زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
كي لا تصبح الرشاقة إعاقة!!
أجد نفسي مضطرا لتنبيه القراء إلى أنني سأخوض هنا في أمر يتعلق بالصحة العامة، وتحديدا الخصوبة، مع التذكير بأنني دخيل تماما على هذا المجال، وكل ما أفعله عند تناولي لمثل هذه الأمور هو أن أعطي الخبز لخبّازه، أي صاحب أو صاحبة الشأن، وأقول قولي هذا وأتوكل على الله وأفيد نساءنا بما يلي: قد يكون بينك يا سيدتي والعقم كيل وجرام واحد، نعم، فإذا كنت رشيقة أصلا، ولكنك تريدين هزيمة أنجلينا جولي في النحافة، وفقدت كيلوجراما واحدا فقد يؤدي ذلك إلى حرمانك من الذرية، وبكل فخر فإنني أعتبر نفسي شخصا ذواقة في مجال الجمال والفنون، وأعتقد أن الممثل الأمريكي براد بيت، كان بحاجة إلى إعادة برمجة وفرمة لأنه طلق الحلوة جنيفر آنستون ليتزوج بكوم العظام المسماة أنجلينا جولي التي لديها شفتان أكثر سماكة من خديها!! المهم أن صاحبنا استدرك خطأه وخلع أنجلينا.
دعك يا فتاتي ويا سيدتي من أقاويل المجلات النسائية الحاقدة، عن أن الجمال في بروز العظام، وعليك بالمكبوس والبسبوس وعرق السوس، فعلى ذمة «روز فريش» وهي تفهم في أمور الصحة والرشاقة والخصوبة أكثر من محررات تلك المجلات المتخصصات في الجغرافيا والجيولوجيا وصرن خبيرات تغذية بـ«العافية»، ويعايرن نساء العرب بأنهن يعانين من البدانة والترهل ويتسببن في عرقلة حركة المرور، وما تقوله فريش هو أن فقدان دهون الجسم (بودي فات) يؤدي إلى تقليص الخصوبة، وفريش هذه أستاذة في كلية العلوم الصحية في جامعة هارفارد، التي هي أميرة جامعات العالم، وقد أصدرت كتابا بعنوان «خصوبة الأنثى وعلاقتها بدهون الجسم»، والمسألة وما فيها بكل بساطة هي أن الدهون في جسم المرأة تحول هرمون الذكورة «اندروجين» إلى هرمون الأنوثة «اوستروجين»، وهذا عنصر جوهري لقدرة المرأة على الإنجاب، ومعلوم أن بالرجال هرمونات أنوثة والعكس صحيح، وحدوث خلل ما (بسبب الحمية/ الرجيم مثلا) هو الذي يجعل بعض الرجال أنثويي الحركات أو الصوت، وبعض النساء من فصيلة شعبولا!! وكلام الدكتورة فريش هذا ليس من قبيل ما نقرأه في صحفنا العربية كل صباح عن طبيب عربي عبقري اكتشف أن ريش الحمام يداوي قرحة المعدة، أو أن زيت كوابح/ فرامل السيارة يقوي النظر، بل ويخرج ذلك الطبيب على الملأ ليعلن اكتشافه العبقري الذي أثبت جدواه على سبعة من المرضى، ويستغل أمثال هؤلاء الأدعياء غياب جمعيات طبية عربية تحاسب الأطباء الذين يسوِّقون أنفسهم بأساليب ترفضها المواثيق الأخلاقية التي تنظم المهن الطبية وصولا إلى حرمان الطبيب من ممارسة الطب،.. لا، فالبروفسور روز فريش أجرت دراسات استمرت نحو عشر سنوات ودرست أحوال نحو أربعة آلاف امرأة قبل أن تعلن نتائج دراستها. يعني كلام علمي مدروس ومحقق وإلا لنتف العلماء والأطباء ريش فريش.
وليس معنى ذلك أن الكلام عن مضار الكبسة والفتة والكوارع تخبيص وخرابيط، وأنه بالتالي لا بأس في تناولها بكميات تجارية، والاستعاضة عن الرياضة بالونسة، لا بل معناه أن الشيء إذا فات حده انقلب إلى ضده، وأن الهوس بالرشاقة قد يؤدي إلى العقم دون أن تدري المرأة أنها عقيم لأن الدورة الشهرية تظل منتظمة في مثل هذه الحالات، وتقول فريش أن فتاة دون سن البلوغ طولها 5 أقدام وثلاث بوصات يجب أن يكون وزنها 90 باوند على الأقل (الباوند أقل من نصف كيلو بقليل) كي تبقى خصبة، في حين أن المرأة في أي من مراحل قبل انقطاع الطمث وفي نفس ذلك الطول يجب أن يكون وزنها 110 باوند على الأقل لتظل مبايضها نشطة.
وقد أسعدني كلام بروفسور فريش لأنه يعني أن تلك الفتاة التلفزيونية اللعوب التي تشبه عصا الخيزران (واسمها يتشكل من بعض حروف «خيرزان») وكانت تتمايل إذا لفحتها نسمة من مكيف هواء وهي تداعب المطربين. هذه الفتاة لن تنجب أخرى مثلها تثقب طبقة الأوزون الأخلاقي كما كانت تفعل هي!
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك