يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
جريمة في الأمم المتحدة
هذه جريمة بكل معنى الكلمة. نعني السماح لمجرم الحرب والإبادة نتنياهو بالحديث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كيف حدث هذا؟ وعلى أي أساس؟ ومن المسئول؟!
العالم كله يعلم أن نتنياهو مجرم حرب رسميًّا ومطلوب للعدالة الدولية، والمفروض أن يكون اليوم معتقلا ويحاكم على جرائمه، فكيف يسمح له بمخاطبة العالم من على هذا المنبر؟!
للتذكير في 21 نوفمبر عام 2024 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى هما بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، وجالانت وزير الاحتلال الإسرائيلي السابق، بتهم ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في التجويع كوسيلة حرب، بالإضافة إلى جرائم ضد الإنسانية منها القتل العمد والاضطهاد وأفعال لا إنسانية أخرى.
المحكمة أصدرت هذه المذكرة بعد إجراء تحقيق حول جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في غزة.
والتذكير فإنه بموجب هذه المذكرة، أصبحت الدول الـ125 الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ملزمة قانونًا باعتقال نتنياهو حال دخوله أراضيها. وتسلميه للجنائية الدولية كي تتم محاكمته.
وماذا نتوقع من مجرم حرب تم السماح له بالحديث من على منبر الأمم المتحدة؟ ما قاله هي سلسلة من الجرائم بحق العالم والإنسانية.
نتنياهو تفاخر بجرائم الحرب والإبادة التي يرتكبها في غزة. ليس هذا فحسب، بل أبلغ العالم أن هذه الجرائم لن تتوقف وستتواصل حتى يسيطر الاحتلال بالكامل على غزة.
ونتنياهو تفاخر أمام العالم بالعدوان الذي يشنه في أنحاء المنطقة. اعتبر أن عدوانه على لبنان وسوريا وإيران واليمن إنجازات كبرى يجب أن يشكره العالم عليها. ولم يكتف بذلك بل أبلغ العالم أنه يعتزم شن عدوان آخر على العراق في أي وقت تحت زعم القضاء على المليشيات العراقية.
ونتنياهو عبَّر أمام العالم عن احتقاره للقرارات الدولية ولإرادة المجتمع الدولي كله التي عبر عنها بوضوح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وقال إنه لن تقوم أي دولة فلسطينية.
بل إن نتنياهو تفاخر بما قالته عنه ألمانيا من أنه يقوم بالعمل القذر بالنيابة عنهم.
هكذا تحدث مجرم الحرب نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة. كأنه هو الذي يحكم العالم. كأنه لا يوجد في العالم لا قانون دولي ولا قيم ولا أخلاق سوى قانون «الأعمال القذرة» التي يقوم بها.
صحيح أن وفود دول العالم انسحبت من قاعة الأمم المتحدة أثناء إلقاء خطاب نتنياهو. وصحيح أن إسرائيل أصبحت كيانا منبوذا في العالم كله تقريبا. لكن هذا لا ينفي أن مجرم الحرب نتنياهو حر طليق يفعل ما يشاء في فلسطين وفي المنطقة من دون رادع.
وكي تكتمل صورة الجريمة في الأمم المتحدة، رفضت أمريكا منح الرئيس الفلسطيني تأشيرة ليتحدث إلى الأمم المتحدة.
الذي حدث تجسيد للانحطاط الذي انحدر إليه العالم، والهوة السحيقة التي هوى فيها من العجز التام أمام أبشع جرائم حرب وإبادة في العصر الحديث.
الكثيرون جدا في العالم أصبحوا حائرين: ما سر هذه السطوة الإسرائيلية على العالم؟.. لماذا يعجز العالم عن ردع إسرائيل ووضع حد لجرائمها؟!
للأسف سوف يستمر هذا الوضع المهين للبشرية كلها طالما استمرت أمريكا والدول الغربية الأخرى في دعم إسرائيل وتشارك في جرائمها فعليا رغم كل المواقف الإنشائية التي تعلنها، وطالما استمر العجز العربي، وطالما ظل النظام العالمي بأسره هكذا في قبضة الغرب.
حين يتغير هذا الوضع، وحين يقرر العالم طرد إسرائيل من الأمم المتحدة سيكون هناك أمل في عالم جديد أكثر عدلا وإنصافا.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك