العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٠٣ - السبت ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

الفلسطينيون في غزة في ظل اتفاق وقف إطلاق النار

بقلم: د. رمزي بارود

الأربعاء ١٢ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

قد‭ ‬يعتبر‭ ‬الناس‭ ‬العاديون‭ ‬أن‭ ‬مجرد‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬العيش،‭ ‬وتأكيد‭ ‬الذات‭ ‬هي‭ ‬العلامات‭ ‬النهائية‭ ‬للنصر‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬مؤقتة‭.‬

على‭ ‬مدى‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬كانت‭ ‬غزة‭ ‬تسيطر‭ ‬بلا‭ ‬هوادة‭ ‬على‭ ‬خوارزميات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الخاصة‭ ‬بي،‭ ‬وخاصة‭ ‬أصوات‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬العاديين،‭ ‬والتي‭ ‬أظهرت‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬مبدأين‭ ‬أساسيين‭: ‬الحزن‭ ‬وروح‭ ‬التحدي‭.‬

لطالما‭ ‬طبع‭ ‬الحزن‭ ‬حياة‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬نتيجةً‭ ‬للحروب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتتالية،‭ ‬والحصار‭ ‬المتواصل،‭ ‬والقصف‭ ‬المُستمر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬اللذين‭ ‬شهدا‭ ‬إبادةً‭ ‬جماعية‭ ‬ومجاعةً،‭ ‬أعادا‭ ‬تعريف‭ ‬هذا‭ ‬الحزن‭ ‬بطريقةٍ‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أنفسهم‭ ‬استيعابها‭.‬

نعم،‭ ‬لقد‭ ‬عانت‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬عديدة‭ ‬قبل‭ ‬النكبة،‭ ‬وأثناءها‭ ‬وكذلك،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬التدمير‭ ‬المأساوي‭ ‬المتواصل‭ ‬للوطن‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬المجازر‭ ‬كانت‭ ‬عادةً‭ ‬عرضية،‭ ‬واتسمت‭ ‬كل‭ ‬منها‭ ‬بظروف‭ ‬تاريخية‭ ‬محددة،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬ظلت‭ ‬راسخت‭ ‬في‭ ‬الذاكرة‭ ‬الجماعية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كدليل‭ ‬على‭ ‬وحشية‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬كدليل‭ ‬على‭ ‬صمودهم‭ ‬الدائم‭ ‬كشعب‭.‬

لقد‭ ‬نشأتُ‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬للاجئين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬نُخلّد‭ ‬ذكرى‭ ‬كل‭ ‬مجزرة‭ ‬بالمسيرات‭ ‬والإضرابات‭ ‬العامة‭ ‬والتعبيرات‭ ‬الفنية،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نعرف‭ ‬الضحايا‭ ‬ونخلد‭ ‬ذكراهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الهتافات‭ ‬والكتابات‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬والشعر،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

لقد‭ ‬غيّرت‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬شنّتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬جذريًا‭. ‬ففي‭ ‬يوم‭ ‬واحد،‭ ‬أي‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬قتل‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬704‭ ‬فلسطينيين،‭ ‬منهم‭ ‬120‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬جباليا‭ ‬للاجئين‭ ‬وحده‭.‬

يومها‭ ‬كانت‭ ‬القنابل‭ ‬المدمرة‭ ‬تنهال‭ ‬فوق‭ ‬الرؤوس‭ ‬وتُبيد‭ ‬المئات‭ ‬بضربة‭ ‬واحدة،‭ ‬غالبًا‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬أو‭ ‬ملاجئ‭ ‬اللاجئين‭ ‬أو‭ ‬مدارس‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬لقد‭ ‬ظلت‭ ‬المجازر‭ ‬تُرتكب‭ ‬يوميًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬وقتٌ‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬أيٍّ‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المجازر،‭ ‬أو‭ ‬للدعاء‭ ‬للضحايا،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬لدفنهم‭ ‬بكرامةٍ‭ ‬تليق‭ ‬بهم‭. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬استطاع‭ ‬الغزيون‭ ‬فعله‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬التشبث‭ ‬بالحياة،‭ ‬ودفن‭ ‬أحبائهم‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية،‭ ‬واستخدام‭ ‬أيديهم‭ ‬العارية‭ ‬لاستخراج‭ ‬الجرحى‭ ‬والقتلى‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬ألواح‭ ‬الخرسانة‭ ‬الضخمة‭ ‬وجبال‭ ‬الأنقاض‭. ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬عداد‭ ‬المفقودين‭. ‬لقد‭ ‬قُتل‭ ‬وجُرح‭ ‬نحو‭ ‬ربع‭ ‬مليون‭ ‬غزاوي‭.‬

سيستمر‭ ‬العدد‭ ‬في‭ ‬التزايد،‭ ‬وسيتفاقم‭ ‬حجم‭ ‬الدمار،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬معدل‭ ‬القتل‭. ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬إذن‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬منشوراتي‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تُظهر‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬يحتفلون‭ ‬علنًا‭ ‬بانتصارهم؟‭ ‬لماذا‭ ‬يواصل‭ ‬أطفال‭ ‬غزة،‭ ‬رغم‭ ‬هزالهم‭ ‬وإرهاقهم‭ ‬بسبب‭ ‬المجاعة،‭ ‬أداء‭ ‬رقصات‭ ‬الدبكة‭ ‬التقليدية؟

لماذا‭ ‬تستمر‭ ‬ماريا‭ ‬حنون،‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وهي‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المؤثرين‭ ‬العديدين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬في‭ ‬تلاوة‭ ‬شعر‭ ‬محمود‭ ‬درويش‭ ‬وإرسال‭ ‬رسائل‭ ‬نارية‭ ‬إلى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬غزة‭ ‬لن‭ ‬تُهزم‭ ‬أبدًا؟

إن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الغزيين‭ ‬بُنيوا‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‮»‬‭ ‬هو‭ ‬تقليلٌ‭ ‬كبيرٌ‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الحقيقة‭. ‬لقد‭ ‬أمضيتُ‭ ‬العشرين‭ ‬عامًا‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬الأكاديمي‭ ‬حول‭ ‬تاريخ‭ ‬شعب‭ ‬فلسطين،‭ ‬مُركزًا‭ ‬بشكلٍ‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وما‭ ‬زلتُ‭ ‬أجد‭ ‬إرادة‭ ‬سكانها‭ ‬الجماعية‭ ‬مُذهلة‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬اتخذوا‭ ‬قراراً‭ ‬مشتركاً‭ ‬واعياً‭: ‬إن‭ ‬المقاييس‭ ‬التي‭ ‬سيعتمدونها‭ ‬لقياس‭ ‬هزيمتهم‭ ‬أو‭ ‬انتصارهم‭ ‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬منفصلة‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬الحرب‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السمات‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬المقاومة‭ ‬كخيار‭ ‬أساسي‭. ‬قيمٌ‭ ‬جوهرية‭ ‬كالكرامة‭ ‬والعزة‭ ‬والصبر،‭ ‬وغيرها،‭ ‬هي‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬تُقيّم‭ ‬بها‭ ‬غزة‭ ‬أداءها،‭ ‬وبهذه‭ ‬المعايير‭ ‬الراسخة،‭ ‬انتصر‭ ‬شعب‭ ‬القطاع‭ ‬المنكوب‭ ‬بالإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والمجاعة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهلها‭ ‬أو‭ ‬تفسيرها‭ ‬بشكل‭ ‬خاطئ‭ ‬في‭ ‬تغطية‭ ‬الحروب،‭ ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬مليئاً‭ ‬بالفرح‭ ‬والاحتفال‭ ‬الجامح،‭ ‬كان‭ ‬ردا‭ ‬مربكاً‭.‬

كان‭ ‬مشهد‭ ‬الأمهات‭ ‬وهنّ‭ ‬ينتظرن‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أبنائهنّ‭ ‬في‭ ‬احتفالٍ‭ ‬حاشدٍ‭ ‬بخان‭ ‬يونس،‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مُلهمًا‭ ‬للغاية‭. ‬لقد‭ ‬كن‭ ‬يبكين‭ ‬بحرقة،‭ ‬ويصفقن‭ ‬ويزغردن‭ ‬

لقد‭ ‬أوضحت‭ ‬إحدى‭ ‬الأمهات‭ ‬التناقض‭ ‬بشكل‭ ‬مثالي‭ ‬لمراسل‭: ‬كانت‭ ‬الدموع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأبناء‭ ‬والبنات‭ ‬الذين‭ ‬قتلوا‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬وكانت‭ ‬الزغاريد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬سراحهم‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬تُدرك‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬تعقيد‭ ‬نموذج‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬فقد‭ ‬خلص‭ ‬البعض،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬محللون‭ ‬عسكريون‭ ‬إسرائيليون،‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬خسر‭ ‬الحرب‭ ‬لأنه‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أيٍّ‭ ‬من‭ ‬أهدافه‭ ‬المعلنة‭.‬

فيما‭ ‬راح‭ ‬آخرون‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النصر‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬محو‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بأكمله‭ ‬تقريبا‭ ‬وجزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬سكانه‭.‬

لقد‭ ‬استخدم‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬الأرقام‭ ‬والحقائق‭ ‬لدعم‭ ‬ادعاءاته‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ينظر‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة‭ ‬جذريًا‭. ‬فهم‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬محاولة‭ ‬لتدمير‭ ‬هويتهم‭ ‬الوطنية‭ - ‬لتحطيم‭ ‬روحهم،‭ ‬وتشتيت‭ ‬ثقافتهم،‭ ‬وتأليبهم‭ ‬على‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬وفي‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬محو‭ ‬جوهر‭ ‬الهوية‭ ‬الفلسطينية‭.‬

يحتفل‭ ‬الغزيون‭ ‬تحديدًا‭ ‬لأنهم‭ ‬يدركون‭ ‬فشل‭ ‬إسرائيل‭. ‬لقد‭ ‬برزت‭ ‬الأمة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أكثر‭ ‬رسوخًا‭ ‬في‭ ‬هويتها،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭.‬

فالطفل‭ ‬الذي‭ ‬يغني‭ ‬للشهداء،‭ ‬ورجال‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬الذين‭ ‬يرقصون‭ ‬الدبكة‭ ‬لرفاقهم‭ ‬الذين‭ ‬سقطوا،‭ ‬والمرأة‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬حطام‭ ‬دبابة‭ ‬ميركافا‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المدمرة‭ ‬لتجفيف‭ ‬غسيلها‭ ‬ــ‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الصور‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬أمة‭ ‬موحدة‭ ‬بحبها‭ ‬للحياة‭ ‬والتزامها‭ ‬الشديد‭ ‬بالقيم‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬الشجاعة‭ ‬والشرف‭ ‬والحب‭.‬

في‭ ‬محاولتهم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬أكثر‭ ‬دقةً‭ ‬وعقلانية،‭ ‬خلص‭ ‬بعض‭ ‬المحللين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬لم‭ ‬تنتصر‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬وأن‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لم‭ ‬يُهزموا‭. ‬وبينما‭ ‬يُمكن‭ ‬تقدير‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬المتوازن‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬القراءة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يظل‭ ‬خاطئًا‭ ‬تمامًا‭ ‬عند‭ ‬فهمه‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الثقافة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الشعبية‭.‬

لذلك،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬العاديين،‭ ‬يُعدّ‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭ ‬والاستمرار‭ ‬في‭ ‬العيش،‭ ‬وإثبات‭ ‬الذات‭ ‬أبرز‭ ‬علامات‭ ‬النصر‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬لتحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬مؤقتة‭. ‬جوهر‭ ‬انتصارهم‭ ‬ببساطة‭ ‬هو‭: ‬بقاؤهم‭.‬

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا