العدد : ١٧٣٥٩ - الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٩ - الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٠ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

الـمـعـلـم الإداري.. ودوره كـقــائــد تـربــوي

بقلم: د. زكريا الخنجي

الخميس ٠٢ أكتوبر ٢٠٢٥ - 02:00

المعلم‭ ‬القائد‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬ناقل‭ ‬للمعرفة،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬صانع‭ ‬للتغيير،‭ ‬ومهندس‭ ‬للبيئة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وملهم‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬تمكين‭ ‬المعلمين‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬القيادة‭ ‬التربوية،‭ ‬وتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬والتدريب‭ ‬اللازم‭ ‬لهم،‭ ‬يمثل‭ ‬خطوة‭ ‬استراتيجية‭ ‬نحو‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التربوي‭.‬

بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬بدأت‭ ‬ورقتي‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬نهضة‭ ‬معلم‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ربما‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬اختياري‭ ‬لهذا‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬عرفان‭ ‬لبعض‭ ‬المعلمين‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬تأثير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬مسيرتنا‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية،‭ ‬فهم‭ ‬دائمًا‭ ‬وأبدًا‭ ‬يستحقون‭ ‬الإشادة‭ ‬والثناء‭.‬

في‭ ‬اعتقادنا‭ ‬أن‭ ‬المعلم‭ ‬القائد‭ ‬هو‭ ‬ذلك‭ ‬التربوي‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬مهاراتي‭ ‬التدريس‭ ‬والقيادة،‭ ‬ويؤثر‭ ‬في‭ ‬زملائه‭ ‬وطلابه‭ ‬وربما‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المدرسة،‭ ‬بهدف‭ ‬تحسين‭ ‬ممارسات‭ ‬التعليم‭ ‬والتعلم‭. ‬وفقًا‭ ‬لتعريف‭ (‬York‭-‬Barr‭ & ‬Duke,‭ ‬2004‭) ‬فإن‭ ‬القيادة‭ ‬التعليمية‭ ‬هي‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬يؤثر‭ ‬فيها‭ ‬المعلمون،‭ ‬فرديًا‭ ‬أو‭ ‬جماعيًا،‭ ‬في‭ ‬الآخرين‭ ‬لتحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬وزيادة‭ ‬تحصيل‭ ‬الطلاب‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬المفهوم‭ ‬يضع‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬استراتيجي‭ ‬داخل‭ ‬المؤسسة‭ ‬التعليمية،‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬عنصرًا‭ ‬فاعلًا‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬السياسات‭ ‬التربوية‭ ‬وتنفيذها‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬التعليمية،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬دور‭ ‬المعلم‭ ‬مقتصرًا‭ ‬على‭ ‬التلقين‭ ‬ونقل‭ ‬المعرفة،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬محورًا‭ ‬قياديًّا‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التربوية،‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬محفزة،‭ ‬وتشكيل‭ ‬جيل‭ ‬قيادي‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬المستقبل‭. ‬من‭ ‬هنا،‭ ‬برز‭ ‬مفهوم‭ (‬المعلم‭ ‬القائد‭) ‬كأحد‭ ‬المفاتيح‭ ‬الجوهرية‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭.‬

ومع‭ ‬تزايد‭ ‬نظريّات‭ ‬القيادة‭ ‬التربويّة‭ ‬وأنماطها،‭ ‬بدأت‭ ‬تعلو‭ ‬أصوات‭ ‬تطالب‭ ‬بتعزيز‭ ‬دور‭ ‬المعلّمين‭ ‬القيادي‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والمؤسّسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغربيّة،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬الأدبيّات‭ ‬البحثيّة‭ ‬منذ‭ ‬ثمانينيّات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ (‬Sawalhi,‭ ‬2019‭) ‬أمكن‭ ‬تعرّيف‭ ‬القيادة‭ ‬التربويّة‭ ‬على‭ ‬أنّها‭ ‬عمليّة‭ ‬توظيف‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬والمواهب‭ ‬والطاقات‭ ‬لكلّ‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنيّة‭ ‬بتطوير‭ ‬الإنسان‭ ‬وبنائه،‭ ‬والتأثير‭ ‬الإيجابيّ‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬التعليميّة‭ ‬التربويّة‭ ‬المشترَكة،‭ ‬سواء‭ ‬أكانوا‭ ‬عاملين‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬مدرسيّ‭ ‬أم‭ ‬أيّ‭ ‬مؤسّسات‭ ‬تعليميّة‭ ‬تربويّة‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعليم‭ ‬الافتراضيّ‭.‬

فالمعلّم‭ ‬القائد‭ ‬أو‭ ‬المعلّم‭ ‬ذو‭ ‬الممارسات‭ ‬القياديّة إذن؛‭ ‬هو‭ ‬المعلّم‭ ‬الذي‭ ‬يستطيع‭ ‬ممارسة‭ ‬بعض‭ ‬الأدوار‭ ‬القياديّة،‭ ‬ولديه‭ ‬مهارات‭ ‬تؤهّله‭ ‬لأداء‭ ‬بعض‭ ‬المهامّ‭. ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬أنّه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكتسب‭ ‬المهارات‭ ‬القياديّة‭ ‬والمعارف‭ ‬كلّها،‭ ‬فهناك‭ ‬من‭ ‬يبدع‭ ‬بالأنشطة،‭ ‬ولكنّه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬تدريب‭ ‬غيره‭ ‬على‭ ‬استراتيجيّات‭ ‬التعليم،‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬قيادة‭ ‬فرق‭ ‬مراجعة‭ ‬الأداء‭ ‬المدرسيّة‭ ‬مثلًا‭.‬

كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬نلاحظ‭ ‬أنّ‭ ‬بعض‭ ‬المعلّمين‭ ‬لديهم‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬دون‭ ‬آخر،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مهمّة‭ ‬دون‭ ‬باقي‭ ‬المهامّ‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬معيّن‭ ‬وليس‭ ‬مع‭ ‬أيّ‭ ‬فريق،‭ ‬وقد‭ ‬يبرع‭ ‬في‭ ‬مهمّة،‭ ‬وحين‭ ‬يُكلّف‭ ‬بأمر‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أداءه‭. ‬ومع‭ ‬الأسف‭ ‬فقد‭ ‬لا‭ ‬تلتفت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الإدارات‭ ‬لما‭ ‬برع‭ ‬فيه‭ ‬المعلّم‭ ‬أصلًا،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬بالإمكان‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬موهبته‭ ‬ونقاط‭ ‬قوته،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬فإنّ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعلّمين‭ ‬يكتشفون‭ ‬مهاراتهم‭ ‬وقدراتهم‭ ‬عند‭ ‬تكليفهم‭ ‬بمهمّة‭ ‬للمرّة‭ ‬الأولى،‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬قد‭ ‬اختبروها‭ ‬بعد‭ ‬أو‭ ‬خطرت‭ ‬لهم‭ ‬ببال‭.‬

 

خصائص‭ ‬المعلم‭ ‬الإداري‭ ‬القائد

لكي‭ ‬يمارس‭ ‬المعلم‭ ‬دوره‭ ‬القيادي‭ ‬بفعالية،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الخصائص‭ ‬التي‭ ‬تميّزه‭ ‬عن‭ ‬غيره،‭ ‬منها‭:‬

*‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التخطيط‭ ‬والتنظيم‭ ‬داخل‭ ‬الصف‭ ‬والمدرسة‭.‬

*‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬الفعّال‭ ‬مع‭ ‬الطلاب‭ ‬والزملاء‭ ‬والإدارة‭.‬

*‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬التربوية‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬وتحليل‭.‬

*‭ ‬التحفيز‭ ‬وبناء‭ ‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬داخل‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الدافعية‭ ‬لدى‭ ‬الطلاب‭ ‬والمعلمين‭.‬

*‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬التربوية‭ ‬والتقنية‭.‬

*‭ ‬الرؤية‭ ‬التربوية‭ ‬المستقبلية‭ ‬الواضحة،‭ ‬وامتلاك‭ ‬تصور‭ ‬مستقبلي‭ ‬للتعليم‭ ‬وأهدافه،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬استشراف‭ ‬التحديات‭ ‬التعليمية‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬استراتيجية‭ ‬للتعامل‭ ‬معها‭.‬

*‭ ‬المرونة‭ ‬والتكيف،‭ ‬وخاصة‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التغيرات‭ ‬التربوية‭ ‬بسلاسة‭.‬

*‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات،‭ ‬أي‭ ‬قيادة‭ ‬المواقف‭ ‬التربوية‭ ‬بحكمة‭.‬

*‭ ‬الذكاء‭ ‬العاطفي،‭ ‬وفهم‭ ‬مشاعر‭ ‬الآخرين‭ ‬والتفاعل‭ ‬معها‭ ‬بطريقة‭ ‬إيجابية،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬العلاقات‭ ‬الإنسانية‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭.‬

إن‭ ‬تمكنَ‭ ‬المعلم‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يمتلك‭ ‬هذه‭ ‬الخصائص‭ ‬فإنه‭ ‬يصبح‭ ‬نموذجًا‭ ‬يُحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية‭.‬

 

كيف‭ ‬يكون‭ ‬المعلم‭ ‬قائدًا‭ ‬تربويًّا؟

في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬طريقة‭ ‬مثالية‭ ‬أو‭ ‬نموذجية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف،‭ ‬فكل‭ ‬باحث‭ ‬وكل‭ ‬عالم‭ ‬يجد‭ ‬أن‭ ‬طريقته‭ ‬هي‭ ‬المثلى،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬حتى‭ ‬يتطور‭ ‬التعليم‭ ‬والمعلم‭ ‬والعملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬المعلم‭ ‬يواجه‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬عزيمته‭ ‬هو،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬قدراته،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬سنحاول‭ ‬أن‭ ‬نتغلب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬حتى‭ ‬نسهم‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬وأن‭ ‬يستمر‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهامه‭ ‬ويطور‭ ‬قدراته،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬المعلم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتبع‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الطريق‭ ‬والأساليب‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ ‬معلمًا‭ ‬قائدًا‭ ‬تربويًا،‭ ‬منها‭: ‬

أولاً‭: ‬زيادة‭ ‬وقت‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأمثل،‭ ‬ويتم‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬يقوم‭ ‬المعلم‭ ‬بالتخطيط‭ ‬قبل‭ ‬دخوله‭ ‬الصف،‭ ‬وتلك‭ ‬الخطة‭ ‬تشمل؛‭ ‬ما‭ ‬الموضوعات‭ ‬والأنشطة‭ ‬الصفية‭ ‬وغير‭ ‬الصفية‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية،‭ ‬فجميعنا‭ ‬يعرف‭ ‬أن‭ ‬التخطيط‭ ‬المسبق‭ ‬يوفر‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬لعدم‭ ‬حدوث‭ ‬الشغب‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬بين‭ ‬الطلاب،‭ ‬ويوفر‭ ‬أفضل‭ ‬الفرص‭ ‬لجميع‭ ‬الطلاب‭ ‬بالمشاركة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬التحضير‭ ‬والتخطيط‭ ‬المسبق‭ ‬يحمي‭ ‬المعلم‭ ‬من‭ ‬نسيان‭ ‬بعض‭ ‬النقاط‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬درسه،‭ ‬ويعطي‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬للشُعب‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الصف؛‭ ‬فهناك‭ ‬شُعب‭ ‬قوية‭ ‬وربما‭ ‬هناك‭ ‬شُعب‭ ‬ضعيفة،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التخطيط‭ ‬لكل‭ ‬شعبه‭.‬

وكذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬أو‭ ‬مساعد‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬المواد‭ ‬والأجهزة‭ ‬والمعدات‭ ‬مرتبة‭ ‬وجاهزة‭ ‬قبيل‭ ‬الدرس‭. ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المحدد،‭ ‬وإن‭ ‬تمكن‭ ‬‭ ‬وهذا‭ ‬أفضل‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬قواعد‭ ‬لدخول‭ ‬حجرة‭ ‬الدراسة‭ ‬والبدء‭ ‬في‭ ‬الدرس‭ ‬وأن‭ ‬يطبقها‭ ‬ويلتزم‭ ‬بها‭.‬

وعلى‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬إجراءات‭ ‬المهام‭ ‬الروتينية‭ ‬والانتقالات‭ ‬وأن‭ ‬يطبقها،‭ ‬مثل‭ ‬تسليم‭ ‬الأعمال،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬المعدات‭ ‬وإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬مكانها‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الطلبة‭ ‬بأعمالهم‭ ‬دون‭ ‬توجيه‭.‬

وربما‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬تحت‭ ‬فكرة‭ ‬التخطيط‭ ‬هذه‭ ‬الجزئية،‭ ‬أن‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬نمط‭ ‬تعليمي‭ ‬تفاعلي،‭ ‬وأن‭ ‬يطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الطلبة،‭ ‬وأن‭ ‬يتحرك‭ ‬بكثرة‭ ‬ويستخدم‭ ‬التنويع،‭ ‬وأن‭ ‬ينقل‭ ‬الحماس‭ ‬للطلبة‭ ‬ليساعدهم‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ ‬النشط‭.‬

ثانيًا‭: ‬المرونة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬وفق‭ ‬الظروف‭ ‬المختلفة،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬الأولى،‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬ضبط‭ ‬نفسه‭ ‬أولاً،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬عند‭ ‬اجتماعه‭ ‬مع‭ ‬طلابه‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الأولى،‭ ‬فلا‭ ‬يكون‭ ‬واقعيًا‭ ‬جدًا‭ ‬ولا‭ ‬خياليًّا‭ ‬جدًا،‭ ‬وألا‭ ‬يكثر‭ ‬من‭ ‬الممنوعات‭ ‬منذ‭ ‬الحصة‭ ‬الأولى‭.‬

ثم‭ ‬يبدأ‭ ‬بتعريف‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الأهداف‭ ‬والمقاصد‭ ‬بوضوح،‭ ‬حتى‭ ‬يعرف‭ ‬الطلبة‭ ‬على؛‭ ‬ماذا‭ ‬يريد‭ ‬وكيف‭ ‬يريد‭ ‬تحقيق‭ ‬ماذا‭ ‬يريد،‭ ‬وأن‭ ‬يراقب‭ ‬سلوك‭ ‬الطلبة‭ ‬اللفظي‭ ‬وغير‭ ‬اللفظي‭ ‬مثلاً،‭ ‬التعبيرات‭ ‬الوجهية‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬الحيرة‭ ‬أو‭ ‬الإحباط،‭ ‬والعجز‭ ‬عن‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬الأسئلة،‭ ‬أو‭ ‬إتمام‭ ‬المهام،‭ ‬وأسئلة‭ ‬الطلبة‭ ‬وتعليقاتهم‭ ‬التي‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الفهم،‭ ‬بهدف‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬مستوى‭ ‬كلامه‭ ‬وملاءمة‭ ‬ما‭ ‬يقول‭ ‬للفئة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بتعليمهم‭.‬

عليه‭ ‬أن‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬بعض‭ ‬الأفكار‭ ‬والخطط‭ ‬البديلة،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تسر‭ ‬الخطة‭ ‬التعليمية‭ ‬الأولى‭ ‬فلا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬استخدام‭ ‬خطة‭ ‬بديلة،‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يراقب‭ ‬فاعليته‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

ومن‭ ‬واجب‭ ‬المعلم‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬خصائص‭ ‬الطلاب‭ ‬النمائية‭ ‬ومراحل‭ ‬العمر‭ ‬التي‭ ‬يمرون‭ ‬بها‭ ‬لكي‭ ‬ينوع‭ ‬الأنشطة،‭ ‬فالنشاط‭ ‬المناسب‭ ‬لكل‭ ‬صف،‭ ‬ولكل‭ ‬فئة‭ ‬عمرية،‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬السلوك‭ ‬المشاغب‭ ‬ويقرب‭ ‬الطلاب‭ ‬ويحببهم‭ ‬بالمعلم‭.‬

ثالثًا‭: ‬التسلح‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والاطلاع،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يقود‭ ‬الصف‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬فاعلة،‭ ‬ربما‭ ‬هنا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نسأل‭: ‬هل‭ ‬المعلم‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬المادة‭ ‬الدراسية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يتقنها،‭ ‬لديه‭ ‬القدرة‭ ‬بالضرورة‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬الطلبة‭ ‬على‭ ‬التعلم؟‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬وإنما‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المعلم‭ ‬الذي‭ ‬يتقن‭ ‬المادة‭ ‬التعليمية‭ ‬فإنه‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يلقن‭ ‬المادة‭ ‬العلمية‭ ‬للطلبة،‭ ‬ولكن‭ ‬‭ ‬كما‭ ‬أشرنا‭ ‬سابقًا‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬فالمعلم‭ ‬القائد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مطلعا‭ ‬وقارئا‭ ‬ونهما‭ ‬في‭ ‬القارئة‭ ‬الخارجية،‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬متخصصًا‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬مثلاً‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬العلوم‭ ‬الأخرى،‭ ‬كاللغة‭ ‬العربية‭ ‬والرياضيات‭ ‬وعلم‭ ‬النفس‭ ‬وعلم‭ ‬السلوك‭ ‬والقيادة‭ ‬والإدارة‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يسهم‭ ‬بصورة‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬قدراته‭ ‬أولاً‭ ‬وبالتالي‭ ‬الطلبة‭.‬

إن‭ ‬للمادة‭ ‬الدراسية‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬فاعلية‭ ‬التعليم،‭ ‬فالمدرس‭ ‬الفعال‭ ‬هو‭ ‬المدرس‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬المادة‭ ‬ويديرها‭ ‬بخبرة‭ ‬وإتقان،‭ ‬ولكن‭ ‬سيطرته‭ ‬العلمية‭ ‬والمعرفية‭ ‬تعني‭ ‬القوة‭ ‬المعرفية‭ ‬التي‭ ‬ينضبط‭ ‬بها‭ ‬الطلبة‭.‬

قال‭ ‬الباحث‭ (‬أورد‭ ‬بيرلاينر‭) ‬إن‭ ‬‮«‬النتيجة‭ ‬مفادها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬بين‭ ‬معرفة‭ ‬المعلم‭ ‬وإلمامه‭ ‬بالمادة‭ ‬الدراسية،‭ ‬وتحصيل‭ ‬الطلبة‭ ‬الصفية،‭ ‬فالمعرفة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬أحد‭ ‬مقومات‭ ‬ضبط‭ ‬تحصيل‭ ‬الطلبة‭. ‬وأما‭ ‬معرفة‭ ‬المعلم‭ ‬فإنها‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬سلوك‭ ‬المتعلم‭ ‬الصفي‭ ‬الجاد‭ ‬وغير‭ ‬الجاد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تزويده‭ ‬بالتغذية‭ ‬الراجعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإدارة‭ ‬الصفية‭ ‬الفاعلة‮»‬‭.‬

رابعًا‭: ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يُشعر‭ ‬طلابه‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬عن‭ ‬تصرفاتهم‭ ‬غير‭ ‬المقبولة،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬تصرفات‭ ‬فردية‭ ‬أو‭ ‬جماعية‭ ‬وبذلك‭ ‬يشعرهم‭ ‬بذواتهم‭ ‬وقيمتهم‭ ‬كبشر‭ ‬مهمين‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬المدرسي‭ ‬والأسري‭ ‬والخارجي‭.‬

خامسًا‭: ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬يقظًا‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬الصف،‭ ‬وكأن‭ ‬له‭ ‬عشر‭ ‬عيون‭ ‬لا‭ ‬عينين‭ ‬فقط،‭ ‬فإن‭ ‬كتب‭ ‬على‭ ‬السبورة‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يلتفت‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬إلى‭ ‬الطلاب‭ ‬محدثًا‭ ‬لهم‭ ‬عما‭ ‬يكتب‭.‬

سادسًا‭: ‬على‭ ‬المعلم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قدوة‭ ‬للطلبة،‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬سلوكياته،‭ ‬وفي‭ ‬ملابسه،‭ ‬وفي‭ ‬ألفاظه‭ ‬وعليه‭ ‬أن‭ ‬يختار‭ ‬كلماته‭ ‬بأكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الإمكان‭. ‬فالقائد‭ ‬والقيادة‭ ‬تعني‭ ‬ببساطة؛‭ ‬فن‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الآخرين،‭ ‬فهو‭ ‬القدوة‭ ‬والمثال‭ ‬الذي‭ ‬يقلده‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬الورقة،‭ ‬فالمعلم‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الحيوية‭ ‬الفاعلة‭ ‬النشطة‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬وإدارة‭ ‬التعلم‭ ‬الصفي‭. ‬والمعلم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬النشطة‭ ‬المتحركة‭ ‬ذات‭ ‬التأثير‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬النفسية‭ ‬والطبيعية،‭ ‬والزمانية‭ ‬والمكانية،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬سلوك‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬عادة‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬لحركة‭ ‬النموذجية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬ظاهر‭ ‬يدركه‭ ‬الطلبة‭ ‬ويتابعونه‭ ‬للانضباط‭ ‬وفق‭ ‬تعليماته‭ ‬ورضاه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا