تصادف هذه الأيام الذكرى الـ35 على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وروسيا الاتحادية بعد توقيع اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين الصديقين في مدينة نيويورك الأمريكية بين سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير الخارجية آنذاك وإدوارد شيفرنادزه وزير خارجية الاتحاد السوفيتي آنذاك على هامش مشاركتهما في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبدأ مرحلة جديدة من التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، قائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية والدولية وفق المصالح المشتركة.
وإذا ما استعرضنا هذه العلاقة على مدار الخمسة وثلاثين سنة الماضية نجد أنها شهدت تطورات إيجابية كبيرة تصب في خانة المصالح العليا لمملكة البحرين وروسيا الاتحادية وشعبيهما الصديقين كترجمة لتوجيهات القيادتين في كلا البلدين والتي جسدتها الزيارات الرسمية التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم أيده الله لروسيا الاتحادية ولقاءاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سواء في مدينة سوتشي أو موسكو والتي أسهمت في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين مملكة البحرين وروسيا الاتحادية في مختلف المجالات وذلك في إطار نهج السياسة الخارجية البحرينية القائم على إقامة علاقات متوازنة مع مختلف دول العالم على حد سواء وفق المصالح المشتركة والقوانين والأنظمة الدولية ومبادئ وقيم منظمة الأمم المتحدة للمحافظة على السلام والاستقرار في العالم، وزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه لروسيا الاتحادية ولقاءاته مع كبار المسؤولين بروسيا والتي أسهمت في شبك المصالح الثنائية من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات لتنشيط التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والثقافي وغيرها من المجالات بين المنامة وموسكو.
كما أسهمت زيارات الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية لروسيا الاتحادية والسيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية للبحرين في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين الصديقين وتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية والتي تشغل بال العالم أجمع، مثل الإرهاب والتطرف والمناخ والحروب والصراعات وانتشار الأسلحة بما فيها الأسلحة النووية.
ولا شك أن افتتاح خط مباشر للطيران قبل أكثر من عشر سنوات بين المنامة وموسكو لطيران الخليج الناقلة الوطنية لمملكة البحرين وزيادة الرحلات لتصبح رحلة يومية أدى إلى تعزيز السياحة بين مملكة البحرين وروسيا الاتحادية خصوصا في ظل التسهيلات التي قدمتها مملكة البحرين للسائح بحيث يحصل على الفيزا في المطار مباشرة عند الوصول وحصول السائح البحريني على التأشيرة الإلكترونية مدة شهر عند زيارة روسيا ما أدى إلى زيادة عدد السواح سواء من روسيا إلى البحرين أو العكس حتى أصبحت روسيا هذا العام الوجهة السياحية الأولى بالنسبة إلى السائح البحريني للاستمتاع بالأجواء الروسية اللطيفة خلال الصيف ومستوى الأمان وترحيب المواطن الروسي بزوار بلاده واحترامه لهم وتقديم كافة أنواع المساعدة للسياح، حيث زار روسيا خلال الصيف الماضي المئات من البحرينيين كما يعيش في البحرين بصورة دائمة أكثر من ثلاثة آلاف روسي يستمتعون بالامتيازات التي تقدمها مملكة البحرين للمستثمرين الأجانب.
وتلعب اللجنة البحرينية الروسية للتعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والتكنولوجي دورا مهما في تبني مختلف المشاريع الثنائية بإسهام القطاع الخاص في البلدين.
وإذا ما جمعنا كل ما تقدم يمكننا أن نستنتج بكل سهولة أن التعاون البحريني الروسي يسير نحو افق أوسع وفق توجيهات القيادتين الحكيمتين كما أسلفنا وأن المستقبل سوف يشهد المزيد من التعاون الثنائي في ظل وجود الرغبة البحرينية الروسية الأكيدة للسير بهذا التعاون نحو المزيد من التطور والتنسيق.
وعليه ونحن نحتفل بالذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين نتمنى كمواطنين بحرينيين إلغاء متطلبات الفيزا عن مواطني البحرين الراغبين في زيارة روسيا الاتحادية كما حدث بالنسبة الى مواطني بعض الدول الخليجية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك