العدد : ١٧٤٠٦ - الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٦ - الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

إعجابي بهيلين. لماذا؟

قبل‭ ‬حين‭ ‬ليس‭ ‬بالبعيد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬أوردت‭ ‬جانبا‭ ‬حكاية‭ ‬أمريكية‭ ‬اسمها‭ ‬هيلين‭ ‬ستودينجر،‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬مقال‭ ‬لي‭ ‬هنا‭. ‬واليوم‭ ‬أعلن‭ ‬أنني‭ ‬معجب‭ ‬بهذه‭ ‬الـ«هيلين‮»‬،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬قام‭ ‬نمّام‭ ‬بتسريب‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬أم‭ ‬الجعافر،‭ ‬سأقول‭ ‬لهيلين‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المطربة‭ ‬المغربية‭ ‬سميرة‭ ‬سعيد‭: ‬مش‭ ‬هتنازل‭ ‬عنك‭ ‬أبدا‭ ‬مهما‭ ‬يكون‭.. ‬أبداً‭.. ‬‮«‬أبدن‮»‬،‭ ‬فالإعجاب‭ ‬يتطلب‭ ‬مواقف‭ ‬صلبة،‭ ‬وهيلين‭ ‬تستحق‭ ‬الإعجاب،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الملايين‭ ‬الذين‭ ‬اعتبروا‭ ‬أنها‭ ‬أتت‭ ‬بسلوك‭ ‬شائن،‭ ‬لأنها‭ ‬غضبت‭ ‬من‭ ‬جارها‭ ‬الشاب‭ ‬الذي‭ ‬طلبت‭ ‬منه‭ ‬قبلة‭ ‬فرفض،‭ ‬بكل‭ ‬قلة‭ ‬حياء‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬حقوق‭ ‬الجوار،‭ ‬ولا‭ ‬أرى‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬هيلين‭ ‬بوسة‭ ‬من‭ ‬جارها‭ ‬ما‭ ‬يشين،‭ ‬فالبوس‭ ‬حق‭ ‬مكفول‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬الأمريكي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الذوق‭ ‬حسب‭ ‬ذلك‭ ‬الدستور‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬امرأة‭ ‬بوسة‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬فيرفض‭. ‬امرأة‭ ‬ترفض‭ ‬طلب‭ ‬قبلة‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬شيء‭.‬

وأعترف‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬ووقاحة‭ ‬وبجاحة‭ ‬أنني‭ ‬ازددت‭ ‬إعجابا‭ ‬بهيلين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رأيت‭ ‬صورتها،‭ ‬وكبرت‭ ‬في‭ ‬نظري‭ ‬لرد‭ ‬الفعل‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬عنها‭ ‬عندما‭ ‬رفض‭ ‬جارها‭ ‬اللئيم‭ ‬تلبية‭ ‬طلبها‭ ‬البسيط‭ ‬المنصوص‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الدساتير‭. ‬وأصل‭ ‬الحكاية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هيلين‭ ‬تقيم‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬فورت‭ ‬ماكوي‭ ‬بولاية‭ ‬فلوريدا‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وكان‭ ‬جارها‭ ‬دوايت‭ ‬بيبتنر‭ ‬يبادلها‭ ‬التحية‭ ‬ويساعدها‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أكياس‭ ‬القمامة‭ ‬ثقيلة‭ ‬الوزن،‭ ‬وذات‭ ‬يوم‭ ‬ليس‭ ‬بالبعيد‭ ‬ذهبت‭ ‬هيلين‭ ‬لزيارة‭ ‬دوايت‭ ‬في‭ ‬بيته‭ ‬وطلبت‭ ‬منه‭ ‬القبلة‭ ‬فرفض‭ ‬رفضا‭ ‬باتاً،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬هيلين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬غادرت‭ ‬بيته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قررت‭ ‬تأديبه‭. ‬بعد‭ ‬دقائق‭ ‬فوجئ‭ ‬دوايت‭ ‬بالرصاص‭ ‬ينهال‭ ‬عليه،‭ ‬ولحسن‭ ‬حظه‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬انتقل‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النافذة‭ ‬التي‭ ‬انهمر‭ ‬عبرها‭ ‬الرصاص،‭ ‬قبل‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬هيلين‭ ‬نيران‭ ‬مسدسها‭ ‬الأوتوماتيكي‭ ‬عليه‭ ‬وقصفه‭ ‬بأربع‭ ‬رصاصات‭. ‬تطاير‭ ‬الزجاج‭ ‬ولقيت‭ ‬بعض‭ ‬الأواني‭ ‬المنزلية‭ ‬حتفها،‭ ‬ولكن‭ ‬الجار‭ ‬البخيل‭ ‬دوايت‭ ‬لم‭ ‬يصب‭ ‬بأذى،‭ ‬وهكذا‭ ‬قام‭ ‬باستدعاء‭ ‬الشرطة،‭ ‬التي‭ ‬أتت‭ ‬واعتقلت‭ ‬هيلين،‭ ‬التي‭ ‬مثلت‭ ‬أمام‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬توطئة‭ ‬لتقديمها‭ ‬للمحاكمة‭. ‬ولا‭ ‬يهمك‭ ‬يا‭ ‬‮«‬هلونة‮»‬‭ ‬وراك‭ ‬رجالة،‭ ‬وأجيب‭ ‬لك‭ ‬أحسن‭ ‬محام‭ ‬في‭ ‬فلوريدا‭ ‬ليدافع‭ ‬عنك‭.‬

لهيلين‭ ‬هذه‭ ‬جلد‭ ‬مثل‭ ‬الشامواه،‭ ‬وشعر‭ ‬قصير‭ ‬ولكن‭ ‬كالحرير،‭ ‬وفي‭ ‬أرق‭ ‬نسمة‭ ‬هواء‭ ‬يطير‭. ‬عمرها‭ ‬‭ ‬اللهم‭ ‬لا‭ ‬حسد‭ ‬‭ ‬29‭ ‬سنة‭!! ‬عفوا،‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬كمبيوتري‭ ‬يعكس‭ ‬الأرقام‭ ‬وعلى‭ ‬القارئ‭ ‬تبديل‭ ‬موقع‭ ‬الرقمين‭ ‬ليعرف‭ ‬عمرها‭ ‬الحقيقي‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬قرن‭ ‬إلا‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات،‭ ‬والرجل‭ ‬الرخيص‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬العشرة‭ ‬وأصول‭ ‬الجيرة‭ ‬عمره‭ ‬51‭ ‬سنة‭!! ‬فيها‭ ‬إيه‭ ‬لو‭ ‬تبرعت‭ ‬لامرأة‭ ‬تجاوزت‭ ‬التسعين‭ ‬بقبلة‭ ‬وأنت‭ ‬تتسكع‭ ‬في‭ ‬أندية‭ ‬البلدة‭ ‬كل‭ ‬ليلة‭ ‬تنفق‭ ‬الدولارات‭ ‬الخضراء‭ ‬لملاعبة‭ ‬نساء‭ ‬موديل‭ ‬سنة‭ ‬كم‭ ‬وتسعين‭!! ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬القارئ‭ ‬أن‭ ‬يتساءل‭: ‬ماذا‭ ‬حدث‭ ‬لذوقك‭ ‬الجمالي‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬صرعت‭ ‬بوسامتك‭ ‬سعاد‭ ‬حسني‭ ‬وبرلنتي‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬وميمي‭ ‬شكيب؟‭ ‬لا‭ ‬تظلموني‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬فأنا‭ ‬معجب‭ ‬بها‭ ‬لسبب‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬كل‭ ‬الرجال‭ ‬يحبونها‭. ‬كلمة‭ ‬‮«‬تحرش‮»‬‭ ‬صارت‭ ‬تعني‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬رجلا‭ ‬ما‭ ‬غازل‭ ‬امرأة‭ ‬بالكلام‭ ‬أو‭ ‬بالملامسة،‭ ‬فجاءت‭ ‬هيلين‭ ‬لتثبت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نساء‭ ‬يتحرشن‭ ‬بالرجال،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬رجالا‭ ‬يسقطون‭ ‬ضحايا‭ ‬للتحرش‭ ‬النسائي،‭ ‬ولكنهم‭ ‬لا‭ ‬يشتكون‭. ‬تخيل‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬رجلا‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬الشرطة‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المتاجر‭ ‬وغمزت‭ ‬لي‭ ‬فتاة‭ ‬بعينيها‭ ‬ولما‭ ‬تجاهلتها،‭ ‬غافلت‭ ‬البائع‭ ‬وحشرت‭ ‬في‭ ‬جيبي‭ ‬ورقة‭ ‬فيها‭ ‬رقم‭ ‬هاتفها‭ ‬الجوال‭!!‬‮»‬‭ ‬قد‭ ‬تعتقله‭ ‬الشرطة‭ ‬بتهمة‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدرات‭. ‬وقد‭ ‬يصبح‭ ‬أضحوكة‭ ‬ويجد‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬له‭: ‬احلم‭ ‬كما‭ ‬تشاء‭ ‬بس‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭.‬

والأمر‭ ‬الآخر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هيلين‭ ‬لا‭ ‬تعترف‭ ‬بالعمر‭ ‬حاجزا‭ ‬لنيل‭ ‬مرادها‭. ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكوش‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬دون‭ ‬حساب‭ ‬مشاعر‭ ‬‮«‬الطرف‭ ‬الآخر‮»‬‭. ‬ولعل‭ ‬مثلها‭ ‬الأعلى‭ ‬الشحرورة‭ ‬صباح‭ ‬التي‭ ‬وعلى‭ ‬ذمة‭ ‬مقياس‭ ‬ريختر‭ ‬تزوجت‭ ‬خمس‭ ‬مرات‭ ‬وهي‭ ‬فوق‭ ‬السبعين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا