العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

بيد العائلات لا الحكومات

الحديث‭ ‬عن‭ ‬أخطار‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وكيفية‭ ‬مواجهتها‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كله‭. ‬السبب‭ ‬انه‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭ ‬تكتشف‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬تمثلها‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬وخصوصا‭ ‬على‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأفكار‭ ‬المطروحة‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬واحدة‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬والساسة‭ ‬وكل‭ ‬المعنيين‭ ‬بالظاهرة‭ ‬لا‭ ‬يكفون‭ ‬عن‭ ‬تكرارها‭ ‬وتقديم‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬العامة‭.‬

من‭ ‬الموضوعات‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬موضوع‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‮»‬،‭ ‬استعرضت‭ ‬فيه‭ ‬آراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الصحيفة‭ ‬ومحرريها‭. ‬

ولأن‭ ‬القضية‭ ‬تعنينا‭ ‬بالطبع‭ ‬كما‭ ‬تعني‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬التوعية‭ ‬العامة‭ ‬وجدت‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬نذكر‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الظاهرة‭ ‬واخطارها‭.‬

كاتبة‭ ‬في‭ ‬الصحيفة‭ ‬قالت‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ندرك‭ ‬بداية،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬مسببة‭ ‬للإدمان‭ ‬مثل‭ ‬إدمان‭ ‬المخدرات،‭ ‬إذ‭ ‬تحفز‭ ‬تحديثات‭ ‬الأخبار‭ ‬والإعجابات‭ ‬إفراز‭ ‬الدوبامين،‭ ‬مما‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬الإدمان‭ ‬النفسي‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬رأيها‭ ‬انه‭ ‬لهذا‭ ‬يجب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالطريقة‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬بها‭ ‬مع‭ ‬المخدرات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭.‬

كاتب‭ ‬آخر‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬مستخدمي‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬التخفي‭ ‬وراء‭ ‬أسماء‭ ‬مستعارة‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬ارتكاب‭ ‬ممارسات‭ ‬سيئة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتحملوا‭ ‬العواقب‭. ‬والحل‭ ‬في‭ ‬رأيه‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬التشريعات‭ ‬القانونية‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬إلزام‭ ‬المنصات‭ ‬بضمان‭ ‬نشر‭ ‬المستخدمين‭ ‬لمحتواهم‭ ‬بأسمائهم‭ ‬الحقيقية‭.‬

كاتب‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الصحيفة‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬حظر‭ ‬الهواتف‭ ‬المحمولة‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬سن‭ ‬التشريعات‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬القاصرين‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المنصات‭.‬

صحفية‭ ‬اعتبرت‭ ‬ان‭ ‬التوعية‭ ‬بأخطار‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬أساسي‭ ‬اذ‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يدرك‭ ‬الجميع‭ ‬ان‭ ‬‮«‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تدمر‭ ‬عقولنا،‭ ‬وتتركنا‭ ‬سطحيين،‭ ‬وحيدين،‭ ‬ومشتتين‮»‬‭.‬

ولعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاستطلاع‭ ‬فكرتين‭:‬

الأولى‭: ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬بالصحيفة‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬‮«‬الحل‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬العائلات،‭ ‬وليس‭ ‬الحكومات،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يُمكن‭ ‬للأطفال‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أجهزة‭ ‬الحاسوب‭ ‬المحمولة‭ ‬والهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬التي‭ ‬يُوفّرها‭ ‬الكبار‮»‬‭. ‬ويضيف‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬أعطيت‭ ‬طفلك‭ ‬هاتفاً‭ ‬ذكياً‭ ‬وسمحت‭ ‬له‭ ‬باستخدامه‭ ‬كيفما‭ ‬شاء‭ ‬ومتى‭ ‬شاء،‭ ‬فأنتَ‭ ‬تُقدّم‭ ‬له‭ ‬مشروباً‭ ‬غازيّاً‭ ‬بسعة‭ ‬كبيرة‭ ‬مع‭ ‬إعادة‭ ‬تعبئة‭ ‬مجانية‭. ‬فلا‭ ‬تتفاجأ‭ ‬عندما‭ ‬تبدأ‭ ‬أسنانه‭ ‬بالتساقط‮»‬‭.‬

نفس‭ ‬الفكرة‭ ‬اكدتها‭ ‬صحفية‭ ‬أخرى‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬المشكلة‭ ‬الأساسية‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬غياب‭ ‬فاعلية‭ ‬أدوات‭ ‬الرقابة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬المحتوى‭ ‬المسيء‭ ‬عبر‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وإن‭ ‬العائلات‭ ‬والمستخدمين‭ ‬أنفسهم،‭ ‬هم‭ ‬الوحيدون‭ ‬القادرون‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬هذا‭ ‬المحتوى‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬القاصرين‭ ‬إليه‮»‬‭.‬

والثانية‭: ‬طرحتها‭ ‬كاتبة‭ ‬في‭ ‬الصحيفة‭ ‬اذ‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تبني‭ ‬ثقافة‭ ‬مضادة‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الأصدقاء‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬المحتوى‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬وذلك‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬نترك‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تحدد‭ ‬مستقبلنا‮»‬‭.‬

تقصد‭ ‬بالطبع‭ ‬ان‭ ‬الأسرة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تربي‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬أصدقاء‭ ‬والأقارب‭ ‬والمجتمع‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬وان‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬حياة‭ ‬اجتماعية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬يظلوا‭ ‬أسرى‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬طرحها‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ومواجهة‭ ‬اخطارها‭.‬

ولعل‭ ‬الفكرة‭ ‬الجوهرية‭ ‬هي‭ ‬الدور‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تلعبه‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬أهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الرسمي‭ ‬للحكومات‭. ‬الأسرة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تتبع‭ ‬نهجا‭ ‬صارما‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬تعامل‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬مع‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬وانما‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬والتنشئة‭ ‬العامة‭ ‬لأبنائها‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬ان‭ ‬يعزز‭ ‬لديهم‭ ‬القيم‭ ‬السليمة‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الصائبة‭ ‬والوعي‭ ‬بأخطار‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل،‭ ‬والتفاعل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مع‭ ‬محيط‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والمعارف‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا