العدد : ١٧٣٥٨ - الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٨ - الأربعاء ٠١ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

تناقضات الغرب.. يعترف بفلسطين ويمول قصفها وإبادة أهلها!

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬تطور‭ ‬لافت،‭ ‬اعترفت‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬غربية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا،‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬وُصفت‭ ‬بأنها‭ ‬رمزية‭ ‬ومتأخرة،‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬العشوائي‭ ‬والدمار‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬الذي‭ ‬خلّف‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مجاعة‭ ‬جماعية‭. ‬بهذا‭ ‬القرار،‭ ‬تنضم‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أرباع‭ ‬حكومات‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬اعترفت‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره‭.‬

وقد‭ ‬لاقت‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬ترحيبًا‭ ‬حذرًا‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬ومراقبين،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬الدكتورة‭ ‬جولي‭ ‬نورمان‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬لندن‭ ‬كوليدج،‭ ‬التي‭ ‬وصفت‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬مهم‮»‬‭ ‬ويشكل‭ ‬‮«‬التزامًا‭ ‬أخلاقيًّا‭ ‬قويًا‮»‬‭ ‬تجاه‭ ‬فلسطين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬العصيبة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭. ‬ووفقًا‭ ‬للصحفي‭ ‬باتريك‭ ‬وينتور‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬الجارديان،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬زمرة‮»‬‭ ‬من‭ ‬حلفاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬بدأت‭ ‬بالفعل‭ ‬تنضم‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الاعترافات‭ ‬أو‭ ‬تخطط‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‭ ‬قريبًا‭.‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬ونظرًا‭ ‬لرفض‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الانضمام‭ ‬لهذا‭ ‬الإجماع‭ ‬الدولي‭ ‬المتزايد،‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬بقيادة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬عبر‭ ‬تصعيد‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات‭ ‬غير‭ ‬القانونية،‭ ‬بل‭ ‬وربما‭ ‬السعي‭ ‬نحو‭ ‬الضم‭ ‬الكامل‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬وقد‭ ‬تعالت‭ ‬المطالبات‭ ‬العلنية‭ ‬بهذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزراء‭ ‬إسرائيليين‭ ‬بارزين،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وبتسلئيل‭ ‬سموتريتش،‭ ‬وهما‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬حلفاء‭ ‬نتنياهو‭ ‬وأكثرهم‭ ‬تطرفًا‭.‬

جاء‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحذيرات‭ ‬الدولية،‭ ‬مثل‭ ‬تصريح‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬إيفات‭ ‬كوبر،‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬منع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬ضم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‮»‬‭. ‬ويرى‭ ‬وينتور‭ ‬أن‭ ‬ضم‭ ‬إسرائيل‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بالكامل‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مزيد‭ ‬من‭ ‬العزلة‭ ‬السياسية‮»‬،‭ ‬وربما‭ ‬فرض‭ ‬‮«‬عقوبات‭ ‬تجارية‮»‬‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬‮«‬تعليق‭ ‬عضوية‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬سلوك‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬غير‭ ‬القانوني،‭ ‬يعكس‭ ‬تجاهلًا‭ ‬تامًا‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأممية‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وفي‭ ‬يوليو‭ ‬2025،‭ ‬ومع‭ ‬تفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬المجاعة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وتحذيرات‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬خطورتها،‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬اعتراف‭ ‬حكومته‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬‮«‬الالتزام‭ ‬التاريخي‭ ‬لفرنسا‭ ‬بسلام‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬انضم‭ ‬إليه‭ ‬لاحقًا‭ ‬السير‭ ‬كير‭ ‬ستارمر،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني،‭ ‬ونظيراه‭ ‬الكندي‭ ‬مارك‭ ‬كارني،‭ ‬والأسترالي‭ ‬أنتوني‭ ‬ألبانيز،‭ ‬الذين‭ ‬أرجأوا‭ ‬الاعتراف‭ ‬حتى‭ ‬موعد‭ ‬انعقاد‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ظاهريًا‭ ‬لمنح‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬فرصة‭ ‬لإنهاء‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬ومنع‭ ‬الاعتراف‭ ‬الغربي‭ ‬بفلسطين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التخوفات‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬التزاماتها‭ ‬لاحقًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بريطانيا،‭ ‬فرنسا،‭ ‬أستراليا،‭ ‬كندا،‭ ‬وبعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭ ‬البرتغال‭ ‬وبلجيكا‭ ‬ومالطا‭ ‬وأندورا‭ ‬ولوكسمبورغ‭ ‬وموناكو،‭ ‬وذلك‭ ‬أواخر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭.‬

وقد‭ ‬جاءت‭ ‬تصريحات‭ ‬قادة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬داعمة‭ ‬للحق‭ ‬الفلسطيني؛‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬ستارمر‭ ‬إن‭ ‬‮«‬أمل‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬يتلاشى‭ ‬ولا‭ ‬يمكننا‭ ‬ترك‭ ‬هذا‭ ‬النور‭ ‬يخبو‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬عرض‭ ‬كارني‭ ‬‮«‬شراكة‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وعد‭ ‬بمستقبل‭ ‬سلمي‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬ألبانيز‭ ‬دعم‭ ‬بلاده‭ ‬لـ«تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الطويلة‭ ‬الأمد‭ ‬نحو‭ ‬دولة‭ ‬خاصة‭ ‬به‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬وصف‭ ‬الصحفي‭ ‬مارك‭ ‬لاندلر‭ ‬من‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الاعترافات‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬عمل‭ ‬رمزي‭ ‬لدعم‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬الفلسطيني‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إمكانية‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬قابلة‭ ‬للحياة‭ ‬أصبحت‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬مراوغة‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬عقود‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬الدكتورة‭ ‬نورمان‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬‮«‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬لتغييرات‭ ‬في‭ ‬السياسة‮»‬،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أفضل‭ ‬لفلسطين‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭ ‬مستقبلية‭.‬

أما‭ ‬وزير‭ ‬الدولة‭ ‬البريطاني‭ ‬لشؤون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬هاميش‭ ‬فالكونر،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬للاعتراف،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬بات‭ ‬مهددًا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬يبقى‭ ‬التساؤل‭ ‬قائمًا‭: ‬لماذا‭ ‬انتظرت‭ ‬هذه‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭ ‬نحو‭ ‬عامين‭ ‬بعد‭ ‬بدء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة؟‭ ‬ولماذا‭ ‬تم‭ ‬ربطها‭ ‬بردود‭ ‬فعل‭ ‬إسرائيل‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬اعترافًا‭ ‬بحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬كما‭ ‬ينص‭ ‬عليه‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة؟

يشير‭ ‬لاندلر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاعترافات‭ ‬قد‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتخفيف‭ ‬الأزمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تضع‭ ‬بعض‭ ‬الحلفاء‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬سياسية‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تعارض‭ ‬ذلك‭ ‬بشدة‭. ‬وتبقى‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬حكومتي‭ ‬نتنياهو‭ ‬وترامب‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬حاسمة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصير‭ ‬ملايين‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وبالفعل،‭ ‬جاءت‭ ‬تصريحات‭ ‬نتنياهو‭ ‬رافضة‭ ‬تمامًا‭ ‬لفكرة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تحدث‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬صرح‭ ‬وزير‭ ‬ماليته‭ ‬المتطرف‭ ‬بتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬تحدد‭ ‬مستقبلنا‭ ‬قد‭ ‬ولت‮»‬‭. ‬ويتوقع‭ ‬مراقبون‭ ‬غربيون‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬توسيع‭ ‬الاستيطان‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وتتجه‭ ‬نحو‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بالكامل،‭ ‬لترسيخ‭ ‬سيطرة‭ ‬عسكرية‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬الضفة‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬ووجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬160‭ ‬مستوطنة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬يسكنها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬مستوطن‭ ‬في‭ ‬أراضٍ‭ ‬يعترف‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بريطانيا‭ ‬وفرنسا،‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة،‭ ‬حذّرت‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬سترد‭ ‬على‭ ‬موجة‭ ‬الاعترافات‭ ‬الدولية‭ ‬المتزايدة‭ ‬بفلسطين‭ ‬عبر‭ ‬ضم‭ ‬كامل‭ ‬للمنطقة‭ ‬‮«‬ج‮»‬‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬60%‭ ‬من‭ ‬مساحتها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬وادي‭ ‬الأردن‭.‬

ووفقًا‭ ‬لصحيفة‭ ‬فاينانشيال‭ ‬تايمز،‭ ‬تُخطط‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتكثيف‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬وتفكيك‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬استجابة‭ ‬لدعوات‭ ‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير،‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬القومي،‭ ‬ونير‭ ‬بركات،‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬بـ«تفكيك‭ ‬كامل‭ ‬للسلطة‮»‬‭. ‬وأفاد‭ ‬الصحفي‭ ‬جوليان‭ ‬بورغر،‭ ‬نقلًا‭ ‬عن‭ ‬باتريك‭ ‬وينتور،‭ ‬بأن‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬تسعى‭ ‬لـ«إفلاس‮»‬‭ ‬السلطة‭ ‬عبر‭ ‬احتجاز‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬المستحقة‭ ‬لها‭.‬

رغم‭ ‬تحرك‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬فرنسا،‭ ‬السعودية،‭ ‬النرويج،‭ ‬وإسبانيا‭ ‬لحشد‭ ‬دعم‭ ‬مالي‭ ‬لمنع‭ ‬انهيار‭ ‬السلطة،‭ ‬تؤكد‭ ‬الصحفية‭ ‬الأمريكية‭ ‬جيسيكا‭ ‬بوكسباوم‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬ليس‭ ‬ماليًا،‭ ‬بل‭ ‬سياسيا،‭ ‬بإنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬وفرض‭ ‬السيادة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الكاملة‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يبدو‭ ‬مستبعدًا،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بحسب‭ ‬وينتور،‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬إسرائيل‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬لتفادي‭ ‬المساءلة‭ ‬الدولية‭.‬

وترى‭ ‬د‭. ‬نورمان‭ ‬أن‭ ‬الاعترافات‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬بريطانيا،‭ ‬فرنسا،‭ ‬أستراليا،‭ ‬وكندا‭ ‬تعكس‭ ‬اتساع‭ ‬الدعم‭ ‬العالمي‭ ‬لتقرير‭ ‬المصير‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬لكنها‭ ‬تبرز‭ ‬أيضًا‭ ‬عزلة‭ ‬متزايدة‭ ‬لواشنطن،‭ ‬التي‭ ‬تبقى‭ ‬الداعم‭ ‬الأساسي‭ ‬لإسرائيل‭. ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ترامب‭ ‬رفضت‭ ‬الاعترافات‭ ‬ووصفتها‭ ‬بأنها‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬أداء‭ ‬رمزي‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬وصف‭ ‬السفير‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬مايك‭ ‬هاكابي،‭ ‬مسيحي‭ ‬إنجيلي،‭ ‬إسرائيل‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬الشريك‭ ‬الحقيقي‭ ‬الوحيد‮»‬‭ ‬لأمريكا،‭ ‬مضيفًا‭: ‬‮«‬لن‭ ‬نملي‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬ما‭ ‬يمكنها‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬فعله‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬المشهد‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الغرب‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬إسرائيلي‭ ‬لضم‭ ‬كامل‭. ‬وتساءل‭ ‬دانييل‭ ‬ليفي،‭ ‬رئيس‭ ‬مشروع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭/‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬حكومة‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬تعتقد‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬سيمنحها‭ ‬‮«‬هدوءًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬مؤقتًا‮»‬،‭ ‬محذرًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سلوك‭ ‬نتنياهو‭ ‬‮«‬الصارخ،‭ ‬العدواني،‭ ‬والإجرامي‮»‬‭ ‬يجعل‭ ‬هذا‭ ‬مستبعدًا‭.‬

الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬شريك‭ ‬تجاري‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬32%‭ ‬من‭ ‬تجارتها‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬بقيمة‭ ‬35.8‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني،‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭ ‬نيته‭ ‬تعليق‭ ‬اتفاقية‭ ‬الشراكة،‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحرم‭ ‬المنتجات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬الامتيازات‭ ‬الأوروبية‭. ‬لكن‭ ‬تمرير‭ ‬عقوبات‭ ‬يواجه‭ ‬عوائق،‭ ‬أبرزها‭ ‬معارضة‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا،‭ ‬إيطاليا،‭ ‬ودول‭ ‬البلطيق‭. ‬وبحسب‭ ‬راشيل‭ ‬هاجان‭ ‬وبول‭ ‬آدامز،‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي،‭ ‬فالعقوبات‭ ‬المستهدفة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجماع‭ ‬كامل‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬غير‭ ‬مرجّحة‭.‬

رغم‭ ‬إدانة‭ ‬ستارمر‭ ‬للوضع‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬واصفًا‭ ‬إياه‭ ‬بـ«الذي‭ ‬لا‭ ‬يُطاق‮»‬،‭ ‬تُظهر‭ ‬الأدلة‭ ‬تورط‭ ‬حكومته‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬عسكري‭ ‬مباشر‭ ‬لإسرائيل‭. ‬فقد‭ ‬استمعت‭ ‬محكمة‭ ‬مستقلة‭ ‬أسسها‭ ‬النائب‭ ‬جيريمي‭ ‬كوربين‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬إلى‭ ‬شهادات‭ ‬عن‭ ‬مشاركة‭ ‬استخباراتية‭ ‬بريطانية‭ ‬في‭ ‬غارات‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬واستمرار‭ ‬منح‭ ‬تراخيص‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬طائرات‭ ‬إف‭-‬35‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬التجارة‭ ‬بيتر‭ ‬كايل‭ ‬‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬أصدقاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬‭ ‬يشرف‭ ‬على‭ ‬تراخيص‭ ‬التصدير،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تُصدر‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬إيفات‭ ‬كوبر‭ ‬أي‭ ‬تصريح‭ ‬حول‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬منذ‭ ‬توليها‭ ‬المنصب‭.‬

في‭ ‬الختام،‭ ‬يرى‭ ‬دانييل‭ ‬ليفي‭ ‬أن‭ ‬الاعتراف‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬رغم‭ ‬رمزيته،‭ ‬لا‭ ‬يُغيّر‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال،‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬بريطانيا،‭ ‬تواصل‭ ‬تسليح‭ ‬إسرائيل‭ ‬ودعمها‭ ‬سياسيًّا،‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬باستمرار‭ ‬حملة‭ ‬نتنياهو‭ ‬العسكرية‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬عُزلة‭ ‬دولية‭ ‬حقيقية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا