العدد : ١٧٤٢٦ - الاثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٢٦ - الاثنين ٠٨ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

هذا الشبل من ذاك الأسد

 

حقق‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬تحت‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬إنجازا‭ ‬عربيا‭ ‬عالميا‭ ‬تاريخيا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬بعد‭ ‬تتويجه‭ ‬بلقب‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬إثر‭ ‬فوزه‭ ‬المستحق‭ ‬على‭ ‬نظيره‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬بثنائية‭ ‬نظيفة‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬لاعبه‭ ‬الموهوب‭ ‬ياسر‭ ‬الزبيري‭ ‬في‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬التي‭ ‬احتضنتها‭ ‬تشيلي‭.‬

إنجاز‭ ‬عربي‭ ‬وعالمي‭ ‬جديد‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬سجل‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية،‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬ترسيخ‭ ‬حضورها‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬بروح‭ ‬عالية‭ ‬وطموح‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الحدود‭.‬

اللاعب‭ ‬الموهوب‭ ‬ياسر‭ ‬الزبيري‭ ‬دخل‭ ‬موسوعة‭ ‬الكبار‭ ‬من‭ ‬أوسع‭ ‬الأبواب،‭ ‬بعدما‭ ‬افتتح‭ ‬التسجيل‭ ‬بطريقة‭ ‬رائعة‭ ‬عكست‭ ‬المهارة‭ ‬والجرأة‭ ‬اللتين‭ ‬لا‭ ‬يتقنهما‭ ‬إلا‭ ‬لاعبو‭ ‬الصفوة‭ ‬والطبقة‭ ‬الأولى،‭ ‬فيما‭ ‬جاءت‭ ‬باقي‭ ‬دقائق‭ ‬المباراة‭ ‬لتؤكد‭ ‬التفوق‭ ‬الجماعي‭ ‬لأشبال‭ ‬المغرب،‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬أداء‭ ‬منضبطا‭ ‬ومليئا‭ ‬بالحماس،‭ ‬فاستحقوا‭ ‬أن‭ ‬يتوجوا‭ ‬بالذهب‭ ‬العالمي‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭ ‬واستحقاق‭.‬

ما‭ ‬شهدته‭ ‬تشيلي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مجرد‭ ‬انتصار‭ ‬رياضي،‭ ‬بل‭ ‬فرحة‭ ‬عربية‭ ‬كبرى‭ ‬تجاوزت‭ ‬حدود‭ ‬المغرب‭ ‬لتعم‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬عربي،‭ ‬مجسدة‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصنعه‭ ‬الرياضة‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬وحدة‭ ‬وفخر‭ ‬مشترك‭. ‬لقد‭ ‬أسعد‭ ‬‮«‬أشبال‭ ‬الأطلس‮»‬‭ ‬الكبير‭ ‬قبل‭ ‬الصغير،‭ ‬ورسموا‭ ‬ابتسامة‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬لا‭ ‬ترسمها‭ ‬إلا‭ ‬الإنجازات‭ ‬الرياضية‭ ‬وحدها‭.‬

الجميل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬أنه‭ ‬تحقق‭ ‬بسواعد‭ ‬وطنية‭ ‬مغربية‭ ‬خالصة،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬محمد‭ ‬وهبي،‭ ‬الذي‭ ‬برهن‭ ‬أن‭ ‬الكفاءة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬الأجيال‭ ‬الصاعدة‭ ‬نحو‭ ‬العالمية‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬توفرت‭ ‬الرؤية‭ ‬والدعم‭ ‬والثقة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح،‭ ‬مستندة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬واضح‭ ‬لبناء‭ ‬قاعدة‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬المواهب،‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬‮»‬الأسود‭ ‬الكبار‮«‬‭ ‬الذين‭ ‬أبدعوا‭ ‬وتركوا‭ ‬بصمتهم‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬قطر‭ ‬2022‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬أنجزه‭ ‬أشبال‭ ‬المغرب‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬لقب،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬نضوج‭ ‬المنظومة‭ ‬الكروية‭ ‬المغربية،‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬نموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الأصالة‭ ‬والتطور،‭ ‬بين‭ ‬الهوية‭ ‬والطموح‭. ‬وقد‭ ‬أعاد‭ ‬هذا‭ ‬التتويج‭ ‬كتابة‭ ‬اسم‭ ‬المغرب‭ ‬والعرب‭ ‬معا‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬العالمية،‭ ‬ليبقى‭ ‬شاهدا‭ ‬على‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬المجد‭ ‬الرياضي‭.‬

هنيئا‭ ‬لنا‭ ‬جميعا‭ ‬بهذا‭ ‬التتويج‭ ‬التاريخي،‭ ‬والمجد‭ ‬المشترك‭ ‬الذي‭ ‬صنعه‭ ‬أبناء‭ ‬الأطلس،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬العزيمة‭ ‬والإيمان‭ ‬تصنعان‭ ‬المستحيل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا