديثه عن الطوالع الشعبية ونجومها ومواسمها لتخاله كخبير متمكن في الفصول وعلاماتها.
ولم يكن سموه رجل مجلس فقط، بل رجل عطاء وعمل، فقد قدم للوطن خدمات جليلة طوال مسيرته، واضعًا بصمته في المجال الإداري والاقتصادي والرياضي؛ ففي القطاع البلدي وإدارة الزراعة كان له فكر تطويري واضح، يسعى إلى البناء والارتقاء، وفي الحراك الرياضي والاجتماعي كان حاضرًا بقوة، يحرّك العمل الجماعي ويعزز روح المبادرة، أما في المجال الاقتصادي فترك رؤى ومساهمات رسخت مكانته كقيادي يجمع بين الخبرة والحكمة.
رحل الشيخ إبراهيم، لكن أثره باقٍ، وسيرته تظل تروى على الألسنة، فهو من أولئك الرجال الذين يرحلون بأجسادهم، ويبقون بأفعالهم ومواقفهم وإنجازاتهم.. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يربط على قلوب أهله ومحبيه بالصبر والسلوان. لقد فقدت البحرين أحد رجالها الأوفياء، وسيسجل التاريخ له صفحات مضيئة لا يطويها النسيان.
الوكيل المساعد لشؤون العمل


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك