العدد : ١٧٣٦٤ - الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٤ - الثلاثاء ٠٧ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

في الخامس من أكتوبر... نقف إجلالا للمعلم

بقلم: د. فاطمة المالكي

الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

لطالما‭ ‬شدتني‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬تخلِّد‭ ‬منجزات‭ ‬الإنسان،‭ ‬وكان‭ ‬قلبي‭ ‬يمتلئ‭ ‬بالشغف‭ ‬للتعبير،‭ ‬ويداي‭ ‬مستعدة‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬يومٍ‭ ‬يحتفي‭ ‬بمن‭ ‬زرع‭ ‬فينا‭ ‬بذور‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬تذكرت‭ ‬معلمتي‭ ‬التي‭ ‬غرسَت‭ ‬فيّ‭ ‬حب‭ ‬التعلم،‭ ‬وكانت‭ ‬كلماتها‭ ‬تشجعني‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬أشعر‭ ‬فيها‭ ‬بالتردد‭ ‬أو‭ ‬الخوف،‭ ‬تقول‭ ‬لي‭: ‬‮«‬أرى‭ ‬لك‭ ‬مستقبلا‭ ‬جميلا‮»‬،‭ ‬و«استمري‭ ‬في‭ ‬التقدم،‭ ‬سيكون‭ ‬لك‭ ‬شأن‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬و«ابدئي‭ ‬من‭ ‬هنا‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬لكلماتها‭ ‬التشجيعية‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تحول‭ ‬خجلي‭ ‬إلى‭ ‬ثقة،‭ ‬وقلقي‭ ‬إلى‭ ‬إبداع،‭ ‬لقد‭ ‬حفرت‭ ‬في‭ ‬عقلي‭ ‬أثرًا‭ ‬لا‭ ‬يُنسى‭. ‬واليوم،‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر،‭ ‬يوم‭ ‬المعلم،‭ ‬أتذكرها‭ ‬بكل‭ ‬امتنان،‭ ‬وأجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬فرصة‭ ‬لتقدير‭ ‬كل‭ ‬معلمٍ‭ ‬ترك‭ ‬بصمةً‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬وألهمنا‭ ‬حب‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة،‭ ‬ليظل‭ ‬رمزًا‭ ‬للنور‭ ‬والإلهام‭ ‬الذي‭ ‬يضيء‭ ‬دروب‭ ‬الأجيال‭.‬

في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬تتجه‭ ‬أنظار‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬عاداته‭ ‬وأعرافه‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬القلوب‭ ‬البيضاء‭ ‬والعقول‭ ‬النيرة،‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬وهبوا‭ ‬حياتهم‭ ‬لإيقاظ‭ ‬الوعي،‭ ‬وصناعة‭ ‬الإنسان،‭ ‬وبناء‭ ‬الأجيال‭... ‬إنهم‭ ‬المعلمون،‭ ‬بناة‭ ‬الفكر‭ ‬وحراس‭ ‬القيم،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يكتفون‭ ‬بتعليم‭ ‬الدروس،‭ ‬بل‭ ‬يغرسون‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬بذور‭ ‬المعرفة،‭ ‬ويضيئون‭ ‬في‭ ‬العقول‭ ‬شموع‭ ‬الأمل‭.‬

يوم‭ ‬المعلم‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مناسبة‭ ‬عابرة‭ ‬في‭ ‬التقويم،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬محطة‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬أثر‭ ‬المعلم‭ ‬العظيم‭ ‬في‭ ‬حياتنا،‭ ‬فمن‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يذكر‭ ‬معلمًا‭ ‬آمن‭ ‬به‭ ‬حين‭ ‬شكّ‭ ‬في‭ ‬قدراته؟‭ ‬ومن‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يتذكر‭ ‬يدًا‭ ‬وضعت‭ ‬على‭ ‬كتفه‭ ‬بحب‭ ‬وحنانٍ‭ ‬لتقول‭ ‬له‭: ‬‮«‬أنت‭ ‬تستطيع»؟‭ ‬‮«‬أنت‭ ‬قادر‮»‬،‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يدرك‭ ‬المعلم‭ ‬قيمتها،‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬كثيرين‭ ‬الشرارة‭ ‬الأولى‭ ‬نحو‭ ‬النجاح،‭ ‬والنبراس‭ ‬الذي‭ ‬أنار‭ ‬لهم‭ ‬دروب‭ ‬المستقبل‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬تُرفع‭ ‬القبعات‭ ‬احترامًا‭ ‬لصوتٍ‭ ‬صدح‭ ‬بالعلم،‭ ‬ولقلمٍ‭ ‬كتب‭ ‬دروسًا‭ ‬من‭ ‬نور،‭ ‬ولعينٍ‭ ‬سهرت‭ ‬تراجع‭ ‬أوراقًا،‭ ‬ولقلبٍ‭ ‬امتلأ‭ ‬بالعطاء‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬مقابل‭. ‬

المعلم‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يُقاس‭ ‬أثره‭ ‬بالدرجات‭ ‬أو‭ ‬الشهادات،‭ ‬بل‭ ‬بالأرواح‭ ‬التي‭ ‬ألهمها،‭ ‬وبالأجيال‭ ‬التي‭ ‬أنار‭ ‬طريقها،‭ ‬وإنّ‭ ‬الأمم‭ ‬لا‭ ‬تنهض‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬سواعد‭ ‬المعلمين،‭ ‬فهم‭ ‬من‭ ‬يصنعون‭ ‬الحضارة،‭ ‬ويرسمون‭ ‬ملامح‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬إنجاز‭ ‬علمي،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬نجاح‭ ‬تربوي،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬طالبٍ‭ ‬أصبح‭ ‬قائدًا‭ ‬أو‭ ‬عالمًا‭ ‬أو‭ ‬طبيبًا‭ ‬أو‭ ‬مبدعًا،‭ ‬يقف‭ ‬خلفه‭ ‬معلم‭ ‬آمن‭ ‬به،‭ ‬فكان‭ ‬له‭ ‬مرشدًا‭ ‬وموجهًا‭ ‬وقدوة‭. ‬

وفي‭ ‬زمنٍ‭ ‬تتغير‭ ‬فيه‭ ‬الأدوات‭ ‬وتتطور‭ ‬الأساليب،‭ ‬يبقى‭ ‬المعلم‭ ‬جوهر‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬فهو‭ ‬القلب‭ ‬النابض‭ ‬للمدرسة،‭ ‬والعنصر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبداله‭ ‬بالتقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬فالعلم‭ ‬بلا‭ ‬روح‭ ‬يفقد‭ ‬معناه،‭ ‬والتعليم‭ ‬بلا‭ ‬معلم‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الدفء‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يُستعاض‭ ‬عنه‭ ‬بشي‭ ‬آخر‭.‬

يوم‭ ‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالجميل،‭ ‬يوم‭ ‬نُعبّر‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬امتناننا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬حمل‭ ‬رسالة‭ ‬التعليم‭ ‬بإخلاص،‭ ‬وغرس‭ ‬فينا‭ ‬حبّ‭ ‬التعلم،‭ ‬وربّى‭ ‬فينا‭ ‬الفضيلة‭ ‬والانتماء‭. ‬

هو‭ ‬يوم‭ ‬لنقول‭ ‬فيه‭ ‬لكل‭ ‬معلم‭: ‬‮«‬شكرًا‭ ‬لأنك‭ ‬آمنت‭ ‬بنا‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬نؤمن‭ ‬بأنفسنا،‭ ‬وشكرًا‭ ‬لأنك‭ ‬زرعت‭ ‬فينا‭ ‬الأمل،‭ ‬وشكّلت‭ ‬ملامح‭ ‬أحلامنا،‭ ‬وكنت‭ ‬لنا‭ ‬نورًا‭ ‬في‭ ‬درب‭ ‬الحياة‮»‬‭.‬

فلنقف‭ ‬اليوم‭ ‬وقفة‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬ولنرفع‭ ‬التحية‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬معلمٍ‭ ‬في‭ ‬مدرسته‭ ‬أو‭ ‬جامعته‭ ‬أو‭ ‬فصله‭ ‬أو‭ ‬ميدانه،‭ ‬نُرسل‭ ‬له‭ ‬رسالة‭ ‬حب‭ ‬وتقدير‭ ‬تقول‭:‬

‮«‬يا‭ ‬من‭ ‬علمت‭ ‬الحرف‭ ‬فصنعت‭ ‬الفكر،‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬غرست‭ ‬القيم‭ ‬فأثمرت‭ ‬الأجيال،‭ ‬لك‭ ‬منا‭ ‬كل‭ ‬الوفاء‭ ‬والعرفان‮»‬

ولأن‭ ‬العالم‭ ‬أدرك‭ ‬عظمة‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬وتأثيره،‭ ‬فقد‭ ‬خصصت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتربية‭ ‬والعلم‭ ‬والثقافة‭ (‬اليونسكو‭) ‬يوم‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬ليكون‭ ‬يومًا‭ ‬عالميًا‭ ‬للمعلم،‭ ‬تخليدًا‭ ‬لتوقيع‭ ‬التوصية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬اليونسكو‭ ‬ومنظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬عام‭ ‬1966‭ ‬بشأن‭ ‬أوضاع‭ ‬المعلمين‭ ‬وحقوقهم‭ ‬ومسؤولياتهم،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬فرصة‭ ‬للتذكير‭ ‬بأهمية‭ ‬مهنة‭ ‬التعليم،‭ ‬وضرورة‭ ‬دعم‭ ‬المعلمين‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬رسالتهم‭ ‬النبيلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحديات‭ ‬العصر‭.‬

لقد‭ ‬تغيّر‭ ‬وجه‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وظهرت‭ ‬ثورة‭ ‬رقمية‭ ‬غيرت‭ ‬أساليب‭ ‬التدريس‭ ‬والتعلّم،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬ظل‭ ‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬المحور‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة،‭ ‬فالمعلم‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ناقلًا‭ ‬للمعرفة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬قائدًا‭ ‬تربويًا،‭ ‬ومرشدًا‭ ‬نفسيًا،‭ ‬ومصممًا‭ ‬للتجارب‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬تنمّي‭ ‬مهارات‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬والإبداعي‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة،‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬يواكب‭ ‬التحوّل‭ ‬من‭ ‬التلقين‭ ‬إلى‭ ‬التفاعل،‭ ‬ومن‭ ‬الحفظ‭ ‬إلى‭ ‬الفهم،‭ ‬ومن‭ ‬المعرفة‭ ‬إلى‭ ‬المهارة‭.‬

وفي‭ ‬عالم‭ ‬سريع‭ ‬الإيقاع،‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬متعلمًا‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬متجددًا‭ ‬في‭ ‬أدواته،‭ ‬منفتحًا‭ ‬على‭ ‬التغيير،‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بروحٍ‭ ‬إنسانية،‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬جوهر‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬تعبئته‭ ‬بالمعلومات‭. ‬ولذا،‭ ‬فإن‭ ‬دعم‭ ‬المعلم‭ ‬بالتدريب‭ ‬المستمر،‭ ‬وتقدير‭ ‬مكانته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمهنية،‭ ‬هو‭ ‬الاستثمار‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬المجتمعات‭ ‬والأمم‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬يلتف‭ ‬المجتمع‭ ‬بمؤسساته‭ ‬وأفراده‭ ‬حول‭ ‬المعلم،‭ ‬فيقدّر‭ ‬جهده،‭ ‬ويستمع‭ ‬إلى‭ ‬صوته،‭ ‬ويشاركه‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬آمنة‭ ‬ومحفزة،‭ ‬فالمعلم‭ ‬ليس‭ ‬وحده‭ ‬في‭ ‬الميدان،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬الطالب‭ ‬والمدرسة‭ ‬والأسرة‭ ‬والمجتمع‭ ‬والمؤسسات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الرسالة‭ ‬السامية‭ ‬للتعليم‭.‬

وفي‭ ‬الختام،‭ ‬يبقى‭ ‬يوم‭ ‬المعلم‭ ‬مناسبة‭ ‬نُجدّد‭ ‬فيها‭ ‬عهد‭ ‬الوفاء،‭ ‬ونرفع‭ ‬فيها‭ ‬كلمات‭ ‬الامتنان‭ ‬الصادق‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬بصمة‭ ‬لا‭ ‬تُنسى،‭ ‬فلنكتب‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬قلوبنا‭ ‬قبل‭ ‬دفاترنا‭: ‬

‮«‬شكرًا‭ ‬معلمي‮»‬،‭ ‬فهي‭ ‬الكلمة‭ ‬التي‭ ‬تختصر‭ ‬حكاية‭ ‬عمرٍ‭ ‬من‭ ‬العطاء،‭ ‬ومسيرة‭ ‬من‭ ‬الإلهام،‭ ‬ونورٍ‭ ‬لا‭ ‬ينطفئ‭. ‬كما‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬الأديب‭ ‬مصطفى‭ ‬الرافعي‭: ‬‮«‬المعلم‭ ‬هو‭ ‬الشعلة‭ ‬التي‭ ‬تضيْء‭ ‬الدروب‭ ‬المظلمة،‭ ‬وتمنح‭ ‬الناس‭ ‬بصيرة‭ ‬لا‭ ‬تنطفئ‮»‬‭.‬

ولعل‭ ‬في‭ ‬حكمة‭ ‬سقراط‭ ‬ما‭ ‬يلخّص‭ ‬رسالة‭ ‬التعليم‭ ‬بأبهى‭ ‬صورها،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭: ‬‮«‬المعلم‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬يملأ‭ ‬أوعية‭ ‬العقول،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬يشعل‭ ‬فيها‭ ‬نار‭ ‬التفكير‮»‬‭. ‬

هكذا‭ ‬يظل‭ ‬المعلم‭ ‬رمزًا‭ ‬للنهضة،‭ ‬وصوتًا‭ ‬للعقل،‭ ‬ورسولًا‭ ‬للمعرفة،‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يُكرّم‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬لحظة‭ ‬تنبض‭ ‬بالامتنان،‭ ‬كما‭ ‬خبرنا‭ ‬بذلك‭ ‬الأديب‭ ‬جبران‭ ‬خليل‭ ‬جبران‭ ‬حين‭ ‬قال‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬أعطى‭ ‬المعلم‭ ‬حبًا‭ ‬وتقديرًا،‭ ‬أخرج‭ ‬للعالم‭ ‬نفوسًا‭ ‬محبه‭ ‬للعلم‭ ‬والحياة‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا