العدد : ١٧٣٧١ - الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٧١ - الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

إلى المعلم في يومه.. والتحول إلى المعلم القائد

بقلم: د. زكريا الخنجي

الثلاثاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬تاريخ‭ ‬2‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025‭ ‬كتبنا‭ ‬مقالاً‭ ‬بعنوان‭ (‬المعلم‭ ‬الإداري‭ ‬ودوره‭ ‬كقائد‭ ‬تربوي‭)‬،‭ ‬فجاءتنا‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الردود‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬الأخوة‭ ‬والأخوات‭ ‬المعلمين‭ ‬والمعلمات،‭ ‬وكان‭ ‬التعليق‭ ‬الأهم‭ ‬والأكثر‭ ‬إلحاحًا‭ ‬هو؛‭ ‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نتحول‭ ‬إلى‭ ‬المعلم‭ ‬القائد‭ ‬التربوي‭ ‬أثناء‭ ‬وجودنا‭ ‬في‭ ‬المدرسة؟

ونحن‭ ‬اليوم‭ ‬نستغل‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬المعلم‭ ‬لنطرح‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬الذي‭ ‬نعتبره‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬المتسارع‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭.‬

 

التحول‭ ‬إلى‭ ‬المعلم‭ ‬القائد‭ ‬التربوي

إن‭ ‬تحول‭ ‬المعلم‭ ‬من‭ ‬معلم‭ ‬تقليدي‭ ‬إلى‭ ‬معلم‭ ‬قائد‭ ‬هو‭ ‬تحول‭ ‬جوهري‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬التعليم،‭ ‬ويتطلب‭ ‬تطويرًا‭ ‬في‭ ‬المهارات،‭ ‬وتغييرًا‭ ‬في‭ ‬الأدوار،‭ ‬وتبنيًا‭ ‬لنهج‭ ‬قيادي‭ ‬يُركِّز‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية‭. ‬ولكن‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬هذا‭ ‬التحويل‭ ‬أعتقد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭ ‬أنفسنا‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬لماذا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بعملية‭ ‬التحويل؟‭ ‬بمعنى،‭ ‬ما‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬المعلم‭ ‬القائد‭ ‬والمعلم‭ ‬التقليدي؟

المعلم‭ ‬القائد‭ ‬التربوي‭: ‬هذا‭ ‬المعلم‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬الطلاب‭ ‬وتحفيزهم،‭ ‬ويعمل‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬ويقود‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬مرحلة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬بمنهجية‭ ‬واضحة‭ ‬وفي‭ ‬سلاسة‭ ‬هادئة،‭ ‬وكذلك‭ ‬يبتكر‭ ‬ويعدل‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬التدريس‭ ‬حسب‭ ‬احتياجات‭ ‬الطلاب،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬يهتم‭ ‬ببناء‭ ‬الشخصية‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات‭ ‬الحياتية‭ ‬للطلاب‭.‬

المعلم‭ ‬التقليدي‭: ‬يركز‭ ‬على‭ ‬التلقين‭ ‬ونقل‭ ‬المعرفة،‭ ‬ويعمل‭ ‬بمفرده‭ ‬داخل‭ ‬الصف‭ ‬الدراسي،‭ ‬وكذلك‭ ‬يتبع‭ ‬المنهج‭ ‬بحذافيره‭ ‬فلا‭ ‬يرقي‭ ‬ولا‭ ‬يرتقي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬الأكاديمية‭ ‬فقط‭.‬

وإن‭ ‬كنا‭ ‬لا‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬التعليم‭ ‬والمعلم‭ ‬التقليدي،‭ ‬إلا‭ ‬إننا‭ ‬نتحدث‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والمعلمين،‭ ‬فأمام‭ ‬الإنسان‭ ‬العربي‭ ‬تحديات‭ ‬علمية‭ ‬وتقنية‭ ‬وأخلاقية‭ ‬يجب‭ ‬التفكير‭ ‬فيها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬وأمواج‭ ‬متلاطمة،‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬نفعل،‭ ‬حينئذ‭ ‬نضطر‭ ‬أن‭ ‬نُقلد‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نأخذ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬أو‭ ‬ذلك‭.‬

والمعلم‭ ‬القائد‭ ‬التربوي‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬التي‭ ‬علينا‭ ‬التفكير‭ ‬فيها‭ ‬منذ‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة،‭ ‬ونسير‭ ‬بثقة‭ ‬لنلج‭ ‬المستقبل‭ ‬ونحن‭ ‬نعمل‭ ‬وفقًا‭ ‬لتراثنا‭ ‬الفكري‭ ‬والعلمي‭ ‬والتقني‭.‬

الآن،‭ ‬لنعيد‭ ‬صياغة‭ ‬السؤال‭ ‬السابق‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى،‭ ‬كيف‭ ‬أُصبح‭ ‬معلمًا‭ ‬قائدًا‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬طلابي‭ ‬وزملائي‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدرسي؟‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬وفق‭ ‬الأمور‭ ‬الآتية‭:‬

 

أولاً‭: ‬تحليل‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬ونحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬والطرق‭ ‬لقياس‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بعملية‭ ‬القياس‭ ‬والتقييم‭ ‬بشفافية،‭ ‬وربما‭ ‬من‭ ‬أشهرها‭ ‬تحليل‭ ‬سوات‭ (‬SWOT‭ ‬Analysis‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬تقيس‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬والضعف،‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فمثلاً‭:‬

{‭ ‬دراسة‭ ‬نقاط‭ ‬القوة؛‭ ‬وتتم‭ ‬بدراسة‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬يتقنها‭ ‬المعلم‭ ‬بالفعل؟‭ ‬مثل‭: ‬التواصل،‭ ‬إدارة‭ ‬الصف،‭ ‬استخدام‭ ‬التقنية‭.. ‬إلخ‭. ‬

{‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف؛‭ ‬ما‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تطوير؟

{‭ ‬الفرص؛‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية،‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬إداري،‭ ‬أو‭ ‬فرص‭ ‬قيادية‭ ‬متاحة؟

{‭ ‬التهديدات؛‭ ‬ما‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تعيق‭ ‬تطور‭ ‬المعلم؟‭ ‬مثل‭ ‬ضيق‭ ‬الوقت،‭ ‬نقص‭ ‬الموارد‭.. ‬إلخ‭. ‬

ثانيًا‭: ‬تحديد‭ ‬المهارات‭ ‬القيادية‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬المعلم،‭ ‬بعد‭ ‬البحث‭ ‬والتقصي‭ ‬ودراسة‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي،‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬نسير‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬تحديد‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المعلم‭ ‬القائد‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي،‭ ‬ومن‭ ‬تلك‭ ‬المهارات‭:‬

{‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي؛‭ ‬وهي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬الصورة‭ ‬الكبرى،‭ ‬وتخطيط‭ ‬الأهداف‭ ‬طويلة‭ ‬المدى،‭ ‬وهذا‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬المبادرات‭ ‬التربوية‭ ‬وتطوير‭ ‬المدرسة‭.‬

{‭ ‬إدارة‭ ‬التغيير؛‭ ‬وهي‭ ‬قيادة‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬أساليب‭ ‬التدريس‭ ‬أو‭ ‬السياسات‭ ‬المدرسية،‭ ‬وكيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مقاومة‭ ‬التغيير‭ ‬بطريقة‭ ‬إيجابية‭.‬

*‭ ‬التحفيز‭ ‬والإلهام؛‭ ‬وتعني‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬الطلاب‭ ‬والزملاء‭ ‬لتحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬أداء،‭ ‬وكذلك‭ ‬بناء‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬مشجعة‭ ‬ومليئة‭ ‬بالطاقة‭ ‬الإيجابية‭.‬

{‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار؛‭ ‬وهي‭ ‬تعني‭ ‬ببساطة‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬تربوية‭ ‬مدروسة‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬والملاحظات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬مصلحة‭ ‬الطالب‭ ‬والمنهج‭ ‬والسياسات‭.‬

{‭ ‬حل‭ ‬المشكلات؛‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬الصفية‭ ‬أو‭ ‬الإدارية‭ ‬بطرق‭ ‬مبتكرة،‭ ‬واستخدام‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬والطرق‭ ‬الأخرى‭ ‬للتفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬لتجاوز‭ ‬العقبات‭.‬

{ التواصل‭ ‬الفعّال؛‭ ‬ويعد‭ ‬التواصل‭ ‬الفعال‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المهارات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يمتلكها‭ ‬المعلم‭ ‬القائد‭ ‬التربوي،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬إيصال‭ ‬الأفكار‭ ‬بوضوح‭ ‬للطلاب،‭ ‬والزملاء،‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬والإصغاء‭ ‬النشط‭ ‬وتقديم‭ ‬تغذية‭ ‬راجعة‭ ‬بنّاءة‭.‬

{‭ ‬المرونة‭ ‬والتكيف،‭ ‬وهي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬المناهج‭ ‬أو‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬اختلافات‭ ‬الطلاب‭ ‬والبيئات‭ ‬التعليمية‭.‬

{‭ ‬الابتكار‭ ‬التربوي؛‭ ‬ومنها‭ ‬تطوير‭ ‬أساليب‭ ‬تدريس‭ ‬جديدة‭ ‬ومبتكرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬استخدام‭ ‬أدوات‭ ‬وتقنيات‭ ‬حديثة‭ ‬لتحسين‭ ‬التعلم‭.‬

{‭ ‬القيادة‭ ‬الأخلاقية؛‭ ‬وهي‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقيم‭ ‬التربوية‭ ‬والمهنية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬المعلم‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬النزاهة‭ ‬والاحترام‭ ‬والمسؤولية‭.‬

{‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬والاجتماعي؛‭ ‬وهذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬تسهم‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭: ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬إيجابية‭ ‬مع‭ ‬الطلاب‭ ‬والزملاء،‭ ‬إدارة‭ ‬الانفعالات‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة،‭ ‬فهم‭ ‬احتياجات‭ ‬الآخرين‭ ‬وتحفيزهم،‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬تربوية‭ ‬متزنة،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬قيادة‭ ‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬التعاون‭ ‬والثقة‭.‬

ثالثًا‭: ‬تحديد‭ ‬الأنشطة‭ ‬التطويرية،‭ ‬لكل‭ ‬مهارة‭ ‬قيادية‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحدد‭ ‬نشاطًا‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬لتطويرها،‭ ‬مثل‭:‬

{‭ ‬حضور‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية،

{‭ ‬قراءة‭ ‬كتب‭ ‬أو‭ ‬مقالات‭ ‬متخصصة،

{‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعات‭ ‬تعلم‭ ‬مهنية،

{‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬قيادي‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة،

{‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تغذية‭ ‬راجعة‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬أو‭ ‬المشرفين،

رابعًا‭: ‬تحديد‭ ‬جدول‭ ‬زمني،‭ ‬ولا‭ ‬نترك‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬تنظيم‭ ‬أو‭ ‬قياس،‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحدد‭ ‬متى‭ ‬ستبدأ‭ ‬كل‭ ‬نشاط،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬ستخصص‭ ‬له‭ ‬أسبوعيًا،‭ ‬ومتى‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭. ‬

خامسًا‭: ‬تقييم‭ ‬التقدم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬لتقييم‭ ‬مدى‭ ‬تقدم‭ ‬المعلم‭ ‬الذي‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قائدًا،‭ ‬مثل‭:‬

{‭ ‬تسجيل‭ ‬الإنجازات،

{‭ ‬عمل‭ ‬استبانات‭ ‬ذاتية‭ ‬يستخدمها‭ ‬المعلم‭ ‬بنفسه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المشرفين‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬العمل،

{‭ ‬ملاحظات‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬أو‭ ‬الإدارة،

{‭ ‬مقارنة‭ ‬الأداء‭ ‬قبل‭ ‬وبعد،

 

والآن،‭ ‬كيف‭ ‬نربط‭ ‬بين‭ ‬المهارات‭ ‬القيادية‭ ‬والمهارات‭ ‬التربوية؟

وقد‭ ‬يسأل‭ ‬أحدنا‭ ‬ويقول،‭ ‬ما‭ ‬علاقة‭ ‬ما‭ ‬قلناه‭ ‬سابقًا‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقيادة‭ ‬بالمهارات‭ ‬التربوية؟‭ ‬لذلك‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬علينا‭ ‬توضيح‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأمور‭ ‬التالية‭:‬

1‭. ‬التخطيط‭ ‬التربوي‭ ‬بقيادة‭ ‬استراتيجية؛‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القيادية‭ ‬فنحن‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المهارات‭ ‬القيادية‭ ‬والتفكير‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التربوية‭ ‬فإن‭ ‬المعلم‭ ‬عند‭ ‬إعداد‭ ‬الخطة‭ ‬الدراسية،‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬ألا‭ ‬يكتفي‭ ‬بتحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬المعرفية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يربطها‭ ‬برؤية‭ ‬المدرسة،‭ ‬واحتياجات‭ ‬الطلاب،‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬ابتكار‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬للتدريس،‭ ‬فالمعلم‭ ‬القائد‭ ‬يخطط‭ ‬للدروس‭ ‬بطريقة‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬المدرسة‭ ‬وأهدافها‭ ‬التربوية،‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬تنفيذ‭ ‬المنهج‭. ‬فمثلاً‭: ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بتصميم‭ ‬وحدة‭ ‬تعليمية‭ ‬تدمج‭ ‬بين‭ ‬المهارات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬ومهارات‭ ‬الحياة‭.‬

2‭. ‬إدارة‭ ‬الصف‭ ‬بأسلوب‭ ‬قيادي؛‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القيادية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬باتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التربوية‭ ‬المرتبطة‭ ‬فإنه‭ ‬يمكنه‭ ‬إدارة‭ ‬الصف‭ ‬وتحفيز‭ ‬الطلاب،‭ ‬فالمعلم‭ ‬القائد‭ ‬يتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬تربوية‭ ‬لحل‭ ‬مشكلات‭ ‬سلوكية‭ ‬أو‭ ‬تعليمية‭ ‬بطريقة‭ ‬بنّاءة،‭ ‬ويخلق‭ ‬بيئة‭ ‬صفية‭ ‬آمنة‭ ‬ومحفزة،‭ ‬ويستخدم‭ ‬مهارات‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭ ‬لتحديد‭ ‬أساليب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬السلوكيات‭ ‬الصفية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرق‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬المختلفة،‭ ‬فمثلاً‭: ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬الجسدي،‭ ‬يستخدم‭ ‬أسلوب‭ ‬الحوار‭ ‬والتفويض‭ ‬لتشجيع‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭.‬

3‭. ‬التواصل‭ ‬القيادي‭ ‬التربوي‭ ‬الفعال؛‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القيادية‭ ‬فنحن‭ ‬نحتاج‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬إلى‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬والتواصل‭ ‬الفعّال،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التربوية‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬الطلاب‭ ‬وأولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬فالمعلم‭ ‬القائد‭ ‬يستخدم‭ ‬التعاطف‭ ‬والمهارات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لبناء‭ ‬علاقات‭ ‬إيجابية‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬الطلاب‭ ‬وتعاون‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬ذو‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬تطبّيق‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الطلاب،‭ ‬وفهم‭ ‬خلفياتهم‭ ‬وظروفهم،‭ ‬فمثلاً‭: ‬يخصص‭ ‬وقتًا‭ ‬أسبوعيًا‭ ‬للحديث‭ ‬الفردي‭ ‬مع‭ ‬الطلاب،‭ ‬لتقديم‭ ‬دعم‭ ‬نفسي‭ ‬وتربوي‭ ‬لهم‭.‬

4‭. ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الذات‭ ‬والآخرين؛‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القيادية‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬تحفيز‭ ‬الطلاب‭ ‬وكذلك‭ ‬له‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬والعمل‭ ‬معهم،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التربوية‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يتوقف‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم،‭ ‬لذلك‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬منهجية‭ ‬التعلم‭ ‬المستمر‭ ‬والتطوير‭ ‬المهني،‭ ‬فالمعلم‭ ‬القائد‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬بتطوير‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬يقود‭ ‬زملاءه‭ ‬نحو‭ ‬التعلم‭ ‬الجماعي‭ ‬وتبادل‭ ‬الخبرات،‭ ‬فيمكنه‭ ‬مثلاً‭: ‬أن‭ ‬يقسم‭ ‬الطلاب‭ ‬إلى‭ ‬مجموعات‭ ‬يقودها‭ ‬طلاب‭ ‬متميزون،‭ ‬ويمنحهم‭ ‬أدوارًا‭ ‬قيادية‭ ‬داخل‭ ‬النشاط‭. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬بتعلق‭ ‬بتطوير‭ ‬الذات‭ ‬والتطوير‭ ‬المهني‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬التعلم‭ ‬المهنية،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬مبادرًا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬ورش‭ ‬عمل‭ ‬أو‭ ‬تبادل‭ ‬خبرات،‭ ‬فمثلاً‭: ‬ينشئ‭ ‬ناديًا‭ ‬تربويًا‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬حول‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التدريس‭ ‬الحديثة‭.‬

5‭. ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬الابتكار‭ ‬التربوي؛‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القيادية‭ ‬فإنه‭ ‬يكون‭ ‬ذا‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬التغيير‭ ‬والابتكار،‭ ‬وأما‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التربوية‭ ‬المرتبطة‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التدريس‭ ‬الحديثة،‭ ‬فالمعلم‭ ‬القائد‭ ‬يبتكر‭ ‬طرقًا‭ ‬جديدة‭ ‬للتدريس‭ ‬ويقود‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬أساليب‭ ‬التعليم‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة،‭ ‬لذلك‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬مهارات‭ ‬إدارة‭ ‬التغيير‭ ‬والابتكار‭ ‬لتجربة‭ ‬أدوات‭ ‬وتقنيات‭ ‬جديدة،‭ ‬فمثلاً‭: ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يجرب‭ ‬استخدام‭ ‬الواقع‭ ‬المعزز‭ ‬أو‭ ‬الألعاب‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬شرح‭ ‬المفاهيم‭ ‬الصعبة‭.‬

عمومًا،‭ ‬هذه‭ ‬بعض‭ ‬التصورات،‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أموراً‭ ‬كثيرة،‭ ‬وأكثر‭ ‬مما‭ ‬ذكر‭ ‬بمرات‭ ‬ومرات،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬التحدث‭ ‬فيه‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬والمساحة‭ ‬المتاحة‭.‬

تحية‭ ‬للمعلم‭ ‬في‭ ‬يومه،‭ ‬وكل‭ ‬المعلمين‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية،‭ ‬شكرًا‭ ‬كثيرًا،‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬عطائكم‭ ‬اللامحدود،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نوفي‭ ‬حقكم‭.‬

 

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا