وقت مستقطع

علي ميرزا
«الجلنج» بين النعمة والنقمة
في السنوات الأخيرة، أصبحت تقنية «الجلنج» أو ما يعرف بـنظام التحدي جزءا لا يتجزأ من مشهد الكرة الطائرة الحديثة، إذ دخلت التقنية لضبط ميزان العدالة داخل الملعب، وتمنح الفرق فرصة استرداد حقها من أخطاء التقدير التحكيمي البشري.
غير أن هذه التقنية لم تخل من الجدل، فهي بين من يراها نعمة تحفظ الحقوق وتعزز الدقة، وآخرين يعتبرونها نقمة تعطل الإيقاع وتربك التحكيم، وبين هذين الوجهين، تتحدد قيمة «الجلنج» بمدى وعي استخدامه وجودة تطبيقه.
من نعم نظام التحدي، أنه في جوهره وسيلة لإنصاف الفرق من أخطاء التحكيم البشرية، خاصة في الكرات السريعة أو المشتركة على الشبكة أو الخطوط، على سبيل المثال، عندما يحتسب الحكم لمسة على حائط الصد، ويظهر التحدي أن الكرة لم تلمس اليد إطلاقا، هنا يشعر اللاعبون أن العدالة أعادت لهم حقهم.
ووجود النظام يخلق نوعا من الطمأنينة لدى اللاعبين والمدربين، فيقل الجدل ويزيد التركيز على اللعب بدلا من الاحتجاجات.
وتلعب التقنية دورا في إثارة وتشويق للجماهير، من خلال لحظات انتظار القرار عبر الشاشة تضيف بعدا على شكل درامي للمباراة، خاصة في النقاط الحاسمة.
وتسهم في تطوير الأداء التحكيمي، إذ بعد كل مباراة، يمكن للحكام مراجعة قراراتهم بناء على التحديات، ما يرفع جودة التحكيم مستقبلا.
ولكن هناك حالات تتحول معها تقنية التحدي إلى «نقمة»؟ في حالة سوء الاستخدام التكتيكي، إذ تلجأ بعض الفرق إلى استغلال التحدي كوسيلة لقطع إيقاع الخصم أو لالتقاط الأنفاس والراحة، وليس اعتراضا حقيقيا على القرار، مما يفقد اللعبة انسيابيتها.
وتلعب التقنية دورا في تأخير وتجميد الإيقاع، في حال تعدد طلب التحديات أو بطء التقنية، فيتحول التحدي إلى عبء يخمد حماس اللاعبين والجمهور.
وأحيانا يحصل تضارب جودة الكاميرات أو الزوايا، خاصة إذا لم تكن منظومة التقنية متكاملة (عدد الكاميرات، جودة البث، زاوية الرؤية)، فقد تصدر قرارا مشكوكا فيه، فينعكس ذلك سلبا على مصداقية النظام.
زد على ذلك عندما يتم الاعتماد المبالغ فيه على التقنية، مما قد يفقد الحكم الرئيسي حسه الميداني وجرأته في اتخاذ القرار، متكئا على «التقنية»، مما يضعف الشخصية التحكيمية في الملعب.
وخلاصة ما نريد إيصاله أن تقنية «التحدي» نعمة عندما تكون وسيلة لتحقيق العدالة دون تعطيل اللعبة، ولكنها تصبح نقمة عندما تتحول إلى أداة للمماطلة أو تغطية ضعف تحكيمي أو تقني.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك