العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

المرأة البحرينية في (2025/2026) من التمكين والتقدم إلى الريادة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬حققت‭ ‬صعودًا‭ ‬قياسيًّا‭ ‬في‭ ‬مساواتها‭ ‬للرجل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الميادين،‭ ‬منذ‭ ‬تولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الأمانة‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1999،‭ ‬وإنشائه‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬2001،‭ ‬وإعمالاً‭ ‬لمبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬وإدماجها‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التنمية،‭ ‬وإلغاء‭ ‬كل‭ ‬صور‭ ‬التمييز،‭ ‬وتعزز‭ ‬هذا‭ ‬الصعود‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬استراتيجية‭ ‬وخطة‭ ‬النهوض‭ ‬بالمرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬2005‭ ‬‭ ‬2012‭ ‬والتي‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬التمكين‭ ‬سياسيًا‭ ‬واقتصاديًا‭ ‬واجتماعيًا،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬2013‭ ‬‭ ‬2022،‭ ‬والتي‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬بنفسها،‭ ‬وصارت‭ ‬تتمتع‭ ‬بكل‭ ‬حقوقها‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية،‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭.‬

وأثبت‭ ‬أداؤها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الميادين‭ ‬تفوقًا،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬كان‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬جهودها،‭ ‬وصارت‭ ‬لاعبًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬نهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬2013‭ ‬‭ ‬2022،‭ ‬وضع‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬استراتيجية‭ ‬2023‭ ‬‭ ‬2030،‭ ‬التي‭ ‬تتجاوز‭ ‬مراحل‭ ‬التمكين‭ ‬والتقدم‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الريادة،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مشاركتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتقنية‭ ‬وفي‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬واستهدفت‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬رفع‭ ‬مساهمتها‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التنموية،‭ ‬وفي‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬تعزيز‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬ورفع‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للأسرة‭ ‬عبر‭ ‬زيادة‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتطوير‭ ‬برامج‭ ‬تدعم‭ ‬انتقال‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬أو‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‭ ‬لأن‭ ‬يقوم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بالنشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬واقتصار‭ ‬دور‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬على‭ ‬التنظيم،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الشمول‭ ‬المالي‭ ‬والتقني‭ ‬تعزيز‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭ ‬والتمويل‭ ‬المناسب‭ ‬لإطلاق‭ ‬مشاريع،‭ ‬وتوفير‭ ‬التدريب‭ ‬على‭ ‬المهارات‭ ‬الرقمية‭ ‬والتقنية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشمول‭ ‬الرقمي‭ ‬للمرأة‭ ‬وتنمية‭ ‬مهاراتها‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬المال‭ ‬العالمية،‭ ‬وفي‭ ‬ريادة‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭ ‬العلمية،‭ ‬وانتقال‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬ومواصلة‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬لضمان‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأمثل،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬جودة‭ ‬الحياة‭ ‬الأفضل‭ ‬تطوير‭ ‬خدمات‭ ‬السلامة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬وتشجيع‭ ‬رياضة‭ ‬المرأة،‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬المساندة‭ ‬لها،‭ ‬وتعزيز‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬المرأة‭ ‬وأسرتها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬وبرامج‭ ‬صحية‭ ‬ونفسية،‭ ‬واتجه‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬إلى‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬2023‭- ‬2030‭ ‬بنفس‭ ‬المنهاجية‭ ‬التي‭ ‬سلكها‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬2013‭ ‬‭ ‬2022‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬الملكية‭ ‬الوطنية‭ ‬لخطة‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭.‬

وتحقيقًا‭ ‬لذلك‭ ‬شرع‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬عقد‭ ‬لقاءات‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬مختلفة،‭ ‬لمناقشة‭ ‬تقييم‭ ‬الخطة‭ ‬السابقة‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬مخرجات‭ ‬هذا‭ ‬التقييم،‭ ‬وتوصيات‭ ‬المنتدى‭ ‬الوطني‭ ‬لمناقشة‭ ‬تقرير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حول‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬المجلس‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬هذه‭ ‬التوصيات‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬وخطط‭ ‬وبرامج‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬الفجوات،‭ ‬وتطوير‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأداء‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وشملت‭ ‬اللقاءات‭ ‬التي‭ ‬عقدها‭ ‬مع‭ ‬الشركاء،‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة،‭ ‬والتعلم‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة،‭ ‬ووضع‭ ‬المجلس‭ ‬برنامجا‭ ‬تنفيذيا‭ ‬استعدادًا‭ ‬للخطة‭ ‬الجديدة‭ ‬لتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬مستهدفًا‭ ‬تحقيق‭ ‬الانسجام‭ ‬بين‭ ‬أولويات‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬والتوجه‭ ‬التنموي‭ ‬الوطني،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬والتوجهات‭ ‬والتجارب‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وبما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬التوجهات‭ ‬الدولية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬ويضمن‭ ‬رفع‭ ‬وتحسين‭ ‬مكانة‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭.‬

واتجهت‭ ‬الخطة‭ ‬الجديدة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمرأة،‭ ‬في‭ ‬استهداف‭ ‬رفع‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حققت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إنجازًا‭ ‬قويًا،‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬العمل‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬43%‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬32%‭ ‬قبل‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬53%‭ ‬مرتفعة‭ ‬بنسبة‭ ‬36%عن‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬وفي‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬35%‭ ‬مرتفعة‭ ‬بنسبة‭ ‬5%،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬متوسط‭ ‬أجور‭ ‬العاملة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬شهريًا‭ ‬827‭ ‬دينارا‭ ‬وفي‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬603‭ ‬دنانير،‭ ‬وارتفعت‭ ‬نسبة‭ ‬المالكات‭ ‬لسجلات‭ ‬تجارية‭ ‬من‭ ‬39%‭ ‬في‭ ‬2012‭ ‬إلى‭ ‬41%،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬حوالي‭ ‬52‭ ‬رائدة‭ ‬أعمال‭ ‬بحرينية‭ ‬تملك‭ ‬علامة‭ ‬تجارية‭ ‬خاصة‭ ‬بها،‭ ‬وقد‭ ‬عزز‭ ‬ذلك‭ ‬الحاضنة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬‮«‬ريادات‮»‬‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مبادرات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬نحو‭ ‬مساعدة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬تطوير‭ ‬عملها‭.‬

وتأتي‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لنهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬2025‭ ‬‭ ‬2026‭ ‬حلقة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬2023‭ ‬‭ ‬2030،‭ ‬وكخارطة‭ ‬طريق‭ ‬لاستدامة‭ ‬نمو‭ ‬وعطاء‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وتحقيقها‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وجاءت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬التمكين‭ ‬والتقدم‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬الريادة،‭ ‬متضمنة‭ ‬أربعة‭ ‬مجالات‭ ‬رئيسية‭ ‬تمثل‭ ‬أولوية‭ ‬العمل‭ ‬لعامي‭ ‬2025‭ ‬‭ ‬2026‭ ‬وهي‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة،‭ ‬صنع‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬المشاركة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة،‭ ‬وتتوزع‭ ‬مبادرات‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬محاور‭ ‬هي‭: ‬السياسات،‭ ‬الموازنات‭ ‬المستجيبة‭ ‬لاحتياجات‭ ‬المرأة،‭ ‬التوعية‭ ‬والتدريب،‭ ‬التدقيق‭ ‬والرقابة،‭ ‬والمتابعة‭ ‬والتقييم،‭ ‬فيما‭ ‬تستلهم‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬ومنطلقات‭ ‬رؤية‭ ‬2050،‭ ‬وبرنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة،‭ ‬والنموذج‭ ‬الوطني‭ ‬للتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وتتعامل‭ ‬مع‭ ‬الملاحظات‭ ‬الختامية‭ ‬على‭ ‬تقارير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية‭ ‬الإلزامية‭ ‬والطوعية،‭ ‬ومنها‭ ‬اتفاقية‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬ضد‭ ‬المرأة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أجندة‭ ‬وأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الـ‭ ‬17،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬ذات‭ ‬الارتباط‭ ‬المباشر‭ ‬للمرأة،‭ ‬وهي‭ ‬الهدف‭ ‬الخامس‭: ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬والعاشر‭: ‬الحد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭.‬

وتبني‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تنفيذ‭ ‬التمكين‭ ‬ونهوض‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بنفسها،‭ ‬لتوفر‭ ‬بذلك‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬استراتيجية‭ ‬مستهدفة‭ ‬مواصلة‭ ‬صعود‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬الريادة،‭ ‬وتحقيقها‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬التميز‭ ‬واستدامة‭ ‬عطائها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المختلفة‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬يساعدها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬السياسات‭ ‬الداعمة‭ ‬للعنصر‭ ‬النسائي‭ ‬والجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬قدرات‭ ‬المرأة،‭ ‬وضمان‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

واتبعت‭ ‬الخطة‭ ‬منهجية‭ ‬علمية‭ ‬وفنية‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬واقع‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬منذ‭ ‬استكمالها‭ ‬تجاوز‭ ‬مرحلة‭ ‬التمكين‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬والحياة‭ ‬العامة،‭ ‬وسعت‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مواقع‭ ‬صنع‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬وتولت‭ ‬حقائب‭ ‬وزارية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الصحة،‭ ‬والإسكان،‭ ‬والسياحة،‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬والوظائف‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بأهمية‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬وحققت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬حضورًا‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬المنتخبة،‭ ‬والمناصب‭ ‬النوعية‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬والسلطة‭ ‬القضائية‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة،‭ ‬ووصل‭ ‬عدد‭ ‬البحرينيات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬ألفا‭ ‬بنسبة‭ ‬بلغت‭ ‬60%‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬والوظائف‭ ‬التنفيذية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬1901‭ ‬بنسبة‭ ‬بلغت‭ ‬50%‭ ‬والوظائف‭ ‬التخصصية‭ ‬4177‭ ‬بنسبة‭ ‬64%،‭ ‬وفي‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬البحرينيات‭ ‬نحو‭ ‬38‭ ‬ألفا‭ ‬بنسبة‭ ‬بلغت‭ ‬36%‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬وفي‭ ‬الوظائف‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬36%،‭ ‬ونسبة‭ ‬السجلات‭ ‬الافتراضية‭ ‬المملوكة‭ ‬لبحرينيات‭ ‬54%،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬عضوات‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬8‭ ‬بنسبة‭ ‬20%،‭ ‬والشورى‭ ‬10‭ ‬بنسبة‭ ‬25%،‭ ‬والمجالس‭ ‬البلدية‭ ‬3‭ ‬بنسبة‭ ‬10%‭ ‬وأمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬4‭ ‬بنسبة‭ ‬40%،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الطبيبات‭ ‬2798‭ ‬بنسبة‭ ‬66%‭ ‬والممرضات‭ ‬3627‭ ‬بنسبة‭ ‬83%،‭ ‬والأكاديميات‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬55%،‭ ‬والمهندسات‭ ‬البحرينيات‭ ‬436‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬بنسبة‭ ‬37%‭.‬

وفي‭ ‬2025‭ ‬‭ ‬2026‭ ‬يستمر‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تقليص‭ ‬الفجوات،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬الخطط‭ ‬السابقة‭ ‬لدعم‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬فيها‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التمكين،‭ ‬كما‭ ‬يستمر‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬وجود‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ومشاركتها‭ ‬في‭ ‬مجالس‭ ‬الإدارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المركز‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمرأة،‭ ‬لضمان‭ ‬استدامة‭ ‬مشاركتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المجالات‭ ‬الحديثة‭ ‬والواعدة،‭ ‬كالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحقيق‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص،‭ ‬وتهيئة‭ ‬الحماية‭ ‬القانونية‭ ‬للتوفيق‭ ‬بين‭ ‬عملها‭ ‬وواجباتها‭ ‬الأسرية‭.‬

ووضعت‭ ‬الخطة‭ ‬إطارًا‭ ‬مؤسسيًا‭ ‬داعمًا‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬مجالاتها‭ ‬الأربعة،‭ ‬وتحدد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬الأدوار‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬المنوطة‭ ‬بمختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬بين‭ ‬آليات‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬ويضمن‭ ‬هذا‭ ‬المنهج‭ ‬المؤسسي‭ ‬عدم‭ ‬اقتصار‭ ‬التنفيذ‭ ‬على‭ ‬جهة‭ ‬واحدة،‭ ‬بل‭ ‬يجعل‭ ‬منه‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬مشتركة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬النضج‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬المؤسسي،‭ ‬ويأتي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الخطة‭ ‬الجديدة‭ ‬مجال‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الترابط‭ ‬العائلي،‭ ‬وصنع‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار،‭ ‬والمشاركة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة،‭ ‬والسعي‭ ‬نحو‭ ‬الريادة‭ ‬والتميز‭.‬

ويعزز‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬من‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬فيما‭ ‬تلبي‭ ‬زيادة‭ ‬المشاركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬حاجة‭ ‬وطنية‭ ‬سعى‭ ‬إليها‭ ‬إصلاح‭ ‬هذا‭ ‬السوق‭ ‬منذ‭ ‬العقد‭ ‬الأول‭ ‬للألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬العمالة‭ ‬الوطنية‭ ‬خيارًا‭ ‬مفضلاً‭ ‬عند‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مخاطر‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬أمنية‭ ‬أو‭ ‬ثقافية،‭ ‬ويساعد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التقدم‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات،‭ ‬وخبرة‭ ‬العمل‭ ‬أثناء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬ممارسة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬والأعمال‭ ‬دون‭ ‬مغادرة‭ ‬المنزل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يلبي‭ ‬كثيرًا‭ ‬حاجة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬التوفيق‭ ‬بين‭ ‬عملها‭ ‬وواجباتها‭ ‬الأسرية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا