العدد : ١٧٣٩٨ - الاثنين ١٠ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩٨ - الاثنين ١٠ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

تحديات بناء الدولة وتكريس الوحدة الوطنية في سوريا

بقلم: د. جيمس زغبي

الأحد ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٥ - 02:00

ظلت‭ ‬سوريا‭ ‬خلال‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬تواجه‭ ‬التحديات‭ ‬وتذهب‭ ‬ضحية‭ ‬المؤامرات‭ ‬التي‭ ‬يحيكها‭ ‬ويدبرها‭ ‬الآخرون‭. ‬وامتدادا‭ ‬لذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬المثخن‭ ‬تواجه‭ ‬سوريا‭ ‬اليوم‭ ‬مشاكل‭ ‬داخلية‭ ‬وخارجية‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬حل‭ ‬أي‭ ‬منها‭ ‬بسهولة‭.‬

لقد‭ ‬تحولت‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬تاريخها‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬عثماني‭ ‬إلى‭ ‬بقايا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قَسَّم‭ ‬الفرنسيون‭ ‬والبريطانيون‭ ‬المشرق‭ ‬العربي‭ ‬إرضاءً‭ ‬لمآربهم‭ ‬الاستعمارية‭. ‬وبسبب‭ ‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬والانقسامات‭ ‬الطائفية،‭ ‬أصبحت‭ ‬سوريا،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬نصفها‭ ‬الآخر‮»‬‭ (‬لبنان‭)‬،‭ ‬ساحةً‭ ‬للألعاب‭ ‬الفتاكة‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬الجيران‭ ‬والآخرون‭. ‬

في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تورطت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وإيران،‭ ‬وتركيا،‭ ‬وروسيا،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والفصائل‭ ‬والمليشيات‭ ‬اللبنانية‭ ‬والفلسطينية،‭ ‬والأكراد،‭ ‬وبالطبع‭ ‬داعش،‭ ‬جميعها‭ ‬في‭ ‬التدخل‭ ‬بدرجة‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬عسكريًا‭ ‬وسياسيًا‭. ‬ومثل‭ ‬أطفال‭ ‬متهورين‭ ‬منخرطين‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬خطيرة،‭ ‬لم‭ ‬يُعر‭ ‬هؤلاء‭ ‬‮«‬الغرباء‮»‬‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬للعواقب‭ ‬الوخيمة‭ ‬لسياساتهم‭.‬

عندما‭ ‬بدأت‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬تم‭ ‬تجاهل‭ ‬تحذيرات‭ ‬جميع‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬قالوا‭ ‬إنها‭ ‬لن‭ ‬تأتي‭ ‬بخير‭ ‬وأنها‭ ‬ستعود‭ ‬بعواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬البلاد‭. ‬وعندما‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬إلى‭ ‬5000،‭ ‬وتعالت‭ ‬الدعوات‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والعالم‭ ‬العربي‭ ‬إلى‭ ‬تسليح‭ ‬المعارضة‭ ‬السورية،‭ ‬حذّر‭ ‬آخرون‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬إمداد‭ ‬معارضي‭ ‬الرئيس‭ ‬السوري‭ ‬السابق‭ ‬بشار‭ ‬الأسد‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬كمية‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬سيوفرها‭ ‬حلفاء‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬لحمايته‭.‬

وهكذا‭ ‬استمرت‭ ‬دوامة‭ ‬العنف‭ ‬والاقتتال‭ ‬وسفك‭ ‬الدماء،‭ ‬حيث‭ ‬استقطبت‭ ‬الفصائل‭ ‬الطائفية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ونظام‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬حلفاء‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬منهم،‭ ‬حتى‭ ‬تمزقت‭ ‬أوصال‭ ‬البلاد‭ ‬وغُرقت‭ ‬في‭ ‬الدماء‭.‬

وبعد‭ ‬13‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬تفجر‭ ‬الصراع‭ ‬الدموي‭ ‬المدمر،‭ ‬زحفت‭ ‬الجماعة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬والتي‭ ‬سيطرت‭ ‬على‭ ‬محافظة‭ ‬إدلب‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬سوريا‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬إلى‭ ‬دمشق‭ ‬وأطاحت‭ ‬بنظام‭ ‬الأسد،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تخلى‭ ‬عنه‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بحلول‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬داعموه‭ ‬الروس‭ ‬والإيرانيون‭.‬

احتفل‭ ‬كثيرون‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وحول‭ ‬العالم‭ ‬بذلك‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يُحتفى‭ ‬به‭. ‬تتراوح‭ ‬تقديرات‭ ‬عدد‭ ‬قتلى‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬560‭ ‬ألفًا‭ ‬و680‭ ‬ألفًا‭. ‬دُمِّر‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬السورية،‭ ‬ونفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكانها‭ ‬أو‭ ‬نزحوا‭ ‬داخليًا،‭ ‬وتداعى‭ ‬التماسك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسياسي‭ ‬الهش‭ ‬أصلًا‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

وبمجرد‭ ‬تنصيبها‭ ‬في‭ ‬العاصمة،‭ ‬ارتدت‭ ‬الجماعة،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تُعتبر‭ ‬منظمة‭ ‬إرهابية‭ ‬سابقًا،‭ ‬بزات‭ ‬رسمية‭ ‬وربطات‭ ‬عنق،‭ ‬وخففت‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬خطابها‭ ‬لتُظهر‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬‮«‬سوريا‭ ‬الجديدة‮»‬‭ ‬بمسؤولية،‭ ‬لكن‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬شاقة‭. ‬قد‭ ‬يسيطرون‭ ‬على‭ ‬دمشق،‭ ‬لكن‭ ‬بقية‭ ‬البلاد‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬ممزقة‭.‬

ربما‭ ‬تكون‭ ‬إيران‭ ‬والمليشيات‭ ‬المتحالفة‭ ‬معها‭ ‬قد‭ ‬غادرت‭ ‬أو‭ ‬ضعفت،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬عززت‭ ‬موقعها‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الساحل‭ ‬لحماية‭ ‬مينائها‭ ‬وقاعدتها‭ ‬الجوية‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتركيا‭ ‬تمركزتا‭ ‬بشكل‭ ‬أعمق‭.‬

كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬عدوانية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأراضي،‭ ‬وتأجيج‭ ‬الصراع‭ ‬الطائفي،‭ ‬وقصف‭ ‬معظم‭ ‬قدرات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬التحديات‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬المجتمعات‭ ‬السورية‭ ‬المتنوعة‭ ‬عرقيًا‭ ‬وطائفيًا،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشعر‭ ‬بعدم‭ ‬الارتياح‭ ‬تجاه‭ ‬ماضي‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وتشكك‭ ‬في‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تغيرت‭ ‬حقًا‭.‬

وتستمر‭ ‬الدلائل‭ ‬في‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬السيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬التي‭ ‬قاتلت‭ ‬إلى‭ ‬جانبها‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬ارتكب‭ ‬حكام‭ ‬دمشق‭ ‬الجدد‭ ‬أخطاءً‭ ‬متوقعة،‭ ‬مما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬مهمتهم‭. ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬طمأنة‭ ‬موظفي‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬والجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬الذين‭ ‬عملوا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬الأسد،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬طرد‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬منهم‭.‬

وقد‭ ‬أدى‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن،‭ ‬وجعل‭ ‬مهمة‭ ‬الحكم‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة،‭ ‬وأوجد‭ ‬حشداً‭ ‬ضخماً‭ ‬من‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬الجدد،‭ ‬وبعضهم‭ ‬يحتفظ‭ ‬بأسلحته‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬مصدراً‭ ‬للاضطرابات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬خطاب‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬كان‭ ‬واعدًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬تُمثل‭ ‬خيارات‭ ‬تبدو‭ ‬مستحيلة‭. ‬تُقيد‭ ‬هذه‭ ‬الخيارات‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا،‭ ‬وإذا‭ ‬ازداد‭ ‬الضغط‭ ‬عليها،‭ ‬فقد‭ ‬تدفعها‭ ‬إلى‭ ‬التكتل‭ ‬واتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬قمعية‭ ‬متزايدة‭ ‬لتجنب‭ ‬فقدان‭ ‬السلطة‭.‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭: ‬تواجه‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬ضغوطاً‭ ‬مالية‭ ‬هائلة‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬البلاد،‭ ‬وتنمية‭ ‬اقتصادها،‭ ‬وإعادة‭ ‬تشكيلها‭ ‬ودفع‭ ‬رواتب‭ ‬موظفي‭ ‬الشرطة‭ ‬والخدمة‭ ‬المدنية‭.‬

لكن‭ ‬قدرة‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬الأموال‭ ‬وتأمين‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الأجنبية‭ ‬تعوقها‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬كان‭ ‬خاضعاً‭ ‬لعقوبات‭ ‬دولية،‭ ‬وأن‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬مدرجة‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬كمنظمة‭ ‬إرهابية‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تريد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلدان،‭ ‬عن‭ ‬حق،‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬أن‭ ‬تثبت‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الجماعة‭ ‬المتطرفة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬فإن‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬الدعم‭ ‬يعني‭ ‬فقط‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬سوريا،‭ ‬واستئناف‭ ‬الخدمات‭ ‬اللازمة،‭ ‬وتوفير‭ ‬الرواتب‭ ‬للموظفين‭ ‬العموميين‭ ‬السوريين‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬أسباب‭ ‬التردد‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬ترجع‭ ‬جزئياً‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬المفاوضين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتوصل‭ ‬السوريون‭ ‬إلى‭ ‬نوع‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬الترتيبات‭ ‬الأمنية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭.‬

ولكن‭ ‬ثمن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الترتيبات‭ ‬سيكون‭ ‬تفاقم‭ ‬التوترات‭ ‬الداخلية،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬العناصر‭ ‬المتحالفة‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬ستجد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬حبة‭ ‬مريرة‭ ‬يصعب‭ ‬ابتلاعها‭.‬

خلاصة‭ ‬الأمر‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬عند‭ ‬تقييم‭ ‬كيفية‭ ‬تسوية‭ ‬أي‭ ‬مشكلة،‭ ‬شخصية‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬سياسية،‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يرتكز‭ ‬الحل‭ ‬على‭ ‬متطلبات‭ ‬تفتقر‭ ‬الأطراف‭ ‬إلى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬بالقيام‭ ‬بها‭.‬

ربما‭ ‬تكون‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬قد‭ ‬أطاحت‭ ‬بالنظام‭ ‬القديم،‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬ربما‭ ‬حكمت‭ ‬محافظتها‭ ‬في‭ ‬إدلب،‭ ‬فإن‭ ‬الأسئلة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تكريس‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬وحكم‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬السوري‭ ‬الأكثر‭ ‬تعقيدا‭ ‬وتنوعا‭.‬

إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتركيا‭ ‬وإيران‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬سوريا‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬استغلال‭ ‬التوترات‭ ‬الطائفية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬الخاصة،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الأطراف‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬أي‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بذلك‭.‬

لو‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬وضعٌ‭ ‬يحتاج‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬أمم‭ ‬متحدة‭ ‬قوية‭ ‬وفعّالة،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يتجسد‭ ‬في‭ ‬سوريا‭. ‬ففي‭ ‬غياب‭ ‬آلية‭ ‬محايدة‭ ‬للمساعدة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬وإنفاذ‭ ‬سيادة‭ ‬القانون،‭ ‬تُركت‭ ‬سوريا‭ ‬وشعبها‭ ‬وحكامها‭ ‬الجدد‭ ‬لأجهزتهم‭ ‬الخاصة‭ ‬ولأهواء‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬المتربصة‭.‬

 

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا