العدد : ١٧٣٧٢ - الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٧٢ - الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

بصمات نسائية

في انتظار الوظيفة منذ خمس سنوات ولست نادمة على دراسة التربية الرياضية

فاطمة علي المتوج.

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

أول بحرينية تعمل كحكم دولي في كرة السلة للسيدات.. مدربة وعضو الاتحاد البحريني

لرياضات الصم.. فاطمة علي المتوج لأخبار الخليج:


من‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الأديب‭ ‬العالمي‭ ‬دوستويفسكي‭ ‬عن‭ ‬الاختلاف‭: ‬‮«‬تباهى‭ ‬باختياراتك‭.. ‬وأظهر‭ ‬رغباتك‭..  ‬وفاخر‭ ‬بما‭ ‬تحب‭..  ‬وكن‭ ‬مختلفا‭ ‬عنهم‭.. ‬فما‭ ‬يناسبهم‭ ‬لا‭ ‬يناسبك‭.. ‬وما‭ ‬اعتادوا‭ ‬عليه‭ ‬لا‭ ‬يرتقي‭ ‬لذوقك‭.. ‬فاصنع‭ ‬مزاجك‭.. ‬وشكل‭ ‬طقوسك‭.. ‬ولا‭ ‬تخجل‭ ‬من‭ ‬تفردك‭ ‬وتميزك‮»‬‭!‬

وهذا‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬حالة‭ ‬خاصة‭ ‬واستثنائية‭ ‬بين‭ ‬أقرانها‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬التشابه‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم،‭ ‬وذلك‭ ‬حين‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تعمل‭ ‬كمحكم‭ ‬رياضي‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬للسيدات،‭ ‬لتنافس‭ ‬العنصر‭ ‬الرجالي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ظل‭ ‬حكرا‭ ‬عليه‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬ففي‭ ‬زمن‭ ‬التشابه‭ ‬اختارت‭ ‬مجالا‭ ‬ظل‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬الرجالي،‭ ‬تحدت‭ ‬فيه‭ ‬نفسها‭ ‬قبل‭ ‬الآخرين،‭ ‬فتركت‭ ‬بصمة‭ ‬نسائية‭ ‬مميزة‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الرياضية‭.‬

فاطمة‭ ‬علي‭ ‬حسن‭ ‬المتوج،‭ ‬خريجة‭ ‬تخصص‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬عاشقة‭ ‬للرياضة‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها،‭ ‬تؤمن‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬شيء‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعوق‭ ‬عزم‭ ‬الإنسان‭ ‬الحقيقي‭ ‬على‭ ‬التفوق‭ ‬والنجاح،‭ ‬وبأن‭ ‬الإصرار‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭.‬

لم‭ ‬تندم‭ ‬قط‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬رغم‭ ‬انتظارها‭ ‬للوظيفة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬تركز‭ ‬كل‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬عملها‭ ‬كمحكم‭ ‬رياضي‭ ‬دولي‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

متي‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالرياضة؟

‭-‬علاقتي‭ ‬بالرياضة‭ ‬بدأت‭ ‬مبكرا‭ ‬للغاية،‭ ‬فمنذ‭ ‬طفولتي‭ ‬وأنا‭ ‬عاشقة‭ ‬لمختلف‭ ‬أنواعها،‭ ‬وشجعني‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كون‭ ‬والدتي‭ ‬لاعبة‭ ‬لكرة‭ ‬السلة،‭ ‬لذلك‭ ‬نما‭ ‬بداخلي‭ ‬الشغف‭ ‬الرياضي‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬أمارس‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬مع‭ ‬أقاربي‭ ‬من‭ ‬الصبيان،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أقوم‭ ‬بدور‭ ‬حارس‭ ‬المرمي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اعتدت‭ ‬على‭ ‬الوجود‭ ‬واللهو‭ ‬مع‭ ‬العنصر‭ ‬الرجالي،‭ ‬وأحببت‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭ ‬بشدة‭ ‬ولكن‭ ‬والدتي‭ ‬زرعت‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬بصورة‭ ‬أكبر‭ ‬وبالفعل‭ ‬اخترتها‭ ‬للاحتراف‭. ‬

كيف‭ ‬تم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الاحتراف؟

‭-‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬بدايتي‭ ‬مع‭ ‬لعب‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬في‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬وذلك‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬12‭ ‬عاما،‭ ‬كما‭ ‬مارستها‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬النجمة،‭ ‬وفي‭ ‬ملاعب‭ ‬المدارس‭ ‬وفي‭ ‬نادي‭ ‬الموهوبين،‭  ‬واستمررت‭ ‬في‭ ‬اللعب‭ ‬والتدريب‭ ‬حتي‭ ‬عمر‭ ‬17‭ ‬عاما،‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أتوقع‭ ‬احترافها،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالرياضة‭ ‬النسائية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬والذي‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬بصورة‭ ‬لافتة،‭ ‬حتي‭ ‬إنني‭ ‬تركت‭ ‬اللعبة‭ ‬عند‭ ‬عمر‭ ‬19‭ ‬عاما،‭ ‬وتوجهت‭ ‬لتدريب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬المعسكرات‭ ‬الصيفية،‭ ‬ثم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬جاءني‭ ‬عرض‭ ‬للالتحاق‭ ‬بدورة‭ ‬للمحكمين‭ ‬المستجدين‭ ‬لإضافة‭ ‬خبرة‭ ‬جديدة‭ ‬لي‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأستاذ‭ ‬طلال‭ ‬مال‭ ‬الله‭ ‬بالاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭.‬

وبعد‭ ‬الدورة؟

‭-‬بعد‭ ‬الدورة‭ ‬عملت‭ ‬بشكل‭ ‬تجريبي‭ ‬كمحكم،‭ ‬وأثنى‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أدائي‭ ‬ووصفوه‭ ‬بالمتميز،‭ ‬وقد‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬مهمة‭ ‬التدريب‭ ‬والتحكيم‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬لثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬نادي‭ ‬شعلة‭ ‬الشرقية‭ ‬النسائي‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬معي‭ ‬عقدا‭ ‬كمدربة،‭ ‬وكنت‭ ‬أؤدي‭ ‬مهمتي‭ ‬هناك‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬أحكم‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬حصلنا‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬بطولة‭ ‬خارجية‭ ‬للنادي،‭ ‬وكان‭ ‬إنجاز‭ ‬مهم‭ ‬أفخر‭ ‬به‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬محنة‭ ‬كورونا‭ ‬وغيرت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأمور‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬تأثير‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬على‭ ‬عملك؟

‭-‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الرياضات‭ ‬توقفت‭ ‬فترة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬اندلاع‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا،‭ ‬وخلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬أرسم‭ ‬لنفسي‭ ‬هدفا‭ ‬لأربع‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة،‭ ‬فسعيت‭ ‬نحور‭ ‬تطوير‭ ‬ذاتي‭ ‬ومؤهلاتي‭ ‬وقدراتي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التحكيم‭ ‬بدنيا‭ ‬وثقافيا،‭ ‬حتى‭ ‬شخصيتي‭ ‬تغيرت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬المهنة،‭ ‬حيث‭ ‬زادت‭ ‬ثقتي‭ ‬في‭ ‬نفسي،‭ ‬وبت‭ ‬أكثر‭ ‬موضوعية‭ ‬في‭ ‬تعاملي‭ ‬مع‭ ‬الناس،‭ ‬وأصبحت‭ ‬أغلب‭ ‬العقل‭ ‬علي‭ ‬العاطفة‭ ‬في‭ ‬تصرفاتي‭ ‬وقراراتي،‭ ‬وبصفة‭ ‬عامة‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنني‭ ‬أصبحت‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬السابق‭ ‬وأتمتع‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الثبات‭ ‬الانفعالي،‭ ‬وتلك‭ ‬جميعا‭ ‬هي‭ ‬مواصفات‭ ‬أي‭ ‬حكم‭ ‬رياضي‭.‬

هل‭ ‬يتنافى‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬المرأة؟

‭-‬ظاهريا‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬كذلك،‭ ‬ولكن‭ ‬وقعيا‭ ‬لا،‭ ‬فالمرأة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬عملها‭ ‬وحياتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬وهي‭ ‬معادلة‭ ‬صعبة‭ ‬بالطبع،‭ ‬ولكني‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬حلها،‭ ‬وهو‭ ‬تحد‭ ‬صعب‭ ‬كنت‭ ‬بقدره‭ ‬بفضل‭ ‬من‭ ‬الخالق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وبشيء‭ ‬من‭ ‬الإرادة‭ ‬والإصرار‭.‬

أهم‭ ‬مباراة؟

‭-‬لقد‭ ‬اجتزت‭ ‬اختبارين‭ ‬عملي‭ ‬ونظري‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الرخصة‭ ‬الدولية‭ ‬وكانت‭ ‬الدراسة‭ ‬أون‭ ‬لاين‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الآسيوي‭ ‬لكرة‭ ‬السلة،‭ ‬وتم‭ ‬منحي‭ ‬الرخصة‭ ‬الدولية‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وبت‭ ‬أحكم‭ ‬المباريات‭ ‬بعد‭ ‬زوال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وعودة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬المباريات‭ ‬عبر‭ ‬مشواري‭ ‬كانت‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬نهائي‭ ‬دوري‭ ‬السيدات‭ ‬بالبحرين‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬محكمتين‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الكويت،‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬مباراة‭ ‬يتم‭ ‬نقلها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومثلت‭ ‬لي‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاقة‭ ‬قوية،‭ ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مباراة‭ ‬تمثل‭ ‬تحديا‭ ‬جديدا‭ ‬لي‭ ‬لإخراج‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬لدي‭ ‬من‭ ‬مهارات‭.‬

صعوبات‭ ‬واجهتك‭ ‬لكونك‭ ‬امرأة؟

‭-‬لم‭ ‬أواجه‭ ‬صعوبات‭ ‬كبيرة‭ ‬لكوني‭ ‬امرأة‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ذكوري‭ ‬سنوات‭ ‬طوال،‭ ‬اللهم‭  ‬عدم‭ ‬التقبل‭ ‬أحيانا‭ ‬لفكرة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المحكمة‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬مباريات‭ ‬رجالية،‭ ‬وأذكر‭ ‬أنني‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬قالت‭ ‬لي‭ ‬إحدى‭ ‬السيدات‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬محكما‭ ‬دوليا‭ ‬إنني‭ ‬إنسانة‭ ‬مدللة‭ ‬ولا‭ ‬أصلح‭ ‬محكمة‭ ‬لكرة‭ ‬السلة،‭ ‬ولكني‭ ‬لم‭ ‬أتوقف‭ ‬عند‭ ‬رأيها‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬أي‭ ‬آراء‭ ‬محبطة‭ ‬مهبطة‭ ‬لعزيمتي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬علمتني‭ ‬أهمية‭ ‬التحلي‭ ‬بالقوة‭ ‬وبالإصرار‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬أصبحت‭ ‬محط‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬نفسي‭ ‬فيه‭ ‬وجدارتي‭ ‬بهذه‭ ‬المهنة‭ ‬وفخورة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬تجربتك‭ ‬مع‭ ‬البطالة؟

‭-‬مهنة‭ ‬التحكيم‭ ‬أخذت‭ ‬مني‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد،‭ ‬ولكنها‭ ‬أضافت‭ ‬لي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهارات‭ ‬والصفات‭ ‬أهمها‭ ‬قوة‭ ‬الشخصية‭ ‬والصبر‭ ‬والتحمل،‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬ومنذ‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬مازلت‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬الوظيفة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تخصصي‭ ‬التي‭ ‬أراها‭ ‬لن‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬عملية‭ ‬التحكيم‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬تعييني‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية،‭ ‬لأن‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬تمنح‭ ‬أمثالي‭ ‬ميزة‭ ‬التفرغ‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الدوام‭ ‬ليس‭ ‬طويلا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يمكنني‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬التحكيم‭ ‬والوظيفة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الوضع‭ ‬إذا‭ ‬عملت‭ ‬بالمدارس‭ ‬الخاصة‭.‬

هل‭ ‬شعرت‭ ‬بالندم‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬هذا‭ ‬التخصص؟

‭-‬رغم‭ ‬معايشتي‭ ‬لمرارة‭ ‬البطالة‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أشعر‭ ‬قط‭ ‬بالندم‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬شغفي‭ ‬الأول‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬مصدر‭ ‬للرزق،‭ ‬ولكني‭ ‬بدوري‭ ‬أتساءل‭: ‬لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الانتظار؟‭ ‬وأين‭ ‬القصور؟‭ ‬وعموما‭ ‬كلي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تمنحني‭ ‬الوزارة‭ ‬الوظيفة‭ ‬المناسبة‭ ‬لتخصصي‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬المهني‭ ‬الذي‭ ‬أبحث‭ ‬عنه،‭ ‬وأود‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬عاد‭ ‬بي‭ ‬الزمان‭ ‬سوف‭ ‬أدرس‭ ‬التخصص‭ ‬نفسه‭. ‬

رسالتك‭ ‬لأي‭ ‬امرأة؟

أتمنى‭ ‬من‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬التحلي‭ ‬بشجاعة‭ ‬خوض‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وبكل‭ ‬حماس‭ ‬لإثبات‭ ‬نفسها‭ ‬فيه،‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬يتطلب‭ ‬توفر‭ ‬الشغف‭ ‬لديها‭ ‬وليس‭ ‬لمجرد‭ ‬تقليد‭ ‬التجارب‭ ‬الأخرى،‭ ‬فالمهم‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬تحبه،‭ ‬وأن‭ ‬تستغل‭ ‬أي‭ ‬فرصة‭ ‬تأتي‭ ‬إليها‭ ‬وتبذل‭ ‬أقصى‭ ‬جهدها‭ ‬لتحقيق‭ ‬هدفها‭ ‬بكل‭ ‬إصرار‭ ‬وعزيمة‭.‬

الاهتمام‭ ‬بالرياضة‭ ‬النسائية‭ ‬البحرينية‭ ‬إلى‭ ‬أين؟

‭-‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نجزم‭ ‬بأن‭ ‬الرياضة‭ ‬النسائية‭ ‬بالمملكة‭ ‬قد‭ ‬تطورت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وبأن‭ ‬هناك‭ ‬اهتماما‭ ‬واسعا‭ ‬بها‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬وهناك‭ ‬عناصر‭ ‬نسائية‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مجالات‭ ‬الرياضة،‭ ‬فقط‭ ‬المطلوب‭ ‬صناعة‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬يحل‭ ‬محل‭ ‬الكوادر‭ ‬الحالية‭ ‬الكفؤة،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬لجنة‭ ‬مختصة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬اكتشاف‭ ‬المواهب‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬وتدريبها‭ ‬وتأهيلها‭ ‬لتمسك‭ ‬بالدفة‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬متى‭ ‬تفشل‭ ‬المرأة؟

‭-‬تفشل‭ ‬المرأة‭ ‬حين‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬قيمة‭ ‬نفسها‭ ‬وما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬مواهب،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تستسلم‭ ‬لأي‭ ‬صعوبات‭ ‬أو‭ ‬عثرات‭ ‬قد‭ ‬تواجهها،‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬تامة‭ ‬بأنها‭ ‬تمتلك‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬الرجالي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬فعليا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مجالي‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬المحكم‭ ‬العربي‭ ‬والدولي‭.‬

طموحك‭ ‬الحالي؟

‭-‬أنا‭ ‬أؤمن‭ ‬بمبدأ‭ ‬إن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يضيع‭ ‬أجر‭ ‬من‭ ‬أحسن‭ ‬عملا،‭ ‬لذلك‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتوج‭ ‬مشواري‭ ‬بتحكيم‭ ‬مباراة‭ ‬نهائي‭ ‬سيدات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬أواصل‭ ‬في‭ ‬تدريب‭ ‬فئة‭ ‬السيدات‭ ‬من‭ ‬الصم‭ ‬والبكم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬اختياري‭ ‬كعضو‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لرياضات‭ ‬الصم‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا