يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
خالد كانو والالتزام الوطني
قبل فترة كان لي لقاء مطول مع الراحل الوجيه خالد كانو رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو في مكتبه. كان بالنسبة لي لقاء ثريا استمتعت به جدا. في اللقاء تحدث مطولا وبحماس شديد عن أفكاره في الاقتصاد والثقافة والفن.
كان الموضوع الأساسي الذي يشغله بداهة هو الأوضاع الاقتصادية في البحرين والجهود التي تبذلها الحكومة في مجال التنمية والتقدم الاقتصادي. وكان من رأيه أنه يجب إعطاء اهتمام أوسع وأكبر للدور الذي يلعبه القطاع الخاص في الصحافة والإعلام عموما وأيضا على المستوى العام، وأنه يجب الحديث باستمرار عن هذا الدور وأيضا عن مشاغل القطاع الخاص في البلاد والتنبيه إليها. وقال إن المقصود بهذا ليس مؤسسات وشركات القطاع الخاص الكبيرة فقط مثل مجموعة كانو، وإنما أيضا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تلعب دورا أساسيا. وتحدث عن الدور الوطني الذي يلعبه القطاع الخاص ليس في داخل البحرين فقط وإنما في الخارج أيضا، حيث يقدم صورة مشرفة عن البحرين.
وفي اللقاء تحدث الراحل الوجيه خالد كانو عن اهتماماته الثقافية والفنية شخصيا وعلى مستوى مجموعة كانو، وقال إنه يعتبر أن الدور الاجتماعي والثقافي للمؤسسات الاقتصادية الكبيرة هو جزء أساسي لا ينفصل عن دورها الاقتصادي.
الحقيقة أن الراحل الوجيه خالد كانو على امتداد حياته العملية كان مثالا للالتزام الوطني. كان مثالا لرجل الأعمال الكبير الملتزم وطنيا تجاهه البحرين وتجاه المجتمع.
بداية الدور الاقتصادي الذي لعبته وتلعبه شركات ومؤسسات مجموعة كانو في داخل البحرين وخارجها تحت قيادة الراحل الوجيه خالد كانو هو تجسيد للالتزام الوطني. الاسهام الإيجابي في تنمية الاقتصاد الوطني وتقدمه وجهود التنمية في البحرين وتوظيف آلاف من المواطنين هو التزام وطني.
ومن أكبر ما جسد الالتزام الوطني للوجيه خالد كانو الدور الثقافي الذي لعبه شخصيا ومن خلال مجموعة كانو. هو دور فريد في دعم الثقافة والبحث والفنون أيضا. يكفي أن نشير هنا إلى جائزة يوسف كانو للبحث في مختلف المجالات. هذه الجائزة التي أصبحت علامة مميزة ولها مكانة كبيرة. شجعت الجائزة عشرات الباحثين وأبرزت أعمالا بحثية مهمة كثيرة في دوراتها المتعددة وأصبح عشرات الباحثين في مختلف الدول العربية يتطلعون إلى الجائزة وإلى الفوز بها.
وينبغي أن نشير في هذا السياق إلى مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الذي لعب ويلعب دورا تنويريا وثقافيا كبيرا في البحرين، وقد تشرفت شخصيا بإلقاء عديد من المحاضرات فيه خلال السنوات الماضية.
أيضا معروف عن الراحل اهتمامه الكبير بالفن التشكيلي ورعايته للمعارض الفنية وتشجيعه للفنانين. وهذا في حد ذاته كان دوما عاملا مهما في تشجيع الحركة الفنية في البحرين.
ويجب أن نسجل أن مجموعة كانو تحت قيادته أصدرت مجلة ثقافية دورية جادة ومهمة جدا تنشر أعمالا لها قيمة كبيرة، الأمر الذي يعد أيضا إسهاما ثقافيا مهما.
هذا الدور الثقافي الذي لعبه الراحل الوجيه خالد كانو يجسد التزاما وطنيا تجاه المجتمع وتجاه الكفاءات البحثيىة والثقافية والفنية.
والكل يعلم بالطبع أنه في عهد خالد كانو ورئاسته للمجموعة، شهدت البحرين عشرات الإسهامات الإنسانية والخيرية.. مراكز صحية، ومؤسسات اجتماعية، إضافة إلى العمل الخيري عموما.. إلى آخره. هذه المراكز والمؤسسات الصحية والاجتماعية والخيرية تجسيد حي دائم للالتزام الوطني تجاه المجتمع.
برحيل الوجيه خالد كانو فقدت البحرين رمزا وطنيا كبيرا ستبقى أعماله وإسهاماته شاهدة على ذلك.
رحم الله خالد كانو وأدخله فسيح جناته لقاء ما بذله طوال حياته من جهد وعمل من أجل البحرين، ولقاء دوره الوطني وما قدمه من خدمات جليلة في مختلف المجالات.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك