العدد : ١٧٣٧٢ - الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٧٢ - الأربعاء ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

بصمات نسائية

الفروسية لا تنتقص من أنوثتي ولا أتوقف عند آراء المحبطين

{ ضي خليل السعدون.

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

أول بحرينية تتخرج في أكاديمية البحرين للفرسان وتحصل على رخصة فارس متمرن معتمدة دوليا، ويتم ترشيحها للتدريب في المدرسة البريطانية للسباقات.. احتلت المركز الثامن ثم الثالث في سباقات الفرسان المتمرنين على مستوى المملكة والمركز الرابع في سباق كؤوس مجموعة آل شريف للخيل.. أحرزت المرتبة الثالثة في رياضة المبارزة بالكويت.. ضي خليل السعدون لـ«أخبار الخليج»:


يقول‭ ‬الفارس‭ ‬السويدي‭ ‬رولف‭ ‬كوران‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬الرائعة‭ ‬في‭ ‬العالم‭.. ‬لكن‭ ‬أحد‭ ‬الأماكن‭ ‬المفضلة‭ ‬لديّ‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬حصاني‮»‬‭!‬

نعم،‭ ‬الحصان‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الفارس‭ ‬العربي‭ ‬هو‭ ‬أجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬يجمعهما‭ ‬لغة‭ ‬مشتركة‭ ‬لا‭ ‬يفهمها‭ ‬غيرهما،‭ ‬فهو‭ ‬يتحدث‭ ‬إليه‭ ‬ويسمعه‭ ‬ويهمس‭ ‬في‭ ‬أذنه‭ ‬وتربطهما‭ ‬المحبة‭ ‬منذ‭ ‬الأزل،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭: ‬‮«‬الخيل‭ ‬معقود‭ ‬بنواصيها‭ ‬الخير‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬القيامة‭.. ‬وأهلها‭ ‬معانون‭ ‬عليها‭.. ‬فامسحوا‭ ‬بنواصيها‭.. ‬وادعوا‭ ‬لها‭ ‬بالبركة‭ ‬وقلدوها‭ ‬ولا‭ ‬تقلدوها‭ ‬الأوتار‮»‬‭! ‬

من‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ ‬عشق‭ ‬هذه‭ ‬الفارسة‭ ‬البحرينية‭ ‬للخيل‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬لها‭ ‬العالم‭ ‬وما‭ ‬فيه،‭ ‬فهي‭ ‬تمنحها‭ ‬الأجنحة‭ ‬التي‭ ‬تحلق‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ساحر‭ ‬وجميل‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الحرية‭ ‬الكاملة،‭ ‬والمتعة‭ ‬الفائقة،‭ ‬وقمة‭ ‬الرومانسية‭ ‬التي‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭.‬

ضي‭ ‬خليل‭ ‬السعدون،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تتخرج‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬البحرين‭ ‬للفرسان‭ ‬وتترشح‭ ‬للتدريب‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬البريطانية‭ ‬للسباقات،‭ ‬أحرزت‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬المبارزة‭ ‬واحتلت‭ ‬المركزين‭ ‬الثالث‭ ‬والثامن‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬سباق‭ ‬الفرسان‭ ‬المتمرنين‭ ‬بالمملكة،‭ ‬كما‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مجموعة‭ ‬آل‭ ‬شريف‭ ‬للخيل‭.‬

لقد‭ ‬ارتأت‭ ‬في‭ ‬الخيل‭ ‬الأصالة‭ ‬والشموخ‭ ‬والجمال‭ ‬الفريد،‭ ‬ففاقت‭ ‬شدة‭ ‬تعلقها‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬الحدود،‭ ‬لتنطبق‭ ‬عليها‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬وفي‭ ‬حب‭ ‬الخيل‭ ‬قلبي‭ ‬معقود‮»‬،‭ ‬لتصنع‭ ‬تجربة‭ ‬بطولية‭ ‬لفارسة‭ ‬متفردة‭ ‬نستعرض‭ ‬تفاصيلها‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالرياضة؟

علاقتي‭ ‬بالرياضية‭ ‬بدأت‭ ‬مبكرا‭ ‬للغاية،‭ ‬فمنذ‭ ‬طفولتي‭ ‬وأنا‭ ‬أهتم‭ ‬بمختلف‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬وأمارسها‭ ‬بانتظام‭ ‬ومنها‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬وتنس‭ ‬الطاولة،‭ ‬وكنت‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬عديدة،‭ ‬وعند‭ ‬عمر‭ ‬12‭ ‬عاما‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬رياضة‭ ‬المبارزة‭ ‬كمجال‭ ‬جديد،‭ ‬وارتبطت‭ ‬به‭ ‬بشدة،‭ ‬وحققت‭ ‬فيه‭ ‬إنجازات‭ ‬عديدة‭ ‬ومميزة،‭ ‬وأهمها‭ ‬تحقيق‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬تشرفنا‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬بلقاء‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬2019،‭ ‬وكان‭ ‬حدثا‭ ‬مهما،‭ ‬حيث‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬عام‭ ‬الذهب،‭ ‬ولن‭ ‬أنسى‭ ‬كلمات‭ ‬جلالته‭ ‬لنا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬مليئة‭ ‬بمشاعر‭ ‬الأبوة‭ ‬والدعم‭ ‬والتشجيع،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬النقلة‭ ‬إلى‭ ‬رياضة‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭.‬

 

كيف‭ ‬كانت‭ ‬البداية؟

حين‭ ‬أتيحت‭ ‬أمامي‭ ‬خمسة‭ ‬خيارات‭ ‬لممارسة‭ ‬الرياضة‭ ‬والتدريب‭ ‬عليها‭ ‬اخترت‭ ‬رياضة‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬من‭ ‬بينها،‭ ‬وشاركت‭ ‬في‭ ‬سباقات‭ ‬القدرة،‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬تم‭ ‬تسجيلي‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬البحرين‭ ‬للفرسان،‭ ‬وعقب‭ ‬مرور‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬تقريبا‭ ‬تم‭ ‬ترشحي‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا‭ ‬للتأهيل‭ ‬والتدريب‭ ‬كأول‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬تتدرب‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬البريطانية‭ ‬للسباقات،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬الرياضيين‭ ‬بالمملكة،‭ ‬واستغرق‭ ‬ذلك‭ ‬حوالي‭ ‬شهر،‭ ‬وأصبحنا‭ ‬مؤهلين‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬سباقات‭ ‬السرعة،‭ ‬وحين‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬واصلت‭ ‬التدريب‭ ‬لدى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاسطبلات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬ولليوم‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بحصولي‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬جوكي‭ ‬كأول‭ ‬بحرينية‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭.‬

أهم‭ ‬المشاركات؟

بعد‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬جوكي‭ ‬كأول‭ ‬فتاة‭ ‬بحرينية‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السباقات،‭ ‬كان‭ ‬أولها‭ ‬سباق‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭ ‬للفرسان‭ ‬المتمرنين،‭ ‬وقد‭ ‬احتللت‭ ‬المركز‭ ‬الثامن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬تجربة‭ ‬لي‭ ‬ضمن‭ ‬14‭ ‬متسابقا،‭ ‬نلت‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬السباق‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬حصان‭ ‬‮«‬براف‭ ‬هارت‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬إنجازا‭ ‬كبيرا‭ ‬ومهما‭ ‬لأول‭ ‬فارسة‭ ‬بحرينية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬كؤوس‭ ‬مجموعة‭ ‬آل‭ ‬شريف‭ ‬للخيل‭ (‬بلوز‭ ‬كوين‭) ‬الذي‭ ‬فزت‭ ‬فيه‭ ‬بالمركز‭ ‬الرابع‭ ‬وكنت‭ ‬الفتاة‭ ‬الوحيدة‭ ‬بهذا‭ ‬السباق،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المحطات‭ ‬في‭ ‬مشواري‭ ‬التي‭ ‬اعتز‭ ‬بها‭ ‬كثيرا‭.‬

ما‭ ‬هو‭ ‬برنامجك‭ ‬اليومي؟

برنامجي‭ ‬اليومي‭ ‬يبدأ‭ ‬مبكرا‭ ‬للغاية،‭ ‬فعادة‭ ‬أبدا‭ ‬تدريبي‭ ‬اليومي‭ ‬عند‭ ‬الفجر‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬الثالثة‭ ‬إلى‭ ‬السابعة‭ ‬صباحا،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬أتوجه‭ ‬إلى‭ ‬أكاديمية‭ ‬البحرين‭ ‬للفرسان‭ ‬وأمارس‭ ‬بها‭ ‬تماريني‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬الثامنة‭ ‬حتى‭ ‬التاسعة‭ ‬النصف،‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬العصر‭ ‬أواصل‭ ‬تدريباتي‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬الثالثة‭ ‬إلى‭ ‬الخامسة‭ ‬في‭ ‬الاسطبلات‭ ‬ثم‭ ‬أعود‭ ‬إلى‭ ‬الاكاديمية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭ ‬إلى‭ ‬السابعة‭ ‬تقريبا‭. ‬

في‭ ‬رأيك‭ ‬لماذا‭ ‬العزوف‭ ‬النسائي‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة؟

قد‭ ‬يرجع‭ ‬سبب‭ ‬عزوف‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭ ‬واحترافها‭ ‬إلى‭ ‬صعوبتها‭ ‬وخطورتها‭ ‬مقارنة‭ ‬بالرياضات‭ ‬الأخرى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬تتطلب‭ ‬تدريبات‭ ‬مستمرة‭ ‬ومتواصلة‭ ‬لساعات‭ ‬طوال‭ ‬خلال‭ ‬اليوم،‭ ‬وأتوجه‭ ‬هنا‭ ‬بدعوة‭ ‬الفتيات‭ ‬إلى‭ ‬خوض‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الرياضي‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يشعرهن‭ ‬بسعادة‭ ‬بالغة‭.‬

ماذا‭ ‬يمثل‭ ‬الخيل‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليك؟

الخيل‭ ‬هو‭ ‬عالمي‭ ‬الساحر‭ ‬والجميل‭ ‬الذي‭ ‬يأخذني‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬وهمومها‭ ‬وضغوطاتها،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬الخيل‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬حياتي‭ ‬وشغفي‭ ‬الوحيد،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬الحصان‭ ‬بكل‭ ‬لطف‭ ‬وعطف‭ ‬وسلاسة،‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬لم‭ ‬أتعرض‭ ‬لأي‭ ‬حادث‭ ‬قوي‭ ‬أو‭ ‬إصابات‭ ‬خطيرة‭ ‬حتى‭ ‬اليوم،‭ ‬اللهم‭ ‬سوى‭ ‬السقوط‭ ‬أحيانا،‭ ‬وأستمتع‭ ‬بكل‭ ‬لحظة‭ ‬أقضيها‭ ‬معه،‭ ‬وسوف‭ ‬أكمل‭ ‬مسيرتي‭ ‬علميا‭ ‬ورياضيا،‭ ‬حيث‭ ‬أخطط‭ ‬لنيل‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية،‭ ‬وسأسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحي‭ ‬بالفوز‭ ‬بالمركز‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬سباق‭ ‬سوف‭ ‬أقدم‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬به‭ ‬مستقبلا‭.‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تؤثر‭ ‬رياضة‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬على‭ ‬أنوثة‭ ‬المرأة؟

شخصيا،‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬رياضة‭ ‬ركوب‭ ‬الخيل‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬أنوثة‭ ‬المرأة،‭ ‬كما‭ ‬يزعم‭ ‬أو‭ ‬يتوهم‭ ‬البعض،‭ ‬وهي‭ ‬تتطلب‭ ‬التعامل‭ ‬بلطف‭ ‬ورقة‭ ‬ولين‭ ‬وعطف‭ ‬مع‭ ‬الحصان‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬البشر،‭ ‬ولذلك‭ ‬لم‭ ‬أجدها‭ ‬قط‭ ‬قد‭ ‬انتقصت‭ ‬من‭ ‬أنوثتي،‭ ‬وعموما‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أتوقف‭ ‬عند‭ ‬آراء‭ ‬المحبطين‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬أنها‭ ‬رياضة‭ ‬تناسب‭ ‬الرجال‭ ‬فقط،‭ ‬فكثيرا‭ ‬ما‭ ‬نصحني‭ ‬البعض‭ ‬بالابتعاد‭ ‬عنها‭ ‬واختيار‭ ‬مجال‭ ‬آخر‭ ‬أحقق‭ ‬فيه‭ ‬طموحاتي،‭ ‬ولكني‭ ‬رفضت‭ ‬الإصغاء‭ ‬إليهم‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬وواصلت‭ ‬مسيرتي‭ ‬وبمنتهى‭ ‬القوة‭ ‬والإصرار‭ ‬والتحدي‭.‬

من‭ ‬أكثر‭ ‬الداعمين‭ ‬لك؟

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬والدتي‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬الداعمين‭ ‬لي‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬لي‭ ‬دوما‭ ‬الظهر‭ ‬والسند‭ ‬لذلك‭ ‬أدين‭ ‬لها‭ ‬بالكثير،‭ ‬فهي‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬لما‭ ‬تقدمه‭ ‬لي‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬متواصلين،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعملية‭ ‬تحقيق‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬التدريب‭ ‬والدراسة‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬مشواري،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وكبير‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الرياضية،‭ ‬وعدم‭ ‬تفرقتها‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬العنصر‭ ‬الرجالي‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬لن‭ ‬أنسى‭ ‬المساندة‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئيس‭ ‬الهيئة‭ ‬العليا‭ ‬بنادي‭ ‬راشد‭ ‬للفروسية‭ ‬وسباق‭ ‬الخيل‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسي‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭.‬

مبدأ‭ ‬تسيرين‭ ‬عليه؟

مبدئي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الذي‭ ‬أضعه‭ ‬دوما‭ ‬نصب‭ ‬عيناي‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬مقارنة‭ ‬نفسي‭ ‬بأي‭ ‬شخص‭ ‬بل‭ ‬بنفسي،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنني‭ ‬أعيش‭ ‬دوما‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التحدي‭ ‬مع‭ ‬الذات‭ ‬وليس‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمته‭ ‬من‭ ‬عالم‭ ‬الخيل،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الخيل‭ ‬يمد‭ ‬صاحبه‭ ‬بالحكمة‭ ‬والهدوء‭ ‬والصبر‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬يمر‭ ‬به،‭ ‬وكما‭ ‬يقال‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬للخيل‭ ‬إلا‭ ‬ركابه،‭ ‬وشخصيا‭ ‬أشعر‭ ‬دائما‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬لغة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬لا‭ ‬يفهمها‭ ‬غيرنا‭.‬

خطتك‭ ‬للمرحلة‭ ‬القادمة؟

أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬اسم‭ ‬وطني‭ ‬عاليا‭ ‬في‭ ‬رياضة‭ ‬الخيل‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬مسابقات‭ ‬عالمية‭ ‬مهمة‭ ‬أعكس‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬فيها‭ ‬صورة‭ ‬مشرقة‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬الفارسة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬سباقات‭ ‬الخيل‭ ‬واقتنائه،‭ ‬وفي‭ ‬اعتباره‭ ‬رمزا‭ ‬للقوة‭ ‬والمتعة‭ ‬منذ‭ ‬قديم‭ ‬الزمان،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الرجل‭ ‬أنه‭ ‬غني‭ ‬عندما‭ ‬يملك‭ ‬مهرا‭ ‬وبستان‭ ‬نخل،‭ ‬هكذا‭ ‬كان‭ ‬عهد‭ ‬العرب‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬ولذلك‭ ‬كانت‭ ‬الخيل‭ ‬مطمح‭ ‬الرجال‭ ‬ومصدر‭ ‬بركة‭ ‬لصاحبها،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يحتفى‭ ‬بجمال‭ ‬الحصان‭ ‬العربي‭ ‬وتحمله‭ ‬وولائه،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬رمزا‭ ‬للنبل‭ ‬والشجاعة‭ ‬والإخلاص‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا