العدد : ١٧٣٦٠ - الجمعة ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الآخر١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٦٠ - الجمعة ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ربيع الآخر١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

أهمية اتفاقية الدفاع الاستراتيجي بين السعودية وباكستان

بقلم: د. جاسم بونوفل

الجمعة ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

لم‭ ‬تمض‭ ‬أيام‭ ‬عديدة‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬الدوحة‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬وانعقاد‭ ‬مؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬‭ ‬الإسلامية‭ ‬الذي‭ ‬التأم‭ ‬شمله‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬القطرية،‭ ‬حتى‭ ‬اتخذت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬خطوة‭ ‬عملية،‭ ‬وشجاعة‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬التغول‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقيعها‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬دفاع‭ ‬استراتيجي‭ ‬مشترك‭ ‬مع‭ ‬جمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬البلدين‭ ‬هو‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬كليهما‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سعي‭ ‬البلدين‭ ‬لتعزيز‭ ‬أمنهما‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬فإنها‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ ‬‭ ‬الباكستانية‭ ‬المتميزة‭ ‬والممتدة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬العهود‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬البلدين،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التعاون‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬توج‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬الموافق‭ ‬17‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬بتوقيع‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬الدفاع‭ ‬الاستراتيجي‭. ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬وفق‭ ‬بيان‭ ‬مشترك‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬جوانب‭ ‬التعاون‭ ‬الدفاعي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الردع‭ ‬المشترك‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬اعتداء‮»‬‭.‬

هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تبعث‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يريد‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬البلدين‭ ‬واستقرارهما،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬وظروف‭ ‬حساسة‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة؛‭ ‬فمن‭ ‬حيث‭ ‬التوقيت‭ ‬فإنها‭ ‬جاءت‭ ‬بعد‭ ‬العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغاشم‭  ‬على‭  ‬الشقيقة‭ ‬قطر،‭ ‬ومتزامنة‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬الهمجية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬الأخيرة‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الظروف‭  ‬فإنها‭ ‬أتت‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬يعاني‭ ‬فيه‭ ‬العرب‭ ‬ضعفاً‭ ‬عاماً،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬السبب‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬تضخم‭ ‬الأنا‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وخصوصاً‭ ‬لدى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذي‭ ‬يتبنى‭ ‬مبدأ‭ ‬القوة،‭ ‬وفرض‭ ‬العضلات‭ ‬على‭ ‬جيرانه‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير‭ ‬المتوحش،‭ ‬وحرب‭ ‬التجويع‭ ‬والتهجير‭ ‬القسري‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وقضم‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬والتوغل‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬اللبنانية‭ ‬والسورية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يردعه‭ ‬أحد‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬إزاحة‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬الله‮»‬‭  ‬من‭ ‬المشهد‭ ‬بعد‭ ‬الضربة‭  ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬إليه؛‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬إضعافه‭ ‬،‭ ‬وكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬المباشرة‭ ‬هي‭ ‬إخراج‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬اللبنانية‭ ‬والسورية‭ ‬عبر‭ ‬أذرعها‭ ‬العسكرية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬القوة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭ ‬الجغرافية‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بتوجيه‭ ‬ضربات‭ ‬جوية‭ ‬إلى‭ ‬طهران،‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬إيران‭ ‬وانكفائها‭.‬

‭ ‬في‭ ‬تقديري،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬قناعات‭ ‬نتنياهو‭ ‬بمبدأ‭ ‬القوة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاته،‭ ‬ودفعته‭ ‬إلى‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مآربه،‭ ‬يدعمه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬حكومته‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يعير‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬للقوانين‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية،‭ ‬ولا‭ ‬يصغي‭ ‬لنداءات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تطالبه‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ولا‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬ترسانته‭ ‬العسكرية‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يسميهم‭ ‬بـ‭ (‬أعداء‭ ‬إسرائيل‭) ‬مستلهماً‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬وصايا‭ ‬مرشده‭ ‬الروحي‭ ‬زئيف‭ ‬جابوتنسكي‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬بالقوة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الصراع‭. ‬وهو‭ ‬القائل‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1923م‭ ‬‮«‬إن‭ ‬الطريقة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوافق‭ ‬بموجبها‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬يهودية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬هي‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬تسحقهم‭ ‬وتذعنهم‮»‬‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يتضح‭ ‬جلياً‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬هدى‭ ‬هذه‭ ‬المقولة‭ ‬بدليل‭ ‬أنه‭ ‬الآن‭ ‬يستخدم‭ ‬القوة‭ ‬المفرطة‭ ‬في‭ ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬لإيمانه‭ ‬الشديد‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الوسيلة‭ ‬الوحيدة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‮»‬‭ ‬الأعداء‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

مقابل‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التطرف،‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬للعرب‭ ‬من‭ ‬التحرك،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لهم‭ ‬فعل‭ ‬يضع‭ ‬حدا‭ ‬للتطرف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وكبح‭ ‬جماحه؛‭ ‬فجاء‭ ‬الرد‭ ‬سريعاً‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقيعها‭ ‬مع‭ ‬باكستان‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬أثارت‭ ‬تساؤلات‭ ‬لدى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المحللين،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬قد‭ ‬تغير‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهي‭ ‬بمثابة‭ ‬تحالف‭ ‬يجمع‭ ‬القدرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السعودية‭ ‬بالقوة‭ ‬العسكرية‭ ‬الباكستانية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭  ‬يثير‭ ‬قلق‭ ‬إسرائيل‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬الهند‭ ‬أيضاً،‭ ‬ويذهب‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬ربما‭ ‬جاء‭ ‬لتعويض‭ ‬تراجع‭ ‬الحماية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الخليج‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شعورا‭ ‬متزايدا‭ ‬بالقلق‭ ‬لدى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تجاه‭ ‬التهديد‭ ‬المتزايد‭ ‬من‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬توقيع‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬يضع‭ ‬باكستان‭ ‬ومظلتها‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬معادلة‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وهي‭ ‬قوة‭ ‬عسكرية‭ ‬ونووية‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها،‭ ‬وأثبتت‭ ‬جدارتها‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬جارتها‭ ‬الهند‭.‬

في‭ ‬اعتقادي،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬المحللون‭ ‬في‭ ‬تعليقاتهم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬الوقائع‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للسعودية‭ -‬وهي‭ ‬إحدى‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭- ‬أن‭ ‬تغمض‭ ‬عينيها‭ ‬عن‭ ‬مشاهدة‭ ‬النيران‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وهي‭ ‬تطال‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬أرضا‭ ‬عربية‭ ‬خليجية‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‭ ‬الجغرافية،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحتفظ‭ ‬في‭ ‬ذاكرتها‭ ‬بمشهد‭ ‬خريطة‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬الكبرى‭ ‬‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬المقابلة‭ ‬التلفزيونية‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬القنوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬أراضي‭ ‬عربية‭ ‬عدة‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬بالها‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬اليوم‭ ‬ذاهبة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬التوسع‭. ‬

ليس‭ ‬هذا‭ ‬فقط،‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬السعودية‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬باكستان،‭ ‬وإنما‭ ‬قراءتها‭ ‬الدقيقة‭ ‬للمشهد‭ ‬ككل‭ ‬أيضاً،‭ ‬فهي‭ ‬رأت‭ ‬بأم‭ ‬عينيها‭ ‬أن‭ ‬الحليف‭ ‬الأمريكي‭ ‬سمح‭ ‬لربيبته‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بضرب‭ ‬قطر‭ ‬لأنه‭ ‬مؤمن‭ ‬إيماناً‭ ‬راسخاً‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تفعله‭ ‬إنما‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حماية‭ ‬أمنها،‭ ‬وعليه‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يلومها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬ترى‭ ‬أنه‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ (‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭) ‬لدى‭ ‬إسرائيل‭. ‬لذلك‭ ‬فليس‭ ‬أمام‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بعلاقات‭ ‬استراتيجية‭ ‬‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تحصن‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬الأخطار‭ ‬الخارجية‭ ‬وتتخذ‭ ‬خطوة‭ ‬استباقية‭ ‬للأحداث‭ ‬فما‭ ‬يدريك‭ ‬أن‭ ‬تكرر‭ ‬أمريكا‭ ‬موقفها‭ ‬من‭ ‬قطر‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭ ‬فيما‭ ‬لو‭ ‬تعرضت‭ ‬لأي‭ ‬اعتداء‭ ‬صهيوني‭ ‬أمام‭ ‬أعين‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تحركها‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬المبررات‭ ‬الآنفة‭ ‬الذكر‭.‬

نعم،‭ ‬أحسنت‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح؛‭ ‬لأن‭ ‬باكستان‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية‭ ‬لها‭ ‬ثقلها‭ ‬العسكري‭ ‬والنووي،‭ ‬مقابل‭ ‬الثقل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬السعودي‭ ‬وبذلك‭ ‬تكتمل‭ ‬عناصر‭ ‬المعادلة‭ ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬لدى‭ ‬السعودية‭ ‬مكانتها‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العشرين‭ ‬بما‭ ‬يتفاعل‭ ‬مع‭ ‬الثقل‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬تمتلكه‭ ‬باكستان‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬قوة‭ ‬ردع‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تعترضهما‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا