يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
مبادرة «ثقافة أبوظبي» الرائدة
هذه مبادرة رائدة تستحق التقدير.
أعني المبادرة التي كشفت عنها مؤخرا دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي والتي تتمثل في أن مركز أبوظبي للغة العربية سيقوم بالتعاون مع أمازون بإنشاء مكتبة عربية رقمية شاملة.
بحسب ما تم إعلانه تهدف المبادرة إلى «توفير آلاف الكتب الصوتية والإلكترونية باللغة العربية خلال السنوات الثلاث المقبلة من خلال التعاون مع ناشرين من مختلف أرجاء المنطقة».
محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي تحدث عن أهمية المبادرة وقال: «تمثل هذه الشراكة محطة متقدّمة في مهمتنا للاحتفاء بروائع الأدب العربي ودعم لغتنا العربية وتعزيز هويتنا الوطنية. من خلال الدور المؤثر الذي تؤدّيه منصات أمازون العالمية بالتوازي مع الخبرات والكفاءات التخصصية التي توفرها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، نحن نخلق بوابة رائدة للقراء في كل مكان لتجربة عمق وتنوع اللغة والمحتوى العربي. إنها خطوة محورية نحو تضمين الثقافة العربية والإبداع في الحوار الثقافي العالمي، مما يضمن استمرارها في الازدهار لأجيال قادمة».
وقال رونالدو مشحور، نائب رئيس أمازون في الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا عن المبادرة: «اللغة العربية ركيزة ثقافتنا وهويتنا، فهي تحمل قروناً من المعرفة والإبداع والتواصل. ومن خلال تعاوننا مع دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، نسعى للاحتفاء بهذا الإرث الغني وتوسيع نطاق الوصول إليه. لإنشاء أضخم مكتبة عربية رقمية على أمازون. نحن نجمع بين التكنولوجيا والثقافة لإلهام القرّاء والمبدعين في العالم العربي، ومشاركة جمال العربية على مستوى العالم».
والمبادرة بالإضافة إلى هذا تدعم الناشرين والمؤلفين العرب وتفتخ أمامهم آفاقا عالمية جديدة.
كما نرى هذه مبادرة رائدة لها أهمية كبيرة. بالإضافة إلى ما قيل عن أهميتها، يجب أن ننوه بالجوانب التالية:
1– بشكل عام المبادرة تعتبر خطوة ترد الاعتبار للكتاب العربي، وللقراءة. نعلم أننا نعيش في عصر لم يعد الكتاب العربي يحظى فيه بالاهتمام السابق وقل الإقبال عليه، وفي عصر انحسر فيه الاهتمام بالقراءة عموما، وبالأخص قراءة الكتب.
2- وهذه المبادرة لها أهمية كبرى بالنسبة إلى الجيل العربي الجديد بالذات. نعلم أن هذا الجيل علاقته محدودة بالكتاب، ومتعلق بالإنترنت والمواقع الإلكترونية ويستمد معلوماته منها وتشكل جوهر ثقافته العامة.
والمبادرة تسعى إلى الوصول إلى هذا الجيل عبر هذا الطريق الذي يعرفه، أي طريق الموقع الإلكتروني وتتيح له آلاف الكتب العربية. والأمر المؤكد أنها ستنجح في جذب أعداد كبيرة من الشباب إلى عالم الكتاب والقراءة عبر هذ الطريق. وهذا في حد ذاته مكسب كبير.
3- والمبادرة لا تروج للكتاب العربي في حد ذاته وحسب، وإنما هي في جوهرها ترويج للثقافة العربية عموما وتكريس للهوية العربية، إذ تعد اللغة العربية جوهر هويتنا الحضارية. والمبادرة من شأنها أن تسهم في انتشار الأدب العربي والثقافة العربية عالميا. وتأثير هذا يتجاوز الجوانب الثقافية، إذ من شأنها أن تلعب دورا مهما في دعم القوة العربية الناعمة في العالم.
هناك 400 مليون يتحدثون العربية في الدول العربية ودول المهجر. ومن شأن المبادرة أن تربط العرب في المهجر بثقافتهم العربية وتراثهم وتعزز هويتهم.
لكل هذا تستحق دائرة الثقافة في أبوظبي الشكر والتقدير لإطلاق هذه المبادرة الرائدة.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك