تحمل كل ساعة قصتها الخاصة بين تفاصيلها الأخاذة ، حيث تتفاعل الدقة الميكانيكية مع التصميم الفني لتجعل الوقت تجربة حسية متكاملة على المعصم. فمحرك الساعة، أو الـ Movement هو القلب النابض الذي يحرك كل عقرب، ويحوّل مرور الثواني والدقائق إلى رقصة دقيقة . لتعكس بذلك براعة الصانع ، وترتقي الساعة من مجرد أداة إلى كائن حي ينبض بالحياة ويجسد العلاقة العميقة بين الإنسان والزمان.
و يطلق على المحرك الداخلي المسؤول عن تشغيل الساعة وتنظيمها اسم «الكاليبر» (Caliber)، وهي التسمية المرجعية التي تحدد هوية المحرك الداخلي للساعة وتكشف عن خصائصه التقنية وهندسته الخاصة. و من المهم معرفة ان كل كاليبر هو حركة ،لكن لا تُسمى كل حركة كاليبراً إلا عند تحديد رقم المرجع أو الطراز الخاص بها. ولا يقتصر هذا المسمى على نوع الحركة فحسب، بل يمتد ليعبر عن توقيع الدار وابتكارها، وكأنها بصمة فريدة تميز كل ساعة وتخلّد خبرة الصانع ورؤيته.
تتعدد المحركات بحسب طريقة عملها واحتياجات المستخدم. فالمحرك الميكانيكي اليدوي أو Hand-Wound Movement يعتمد على لف النابض الرئيسي (Mainspring) يدويًا لتغذية الساعة بالطاقة. و يخلق هذا الأسلوب علاقة يومية وطيدة بين الفرد وساعته، إذ يتحول لف النابض إلى طقس شخصي يمنح الساعة حياة ويقوي شعور الانتماء إلى هذه الأداة الدقيقة. وتكون حركة عقرب الثواني سلسة ومستمرة، و تنسجم التروس والجسور في تناغم مذهل.
أما المحرك الأوتوماتيكي أو Automatic Movement، فهو امتداد للطبيعة الميكانيكية مع اضافة عنصر الراحة، إذ يستمد الطاقة من حركة المعصم عبر قطعة معدنية دوارة تسمى (Rotor) . و تظل الساعة مشحونة وقادرة على العمل دون الحاجة للّف اليدوي اليومي. وتكشف الكثير من الساعات الفاخرة جمال هذا الروتور عبر خلفية شفافة، لتظهر تناغم الحركة الداخلية وروعتها، فتتحول الساعة إلى قطعة فنية حية يمكن مراقبتها بشغف وانبهار.
وبالنسبة لمحرك الكوارتز أو Quartz Movement فتعد ثورة في صناعة الساعات، حيث يعتمد على بطارية وكريستال كوارتز يهتز بتردد ثابت، ما يمنح الساعة دقة مذهلة مع الحاجة لصيانة بسيطة. وحركة عقرب الثواني تتقدم بخطوات واضحة، مما يجعلها عملية للغاية خصوصًا لأولئك الذين يفضلون الدقة العالية دون الحاجة للانشغال باللف اليدوي أو مراقبة الطاقة.
وظهرت كذلك الحركات الهجينة أو Hybrid Movements، التي تمزج بين الروح الميكانيكية والدقة الإلكترونية. وهذا النوع يوفر الانسيابية والجمال التقليدي للحركات الميكانيكية مع موثوقية الكوارتز الحديثة، ليخلق تجربة فريدة تجمع بين الأصالة والتقنية، حيث تتناغم جميع عناصر الساعة في نظام واحد يعمل بانسيابية مطلقة.
ولا يمكن الإغفال عن الساعات الرقمية، التي تعتمد على آليات الكترونية و ودوائر رقمية لعرض الوقت بدقة على شاشة رقمية بدلاً من العقارب التقليدية. وغالبًا ما تتضمن وظائف متعددة مثل المؤقت و المنبه و الإضاءة الخلفية، وأحيانًا قياس نبض القلب أو التنبيهات الذكية. وتمثل الساعات الرقمية تطورًا عصريًا في قراءة الزمن لا تقل أهمية عن الساعات الميكانيكية. حيث تتيح للمستخدم تحكمًا مباشرًا وسريعًا بالمعلومات المدرجة على الهواتف الذكية، وغالبًا ما تكون خفيفة ومريحة للغاية .
أما التعقيدات أو Complications، فهي ما يضيف للساعة أبعادًا جديدة، سواء كانت عملية أو جمالية. وفي النهاية، فإن هذه المعلومات المختصرة عن محركات الساعات هي نتاج بحثي الشخصي، ولا أعتبر نفسي خبيرة في هذا المجال. بل أردت فقط تعلّم المزيد عن عالم الساعات ومشاركة ما تعلمته معكم، وأرحب بتصحيح أي خطأ أو إضافة أي معلومة قيّمة من قبل محبي الساعات والخبراء.
هل كنتم تعرفون الفرق بين أنواع محركات الساعات المختلفة؟ شاركونا بآرائكم ونتطلع إلى مقترحاتكم للمواضيع القادمة والاجابة على تساؤلاتكم على البريد الالكتروني:
seemajewelsbh@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك