العدد : ١٧٣٧١ - الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٧١ - الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

مقالات

ملكٌ.. تملّك الحَمدَ حُبا من رعيته

حسين سلمان العويناتي.

الاثنين ١٣ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

الاعتقاد‭ ‬السائد‭ ‬لدى‭ ‬نخب‭ ‬وساسة‭ ‬الأمم‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬حتى‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬فارس‭ ‬ينقذها‭ ‬ويحميها‭ ‬من‭ ‬ضَرَبِ‭ ‬الزمان‭ ‬وقسوته،‭ ‬وطُبعت‭ ‬في‭ ‬مخيلة‭ ‬المرأة‭ ‬صورة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬عليه‭ ‬فارس‭ ‬أحلامها‭ ‬ومنقذها‭ ‬وهو‭ ‬بالحصان‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬القصص‭ ‬والروايات‭ ‬الغربية،‭ ‬كشخصية‭ ‬ضعيفة‭ ‬محمية‭ ‬غير‭ ‬مستقلة‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬ندًّا‭ ‬ومثقالا‭ ‬للرجل‭ ‬أبداً‭.‬

وتغيرت‭ ‬قناعة‭ ‬ساسة‭ ‬المجتمع‭ ‬الغربي‭ ‬مع‭ ‬معترك‭ ‬نضال‭ ‬نسوي‭ ‬وحراك‭ ‬حثيث،‭ ‬فحازت‭ ‬المرأة‭ ‬الألمانية‭ ‬والنمساوية‭ ‬سنة‭ ‬1919‭ ‬حق‭ ‬الاقتراع‭ ‬والترشح،‭ ‬والمرأة‭ ‬الفرنسية‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭ ‬سنة‭ ‬1944،‭ ‬وبلغت‭ ‬المرأة‭ ‬الامريكية‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس‭ ‬وبصعوبة‭ ‬بالغة‭ ‬عام‭ ‬1920‭ ‬كأول‭ ‬انجاز‭ ‬للحراك‭ ‬النسوي،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1964‭ ‬وبتعديل‭ ‬قانون‭ ‬الحريات‭ ‬المدنية‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬لشريحة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الامريكي‭ ‬حقوقه‭ ‬وشمل‭ ‬حق‭ ‬التصويت‭ ‬للنساء‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬إفريقية‭.‬

وبينما‭ ‬تناضل‭ ‬مجتمعات‭ ‬نسوية‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭ ‬منذ‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬حتى‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬لنيل‭ ‬حقوقها،‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬الخليج‭ ‬بحرين‭ ‬التاريخ‭ ‬والحضارة،‭ ‬لتعطي‭ ‬المرأة‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬البلدية‭ ‬عام‭ ‬1926،‭ ‬كأول‭ ‬امرأة‭ ‬خليجية‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬نساء‭ ‬العرب‭ ‬قاطبة‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬العالم‭ ‬بسهولة‭ ‬ويسر‭ ‬وتقبل‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬آنذاك،‭ ‬وحظيت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬حينها‭ ‬بالعناية‭ ‬والرعاية‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬ومشايخ‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين،‭ ‬كشريك‭ ‬أصيل‭ ‬ومستقل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن،‭ ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬نفخر‭ ‬وتفخر‭ ‬على‭ ‬مثيلاتها‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬العالم‭ ‬بهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬التاريخي‭.  ‬

واحتفلت‭ ‬البحرين‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بمسيرتها‭ ‬الديمقراطية‭ ‬العريقة،‭ ‬التي‭ ‬خاضت‭ ‬فيها‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬سُطرت‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬مجلس‭ ‬بلدية‭ ‬المنامة‭ ‬1924،‭ ‬بحدث‭ ‬مئوية‭ ‬أول‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين،‭ ‬وأول‭ ‬انتخابات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬والبلاد‭ ‬العربية،‭ ‬تلك‭ ‬المئوية‭ ‬المتلألئة‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬الديمقراطية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬فيها‭ ‬البحرين‭ ‬بتجربتها‭ ‬الفريدة‭ ‬وممارستها‭ ‬الرائدة‭ ‬والسباقة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭. ‬

وتستمر‭ ‬المسيرة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬برعاية‭ ‬ملكية‭ ‬وحضور‭ ‬مهيب‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬بداية‭ ‬دور‭ ‬انعقاد‭ ‬لمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬وهو‭ ‬اهتمام‭ ‬ملكي‭ ‬وامتداد‭ ‬لجوهر‭ ‬المشروع‭ ‬الاصلاحي‭ ‬وركيزة‭ ‬محورية‭ ‬لما‭ ‬توافق‭ ‬عليه‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بميثاقه‭ ‬الوطني،‭ ‬لتترسخ‭ ‬الممارسة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرعاية‭ ‬الملكية‭ ‬والاهتمام‭ ‬المشع‭ ‬من‭ ‬المقام‭ ‬السامي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬وليستلهم‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬نبراسه‭ ‬من‭ ‬رؤى‭ ‬جلالته‭ ‬ومن‭ ‬أقواله‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭: ‬

‮«‬لا‭ ‬بديل‭ ‬ولا‭ ‬مصدر‭ ‬للتطوير‭ ‬الديمقراطي‭ ‬الا‭ ‬أنتم‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬وممثليه،‭ ‬فنحن‭ ‬لم‭ ‬نستورد‭ ‬الديمقراطية‭ ‬ولسنا‭ ‬بصدد‭ ‬استعارة‭ ‬مظاهرها‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬فقد‭ ‬أردناها‭ ‬منذ‭ ‬البدء‭ ‬نابعة‭ ‬من‭ ‬ذاتنا،‭ ‬لأنها‭ ‬عميقة‭ ‬الجذور‭ ‬في‭ ‬كفاح‭ ‬الآباء‭ ‬والأجداد‭ ‬ولها‭ ‬أساس‭ ‬وطيد‭ ‬في‭ ‬تراثنا‮»‬‭. ‬

ولجلالته‭ ‬يعود‭ ‬الفضل‭ ‬بعد‭ ‬الله‭ ‬لمكتسبات‭ ‬تحققت‭ ‬ومسيرة‭ ‬رسخت‭ ‬مشاركة‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬تكالب‭ ‬الأحداث‭ ‬فقد‭ ‬صاغت‭ ‬الارادة‭ ‬الملكية‭ ‬بحكمتها‭ ‬مستقبل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بانتظام‭ ‬لسير‭ ‬أعمال‭ ‬المجلسين‭ ‬منذ‭ ‬إعلان‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬أجمع‭ ‬عليه‭ ‬شعب‭ ‬البحرين،‭ ‬فلم‭ ‬ينقطع‭ ‬سير‭ ‬أعمال‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬دورة‭ ‬واحدة‭ ‬خلال‭ ‬المسيرة‭ ‬ولم‭ ‬يمدد‭ ‬له‭ ‬أو‭ ‬يحل،‭ ‬وحلّ‭ ‬العرس‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬موعده،‭ ‬وسيخلدها‭ ‬التاريخ‭ ‬أنها‭ ‬تجربة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬عميقة‭ ‬الجذور‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬جلالته‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬تمكنت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬مشروعها‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وعرسها‭ ‬الانتخابي‭ ‬وفق‭ ‬الرؤى‭ ‬الملكية‭ ‬والإرادة‭ ‬الشعبية‭ ‬وضمن‭ ‬استحقاقات‭ ‬زمنية‭ ‬محددة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا