العدد : ١٧٣٥٥ - الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٥ - الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

ما وراء هذا الإنجاز الكبير

هناك‭ ‬إنجازات‭ ‬كبرى‭ ‬نعيشها‭ ‬لكننا‭ ‬لا‭ ‬نتوقف‭ ‬عندها‭ ‬كثيرا‭ ‬ونعتبرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬البديهية‭ ‬العادية‭ ‬المسلم‭ ‬بها‭. ‬لا‭ ‬نشعر‭ ‬بقيمتها‭ ‬الا‭ ‬عندما‭ ‬تحدث‭ ‬تطورات‭ ‬او‭ ‬احداث‭ ‬معينة،‭ ‬أو‭ ‬عندما‭ ‬ينبهنا‭ ‬أحد‭ ‬او‭ ‬جهة‭ ‬دولية‭ ‬ما‭ ‬اليها‭.‬

من‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬ينطبق‭ ‬عليها‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬ما‭ ‬تنعم‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭.‬

نقول‭ ‬هذا‭ ‬بمناسبة‭ ‬الإنجاز‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬بتصدرها‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقانون‭ ‬والنظام‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬بحسب‭ ‬تقرير‭ ‬مؤسسة‭ ‬جالوب‭ ‬الذي‭ ‬يقيس‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأمن‭ ‬والثقة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬اذ‭ ‬سجلت‭ ‬البحرين‭ ‬91‭ ‬نقطة‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬100‭.‬

هذا‭ ‬التقرير‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬لسببين‭ ‬اساسيين‭:‬

الأول‭: ‬انه‭ ‬تقرير‭ ‬دولي‭ ‬مرموق‭ ‬يحظى‭ ‬بمصداقية‭ ‬عالية‭ ‬يشمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬140‭ ‬دولة‭ ‬ويستند‭ ‬في‭ ‬نتائجه‭ ‬إلى‭ ‬مؤشرات‭ ‬ومعايير‭ ‬محددة‭ ‬بدقة‭. ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬مصداقية‭ ‬التقرير‭ ‬ومكانته‭ ‬ان‭ ‬الذي‭ ‬تعده‭ ‬هي‭ ‬مؤسسة‭ ‬جالوب‭ ‬العالمية‭ ‬العريقة‭.‬

والثاني‭: ‬ان‭ ‬التقرير‭ ‬يعتمد‭ ‬في‭ ‬نتائجه‭ ‬بالأساس‭ ‬على‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬نساء‭ ‬ورجال‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعطيه‭ ‬مصداقية‭ ‬أكبر‭ ‬ويجعله‭ ‬معبرا‭ ‬حقا‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭.‬

هو‭ ‬اذن‭ ‬انجاز‭ ‬كبير‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تتصدر‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬الدولي‭. ‬

المهم‭ ‬ان‭ ‬نسجل‭ ‬الأسباب‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭. ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬نشيرها‭ ‬الى‭ ‬أربعة‭ ‬عوامل‭ ‬اساسية‭:‬

أولا‭: ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬التي‭ ‬يؤكدها‭ ‬جلالته‭ ‬باستمرار،‭ ‬والتي‭ ‬جوهرها‭ ‬ان‭ ‬الأمن‭ ‬الاستقرار‭ ‬وحماية‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬أولوية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬واعتبار‭ ‬ان‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬أي‭ ‬تقدم‭ ‬او‭ ‬انجاز‭.‬

هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬تقوم‭ ‬الحكومة‭ ‬بقيادة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بترجمتها‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬برامجها‭ ‬وسياساتها‭ ‬العامة‭. ‬تترجم‭ ‬الحكومة‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بإعطاء‭ ‬الأولوية‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬وبرامجها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لصالح‭ ‬المواطنين‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬ركنا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬اركان‭ ‬ضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭.‬

ثانيا‭: ‬الجهود‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وكل‭ ‬أجهزتها‭ ‬المعنية‭ ‬بالأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬بقيادة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

هذه‭ ‬الجهود‭ ‬لحفظ‭ ‬امن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد‭ ‬وراءها‭ ‬تخطيط‭ ‬دقيق،‭ ‬وبرامج‭ ‬مدروسة،‭ ‬واعداد‭ ‬للكفاءات‭ ‬الأمنية‭ ‬وتعزيز‭ ‬ورفع‭ ‬قدراتها‭ ‬باستمرار‭.. ‬وهكذا‭.‬

المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬تقوم‭ ‬بواجبها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬حفظا‭ ‬للأمن‭ ‬وحماية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭.‬

ثالثا‭: ‬من‭ ‬اهم‭ ‬العوامل‭ ‬على‭ ‬الاطلاق‭ ‬المفهوم‭ ‬الشامل‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬الحكومة‭ ‬والأجهزة‭ ‬المعنية‭ ‬بالأمن‭.‬

هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬يتلخص‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬فقط‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الأمنية‭ ‬المباشرة،‭ ‬لكنه‭ ‬امن‭ ‬اجتماعي‭ ‬شامل‭. ‬ويقوم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬طورت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬عبر‭ ‬خطط‭ ‬وبرامج‭ ‬عملية‭ ‬ناجحة‭.‬

في‭ ‬اطار‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬الشامل‭ ‬للأمن‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الرائدة‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة،‭ ‬وغيرها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

رابعا‭: ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬العام‭.‬

الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬انه‭ ‬ما‭ ‬كنت‭ ‬البحرين‭ ‬ان‭ ‬تحظى‭ ‬بهذه‭ ‬المكانة‭ ‬الدولية‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لولا‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬والتزامهم‭ ‬الوطني‭ ‬وحرصهم‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬امن‭ ‬البلاد،‭ ‬وتفاعله‭ ‬مع‭ ‬البرامج‭ ‬الأمنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭. ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬تحديدا‭ ‬سجل‭ ‬تقرير‭ ‬مؤسسة‭ ‬جالوب‭ ‬هذا‭ ‬الرضا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬وثقتهم‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬وأجهزة‭ ‬الأمن‭.‬

نعلم‭ ‬جميعا‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬الدولية‭ ‬الرفيعة‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حفظ‭ ‬امن‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬وحماية‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬قيمة‭ ‬كبرى‭. ‬يكفي‭ ‬فقط‭ ‬ان‭ ‬نتأمل‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬فوضى‭ ‬وازمات‭ ‬وحروب‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬يدفعنا‭ ‬الى‭ ‬تأكيد‭ ‬المسؤولية‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يتحملها‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬الأجهزة‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬تنعم‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬امن‭ ‬واستقرار‭ ‬وسلام‭ ‬اجتماعي‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا