حاصلة على جائزة المتطوع الاستثنائي وعلى تكريم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ووزيرة شؤون الشباب.. أسست فريق لآلئ التطوعي.. أنجود خالد الحادي لأخبار الخليج:
برنامج لامع مثل أهم نقلة في مشواري واستفدت منه كثيرا أحلم بمقر يضم عددا كبيرا من المتطوعين لخدمة وطني
بصدد تطوير المناهج بكلية المعلمين وربطها بالتطبيق واقعيا
يقول جبران خليل جبران عن العطاء والسعادة: «الجود أن تعطي أكثر مما تستطيع.. والإباء أن تأخذ أقل مما تحتاج إليه»!
أنجود خالد الحادي، اتخذت من الجود نهجا لها في الحياة حتى أصبح بالنسبة إليها رسالة ومصدرا للرضا والسعادة يمدها بالدفعة إلى الأمام ويصنع البهجة في قلوب الآخرين ويهون عليهم ثقل الأيام.
نعم، العطاء بالنسبة إليها كالدواء الذي يسهم في تعزيز القيم النبيلة بين أفراد المجتمع، وهو النبض الذي يمنح الحياة طعما ومعنى حين تخيم الغيوم السوداء وتغمر الأحزان القلب، فيأتي كالأمل ليكون الزرع الذي ينمو في صحراء العوز واليأس، وما أعظمه حين يكون دون مقابل.
لقد جاء حصولها على جائزة المتطوع الاستثنائي تتويجا لمشوار طويل من عمل الخير استطاعت من خلاله أن تترك بصمة خاصة بها في هذا المجال الإنساني الذي نشأت على حبه حتى العشق، الأمر الذي دفعها إلى تأسيس فريق لآلئ التطوعي صاحب الأثر الاجتماعي البارز.
المشوار كان ثريا ومليئا بالإنجازات على الصعيدين الوطني والدولي، لذلك لم يأت تكريمها من صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ووزيرة شؤون الشباب من فراغ، بل أجمل حصاد لتلك الجهود التي رشحتها لمرتبة متألقة في مجال العمل التطوعي، لذلك استحق التوقف عند أهم محطاته في الحوار التالي:

بدايتك مع العمل الاجتماعي؟
-لقد بدأ تعلقي بل وعشقي للعمل الاجتماعي في سن مبكرة للغاية، وتحديدا منذ طفولتي، وكان للوالدين دور بارز في هذا الشأن، حيث كنت أشارك معهما في أي عمل من هذا النوع، فضلا عن حبي لمهنة التدريس في تلك المرحلة، واستمتاعي بقيادة زميلاتي في المدرسة، وباختياري من معلماتي لأتحمل مسؤولية الصف ومن ثم تأدية دور المعلمة الصغيرة، حتى أنني تمنيت العمل بهذه المهنة في المستقبل، هذا فضلا عن إقدامي على مشاركات عديدة في أنشطة مختلفة، والتحاقي بمراكز لتعلم مهارات وأنشطة وهوايات متنوعة.
أنشطة مثل ماذا؟
-في البداية كنت أقوم بأنشطة بسيطة منها على سبيل المثال توزيع هدايا على الأيتام أو للأطفال في احتفالات القرقاعون، وفي المرحلة الثانوية توسعت بصورة تدريجية في ذلك، حيث أسست مع صديقاتي الأربع فريق لآلئ التطوعي وبجهد ذاتي، وكان الأهل يدعموننا معنويا وماديا، واليوم وصل عددنا إلى 12 متطوعة، أما عدد المستفيدات فيفوق حوالي ثلاثين طالبة في كل مرحلة أو نشاط.
كيف تحقق حلم المعلمة؟
-لتحقيق حلم المعلمة قررت الالتحاق بكلية البحرين للمعلمين، وشاء القدر أن أتخرج فيها ثم أعود إليها مرة أخري كمعلمة بها، وفي مرحلة الجامعة واصلت عملي التطوعي، وبعد التخرج بدأت العمل بمهنة التدريس في مدرسة ابتدائية، وكنت من المعلمات المتميزات حيث حصلت على عدة جوائز، ونتيجة لإنجازاتي البارزة تم اختياري للعمل كأستاذة بكلية البحرين للمعلمين ضمن مجموعة من المترشحين وذلك بتوجيه من د. محمد بن مبارك جمعة صاحب رؤية الاستفادة من خريجي الكلية المتميزين للتدريس بها، وهي فكرة ذكية وصائبة تصب في صالح العملية التعليمية بشكل عام.
أهم نقلة في مشوارك؟
-من أهم المحطات في مشواري التحاقي ببرنامج لامع والذي يلعب دورا كبيرا فيما يتعلق بإبراز المواهب الوطنية وصقلها واحتضانها وتطويرها وذلك خارج نطاق التدريس، وقد جاء انضمامي له نظرا لرغبتي في عدم التقوقع في مجال محدد وحرصي على التمتع بمواهب أخرى متنوعة كالتواصل والخطابة والمناظرات وصنع السياسات وإدارة وتخطيط المشاريع وغيرها من المهارات، وقد استفدت كثيرا كذلك فيما يتعلق بكيفية تطوير المناهج في الكلية وربطها بالتطبيق على أرض الواقع وبالجودة وهي أمور مهمة جدا في قطاع التعليم وفي تنمية قدرات المعلم البحريني بشكل عام.
بم يتميز المعلم البحريني؟
-لا شك أن المعلم البحريني أثبت معرفته القوية باستراتيجيات التدريس بصفة عامة ومن ثم قدرته على القيام بدوره بكل مهارة وإبداع، ويمكن القول بحاجة إلى صفوف يقل عدد طلابها عما هو موجود حاليا حتى يصبح قادرا على التفاعل مع جميع الطلبة بالصورة المطلوبة، هذا فضلا عن أهمية تأهيله بصورة أكبر من أجل التعاطي مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه من خلال كلية البحرين للمعلمين.
ماذا تعني لك جائزة المتطوع الاستثنائي؟
-جائزة المتطوع الاستثنائي تعني لي الكثير فهي أجمل حصاد لمشوار طويل من العطاء والبذل من أجل الآخرين وقد تم منحها لي في دورتها الأولى بمناسبة الاحتفال بيوم الشاب البحريني تحت شعار «العطاء» وذلك بتاريخ 25 مارس، وهو إنجاز أفخر وأعتز به كثيرا، حيث جاء تتويجا لأداء رسالتي في الحياة وكم أنا سعيدة بتكريم صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وبتشجيعه وبدعمه للعناصر والطاقات الشبابية بصفة دائمة.
إنجازات أخرى تفخرين بها؟
-لقد قدمت عددا من الورش التطوعية حول التجارب والعلوم إلي جانب تطبيقات حياتية لفئة الشباب عبر منصة التعليم المرح، كما أعددت برامج متنوعة أون لاين وعلى أرض الواقع تهدف إلى تطوير التفكير الإبداعي والتعلم التفاعلي ضمن فريق، وفي فترة جائحة كورونا شاركت في مخيم بالشارقة بفعالية بعنوان جنون العلوم موجهة لفئة الشباب وذلك بالشراكة بين مركز مدينة حمد وهذا المخيم، فضلا عن المساهمة في مخيم صيفي بمركز شريف العوضي حيث قدمت برنامج باسم «أفلاطون » الذي يهدف إلي تنمية وتطوير الذكاء المالي لدى الطلاب، وهي من الأمور المهمة التي يجب التركيز عليها في هذا العصر.
ماذا عن تكريم وزيرة الشباب؟
-حصولي على تكريم سعادة وزيرة الشباب جاء عن مشاركتي في أول رحلة تطوعية من نوعها إلى كينيا، والتي استغرقت حوالي 14 يوما في منطقة «جميرة لامو»، حيث قمت بتدريس مواد أساسية للصف الثاني والثالث هناك، ونقلت لهم الكثير من المعلومات عن مملكة البحرين للتعريف بها وبتاريخها، وكانت من أجمل وأمتع التجارب بالنسبة لي على مر مشواري.
إلى ماذا يحتاج العمل الخيري؟
-أنا أرى العمل الخيري يمر بحالة من النمو والتطور خلال السنوات الأخيرة وذلك بتوجيه من القيادة الرشيدة وخاصة هذا الاهتمام البالغ من قبل صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والذي يبذل جهودا كبيرة فيما يتعلق بهذا المجال والعمل على نشر الوعي به وذلك امتثالا لرؤية جلالة الملك المعظم ولعل جائزة المتطوع الاستثنائي هي أكبر مثال على ذلك لما تمثله من دافع كبير للشباب للتطوع والمساهمة في العمل الاجتماعي.
أصعب محنة؟
-لا شك أن تجارب الحياة بصفة عامة هي مزيج من الحلو والمر، ولعل أكثرها مرارة وقسوة كانت محنة وفاة والدي رحمه الله والتي كسرتني فترة، ولكنها مع الوقت تحولت إلى مصدر عطاء بالنسبة إلي، وخاصة حين كنت أتذكر كلماتي ووعودي له، كذلك دعمه اللامتناهي وتوقعاته مني التي تمثل لي دائما حافزا على البذل من أجل الآخرين، الأمر الذي أخرجني من هذه الأزمة بسلام ودفعني بقوة إلى التركيز على عملي التطوعي الذي يمثل بالنسبة إلي مصدر سعادة ورضا وراحة بال.
مبدأ تسيرين عليه؟
-هناك مبدأ مهم دائما أضعه نصب عيني طوال مسيرتي وهو عيش أي تجربة أرغب في المرور بها وعدم التردد في ذلك، وأنه لو أخفقت فيها أتعلم منها العبر والدروس التي تفيدني في التجارب اللاحقة فهكذا هي الحياة نجاح وإخفاق المهم هو عدم الاستسلام أو الخوف والمواصلة والإقدام بكل قوة وإصرار.
ماذا يحتاج الجيل الجديد؟
-أنا أرى أن الجيل الجديد بحاجة ماسة إلى تكريس وتأصيل الهوية الوطنية ومن ثم يجب التركيز على هذه القضية سواء من قبل الأسرة أو المدرسة أو المجتمع لأنها في النهاية مسؤولية مشتركة يجب القيام بها وعلى مختلف الأصعدة.
حلمك القادم؟
الأحلام لا تتوقف طالما حيينا ولعل الأقرب منها هي الحصول على رسالة الدكتوراه وتوفير مقر ثابت خاص يضم أكبر عدد من المتطوعين لخدمة وطني وهذا ما يفتقده فريق لآلئ التطوعي.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك