عَاصِـفٌ لَـيْـلي، وَمِنْ قَـلْبي أَرى،
فِـيْـمَا يَرى الـنَّائِـمُ، أنِّي شَجَرٌ في بَـلَـدٍ،
وَجُذوري في بَـلَـدْ،
وَبِأنِّي حَجَـرُ الـيَـاقُـوتِ في مَـكْـمَـنِهِ،
وَبأَنِّي الـدُّرُّ في خَافِـي الـصَّـدَفْ،
وَبأنِّي مَوجَةٌ خَجْلى تُـنَــمِّي سُـحُـبا
تَـتَـسَـقَّاها تَـضَاريْـسُ الأَبَـدْ،
وَبِأَنِّي قَادِحُ الـبَـرْقِ، وَذَوْبٌ مـن بَـرَدْ،
وَشُـعَاعٌ عَـبْـقَـريٌّ، في احْتِـمالاتِ النُّطَفْ
وَبأَنِّي رَجْـفَةُ الظَّبْيِ طَـرِيـداً،
وَأسَى قَـلْـبٍ صَـريع ٍ قـد هَـمَـدْ.
***
وَأَرى فِـيْـمَا يَـرى الـنَّـائِـمُ، أَنِّــي
أبْجَديَّاتٌ وَأَعْـيَادُ مِـيْلادٍ لِحَرفْ،
وَبأَنِّي ذلِـكَ الـمَعْـنى الخُـرافيُّ الذي أوْمَـضَ
في أبْـهـى خـَـلـَـدْ
فَإِذا بِي نَـقَـرَاتٌ، عَـذْبَـة ُ الإِيْـقَـاع ِ
في أَطْرافِ دُفْ
وَأَراني زَهْــرَةً، وَأَرانِي نَحْلةً،
وَفَـراشـاً يَـتَـلَـظَّاهُ الـصَّـهَـدْ،
وَإِذا حَـولِـي رِجَالٌ مِنْ رُخَام ٍ
يَـتَـسَلَّونَ بـنَـقْـش ٍ كانَ يَوماً فِـي حَجَـرْ
وَأناسٌ في صُـفُـوفٍ، ونشيدٌ
يُسْكِـرُ الـرُّوحَ: مَـدَدْ،
وَنِـسَاءٌ مِنْ خَـزَفْ..
غَارقَاتٌ في بِحارِ الـمِـسْـكِ، لكنْ
لَـيْـسَ لِـلْـمِـسْـكِ أَرِيجٌ، وَعَلى الشَّاطئِ
سَـيْـفٌ لشَـهِـيْـدٍ، وَحَـمَـامٌ يَذرِفُ الـدَّمَ بَـدَدْ.
***
. . وَأَرَى فِـيْـمَا يَـرى النَّائِـمُ، أنِّـي
بُلبُلٌ غَـنَّى، وَغَـنَّى، واعْـتَـكَـفْ
وَبأَنِّي غَـارِقٌ فِي ابْـتِهَالاتِ مُحَـيَّاكِ
وَأحْـزَاني الصَّـحَـارَى دُونَ حَــدْ
وَبأنِّـي طَـرْفُـكِ الـنَّـاعِـسُ عـنـدَ الصُّـبْح ِ
صَـلـىّ، وارتـَـجـَــفْ
وَبأنِّي صِـرتُ عَـبْداً، وَمَلاكاً،
وَأسِـيـراً لِـغَــوايَاتِ الـجَــسَــدْ
ثُـمَّ أنِّي في عَـذَابٍ لـمَـخـاضٍ، كُـلُّهِ
كانَ جَـوَابـاً، لـسُـؤالٍ مِـنْ زَبَـدْ
وَبِأنِّي كُـلَّـمَا فَاضَ بيَ الـشَّـوقُ
تـوَزَّعْـتُ عَلى الـبُـعْــدِ نُــتَـفْ:
ذَاهِـلاً أجْـري.. وَأَجْـري
ناكِـراً كُلَّ تَوَاريخِي، كَـأنِّـي
في زِحَامِ الـكَوْنِ هَـذا.. لا أحَـدْ!
akhalifa44@hotmail.com

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك