العدد : ١٧٣٧٥ - السبت ١٨ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٧٥ - السبت ١٨ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

نجاح زيارة سمو ولي العهد رئيس الوزراء لإيطاليا والفاتيكان

بقلم: د. نبيل العسومي

السبت ١٨ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

درج‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬المتواصلة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودورها‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الزيارات‭ ‬لأهم‭ ‬العواصم‭ ‬الدولية‭ ‬حيث‭ ‬تجاوزت‭ ‬تلك‭ ‬الزيارات‭ ‬الجانب‭ ‬البروتوكولي‭ ‬السياسي‭ ‬لتكون‭ ‬فرصة‭ ‬لتعزيز‭ ‬المكتسبات‭ ‬بتوقيع‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬للبحرين‭ ‬بهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬مستوى‭ ‬عيش‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬وتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬التنموية‭.‬

وتشكل‭ ‬زيارته‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإيطالية‭ ‬وخاطرة‭ ‬الفاتيكان‭ ‬وجها‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬المتواصل‭ ‬لخدمة‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬واقتصادها‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬لتطوير‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والجمهورية‭ ‬الإيطالية‭ ‬الصديقة‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬ويخدم‭ ‬التنمية‭ ‬والسلام‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الخارجي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تقوية‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬والتعريف‭ ‬بنموذجها‭ ‬الحضاري‭ ‬والإنساني‭ ‬والاقتصادي‭ ‬ويزيد‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬حيث‭ ‬شكلت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬لمد‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬والانفتاح‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وخدمة‭ ‬التنمية‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭.‬

‭  ‬ومن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬تتجاوز‭ ‬الجانب‭ ‬البروتوكولي‭ ‬السياسي‭ ‬المعلن‭ ‬إلى‭ ‬توقيع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬بحضور‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬المرافق‭ ‬لسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الطرفين‭ ‬وقد‭ ‬أعلنت‭ ‬بالفعل‭ ‬بعض‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬عليها‭.‬

ويمكن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬زيارة‭ ‬سموه‭ ‬لإيطاليا‭ ‬والفاتيكان‭ ‬تعزيزا‭ ‬واستمرارا‭ ‬للعلاقات‭ ‬الوطيدة‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬إيطاليا‭ ‬والفاتيكان‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬قداسة‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬تأكيدا‭ ‬للعلاقات‭ ‬المتميزة‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬ونستذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬زيارة‭ ‬قداسة‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬السابق‭ ‬للبحرين‭ ‬والمبادرات‭ ‬الرائدة‭ ‬للمملكة‭ ‬التي‭ ‬منحتها‭ ‬مكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬الحريات‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬معتنقي‭ ‬مختلف‭ ‬الديانات‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬ونستذكر‭ ‬هنا‭ ‬أيضا‭ ‬مبادرات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬واقتراح‭ ‬اتفاقية‭ ‬دولية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الكراهية‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬بإقرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصعيد‭ ‬وبات‭ ‬واضحا‭ ‬أنها‭ ‬أصبحت‭ ‬عنوانا‭ ‬رئيسيا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزه‭  ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬حيث‭ ‬تجتمع‭ ‬سنويا‭ ‬القيادات‭ ‬الروحية‭ ‬من‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لدراسة‭ ‬ومناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والحضارات‭ ‬وبناء‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬والأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬مما‭ ‬رسم‭ ‬صورة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬للتلاقي‭ ‬والحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬والتسامح‭.‬

ولا‭ ‬يسعنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬بما‭  ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬والتي‭ ‬أثمرت‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬مذكرة‭ ‬تعاون‭ ‬بين‭ ‬شركة‭ ‬ممتلكات‭ ‬البحرين‭ ‬العقارية‭ ‬وشركة‭ ‬انفست‭ ‬الإيطالية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاستثمار‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬واتفاقية‭ ‬مجلس‭ ‬الأعمال‭ ‬البحريني‭ ‬الإيطالي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دعم‭ ‬الدور‭ ‬الحيوي‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والاتفاق‭ ‬المبدئي‭ ‬على‭ ‬تكثيف‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬والتحول‭ ‬الطاقي‭ ‬إلى‭ ‬الطاقة‭ ‬البديلة‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السياحة‭ ‬والنقل‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬بحيث‭ ‬تفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬إضافية‭ ‬جديدة‭ ‬لخدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬التنموية‭ ‬لجعل‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬لبلادنا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا