يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
تقدير واجب لحماس وترامب
رد حركة حماس على خطة الرئيس الأمريكي ترامب قوبل بترحيب دولي واسع. وبالفعل يستحق الرد الإشادة والتقدير.
موافقة حماس إجمالا على خطة ترامب وبالأخص البنود الأساسية التي تهم ترامب بإطلاق سراح الأسرى، وأيضا إبداء الاستعداد للمرونة في كل تفاصيل الخطة بعد ذلك، والحرص على الإشادة بجهود الرئيس الأمريكي .. هذا الرد إيجابي للغاية ويعدُّ مسئولا وعقلانيا يراعي الظروف الحالية للشعب الفلسطيني في غزة.
رد حماس قدم للرئيس الأمريكي ما كان يريده من إنجاز يتطلع إلى تحقيقه في غزة ويحسب له، وأثار في العالم حالة من الارتياح والأمل في إنهاء حرب إبادة غزة التي تؤرق كل الدول.
الأهم من هذا أن رد حماس جاء ملبيا لتطلعات أهل غزة والأولوية المطلقة بالنسبة إليهم اليوم والتي لا تتقدمها أي أولوية أخرى هي وقف حرب الإبادة وإنقاذ شعب غزة. المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزة منذ أكثر من عامين لم يعرفها العالم كله. الدمار والموت والتشرد وكل ما يمكن تصوره من آلام وأوجاع يعيشها الشعب في غزة.
وحماس قدَّرت عن حق أنه لو أن خطة ترامب تضمن فعلا وقف حرب الإبادة وإنقاذ الشعب الفلسطيني في غزة من كل هذه الآلام، فإن هذا في حد ذاته يستحق الترحيب به.
البعض يقول إن الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي دون أي شروط بموجب القانون الدولي، وأن حرب الإبادة يجب أن تتوقف من دون شروط. وهذا صحيح. والبعض يقول إن المقاومة الفلسطينية بكل الأشكال حق مشروع بموجب القانون الدولي ولا يجب فرض شروط على المقاومة. وهذا صحيح.
ولكن، أين هو القانون الدولي؟، وأين هي إرادة المجتمع الدولي؟. على امتداد عامين كاملين لم يستطع القانون الدولي ولا أي أحد في العالم أن يحمي طفلا فلسطينيا واحدا من الموت قتلا أو جوعا.
الرئيس الأمريكي ترامب يستحق التقدير أيضا لرد فعله وموقفه. بمجرد أن تلقى رد حماس، بادر ترامب فورا بالترحيب به واعتبره التزاما بتحقيق السلام. ولم يكتف بهذا، بل قال إن إسرائيل يجب أن توقف فورا إطلاق النار في غزة.
بهذا الموقف الفوري قطع ترامب الطريق على نتنياهو كي لا يمارس ألاعيبه وأكاذيبه المعروفة ليعرقل أي تقدم ووضعه أمام أمر واقع يجب أن يمتثل له.
كما أن ترامب أقر في تعليقه على رد حماس بأن تفاصيل في خطته بحاجة إلى التفاوض حولها والتوصل إلى اتفاق بشأنها. وهذا موقف إيجابي.
ولا يمكن إلا أن نقدر موقف الوسطاء من الدول العربية والإسلامية الذين كان لهم دور أساسي في تحقيق هذا التقدم، وقد حرص ترامب على توجيه الشكر لمصر وقطر والسعودية وتركيا.
الدول العربية لعبت دورا إيجابيا مزدوجا.
من جانب، من الواضح أن الدول العربية والإسلامية التي اجتمعت مع ترامب مؤخرا وعرض عليها خطته، استطاعت إقناعه بأن الرؤية الإسرائيلية التي يقدمها له نتنياهو ليست صحيحة، وأن الرؤية العربية يجب أخذها بجدية تامة إذا كان له أن يحقق إنجازا يحسب له. وقد انعكس هذا في بنود أساسية في الخطة كانت دائما مطالب عربية جوهرية وفي مقدمتها عدم تهجير الفلسطينيين، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة. وهذه من أهم النقاط الإيجابية في الخطة.
من جانب آخر من الواضح أن مصر وقطر وتركيا خصوصا لعبت أدوارا أساسية في إقناع حماس بضرورة أن يكون ردها إيجابيا مسئولا على نحو ما حدث بالفعل.
على أية حال، رد حماس وموقف ترامب فتح المجال واسعا أمام تطورات مهمة في مقدمتها وقف حرب إبادة غزة. ونتيجة لهذا سوف تبدأ على الفور مفاوضات حاسمة يشارك فيها الكل في مصر لبحث كل التفاصيل. وهي المرحلة الأصعب على طريق وقف حرب الإبادة وإنقاذ الشعب الفلسطيني.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك