العدد : ١٧٣٩٧ - الأحد ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩٧ - الأحد ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

مقالات

طرقات آمنة بشراكة مجتمعية

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

إنّ‭ ‬استخدام‭ ‬الطريق‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبرى‭ ‬بحقّ‭ ‬وهي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬سائقي‭ ‬السيارات‭ ‬بالمرتبة‭ ‬الأولى،‭ ‬فالسائق‭ ‬ملزم‭ ‬بمسؤولية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬نفسه‭ ‬ومرافقيه‭ ‬وسلامة‭ ‬العابرين‭ ‬والسائقين‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الطريق‭ ‬وسلامة‭ ‬الممتلكات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬لذا‭ ‬تتطلب‭ ‬السياقة‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬والحذر‭ ‬والتأني‭ ‬والتركيز‭ ‬والانتباه‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلامة‭ ‬المنشودة،‭ ‬لذا‭ ‬تهتم‭ ‬الدولة‭ ‬بسنّ‭ ‬القوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬الالتزام‭ ‬بما‭ ‬ذكر‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمع‭.‬

ولم‭ ‬يعد‭ ‬استخدام‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬عهده‭ ‬السابق‭ ‬قبل‭ ‬تدشين‭ (‬جسر‭ ‬المحبّة‭) ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الانضباط‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬واحترام‭ ‬القواعد‭ ‬المرورية‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬سائقي‭ ‬السيارات‭ ‬ثقافة‭ ‬ثابتة‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬قلّة‭ ‬مستخدميها،‭ ‬حيث‭ ‬أسهم‭ ‬افتتاح‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خصوصية‭ ‬كونها‭ ‬جزيرة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬برّا‭ ‬ليُصبح‭ ‬ذلك‭ ‬متيسّرا‭ ‬بعده،‭ ‬و‭ ‬بدأت‭ ‬آلاف‭ ‬المركبات‭ ‬بالتوافد‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬حدب‭ ‬وصوب،‭ ‬ما‭ ‬أثّر‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬أعداد‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطرقات،‭ ‬كما‭ ‬أسهم‭ ‬ارتفاع‭ ‬التعداد‭ ‬السكاني‭ ‬واختلاف‭ ‬ثقافة‭ ‬تملك‭ ‬المركبات‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬باعتبارها‭ ‬وسيلة‭ ‬التنقل‭ ‬الأكثر‭ ‬فاعلية‭ ‬لديهم‭ ‬فازداد‭ ‬عدد‭ ‬المركبات‭ ‬محليا‭ ‬بجانب‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬لذا‭ ‬اصبحت‭ ‬الحاجة‭ ‬مُلحّة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحزم‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نظم‭ ‬استخدام‭ ‬الطريق‭ ‬وضبط‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية‭ ‬بتزايد‭ ‬أعداد‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطريق‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ ‬والأفراد‭.‬

وقد‭ ‬جاء‭ ‬المرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬30‭) ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬بشأن‭ ‬تعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬المرور،‭ ‬حيث‭ ‬شدد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬المخالفات‭ ‬والحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬المترتبة‭ ‬عليها‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬الانضباط‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬وأمن‭ ‬مستخدمي‭ ‬الطريق‭ ‬وتعزيز‭ ‬الردع‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬الأرواح‭ ‬والممتلكات‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬التعديلات‭ ‬ضرورية‭ ‬لمواكبة‭ ‬العصر‭ ‬وتلافي‭ ‬الأضرار‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬متغيراته‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬مسألة‭ ‬الانشغال‭ ‬بالهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬ونتائجها،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬لي‭ ‬رأي‭ ‬لا‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬قيمة‭ ‬الغرامات‭ ‬التي‭ ‬نصّ‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭.‬

والحديث‭ ‬عن‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية‭ ‬يُعد‭ ‬حديثاً‭ ‬ذات‭ ‬شجون‭ ‬للكثير،‭ ‬ولكني‭ ‬سأطرح‭ ‬هنا‭ ‬مشاهداتي‭ ‬الخاصة،‭ ‬فكثيراً‭ ‬ما‭ ‬نرى‭ ‬العمالة‭ ‬الأجانب‭ ‬سائقي‭ ‬عربات‭ ‬النقل‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الأيسر‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ (‬المخصص‭ ‬للسرعة‭) ‬وهم‭ ‬يتهادون‭ ‬ممسكين‭ ‬بهواتفهم‭ ‬النقالة،‭ ‬وأخرى‭ ‬نرى‭ ‬فيها‭ ‬سائقي‭ ‬المركبات‭ ‬الثقيلة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬قيادتها‭ ‬إلى‭ ‬تأنٍ‭ ‬وعناية‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الآخرين،‭ ‬وهم‭ ‬يقودونها‭ ‬بتهور‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اهتمام،‭ ‬ولا‭ ‬يخلو‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬السلوك‭ ‬غير‭ ‬المهذب‭ ‬لبعض‭ ‬السائقين‭ ‬أو‭ ‬مرافقيهم‭ ‬الذين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬الطريق‭ ‬ملك‭ ‬خاص‭ ‬لهم‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير،‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الرقابة،‭ ‬لذا‭ ‬استرعى‭ ‬اهتمامي‭ ‬قرار‭ ‬اتخذته‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة‭ ‬حول‭ ‬تمكين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬المراقبة‭ ‬لمساعدة‭ ‬إدارة‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬ضبط‭ ‬المخالفات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيام‭ ‬المواطن‭ ‬بتصوير‭ ‬المخالفة‭ ‬وارسالها‭ ‬على‭ (‬واتساب‭) ‬خط‭ ‬ساخن‭ ‬خُصص‭ ‬لغرض‭ ‬ضبط‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬التحقق‭ ‬منها‭ ‬والتحقيق‭ ‬مع‭ ‬الشخص‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الإبعاد‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬المخالف‭ ‬أجنبيا‭ ‬مقيما‭ ‬في‭ ‬الدولة‭.‬

لذا‭ ‬اقترح‭ ‬أن‭ ‬يُضاف‭ ‬إمكانية‭ ‬اشراك‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬الغيور‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬برصد‭ ‬المخالفات‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬معززة‭ ‬بالصور‭ ‬وارسالها‭ ‬إلى‭ ‬رقم‭ ‬واتساب‭ ‬خاص‭ ‬كخيار‭ ‬ثالث‭ ‬أكثر‭ ‬سهولة‭ ‬ويسراً‭ ‬للمراقب،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬تفعليه‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬الاتصال‭ ‬من‭ ‬الاتصال‭ ‬الهاتفي‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬الساخن‭ ‬للمرور‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬التطبيق‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الخاص‭ ‬بالإدارة‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬يعزز‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬والسلامة‭ ‬العامة‭ ‬كنشاط‭ ‬مجتمعي‭ ‬ينبثق‭ ‬عن‭ ‬المواطنة‭ ‬الصالحة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا