العدد : ١٧٣٦٩ - الأحد ١٢ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٩ - الأحد ١٢ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

من غزو العراق إلى إدارة غزة.. بلير يعود بثوب جديد

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ١١ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

يثير‭ ‬ترشيح‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬لإدارة‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬موجة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الجدل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إرثه‭ ‬الدموي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ودعمه‭ ‬السابق‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬أمريكية‭ ‬مثيرة‭ ‬للشكوك،‭ ‬وسط‭ ‬احتجاجات‭ ‬داخل‭ ‬بريطانيا‭ ‬وانتقادات‭ ‬دولية‭ ‬متزايدة،‭ ‬ما‭ ‬يضيف‭ ‬بعدًا‭ ‬جديدًا‭ ‬لحالة‭ ‬الغضب‭ ‬المتصاعدة‭ ‬داخل‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬عقد‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم‭ ‬مؤتمره‭ ‬السنوي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ليفربول،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬الأحد‭ ‬28‭ ‬سبتمبر‭ ‬وحتى‭ ‬الأربعاء‭ ‬1‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تصاعد‭ ‬الصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬والفضائح‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بحكومة‭ ‬السير‭ ‬كير‭ ‬ستارمر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استمرار‭ ‬صعود‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬اليميني‭ ‬المتطرف‭. ‬وتُعد‭ ‬السياسات‭ ‬البريطانية‭ ‬تجاه‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إحدى‭ ‬القضايا‭ ‬الجوهرية‭ ‬التي‭ ‬ناقشها‭ ‬المؤتمر‭.‬

ورغم‭ ‬إعلان‭ ‬ستارمر،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬الشهر،‭ ‬اعترافه‭ ‬الرمزي‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فرنسا‭ ‬وكندا‭ ‬وأستراليا‭ ‬ودول‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يُهدئ‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الغضب‭ ‬الشعبي،‭ ‬إذ‭ ‬شهد‭ ‬محيط‭ ‬مركز‭ ‬المؤتمرات‭ ‬وداخله‭ ‬احتجاجات‭ ‬صاخبة،‭ ‬عكست‭ ‬حجم‭ ‬الإحباط‭ ‬من‭ ‬تقاعس‭ ‬الحكومة‭. ‬وقد‭ ‬قاطع‭ ‬أحد‭ ‬النشطاء‭ ‬كلمة‭ ‬راشيل‭ ‬ريفز،‭ ‬وزيرة‭ ‬الخزانة،‭ ‬متهماً‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬في‭ ‬‮«‬التجويع‭ ‬الجماعي‭ ‬للفلسطينيين‮»‬،‭ ‬متسائلًا‭: ‬‮«‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بريطانيا‭ ‬تواصل‭ ‬تسليح‭ ‬إسرائيل؟‮»‬‭.‬

وعبَّر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬بوضوح،‭ ‬حيث‭ ‬أبدى‭ ‬ريتشارد‭ ‬بورغون،‭ ‬ممثل‭ ‬الحزب‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬ليدز‭ ‬إيست،‭ ‬غضبه‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬يكتفون‭ ‬بمشاهدة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬التلفاز‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ممارسة‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬‮«‬المسرحية‭ ‬السياسية‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالإدانات‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬فعلية‭. ‬كما‭ ‬ندد‭ ‬كلايف‭ ‬لويس،‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬نورويتش‭ ‬ساوث،‭ ‬بمحاولات‭ ‬الحكومة‭ ‬منع‭ ‬النقاش‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬والحزب‭ ‬حول‭ ‬‮«‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬تصويت‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬سبتمبر،‭ ‬صوَّت‭ ‬مندوبو‭ ‬الحزب‭ ‬لصالح‭ ‬الاعتراف‭ ‬بارتكاب‭ ‬إسرائيل‭ ‬جريمة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬حكومة‭ ‬ستارمر‭ ‬لتعليق‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ومعاقبة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب،‭ ‬ووقف‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭.‬

لكن،‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬أن‭ ‬زعيم‭ ‬الحزب‭ ‬السابق،‭ ‬توني‭ ‬بلير،‭ ‬يقدّم‭ ‬نفسه‭ ‬كمرشح‭ ‬محتمل‭ ‬لتولي‭ ‬منصب‭ ‬الحاكم‭ ‬الفعلي‭ ‬لغزة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تنفيذ‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬وبينما‭ ‬تتعرض‭ ‬غزة‭ ‬للدمار‭ ‬بعد‭ ‬23‭ ‬شهرًا‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬العشوائي‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تفشي‭ ‬المجاعة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬سلطت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بـ‮«‬تخمر‭ ‬المؤامرة‮»‬‭ ‬حول‭ ‬هوية‭ ‬الجهة‭ ‬التي‭ ‬ستتولى‭ ‬إدارة‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلير‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬رغبة‮»‬‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬حكومة‭ ‬انتقالية‭ ‬مقترحة‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة،‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بدعم‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الجمهورية‭ ‬بقيادة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬ستتشكل‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬‮«‬السلطة‭ ‬الانتقالية‭ ‬الدولية‭ ‬لغزة‮»‬‭. ‬وبحسب‭ ‬مسودة‭ ‬من‭ ‬21‭ ‬صفحة،‭ ‬ستكون‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬هي‭ ‬‮«‬السلطة‭ ‬السياسية‭ ‬والقانونية‭ ‬العليا‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬بموجب‭ ‬تفويض‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬ستيف‭ ‬هندريكس‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مُصمم‭ ‬بدقة‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بلير،‭ ‬سيتم‭ ‬تحديد‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أمانة‭ ‬عامة‭ ‬تتألف‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬شخصًا،‭ ‬وهيئة‭ ‬تنفيذية‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬مسؤولين،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬ممثل‭ ‬فلسطيني‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬ومسؤول‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬خبراء‭ ‬ماليين‭ ‬بارزين‭.‬

وتشير‭ ‬الخطة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خمسة‭ ‬مفوضين،‭ ‬أحدهم‭ ‬من‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬غزة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬سيشرفون‭ ‬على‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭. ‬وتُعد‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة،‭ ‬التي‭ ‬تتلقى‭ ‬دعمًا‭ ‬من‭ ‬إسرائيل،‭ ‬جهة‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬إذ‭ ‬أدانها‭ ‬خبراء‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيز،‭ ‬المقررة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬معتبرين‭ ‬إياها‭ ‬مثالًا‭ ‬مقلقًا‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬لتحقيق‭ ‬أجندات‭ ‬عسكرية‭ ‬وجيوسياسية‭ ‬خفية،‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬صارخ‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الخطة‭ ‬تتجاوز‭ ‬‮«‬مهمة‭ ‬الاستقرار‭ ‬الدولية‭ ‬المؤقتة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬وتزعم‭ ‬أن‭ ‬هدفها‭ ‬تسليم‭ ‬السيطرة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تمهيدًا‭ ‬لإقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة،‭ ‬فإن‭ ‬تعيين‭ ‬سياسي‭ ‬بريطاني‭ ‬سابق،‭ ‬كُشف‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬الغزو‭ ‬الكارثي‭ ‬للعراق‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬إرثه‭ ‬المزعزع‭ ‬للاستقرار‭ ‬محسوسًا‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬ليكون‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يحدد‭ ‬‮«‬الاتجاه‭ ‬السياسي‭ ‬والاستراتيجي‮»‬‭ ‬للخطة،‭ ‬يثير‭ ‬اعتراضات‭ ‬كبيرة‭ ‬ومفهومة‭.‬

وفي‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬مقال‭ ‬لتوم‭ ‬هاريس،‭ ‬النائب‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬العمال،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التليجراف‮»‬،‭ ‬والذي‭ ‬وصف‭ ‬فيه‭ ‬بلير‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬شخص‭ ‬يمكن‭ ‬الوثوق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬للتفاوض‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬كتب‭ ‬بول‭ ‬وود،‭ ‬مراسل‭ ‬الشؤون‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬شبكة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬سبيكتاتور‮»‬‭ ‬متسائلًا‭: ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬الوثوق‭ ‬بشخص‭ ‬‮«‬تلطخت‭ ‬يداه‭ ‬بدماء‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العراقيين‮»‬‭.‬

كما‭ ‬سلط‭ ‬ستيف‭ ‬هندريكس‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬بلير‭ ‬خلال‭ ‬سنواته‭ ‬الثماني‭ ‬كمبعوث‭ ‬خاص‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬باسم‭ ‬اللجنة‭ ‬الرباعية‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬روسيا،‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬‮«‬يميل‭ ‬دومًا‭ ‬لصالح‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬

وأشارت‭ ‬‮«‬الإيكونوميست‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬تعرضت‭ ‬غزة‭ ‬لأربعة‭ ‬اعتداءات‭ ‬عسكرية‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬عملت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تشديد‭ ‬قبضتها‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وواضح‭.‬

أشار‭ ‬جون‭ ‬رينتول،‭ ‬كبير‭ ‬المعلقين‭ ‬السياسيين‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الإندبندنت‭ ‬وكاتب‭ ‬سيرة‭ ‬توني‭ ‬بلير،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬خيطًا‭ ‬قويًا‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬بلير‮»‬،‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬ثقة‭ ‬هائلة‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬أصعب‭ ‬مشكلات‭ ‬العالم‮»‬‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬سجّل‭ ‬الصحفي‭ ‬فرانسيس‭ ‬بيكيت،‭ ‬المؤلف‭ ‬المشارك‭ ‬لكتاب‭ ‬شركة‭ ‬بلير‭: ‬الرجل‭ ‬وراء‭ ‬القناع‭ ‬2015،‭ ‬كيف‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عمل‭ ‬بلير‭ ‬كمبعوث‭ ‬إقليمي،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬بشأن‭ ‬هويته‭ ‬في‭ ‬الاجتماعات؛‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يعرف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يتحدث‭ ‬إليهم‭ ‬بصفته‭ ‬مبعوث‭ ‬الرباعية،‭ ‬أو‭ ‬راعي‭ ‬مؤسسة‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬الإيمانية،‭ ‬أو‭ ‬مدير‭ ‬شركة‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬أسوشيتس‭ ‬للاستشارات‭. ‬وتعد‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬خاص‭ ‬حين‭ ‬يُطرح‭ ‬اسم‭ ‬بلير‭ ‬كحاكم‭ ‬سياسي‭ ‬فعلي‭ ‬محتمل‭ ‬لغزة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬علاقاته‭ ‬الشخصية‭ ‬الوثيقة‭ ‬برئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬وتعاونه‭ ‬الطويل‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬خطط‭ ‬تضمنت‭ ‬تطهيرًا‭ ‬عرقيًا‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

في‭ ‬يوليو‭ ‬2025،‭ ‬كشفت‭ ‬صحيفة‭ ‬فاينانشال‭ ‬تايمز‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬بلير‭ ‬للتغيير‭ ‬العالمي‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬رؤية‭ ‬ترامب‭ ‬لغزة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ريفييرا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬كتب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأفراد‭ ‬أن‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬لحق‭ ‬بالقطاع‭ ‬‮«‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬تتكرر‭ ‬إلا‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬كـ«مجتمع‭ ‬آمن،‭ ‬وحديث،‭ ‬ومزدهر‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬شارك‭ ‬بلير‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ضم‭ ‬أقرب‭ ‬مستشاري‭ ‬ترامب،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬صهره‭ ‬جاريد‭ ‬كوشنر،‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬ممتلكات‭ ‬الواجهة‭ ‬البحرية‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬عالية‭ ‬جدًا‮»‬‭. ‬كما‭ ‬حضر‭ ‬الاجتماع‭ ‬رون‭ ‬ديرمر،‭ ‬مستشار‭ ‬نتنياهو،‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬ضغط‭ ‬لنقل‭ ‬جميع‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬سيناء‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬نشر‭ ‬تفاصيل‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬علنًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مبعوث‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ستيف‭ ‬ويتكوف،‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬‮«‬شاملًا‭ ‬للغاية‮»‬‭. ‬وظهرت‭ ‬لاحقًا‭ ‬وثيقة‭ ‬مسربة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬غزة‭ ‬وتسريع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتحول‮»‬،‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬النقل‭ ‬الطوعي‮»‬‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬مقابل‭ ‬تعويضات‭ ‬مالية‭ ‬بسيطة‭. ‬وقد‭ ‬رفض‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والأكاديميين‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬باعتباره‭ ‬تطهيرًا‭ ‬عرقيًا‭. ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الدكتور‭ ‬إتش‭. ‬إيه‭. ‬هيلير،‭ ‬الزميل‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬المغادرة‭ ‬الطوعية‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬الواقع،‭ ‬فالفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يكون‭ ‬أمامهم‭ ‬خيار‭ ‬سوى‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬عليهم‭ ‬أو‭ ‬الموت‭ ‬جوعًا‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬تأكيد‭ ‬ويتكوف‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬بلير‭ ‬الجديدة‭ ‬لا‭ ‬تشمل‭ ‬‮«‬تشجيع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬المغادرة‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬واقعها‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬شكل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬بقيادة‭ ‬أجنبية‭. ‬ومع‭ ‬تصميمها‭ ‬على‭ ‬نماذج‭ ‬سياسية‭ ‬مشابهة‭ ‬لتجارب‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬تيمور‭ ‬الشرقية‭ ‬وكوسوفو،‭ ‬لاحظت‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التفويضات‭ ‬الدولية‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬تستمر‭ ‬أطول‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬مخطط‭ ‬لها،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬إلى‭ ‬رقابة‭ ‬ضعيفة‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬غزة‭ ‬للسيطرة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬وينتور‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الثقة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وقد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬احتلال‭ ‬مختلف‭ ‬وأكثر‭ ‬ليونة‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تخدم‭ ‬أجندات‭ ‬وزراء‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفين‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬طالب‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬جفير‭ ‬باحتلال‭ ‬كامل‭ ‬لغزة،‭ ‬بينما‭ ‬وعد‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬بـ«طفرة‭ ‬عقارية‮»‬‭ ‬في‭ ‬القطاع‭. ‬وتُظهر‭ ‬مشاريع‭ ‬الخطط‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬شراكات‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‮»‬‭ ‬و«أدوات‭ ‬تمويل‭ ‬مختلطة‮»‬‭ ‬لتحقيق‭ ‬‮«‬عوائد‭ ‬مجدية‭ ‬تجاريًا‮»‬‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬إعمار‭ ‬غزة‭ ‬ستكون‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬تمليها‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬وائتلاف‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرف‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ويتكوف‭ ‬تساءل‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬حلًا‭ ‬وسطًا‮»‬‭ ‬مقارنة‭ ‬بنية‭ ‬ترامب‭ ‬المعلنة‭ ‬سابقًا‭ ‬بـ«الاستيلاء‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬ورغم‭ ‬وصف‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست‭ ‬للخطة‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تحسن‭ ‬واضح‮»‬‭ ‬مقارنة‭ ‬بالمقترحات‭ ‬الغربية‭ ‬السابقة،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهل‭ ‬أن‭ ‬تعيين‭ ‬توني‭ ‬بلير‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطاني‭ ‬سابق‭ ‬ومقال‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬حكومة‭ ‬انتقالية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬البرغوثي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للمبادرة‭ ‬الوطنية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬الاستعمار‭ ‬البريطاني‮»‬‭ ‬للمنطقة‭. ‬وهذا‭ ‬النهج‭ ‬لا‭ ‬يُقرب‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬هدفه‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬أو‭ ‬بناء‭ ‬دولته‭ ‬المستقلة‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يُتّهم‭ ‬فيه‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬البريطاني،‭ ‬بقيادة‭ ‬كير‭ ‬ستارمر،‭ ‬بالتقاعس‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬زعيم‭ ‬الحزب‭ ‬السابق‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬كحاكم‭ ‬ذاتي‭ ‬لغزة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تفويض‭ ‬شعبي‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬الدول‭ ‬الإقليمية،‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬استمرار‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬رغم‭ ‬مزاعم‭ ‬دعمهم‭ ‬لاستقلاله‭.‬

ومع‭ ‬ترحيب‭ ‬ترامب‭ ‬بنتنياهو‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬سبتمبر،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستتخذ‭ ‬القرار‭ ‬النهائي‭ ‬بشأن‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬نفى‭ ‬مؤخرًا‭ ‬السماح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وقال‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تُضمّ‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التأخير‭ ‬المتكرر‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬والتردد‭ ‬المستمر‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬غزة‭ ‬السياسي‭ ‬بعد‭ ‬الحرب،‭ ‬لا‭ ‬يؤدي‭ ‬سوى‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬كسب‭ ‬الوقت‭ ‬لصالح‭ ‬إسرائيل‭ ‬لخلق‭ ‬وقائع‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬خلصت‭ ‬الإيكونوميست‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬التفويض‭ ‬الشعبي،‭ ‬يُنظر‭ ‬لخطة‭ ‬بلير‭ ‬كامتداد‭ ‬للهيمنة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الفلسطيني‭. ‬ويبقى‭ ‬مصير‭ ‬غزة‭ ‬معلقًا‭ ‬بين‭ ‬أطماع‭ ‬الخارج‭ ‬وصمت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬عن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجارية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا