زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
إعجابي بهيلين. لماذا؟
قبل حين ليس بالبعيد من الزمان أوردت جانبا حكاية أمريكية اسمها هيلين ستودينجر، في ثنايا مقال لي هنا. واليوم أعلن أنني معجب بهذه الـ«هيلين»، وحتى لو قام نمّام بتسريب الأمر إلى أم الجعافر، سأقول لهيلين على لسان المطربة المغربية سميرة سعيد: مش هتنازل عنك أبدا مهما يكون.. أبداً.. «أبدن»، فالإعجاب يتطلب مواقف صلبة، وهيلين تستحق الإعجاب، رغم أن هناك الملايين الذين اعتبروا أنها أتت بسلوك شائن، لأنها غضبت من جارها الشاب الذي طلبت منه قبلة فرفض، بكل قلة حياء لأنه لا يعرف حقوق الجوار، ولا أرى في طلب هيلين بوسة من جارها ما يشين، فالبوس حق مكفول في الدستور الأمريكي، كما أنه من قلة الذوق حسب ذلك الدستور أن تطلب امرأة بوسة من رجل فيرفض. امرأة ترفض طلب قبلة من رجل ما فيها شيء.
وأعترف بكل صراحة ووقاحة وبجاحة أنني ازددت إعجابا بهيلين بعد أن رأيت صورتها، وكبرت في نظري لرد الفعل الذي صدر عنها عندما رفض جارها اللئيم تلبية طلبها البسيط المنصوص عليه في الدساتير. وأصل الحكاية هو أن هيلين تقيم في بلدة فورت ماكوي بولاية فلوريدا الأمريكية، وكان جارها دوايت بيبتنر يبادلها التحية ويساعدها بين الحين والآخر في التخلص من أكياس القمامة ثقيلة الوزن، وذات يوم ليس بالبعيد ذهبت هيلين لزيارة دوايت في بيته وطلبت منه القبلة فرفض رفضا باتاً، فما كان من هيلين إلا أن غادرت بيته بعد أن قررت تأديبه. بعد دقائق فوجئ دوايت بالرصاص ينهال عليه، ولحسن حظه فقد كان قد انتقل بعيدا عن النافذة التي انهمر عبرها الرصاص، قبل ثانية من فتح هيلين نيران مسدسها الأوتوماتيكي عليه وقصفه بأربع رصاصات. تطاير الزجاج ولقيت بعض الأواني المنزلية حتفها، ولكن الجار البخيل دوايت لم يصب بأذى، وهكذا قام باستدعاء الشرطة، التي أتت واعتقلت هيلين، التي مثلت أمام النيابة العامة توطئة لتقديمها للمحاكمة. ولا يهمك يا «هلونة» وراك رجالة، وأجيب لك أحسن محام في فلوريدا ليدافع عنك.
لهيلين هذه جلد مثل الشامواه، وشعر قصير ولكن كالحرير، وفي أرق نسمة هواء يطير. عمرها – اللهم لا حسد – 29 سنة!! عفوا، هناك خلل في كمبيوتري يعكس الأرقام وعلى القارئ تبديل موقع الرقمين ليعرف عمرها الحقيقي الذي هو قرن إلا ثماني سنوات، والرجل الرخيص الذي لا يعرف العشرة وأصول الجيرة عمره 51 سنة!! فيها إيه لو تبرعت لامرأة تجاوزت التسعين بقبلة وأنت تتسكع في أندية البلدة كل ليلة تنفق الدولارات الخضراء لملاعبة نساء موديل سنة كم وتسعين!! ومن حق القارئ أن يتساءل: ماذا حدث لذوقك الجمالي يا من صرعت بوسامتك سعاد حسني وبرلنتي عبد الحميد وميمي شكيب؟ لا تظلموني يا جماعة فأنا معجب بها لسبب ينبغي أن يجعل كل الرجال يحبونها. كلمة «تحرش» صارت تعني فقط أن رجلا ما غازل امرأة بالكلام أو بالملامسة، فجاءت هيلين لتثبت أن هناك نساء يتحرشن بالرجال، وأن هناك رجالا يسقطون ضحايا للتحرش النسائي، ولكنهم لا يشتكون. تخيل لو أن رجلا ذهب إلى الشرطة قائلا: «كنت في أحد المتاجر وغمزت لي فتاة بعينيها ولما تجاهلتها، غافلت البائع وحشرت في جيبي ورقة فيها رقم هاتفها الجوال!!» قد تعتقله الشرطة بتهمة تعاطي المخدرات. وقد يصبح أضحوكة ويجد من يقول له: احلم كما تشاء بس بعيدا عن مركز الشرطة.
والأمر الآخر هو أن هيلين لا تعترف بالعمر حاجزا لنيل مرادها. تريد أن تكوش على كل شيء دون حساب مشاعر «الطرف الآخر». ولعل مثلها الأعلى الشحرورة صباح التي وعلى ذمة مقياس ريختر تزوجت خمس مرات وهي فوق السبعين.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك