العدد : ١٧٤٠٥ - الاثنين ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٥ - الاثنين ١٧ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عضها الثعبان ثم مات

هل‭ ‬أتتكم‭ ‬حكاية‭ ‬أوريت‭ ‬فوكس؟‭ ‬هي‭ ‬شابة‭ ‬فاتنة‭ ‬تنضح‭ ‬أنوثة،‭ ‬وهي‭ ‬ذات‭ ‬جمال‭ ‬فتاك‭ ‬يجعل‭ ‬الرجال‭ ‬فوق‭ ‬الستين‭ ‬يسلُّون‭ ‬ألسنتهم‭ ‬كلما‭ ‬رأوها‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬غلاف‭ ‬مجلة،‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬وصفا‭ ‬لمفاتنها‭ ‬أبلغ‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬الشاعر‭ ‬السوداني‭ ‬الكبير‭ ‬محمد‭ ‬المكي‭ ‬إبراهيم‭: ‬أنثى‭ ‬من‭ ‬اللحم‭ ‬الصقيل‭ ‬توهجت‭ ‬خصبا‭ / ‬وضجّ‭ ‬النسل‭ ‬في‭ ‬أعضائها،‭ ‬ولا‭ ‬أعتقد‭ ‬ان‭ ‬في‭ ‬الشعر‭ ‬العربي‭ ‬الحديث‭ ‬بيتا‭ ‬يضاهيه‭ ‬في‭ ‬الغزل‭ ‬الحسي‭ ‬المستتر‭ ‬والمهذب،‭ ‬وأوريت‭ ‬فوكس‭ ‬تدرك‭ ‬أنها‭ ‬تملك‭ ‬أسلحة‭ ‬دمار‭ ‬الرجال‭ ‬الشامل‭ ‬وتستخدمها‭ ‬بكفاءة‭ ‬لكسب‭ ‬المال‭. ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تتهم‭ ‬أبا‭ ‬الجعافر‭ ‬بالمراهقة‭ ‬‮«‬المبكرة‮»‬،‭ ‬استدرك‭ ‬وأقول‭ ‬إنها‭ ‬إسرائيلية‭. ‬أعرف‭ ‬أنني‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬أكحلها‭ ‬فعميتها،‭ ‬ولكنني‭ ‬استدرك‭ ‬مجددا‭ ‬وأقول‭ ‬بصدق‭ ‬إنني‭ ‬شامت‭ ‬فيها‭ ‬لأنها‭ ‬تعرضت‭ ‬لحادث‭ ‬بشع،‭ ‬فالآنسة‭ ‬فوكس‭ ‬تتكسب‭ ‬من‭ ‬التعري‭ ‬وتبيع‭ ‬صورها‭ ‬الفاضحة‭ ‬للمجلات‭ ‬بمئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬وتدفع‭ ‬شركات‭ ‬الإعلان‭ ‬مبالغ‭ ‬ضخمة‭ ‬لها‭ ‬كي‭ ‬تنال‭ ‬حق‭ ‬استخدام‭ ‬صورها‭ ‬العارية‭ ‬لتسويق‭ ‬منتجاتها‭.‬

استعدت‭ ‬فوكس‭ ‬للتصوير،‭ ‬ومثلها‭ ‬لا‭ ‬يستعد‭ ‬للتصوير‭ ‬بتفقد‭ ‬وضعية‭ ‬الملابس،‭ ‬بل‭ ‬بالتخلص‭ ‬من‭ ‬الملابس،‭ ‬وإنصافا‭ ‬لها‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تتخلص‭ ‬‮«‬كلش‮»‬‭ ‬وتقف‭ ‬زلط‭ ‬ملط‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرا،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬غير‭ ‬مألوفة‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬الاحتشام،‭ ‬إذا‭ ‬اكتفت‭ ‬بتعرية‭ ‬الجزء‭ ‬العلوي‭ ‬من‭ ‬جسمها،‭ ‬وكانت‭ ‬اللقطة‭ ‬تستوجب‭ ‬أن‭ ‬تلف‭ ‬حول‭ ‬عنقها‭ ‬ثعبانا‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬الأصلة،‭ ‬ولكن‭ ‬غير‭ ‬السامة،‭ ‬ولكنها‭ ‬ذات‭ ‬عضلات‭ ‬قوية‭ ‬وتلتف‭ ‬حول‭ ‬فريستها‭ ‬وتقتلها‭ ‬عصرا‭ ‬ثم‭ ‬تلتهمها‭ ‬كاملة،‭ ‬وحملت‭ ‬فوكس‭ ‬الثعبان‭ ‬ووضعته‭ ‬على‭ ‬كتفها‭ ‬كما‭ ‬الوشاح،‭ ‬ولكن‭ ‬الأمور‭ ‬التبست‭ ‬على‭ ‬الثعبان،‭ ‬فهجم‭ ‬على‭ ‬نهدها‭ ‬ونهشه،‭ ‬ربما‭ ‬حسبه‭ ‬حيوانا‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬غير‭ ‬معروفة‭ ‬لديه،‭ ‬ولما‭ ‬تعذر‭ ‬عليه‭ ‬الالتفاف‭ ‬حوله‭ ‬وعصره‭ ‬جرّب‭ ‬‮«‬العض‮»‬‭. ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬بعضكم‭ ‬سيحس‭ ‬بالقرف‭ ‬لأنني‭ ‬أكتب‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بلغة‭ ‬‮«‬فاضحة‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬صبراً‭. ‬بعد‭ ‬العضة‭ ‬من‭ ‬الثعبان‭ ‬قليل‭ ‬الأدب‭ ‬الذي‭ ‬تحرش‭ ‬بها‭ ‬بعنف،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬فوكس‭ ‬بحاجة‭ ‬إلا‭ ‬لإسعافات‭ ‬أولية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬حقنة‭ ‬مضادة‭ ‬للتتانوس‭. ‬وكي‭ ‬أنفي‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬شبهة‭ ‬التغزل‭ ‬بمحاسن‭ ‬إسرائيلية‭ ‬قليلة‭ ‬الحياء‭ ‬وقليلة‭ ‬الملابس‭ ‬أقول‭ ‬إنني‭ ‬لست‭ ‬متعاطفا‭ ‬مع‭ ‬فوكس‭ ‬بل‭ ‬مع‭ ‬الثعبان‭ ‬المسكين‭. ‬أتعرفون‭ ‬ماذا‭ ‬جنى‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الخمشة‭ / ‬العضة؟‭ ‬مات‭. ‬مئات‭ ‬التيوس‭ ‬دفعوا‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬ليلمسوا‭ ‬صدر‭ ‬فوكس‭ ‬ولو‭ ‬في‭ ‬‮«‬الصورة‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬الثعبان‭ ‬لم‭ ‬يكتف‭ ‬بلمسه‭ ‬بل‭ ‬غرز‭ ‬أسنانه‭ ‬فيه‭ ‬وراح‭ ‬فيها‭!! ‬أتعرفون‭ ‬لماذا؟‭ ‬مات‭ ‬الثعبان‭ ‬مسموما‭. ‬سبحان‭ ‬الله‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عند‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬بالمقلوب‭. ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬يعض‭ ‬الثعبان‭ ‬آدميا‭ ‬فيموت‭ ‬الآدمي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬يحصل‭ ‬العكس‭: ‬يعض‭ ‬الثعبان‭ ‬آدميا‭ ‬فيموت‭ ‬الثعبان‭. ‬ومات‭ ‬المسكين‭ ‬لأن‭ ‬صدر‭ ‬فوكس‭ ‬‮«‬سام‮»‬‭. ‬ليس‭ ‬بالمعنى‭ ‬الغزلي‭ ‬للكلمة‭ ‬بل‭ ‬بمعناها‭ ‬الحرفي،‭ ‬فذاك‭ ‬الصدر‭ ‬النافر‭ ‬كما‭ ‬صدور‭ ‬حارسات‭ ‬معمر‭ ‬الجزافي‭ ‬الخرافي‭ ‬كان‭ ‬محشوا‭ ‬بمادة‭ ‬السيليكون،‭ ‬ليبدو‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬مشدودا،‭ ‬وليت‭ ‬الحيزبون‭ ‬الفرنسية‭ ‬برجيت‭ ‬باردو،‭ ‬التي‭ ‬اعتزلت‭ ‬التمثيل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬جسمها‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬للعرض‭ ‬بدون‭ ‬هدوم،‭ ‬ثم‭ ‬تفرغت‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الحمير‭  ‬والخنازير،‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يترجم‭ ‬لها‭ ‬مقالي‭ ‬هذا‭ ‬لترفع‭ ‬دعوى‭ ‬على‭ ‬فوكس‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬ورثة‭ ‬ذلك‭ ‬الثعبان،‭ ‬فمنذ‭ ‬سنوات‭ ‬وباردو‭ ‬تطالب‭ ‬بقرار‭ ‬دولي‭ ‬يمنع‭ ‬المسلمين‭ ‬من‭ ‬ذبح‭ ‬الخراف‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬بدون‭ ‬بنج،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬تواصل‭ ‬حملتها‭ ‬لمنع‭ ‬الذبح‭ ‬الحلال‭ ‬للبهائم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬

وإذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬درس‭ ‬مستفاد‭ ‬من‭ ‬مأساة‭ ‬ذلك‭ ‬الثعبان‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المفاتن‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬فتسيل‭ ‬لها‭ ‬‮«‬ريالة‮»‬‭ ‬الرجال،‭ ‬فالصو‭. ‬مغشوشة‭ ‬ومضروبة‭. ‬تعجبك‭ ‬شفاه‭ ‬أنجلينا‭ ‬جولي‭ ‬المكتنزة‭. ‬طعنة‭ ‬إبرة‭ ‬وتتحول‭ ‬تلك‭ ‬الشفاه‭ ‬الى‭ ‬ورقة‭ ‬خس‭!! ‬كيف‭ ‬حافظت‭ ‬الممثلة‭ ‬الفلانية‭ ‬على‭ ‬وجهها‭ ‬مشدودا‭ ‬صقيلا‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تخضع‭ ‬لجراحة‭ ‬تجميل؟‭ ‬بوتوكس‭. ‬يتم‭ ‬حقنه‭ ‬تحت‭ ‬الجلد‭ ‬فتزول‭ ‬التجاعيد،‭ ‬وهناك‭ ‬ممثلة‭ ‬معروفة‭ ‬صارت‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬إغماض‭ ‬عينيها‭ ‬حتى‭ ‬عند‭ ‬النوم‭ ‬لأنها‭ ‬زودت‭ ‬جرعة‭ ‬البوتوكس‭ ‬حبتين‭. ‬وإذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تشكر‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬نعمه‭ ‬ليزيدك‭ ‬من‭ ‬نعيمه‭ ‬كن‭ ‬مثل‭ ‬أبي‭ ‬الجعافر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستخدم‭ ‬حتى‭ ‬النيفيا‭ ‬ولهذا‭ ‬ظل‭ ‬عمره‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬39‭ ‬و49‭ ‬سنة‭ ‬منذ‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا