العدد : ١٧٤٣٥ - الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٤٣٥ - الأربعاء ١٧ ديسمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ جمادى الآخر ١٤٤٧هـ

الخليج الطبي

مستشفى ابن النفيس.. نموذج صحي يحتذى به في دعم صحة المرأة
الدكتورة رجاء العيد: الجراحة باتت أكثر دقة بفضل التقنيات الحديثة التي تحدد موقع الورم بكفاءة وتقلل الأذى للأنسجة السليمة

الثلاثاء ٢١ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

الدكتورة يارة عبدالرحمن: ابن النفيس يوفر أحدث أجهزة التشخيص الشعاعي الرقمي ثلاثي الأبعاد


شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يأتي‭ ‬محملاً‭ ‬برسالة‭ ‬أمل،‭ ‬وتذكير‭ ‬إنساني‭ ‬عميق‭ ‬بأهمية‭ ‬التكاتف‭ ‬والتوعية‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التحديات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬النساء‭ ‬حول‭ ‬العالم‭... ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭. ‬في‭ ‬المقال‭ ‬التالي‭ ‬تستعرض‭ ‬الدكتورة‭ ‬رجاء‭ ‬العيد‭ ‬استشاري‭ ‬الجراحة‭ ‬العامة‭ ‬وأورام‭ ‬الثدي‭ ‬والترميم‭ ‬بمستشفى‭ ‬الكندي‭ ‬اسباب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الاصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬وأحدث‭ ‬العلاجات‭ ‬الجراحية‭. ‬واشارت‭ ‬الدكتورة‭ ‬رجاء‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدلات‭ ‬الاصابة‭ ‬بالمرض‭ ‬تشهد‭ ‬ارتفاعا‭ ‬عالميا‭ ‬ولمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نصيب‭. ‬موضحة‭ ‬ان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سجلت‭ ‬حوالي‭ ‬324‭ ‬حالة‭ ‬إصابة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وفق‭ ‬آخر‭ ‬احصائيات‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬واحتل‭ ‬المرض‭ ‬النسبة‭ ‬الأعلى‭ ‬بحوالي‭ ‬44‭ ‬%‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬حالات‭ ‬الأورام‭ ‬الخبيثة‭ ‬في‭ ‬النساء‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬حالات‭ ‬الإصابة‭ ‬يبقي‭ ‬الاكتشاف‭ ‬المبكر‭ ‬هو‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭.. ‬إذا‭ ‬يعزز‭ ‬تشخيص‭ ‬وعلاج‭ ‬الورم‭ ‬في‭ ‬مراحله‭ ‬المبكرة‭ ‬من‭ ‬نسب‭ ‬الشفاء‭ ‬لما‭ ‬يقارب‭ ‬95%‭.‬

واضافت‭ ‬الدكتورة‭ ‬رجاء‭: ‬ان‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نتذكر‭ ‬ان‭ ‬المراحل‭ ‬المبكرة‭ ‬لسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬سوف‭ ‬تمر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اي‭ ‬اعراض‭ ‬تذكر‭ ‬ولن‭ ‬تشعر‭ ‬المريضة‭ ‬بأي‭ ‬تغييرات‭ ‬او‭ ‬تكتلات‭ ‬ملحوظة‭.. ‬وما‭ ‬نهدف‭ ‬اليه‭ ‬هو‭ ‬الاكتشاف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أشعة‭ ‬الماموغرام،‭ ‬كي‭ ‬نعزز‭ ‬نسبة‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬المرض‭. ‬فكلما‭ ‬كان‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬مبكرة‭ ‬كلما‭ ‬ارتفعت‭ ‬نسب‭ ‬الشفاء‭. ‬لذلك‭ ‬نشدد‭ ‬سنويا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬وننصح‭ ‬بإجراء‭ ‬أشعة‭ ‬الماموغرام‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬بلغت‭ ‬المريضة‭ ‬سن‭ ‬الاربعين‭.. ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬الانتباه‭ ‬لأي‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬الثدي‭ ‬ومراجعة‭ ‬الطبيب‭ ‬المختص‭ ‬حال‭ ‬حدوثها،‭ ‬فالتردد‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬المجهول‭ ‬والنتائج‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬الحياة‭ ‬والانتصار‭ ‬على‭ ‬السرطان،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الألم‭ ‬الجسدي،‭ ‬نجد‭ ‬قلق‭ ‬المريضة‭ ‬والخوف‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬ومصير‭ ‬عائلتها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الجوانب‭ ‬المقلقة‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬التشخيص‭ ‬والعلاج‭.‬

واوضحت‭ ‬الدكتورة‭ ‬رجاء‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭: ‬انه‭ ‬اليوم‭ ‬بفضل‭ ‬التشخيص‭ ‬المبكر‭ ‬وتطوير‭ ‬سبل‭ ‬العلاج‭ ‬المتاحة‭ ‬شهدنا‭ ‬تراجعا‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الوفيات‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬وبينت‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬أخذنا‭ ‬الجانب‭ ‬الجراحي‭ ‬كشاهد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التطورات،‭ ‬نجد‭ ‬الجراحة‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مرادفا‭ ‬للخسارة،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬بوابة‭ ‬نحو‭ ‬الشفاء‭ ‬والاستفادة‭ ‬الكاملة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقنيات‭ ‬متقدمة‭ ‬تضع‭ ‬في‭ ‬أولوياتها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الإزالة‭ ‬التامة‭ ‬للورم،‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الجمالي‭ ‬لما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬والراحة‭ ‬النفسية‭ ‬للمريضة‭.‬

والاجراءات‭ ‬الجراحية‭ ‬الآن‭ ‬باتت‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬بفضل‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬موقع‭ ‬الورم‭ ‬بكفاءة‭ ‬أعلى‭ ‬وتقليل‭ ‬الأذى‭ ‬للأنسجة‭ ‬السليمة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العلاجات‭ ‬الترميمية‭ ‬تنوعت‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬الاستئصال‭ ‬الجزئي‭ ‬كإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الثدي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تدوير‭ ‬الأنسجة‭ ‬الذاتية،‭ ‬أو‭ ‬استعارة‭ ‬الأنسجة‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬المحيطة‭ ‬بالثدي‭ ‬كجدار‭ ‬القفص‭ ‬الصدري‭ ‬أو‭ ‬اعلى‭ ‬البطن‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬تعويض‭ ‬الجزء‭ ‬المستأصل‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬جمالية‭ ‬مميزة‭ ‬او‭ ‬اجزاء‭ ‬عمليات‭ ‬شد‭ ‬وتصغير‭ ‬الثدي‭ ‬لتقليل‭ ‬الضرر‭ ‬الناتج‭ ‬بعد‭ ‬استئصال‭ ‬الأورام‭ ‬الكبيرة‭  ‬نسبيا‭ ‬مقارنة‭ ‬بحجم‭ ‬الثدي‭.‬

وفي‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬الاستئصال‭ ‬الكامل‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬فالترميم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬العملية‭ ‬أو‭ ‬المراحل‭ ‬اللاحقة‭ ‬يجدد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬جمالي‭ ‬مرضٍ،‭ ‬والخيارات‭ ‬متعدد‭ ‬بين‭ ‬استخدام‭ ‬حشوات‭ ‬السيليكون‭ ‬أو‭ ‬عضلات‭ ‬الظهر‭ ‬او‭ ‬باستخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬حديثة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬نسيج‭ ‬من‭ ‬البطن‭ ‬وإعادة‭ ‬توصيله‭ ‬لتشكيل‭ ‬الثدي‭ ‬تحت‭ ‬المجهر‭ ‬الجراحي‭.‬

الجراحة‭ ‬بالمنظار‭ ‬والجراحة‭ ‬الروبوتية‭ ‬اليوم‭ ‬باتت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬جراحة‭ ‬الثدي‭ ‬وأصبحت‭ ‬معتمدة‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬المتقدمة‭ ‬بهدف‭ ‬تقليل‭ ‬الألم‭ ‬والندوب‭ ‬وتسريع‭ ‬التعافي‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬الخيارات‭ ‬تعيد‭ ‬الى‭ ‬المريضة‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬جسدها،‭ ‬وتجعلها‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬الطبي،‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬أساسي‭ ‬من‭ ‬رحلة‭ ‬التعافي‭.‬

وأخيرا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فقط‭ ‬مناسبة‭ ‬رمزية،‭ ‬بل‭ ‬لحظة‭ ‬تحوّل‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬،‭ ‬نُكرّس‭ ‬فيها‭ ‬مفاهيم‭ ‬الوقاية،‭ ‬والدعم،‭ ‬والتضامن،‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭. ‬هو‭ ‬فرصة‭ ‬لتكرم‭ ‬الناجيات،‭ ‬وندعم‭ ‬المصابات،‭ ‬وتعزز‭ ‬ثقة‭ ‬النساء‭ ‬بأن‭ ‬المرض‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬النهاية،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬مفعمة‭ ‬بالقوة،‭ ‬والتغيير،‭ ‬والنضج‭. ‬فلنرتدِ‭ ‬الوردي‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬لا‭ ‬كمجرد‭ ‬لون،‭ ‬بل‭ ‬كموقف‭ ‬لنكن‭ ‬صوتا‭ ‬للنساء‭ ‬اللواتي‭ ‬لم‭ ‬يستطعن‭ ‬الحديث،‭ ‬ويدًا‭ ‬تُمدّ‭ ‬لمن‭ ‬أنهكها‭ ‬التعب،‭ ‬وأملا‭ ‬يُضيء‭ ‬الطريق‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تمشي‭ ‬نحو‭ ‬العلاج‭ ‬بخطى‭ ‬مترددة‭.‬

ومن‭ ‬جانبها‭ ‬شددت‭ ‬الدكتورة‭ ‬يارة‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬اخصائي‭ ‬الاشعة‭ ‬التشخيصية‭ ‬وأشعة‭ ‬الثدي‭ ‬بمستشفى‭ ‬ابن‭ ‬النفيس‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬التوعية‭ ‬بالكشف‭ ‬المبكر‭ ‬والتدخلات‭ ‬السريرية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الأدلة‭ ‬الشعاعية‭ ‬والمخبرية،‭ ‬لما‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬عبء‭ ‬الأعراض‭ ‬والوفيات‭ ‬المرتبطة‭ ‬به‭.‬

واضافت‭: ‬تعتبر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬السباقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التوعية‭ ‬الصحية‭ ‬عربياً‭ ‬وعالمياً،‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬مستويات‭ ‬الوعي‭ ‬الصحي‭ ‬الى‭ ‬أعلى‭ ‬درجاته،‭ ‬نتيجة‭ ‬للبرامج‭ ‬الوطنية‭ ‬والفحوص‭ ‬الدورية‭ ‬المنظمة،‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬نسبة‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر‭ ‬وتحسين‭ ‬نتائج‭ ‬العلاج‭.‬

وتتعدد‭ ‬عوامل‭ ‬الخطورة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬وتنقسم‭ ‬إلى‭ ‬نصفين‭:‬

1-‭ ‬العوامل‭ ‬القابلة‭ ‬للتعديل‭: ‬وتشمل‭ ‬نمط‭ ‬الحياة‭ ‬غير‭ ‬الصحي‭ ‬مثل‭ ‬السمنة،‭ ‬قلة‭ ‬النشاط‭ ‬البدني،‭ ‬سوء‭ ‬التغذية،‭ ‬وتعاطي‭ ‬الكحول‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬العلاج‭ ‬الهرموني‭ (‬HRT‭) ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬الإيجابي‭ ‬لمستقبلات‭ ‬الإستروجين‭ ‬في‭ ‬مراحل‭ ‬لاحقة‭.‬

2‭ - ‬العوامل‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتعديل‭ ‬والمتغيرات‭ ‬الإنجابية‭ ‬والهرمونية‭ ‬مثل‭ ‬البلوغ‭ ‬المبكر،‭ ‬انقطاع‭ ‬الطمث‭ ‬المتأخر،‭ ‬عدم‭ ‬الإنجاب‭ ‬أو‭ ‬تأخر‭ ‬الولادة،‭ ‬انخفاض‭ ‬حالات‭ ‬الحمل،‭ ‬قصر‭ ‬فترات‭ ‬الرضاعة‭ ‬الطبيعية‭. ‬كما‭ ‬يعتبر‭ ‬التاريخ‭ ‬العائلي‭ ‬للإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الثدي‭ ‬أو‭ ‬المبيض‭ ‬عامل‭ ‬حاسم‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الخطر‭ ‬خاصة‭ ‬عند‭ ‬وجود‭ ‬طفرات‭ ‬في‭ ‬الجينات‭ ‬عالية‭ ‬الاختراق‭ ‬مثل‭ ‬BRCA2‭ ‬BRCA1،‭ ‬حيث‭ ‬يسهم‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬الفحوص‭ ‬السريرية‭ ‬والشعاعية‭ ‬والدراسات‭ ‬الجينية‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬دقيق‭ ‬لاحتمال‭ ‬الإصابة‭. ‬ومن‭ ‬الناحية‭ ‬السريرية،‭ ‬تعد‭ ‬الكتلة‭ ‬غير‭ ‬المؤلمة‭ ‬في‭ ‬الثدي‭ ‬العلامة‭ ‬الجسدية‭ ‬الأكثر‭ ‬شيوعاً‭. ‬ووفقا‭ ‬لدراسة‭ ‬على‭ ‬56‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬سرطانات‭ ‬الثدي‭ ‬لـ2316‭ ‬امرأة‭ ‬مصابة‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬كتلة‭ ‬بنسبة‭ ‬83%‭ ‬مقابل‭ ‬6‭.‬4%‭ ‬بتشوهات‭ ‬حلمة،‭ ‬6‭.‬4%‭ ‬بآلام‭ ‬في‭ ‬الثدي،‭ ‬وتشوهات‭ ‬جلد‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭ ‬%‭ ‬وكتل‭ ‬إبط‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬2%،‭ ‬وتقرح‭ ‬ثدي‭ ‬بنسبة‭ ‬1‭.‬1%‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬يعتبر‭ ‬تصوير‭ ‬الثدي‭ ‬الشعاعي‭ ‬Mammography‭ ‬حجر‭ ‬الزاوية‭ ‬في‭ ‬التشخيص‭ ‬المبكر‭. ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬1977‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للسرطان‭ (‬NCI‭) ‬أقر‭ ‬أن‭ ‬حساسية‭ ‬أول‭ ‬تصوير‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬71%‭ ‬و96%،‭ ‬كما‭ ‬أظهرت‭ ‬الدراسات‭ ‬انخفاضا‭ ‬بنسبة‭ ‬حتى‭ ‬30%‭ ‬في‭ ‬وفيات‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي‭ ‬للنساء‭ ‬اللاتي‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهن‭ ‬بين‭ ‬69‭ ‬و40‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬وهنا‭ ‬تبرز‭ ‬اهمية‭ ‬اختيار‭ ‬المريض‭ ‬للمشفى‭ ‬المناسب‭ ‬والجهاز‭ ‬التشخيصي‭ ‬الأحدث‭.‬

وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬حرص‭ ‬مشفى‭ ‬ابن‭ ‬النفيس‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬أحدث‭ ‬الأجهزة‭ ‬للتشخيص‭ ‬الشعاعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬درجات‭ ‬الدقة‭ ‬في‭ ‬تشخيص‭ ‬المرض،‭ ‬فقد‭ ‬وفرت‭ ‬جهاز‭ ‬الماموغرام‭ ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬التصوير‭ ‬الشعاعي‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬يلتقط‭ ‬صورا‭ ‬

‭(‬DBT‭-‬Digital‭ ‬Breast‭ ‬Tomosynthesis‭) ‬ثلاثي‭ ‬الأبعاد‭ ‬متعددة‭ ‬للثدي‭ ‬من‭ ‬زوايا‭ ‬مختلفة‭ ‬لإنشاء‭ ‬شرائح‭ ‬رقيقة‭ ‬ومقطعية‭ ‬للثدي‭ ‬تسمح‭ ‬للطبيب‭ ‬الشعاعي‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬طبقات‭ ‬الأنسجة‭ ‬المتداخلة‭ ‬بدقة‭ ‬عالية‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬حالات‭ ‬النتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬الكاذبة‭ ‬والخزعات‭ ‬غير‭ ‬الضرورية‭ ‬خصوصا‭ ‬عند‭ ‬النساء‭ ‬ذوات‭ ‬نسيج‭ ‬الثدي‭ ‬الكثيف‭. ‬يلي‭ ‬ذلك‭ ‬الفحص‭ ‬بالأمواج‭ ‬فوق‭ ‬الصوتية‭ (‬Ultrasound‭) ‬والتي‭ ‬تحدد‭ ‬صفات‭ ‬الكتلة‭ ‬بالتفصيل‭ ‬وفيما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬مراقبة‭ ‬دورية‭ ‬فقط‭ ‬أو‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬الفحوص‭ ‬التشخيصية‭ ‬المكملة‭ ‬كالخزعات‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬الموجهة‭ ‬بالسونار‭ ‬لأخذ‭ ‬عينة‭ ‬من‭ ‬الورم‭ ‬لتحديد‭ ‬نوع‭ ‬uitrasound‭-‬quide‭ ‬biopsy‭ ‬الخلايا‭.‬

كما‭ ‬يُعد‭ ‬التصوير‭ ‬بالرنين‭ ‬المغناطيسي‭ (‬MRI‭) ‬أداة‭ ‬تشخيصية‭ ‬عالية‭ ‬الحساسية‭ ‬ومكملة،‭ ‬خاصة‭ ‬للنساء‭ ‬عاليات‭ ‬الخطورة‭ ‬الحاملات‭ ‬للطفرات‭ ‬الجينية‭ ‬2‭-‬BRCA1،‭ ‬لما‭ ‬يوفره‭ ‬من‭ ‬دقة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬النسج‭ ‬الرخوة‭ ‬واكتشاف‭ ‬الآفات‭ ‬الدقيقة‭ ‬المبكرة‭.‬

ويبقى‭ ‬الكشف‭ ‬المبكر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التثقيف‭ ‬الصحي‭ ‬والالتزام‭ ‬بالفحوص‭ ‬الدورية،‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬مضاعفات‭ ‬سرطان‭ ‬الثدي،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الطبية‭ ‬المتقدمة‭ ‬مثل‭ ‬مستشفى‭ ‬ابن‭ ‬النفيس‭ ‬نموذجاً‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬صحة‭ ‬المرأة‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬الرعاية‭ ‬الوقائية‭ ‬والعلاجية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا