درج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه على بذل المزيد من الجهود المتواصلة لتعزيز مكانة مملكة البحرين ودورها السياسي والاقتصادي في العالم من خلال عديد من الزيارات لأهم العواصم الدولية حيث تجاوزت تلك الزيارات الجانب البروتوكولي السياسي لتكون فرصة لتعزيز المكتسبات بتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية التي توفر المزيد من الاستثمار للبحرين بهدف تعزيز مستوى عيش المواطن البحريني وتوفير المزيد من الفرص التنموية.
وتشكل زيارته الأخيرة إلى الجمهورية الإيطالية وخاطرة الفاتيكان وجها جديدا من وجوه هذا الجهد المتواصل لخدمة صورة البحرين واقتصادها حيث تشكل هذه الزيارات فرصة كبيرة لتطوير علاقات التعاون والشراكة بين مملكة البحرين والجمهورية الإيطالية الصديقة بما يعزز ويخدم التنمية والسلام والحوار بين الحضارات.
ولا شك أن هذا النهج الدبلوماسي الخارجي لمملكة البحرين في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم أيده الله يزيد من تقوية مكانة البحرين والتعريف بنموذجها الحضاري والإنساني والاقتصادي ويزيد أيضا من حضور البحرين في المحافل الدولية حيث شكلت هذه الزيارة جزءا لا يتجزأ من التحركات الدبلوماسية البحرينية لمد جسور التواصل والانفتاح وتعزيز الأمن والاستقرار وخدمة التنمية على مختلف المستويات.
ومن الواضح أن هذه الزيارة تتجاوز الجانب البروتوكولي السياسي المعلن إلى توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم كما أسلفنا بحضور فريق البحرين المرافق لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في عديد من الجوانب التي تخدم الطرفين وقد أعلنت بالفعل بعض المشاريع المشتركة التي تم الاتفاق عليها.
ويمكن في هذا السياق أن نتوقف عند زيارة سموه لإيطاليا والفاتيكان تعزيزا واستمرارا للعلاقات الوطيدة بين البحرين وكل من إيطاليا والفاتيكان حيث التقى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء قداسة بابا الفاتيكان تأكيدا للعلاقات المتميزة بين الجانبين ونستذكر في هذا السياق زيارة قداسة بابا الفاتيكان السابق للبحرين والمبادرات الرائدة للمملكة التي منحتها مكانة رفيعة في سلم الحريات والتسامح والتعايش السلمي بين معتنقي مختلف الديانات والحوار بين الأديان ونستذكر هنا أيضا مبادرات مملكة البحرين في الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام والتعايش واقتراح اتفاقية دولية لمكافحة الكراهية والتي انتهت بإقرار الأمم المتحدة لليوم العالمي للتعايش السلمي حيث برزت مملكة البحرين خلال السنوات القليلة الماضية على هذا الصعيد وبات واضحا أنها أصبحت عنوانا رئيسيا لا يمكن تجاوزه في هذا المجال حيث تجتمع سنويا القيادات الروحية من أنحاء العالم لدراسة ومناقشة قضايا التقريب بين الأديان والحضارات وبناء جسور التعاون والأخوة الإنسانية مما رسم صورة مملكة البحرين كدولة للتلاقي والحوار والتعايش والتسامح.
ولا يسعنا في هذا السياق إلا أن نشيد بما تحقق في هذه الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه والتي أثمرت التوقيع على مذكرة تعاون بين شركة ممتلكات البحرين العقارية وشركة انفست الإيطالية في مجال الاستثمار إضافة إلى التوقيع على اتفاقية الشراكة في مجال التجارة والاستثمار واتفاقية مجلس الأعمال البحريني الإيطالي وغيرها من الاتفاقية وذلك في إطار دعم الدور الحيوي للقطاع الخاص والاتفاق المبدئي على تكثيف التعاون بين البلدين في مجال الطاقة والتحول الطاقي إلى الطاقة البديلة إضافة إلى التعاون في مجال السياحة والنقل وفي مجال الأمن الغذائي وغيرها من الجوانب الأخرى التي تؤكد نجاح هذه الزيارة بحيث تفتح آفاقا إضافية جديدة لخدمة الاقتصاد الوطني وتوفير المزيد من الفرص التنموية لجعل الدبلوماسية في خدمة الاقتصاد والتنمية الشاملة لبلادنا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك