العدد : ١٧٣٥٦ - الاثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٦ - الاثنين ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

كي لا تصبح الرشاقة إعاقة!!

أجد‭ ‬نفسي‭ ‬مضطرا‭ ‬لتنبيه‭ ‬القراء‭ ‬إلى‭ ‬أنني‭ ‬سأخوض‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬أمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصحة‭ ‬العامة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬الخصوبة،‭ ‬مع‭ ‬التذكير‭ ‬بأنني‭ ‬دخيل‭ ‬تماما‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أفعله‭ ‬عند‭ ‬تناولي‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أعطي‭ ‬الخبز‭ ‬لخبّازه،‭ ‬أي‭ ‬صاحب‭ ‬أو‭ ‬صاحبة‭ ‬الشأن،‭ ‬وأقول‭ ‬قولي‭ ‬هذا‭ ‬وأتوكل‭ ‬على‭ ‬الله‭ ‬وأفيد‭ ‬نساءنا‭ ‬بما‭ ‬يلي‭: ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بينك‭ ‬يا‭ ‬سيدتي‭ ‬والعقم‭ ‬كيل‭   ‬وجرام‭ ‬واحد،‭ ‬نعم،‭ ‬فإذا‭ ‬كنت‭ ‬رشيقة‭ ‬أصلا،‭ ‬ولكنك‭ ‬تريدين‭ ‬هزيمة‭ ‬أنجلينا‭ ‬جولي‭ ‬في‭ ‬النحافة،‭ ‬وفقدت‭ ‬كيلوجراما‭ ‬واحدا‭ ‬فقد‭ ‬يؤدي‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬حرمانك‭ ‬من‭ ‬الذرية،‭ ‬وبكل‭ ‬فخر‭ ‬فإنني‭ ‬أعتبر‭ ‬نفسي‭ ‬شخصا‭ ‬ذواقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الجمال‭ ‬والفنون،‭ ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬الممثل‭ ‬الأمريكي‭ ‬براد‭ ‬بيت،‭ ‬كان‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬برمجة‭ ‬وفرمة‭ ‬لأنه‭ ‬طلق‭ ‬الحلوة‭ ‬جنيفر‭ ‬آنستون‭ ‬ليتزوج‭ ‬بكوم‭ ‬العظام‭ ‬المسماة‭ ‬أنجلينا‭ ‬جولي‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬شفتان‭ ‬أكثر‭ ‬سماكة‭ ‬من‭ ‬خديها‭!! ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬صاحبنا‭ ‬استدرك‭ ‬خطأه‭ ‬وخلع‭ ‬أنجلينا‭.‬

دعك‭ ‬يا‭ ‬فتاتي‭ ‬ويا‭ ‬سيدتي‭ ‬من‭ ‬أقاويل‭ ‬المجلات‭ ‬النسائية‭ ‬الحاقدة،‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬الجمال‭ ‬في‭ ‬بروز‭ ‬العظام،‭ ‬وعليك‭ ‬بالمكبوس‭ ‬والبسبوس‭ ‬وعرق‭ ‬السوس،‭ ‬فعلى‭ ‬ذمة‭ ‬‮«‬روز‭ ‬فريش‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬تفهم‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬الصحة‭ ‬والرشاقة‭ ‬والخصوبة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬محررات‭ ‬تلك‭ ‬المجلات‭ ‬المتخصصات‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والجيولوجيا‭ ‬وصرن‭ ‬خبيرات‭ ‬تغذية‭ ‬بـ«العافية‮»‬،‭ ‬ويعايرن‭ ‬نساء‭ ‬العرب‭ ‬بأنهن‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬البدانة‭  ‬والترهل‭ ‬ويتسببن‭ ‬في‭ ‬عرقلة‭ ‬حركة‭ ‬المرور،‭ ‬وما‭ ‬تقوله‭ ‬فريش‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬فقدان‭ ‬دهون‭ ‬الجسم‭ (‬بودي‭ ‬فات‭) ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تقليص‭ ‬الخصوبة،‭ ‬وفريش‭ ‬هذه‭ ‬أستاذة‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬العلوم‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬هارفارد،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أميرة‭ ‬جامعات‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬أصدرت‭ ‬كتابا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬خصوبة‭ ‬الأنثى‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بدهون‭ ‬الجسم‮»‬،‭ ‬والمسألة‭ ‬وما‭ ‬فيها‭ ‬بكل‭ ‬بساطة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬الدهون‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬المرأة‭ ‬تحول‭ ‬هرمون‭ ‬الذكورة‭ ‬‮«‬اندروجين‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬هرمون‭ ‬الأنوثة‭ ‬‮«‬اوستروجين‮»‬،‭ ‬وهذا‭ ‬عنصر‭ ‬جوهري‭ ‬لقدرة‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الإنجاب،‭ ‬ومعلوم‭ ‬أن‭ ‬بالرجال‭ ‬هرمونات‭ ‬أنوثة‭ ‬والعكس‭ ‬صحيح،‭ ‬وحدوث‭ ‬خلل‭ ‬ما‭ (‬بسبب‭ ‬الحمية‭/ ‬الرجيم‭ ‬مثلا‭) ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬بعض‭ ‬الرجال‭ ‬أنثويي‭ ‬الحركات‭ ‬أو‭ ‬الصوت،‭ ‬وبعض‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬شعبولا‭!! ‬وكلام‭ ‬الدكتورة‭ ‬فريش‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬ما‭ ‬نقرأه‭ ‬في‭ ‬صحفنا‭ ‬العربية‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬عن‭ ‬طبيب‭ ‬عربي‭ ‬عبقري‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬ريش‭ ‬الحمام‭ ‬يداوي‭ ‬قرحة‭ ‬المعدة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬زيت‭ ‬كوابح‭/ ‬فرامل‭ ‬السيارة‭ ‬يقوي‭ ‬النظر،‭ ‬بل‭ ‬ويخرج‭ ‬ذلك‭ ‬الطبيب‭ ‬على‭ ‬الملأ‭ ‬ليعلن‭ ‬اكتشافه‭ ‬العبقري‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬جدواه‭ ‬على‭ ‬سبعة‭ ‬من‭ ‬المرضى،‭ ‬ويستغل‭ ‬أمثال‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأدعياء‭ ‬غياب‭ ‬جمعيات‭ ‬طبية‭ ‬عربية‭ ‬تحاسب‭ ‬الأطباء‭ ‬الذين‭ ‬يسوِّقون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بأساليب‭ ‬ترفضها‭ ‬المواثيق‭ ‬الأخلاقية‭ ‬التي‭ ‬تنظم‭ ‬المهن‭ ‬الطبية‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬حرمان‭ ‬الطبيب‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬الطب،‭.. ‬لا،‭ ‬فالبروفسور‭ ‬روز‭ ‬فريش‭ ‬أجرت‭ ‬دراسات‭ ‬استمرت‭ ‬نحو‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬ودرست‭ ‬أحوال‭ ‬نحو‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬امرأة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬نتائج‭ ‬دراستها‭. ‬يعني‭ ‬كلام‭ ‬علمي‭ ‬مدروس‭ ‬ومحقق‭ ‬وإلا‭ ‬لنتف‭ ‬العلماء‭ ‬والأطباء‭ ‬ريش‭ ‬فريش‭.‬

وليس‭ ‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬مضار‭ ‬الكبسة‭ ‬والفتة‭ ‬والكوارع‭ ‬تخبيص‭ ‬وخرابيط،‭ ‬وأنه‭ ‬بالتالي‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬في‭ ‬تناولها‭ ‬بكميات‭ ‬تجارية،‭ ‬والاستعاضة‭ ‬عن‭ ‬الرياضة‭ ‬بالونسة،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬الشيء‭ ‬إذا‭ ‬فات‭ ‬حده‭ ‬انقلب‭ ‬إلى‭ ‬ضده،‭ ‬وأن‭ ‬الهوس‭ ‬بالرشاقة‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬العقم‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تدري‭ ‬المرأة‭ ‬أنها‭ ‬عقيم‭ ‬لأن‭ ‬الدورة‭ ‬الشهرية‭ ‬تظل‭ ‬منتظمة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬وتقول‭ ‬فريش‭ ‬أن‭ ‬فتاة‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬البلوغ‭ ‬طولها‭ ‬5‭ ‬أقدام‭ ‬وثلاث‭ ‬بوصات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وزنها‭ ‬90‭ ‬باوند‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ (‬الباوند‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬كيلو‭ ‬بقليل‭) ‬كي‭ ‬تبقى‭ ‬خصبة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬قبل‭ ‬انقطاع‭  ‬الطمث‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬ذلك‭ ‬الطول‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وزنها‭ ‬110‭ ‬باوند‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لتظل‭ ‬مبايضها‭ ‬نشطة‭.‬

وقد‭ ‬أسعدني‭ ‬كلام‭ ‬بروفسور‭ ‬فريش‭ ‬لأنه‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الفتاة‭ ‬التلفزيونية‭ ‬اللعوب‭ ‬التي‭ ‬تشبه‭ ‬عصا‭ ‬الخيزران‭ (‬واسمها‭ ‬يتشكل‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬حروف‭ ‬‮«‬خيرزان‮»‬‭) ‬وكانت‭ ‬تتمايل‭ ‬إذا‭ ‬لفحتها‭ ‬نسمة‭ ‬من‭ ‬مكيف‭ ‬هواء‭ ‬وهي‭ ‬تداعب‭ ‬المطربين‭. ‬هذه‭ ‬الفتاة‭ ‬لن‭ ‬تنجب‭ ‬أخرى‭ ‬مثلها‭ ‬تثقب‭ ‬طبقة‭ ‬الأوزون‭ ‬الأخلاقي‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تفعل‭ ‬هي‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا