يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
ما وراء هذا الإنجاز الكبير
هناك إنجازات كبرى نعيشها لكننا لا نتوقف عندها كثيرا ونعتبرها من الأمور البديهية العادية المسلم بها. لا نشعر بقيمتها الا عندما تحدث تطورات او احداث معينة، أو عندما ينبهنا أحد او جهة دولية ما اليها.
من هذه الإنجازات التي ينطبق عليها هذا الكلام ما تنعم به البحرين من أمن واستقرار.
نقول هذا بمناسبة الإنجاز الكبير الذي حققته البحرين بتصدرها قائمة الدول العربية في الالتزام بالقانون والنظام في عام 2024 بحسب تقرير مؤسسة جالوب الذي يقيس مؤشرات الأمن والثقة العامة على المستوى الدولي اذ سجلت البحرين 91 نقطة من أصل 100.
هذا التقرير له أهمية كبرى لسببين اساسيين:
الأول: انه تقرير دولي مرموق يحظى بمصداقية عالية يشمل أكثر من 140 دولة ويستند في نتائجه إلى مؤشرات ومعايير محددة بدقة. ويزيد من مصداقية التقرير ومكانته ان الذي تعده هي مؤسسة جالوب العالمية العريقة.
والثاني: ان التقرير يعتمد في نتائجه بالأساس على آراء المواطنين والمقيمين في كل دولة من مختلف الفئات نساء ورجال الأمر الذي يعطيه مصداقية أكبر ويجعله معبرا حقا عن الرأي العام.
هو اذن انجاز كبير للبحرين أن تتصدر هذا التقرير الدولي.
المهم ان نسجل الأسباب والعوامل التي تقف وراء هذا الإنجاز. لابد ان نشيرها الى أربعة عوامل اساسية:
أولا: رؤية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة التي يؤكدها جلالته باستمرار، والتي جوهرها ان الأمن الاستقرار وحماية الوطن والمواطنين والمقيمين أولوية كبرى في العمل الوطني واعتبار ان الأمن والاستقرار هو القاعدة الكبرى التي يقوم عليها أي تقدم او انجاز.
هذه الرؤية تقوم الحكومة بقيادة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء بترجمتها عمليا في برامجها وسياساتها العامة. تترجم الحكومة رؤية جلالة الملك ليس فقط بإعطاء الأولوية لكل ما يتعلق بالأمن والاستقرار، ولكن أيضا في سياساتها وبرامجها الاجتماعية لصالح المواطنين والتي تعتبر ركنا أساسيا من اركان ضمان الاستقرار والأمن.
ثانيا: الجهود الهائلة التي تبذلها وزارة الداخلية وكل أجهزتها المعنية بالأمن والاستقرار في البلاد بقيادة وزير الداخلية الفريق أول الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.
هذه الجهود لحفظ امن واستقرار البلاد وراءها تخطيط دقيق، وبرامج مدروسة، واعداد للكفاءات الأمنية وتعزيز ورفع قدراتها باستمرار.. وهكذا.
المنظومة الأمنية تقوم بواجبها على أكمل وجه حفظا للأمن وحماية للمواطنين والمقيمين.
ثالثا: من اهم العوامل على الاطلاق المفهوم الشامل للأمن والاستقرار الذي تتبناه الحكومة والأجهزة المعنية بالأمن.
هذا المفهوم يتلخص في ان الأمن والاستقرار لا يتعلق فقط بالإجراءات الأمنية المباشرة، لكنه امن اجتماعي شامل. ويقوم من جانب آخر على ان مسؤولية الأمن والاستقرار هي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع. ومن هذا المنطلق طورت وزارة الداخلية الشراكة المجتمعية عبر خطط وبرامج عملية ناجحة.
في اطار هذا المفهوم الشامل للأمن كانت البحرين سباقة في عديد من المبادرات الرائدة الكبرى مثل العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، وغيرها كثير من المبادرات التي تسعى العديد من الدول الى الاستفادة من تجربة البحرين في هذا الخصوص.
رابعا: الوعي المجتمعي العام.
الأمر المؤكد انه ما كنت البحرين ان تحظى بهذه المكانة الدولية المتقدمة في حفظ الأمن والاستقرار لولا الوعي العام للمواطنين والمقيمين والتزامهم الوطني وحرصهم على حفظ امن البلاد، وتفاعله مع البرامج الأمنية والاجتماعية المرتبطة بها. لهذا السبب تحديدا سجل تقرير مؤسسة جالوب هذا الرضا العام من المواطنين والمقيمين عن الوضع الأمني وثقتهم في الدولة وأجهزة الأمن.
نعلم جميعا ان هذه المكانة الدولية الرفيعة للبحرين في مجال حفظ امن استقرار البلاد وحماية المواطنين والمقيمين هي اليوم قيمة كبرى. يكفي فقط ان نتأمل ما تشهده منطقتنا العربية من فوضى وازمات وحروب وعدم استقرار في عديد من الدول.
كل هذا يدفعنا الى تأكيد المسؤولية الكبرى التي يتحملها الكل في المجتمع بلا استثناء وليس فقط الأجهزة الرسمية في الحفاظ على هذه المكانة وعلى ما تنعم به البحرين من امن واستقرار وسلام اجتماعي.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك