العدد : ١٧٣٥٢ - الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٢ - الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

حزب الإصلاح البريطاني.. صعود شعبوي ودعم مطلق لإسرائيل

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬البريطاني‭ ‬تأسّس‭ ‬رسميًّا‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬وكان‭ ‬يُعرف‭ ‬حينها‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬حزب‭ ‬بريكست‮»‬‭ ‬وتحت‭ ‬قيادة‭ ‬نايجل‭ ‬فاراج،‭ ‬المهندس‭ ‬الرئيسي‭ ‬لاستفتاء‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وسُجّل‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬كشركة‭ ‬ناشئة‭ ‬برئاسة‭ ‬فاراج‭ ‬وليس‭ ‬كحزب‭ ‬سياسي‭ ‬تقليدي،‭ ‬فقد‭ ‬نجح‭ ‬مؤخرًا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانته‭ ‬عبر‭ ‬انضمام‭ ‬شخصيات‭ ‬بارزة‭ ‬إليه،‭ ‬أبرزها‭ ‬انشقاق‭ ‬النائب‭ ‬داني‭ ‬كروجر،‭ ‬عضو‭ ‬البرلمان‭ ‬ووزير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الظل‭ ‬آنذاك،‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬حقق‭ ‬الحزب‭ ‬نتائج‭ ‬قوية‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي،‭ ‬كتب‭ ‬السير‭ ‬جون‭ ‬كيرتس،‭ ‬أستاذ‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬بجامعة‭ ‬ستراثكلايد،‭ ‬أن‭ ‬فاراج‭ - ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُنظر‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬كشخصية‭ ‬سياسية‭ ‬هامشية‭ - ‬‮«‬يبدو‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬طريقه‭ ‬لأن‭ ‬يصبح‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬المقبل‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬صعود‭ ‬قادة‭ ‬شعبويين‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عدة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أصبحت‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬السياسات‭ ‬الحقيقية‭ ‬لحزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬ونياته‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تولّى‭ ‬الحكم‭ ‬أمرًا‭ ‬لا‭ ‬مفرّ‭ ‬منه‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬طرحت‭ ‬أوليفيا‭ ‬أوسوليفان،‭ ‬مديرة‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬العالم‮»‬‭ ‬في‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬سؤالًا‭ ‬جوهريًا‭: ‬‮«‬هل‭ ‬لدى‭ ‬الحزب‭ ‬تصور‭ ‬واضح‭ ‬بشأن‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية؟‮»‬

ويظهر‭ ‬من‭ ‬الوقائع‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬منصبّ‭ ‬أساسًا‭ ‬على‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا؛‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬اتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬لإعادة‭ ‬أو‭ ‬استقبال‭ ‬طالبي‭ ‬اللجوء‭. ‬ويعارض‭ ‬الحزب‭ ‬أي‭ ‬تعاون‭ ‬وثيق‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬مفضّلًا‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاته‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬كما‭ ‬تبنّى‭ ‬مواقف‭ ‬باهتة‭ ‬تجاه‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ضاعف‭ ‬فاراج‭ ‬من‭ ‬دعمه‭ ‬لحكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرّفة‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬واصفًا‭ ‬إياها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬حليف‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬لبريطانيا،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬هاجم‭ ‬خطة‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬المعلنة‭ ‬للاعتراف‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وكما‭ ‬توضح‭ ‬أوسوليفان،‭ ‬فإن‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬منذ‭ ‬إعادة‭ ‬تسميته‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬انتقل‭ ‬من‭ ‬تركيزه‭ ‬الأولي‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬إلى‭ ‬إطلاق‭ ‬منصة‭ ‬سياسية‭ ‬يمينية‭ ‬شعبوية‭ ‬أكثر‭ ‬شمولًا؛‭ ‬بحيث‭ ‬صار‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬نفسه‭ ‬كحزب‭ ‬حكومة‭ ‬محتمل‭.‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬لا‭ ‬يشغل‭ ‬سوى‭ ‬خمسة‭ ‬مقاعد‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬البريطاني،‭ ‬مقابل‭ ‬399‭ ‬لحزب‭ ‬العمال،‭ ‬و119‭ ‬للمحافظين،‭ ‬و72‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬الليبراليين،‭ ‬و20‭ ‬عضوًا‭ ‬مستقلًا،‭ ‬فقد‭ ‬حقّق‭ ‬قفزة‭ ‬سياسية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2025،‭ ‬حيث‭ ‬فاز‭ ‬مرشحو‭ ‬الإصلاح‭ ‬بـ‭ ‬677‭ ‬مقعدًا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬1600،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأحزاب‭ ‬التقليدية‭.‬

وبحسب‭ ‬تحليل‭ ‬أجراه‭ ‬كولن‭ ‬رالنغز‭ ‬ومايكل‭ ‬ثراشر‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬بليموث،‭ ‬لو‭ ‬جرت‭ ‬انتخابات‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬أنحاء‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬لكان‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬سيحقّق‭ ‬أغلبية‭ ‬المقاعد،‭ ‬إذ‭ ‬يُقدّر‭ ‬أنه‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬32%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬الأصوات‭ ‬الوطنية‭. ‬للمقارنة،‭ ‬فاز‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بقيادة‭ ‬ستارمر‭ ‬بنسبة‭ ‬33‭.‬7%‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬مما‭ ‬منحه‭ ‬أغلبية‭ ‬برلمانية‭ ‬بـ‭ ‬290‭ ‬مقعدًا‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأداء‭ ‬الانتخابي،‭ ‬استفاد‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬من‭ ‬فضائح‭ ‬عصفت‭ ‬بحزب‭ ‬العمال،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬استقالة‭ ‬أنجيلا‭ ‬راينور،‭ ‬نائبة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬أنها‭ ‬دفعت‭ ‬ضرائب‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬المستحق‭ ‬على‭ ‬عقار‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬اشترته‭. ‬كذلك‭ ‬استثمر‭ ‬الحزب‭ ‬الغضب‭ ‬المتنامي‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬البريطانيين‭ ‬جرّاء‭ ‬فشل‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬46%‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعبرون‭ ‬القنال‭ ‬الإنجليزي‭ ‬من‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬طلب‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬الدخول‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني‭.‬

في‭ ‬أحدث‭ ‬استطلاع‭ ‬رأي‭ ‬أجرتها‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إبسوس‮»‬‭ ‬لأبحاث‭ ‬السوق،‭ ‬أشارت‭ ‬النتائج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬34%‭ ‬من‭ ‬المستطلعين‭ ‬ينوون‭ ‬التصويت‭ ‬لصالح‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح،‭ ‬متفوقًا‭ ‬على‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ (‬25%‭)‬،‭ ‬والمحافظين‭ (‬15%‭)‬،‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬الليبراليين‭ (‬11%‭). ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬فاراج‭ ‬يواجه‭ ‬معدل‭ ‬عدم‭ ‬رضا‭ ‬شخصي‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬49%‭ ‬مقابل‭ ‬34%‭ ‬من‭ ‬الراضين،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬معدلات‭ ‬عدم‭ ‬الرضا‭ ‬عن‭ ‬ستارمر‭ (‬73%‭) ‬وكيمي‭ ‬بادينوك،‭ ‬زعيمة‭ ‬حزب‭ ‬المحافظين‭ (‬60%‭).‬

وفي‭ ‬تحليل‭ ‬مشترك‭ ‬لدان‭ ‬بلوم‭ ‬وأندرو‭ ‬ماكدونالد‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬بوليتيكو‮»‬،‭ ‬ذُكر‭ ‬أن‭ ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬الساحق‭ ‬لحزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬يُمكن‭ ‬تفسيره‭ ‬بـ«الكاريزما‭ ‬الشخصية‭ ‬لفاراج‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الأعضاء‭ ‬الآخرين‭ ‬يواجهون‭ ‬تحديًا‭ ‬واقعيًا‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬ظلّه‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬مواقف‭ ‬الحزب‭ ‬السياسية‭ ‬الخارجية،‭ ‬فحتى‭ ‬الآن‭ ‬تصريحات‭ ‬وأفعال‭ ‬فاراج‭ ‬هي‭ ‬المؤشر‭ ‬الملموس‭ ‬الوحيد‭ ‬للمسار‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬تتبعه‭ ‬حكومة‭ ‬إصلاحية‭. ‬أكدت‭ ‬أوسوليفان‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الهجرة‮»‬‭ ‬ستظل‭ ‬القضية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬أجندة‭ ‬الحزب،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هيمنة‭ ‬ملف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬بقيادة‭ ‬ستارمر،‭ ‬والتي‭ ‬شملت‭ ‬مجازر‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬المستمرة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬موثوقية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬كحليف‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أوضحت‭ ‬أوسوليفان‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬حكومة‭ ‬إصلاحية‭ ‬مقبلة‭ ‬‮«‬ستضطر‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬إجابات‮»‬‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬الجوهرية‭.‬

وبالانتقال‭ ‬إلى‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة،‭ ‬والذي‭ ‬سيؤثر‭ ‬حتمًا‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬بريطانيا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ينوي‭ ‬فاراج‭ ‬وحزبه‭ ‬إرسال‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬اللاجئين‭ ‬إليها،‭ ‬فقد‭ ‬صرّح‭ ‬فاراج‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬أغسطس‭ ‬2025‭ ‬أن‭ ‬حزبه،‭ ‬حال‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬سيقوم‭ ‬بترحيل‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬600000‭ ‬مهاجر‭ ‬خلال‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭. ‬تستند‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬حوافز‭ ‬مالية‭ ‬تُقدَّر‭ ‬بـ2‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مدفوعات‭ ‬مباشرة‭ ‬أو‭ ‬مساعدات‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص،‭ ‬أو‭ ‬باستخدام‭ ‬التهديد‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الرافضة‭.‬

كجزء‭ ‬مما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ«عملية‭ ‬استعادة‭ ‬العدالة‮»‬،‭ ‬تنوي‭ ‬حكومة‭ ‬يقودها‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬ترحيل‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬مثل‭ ‬رواندا‭ ‬وألبانيا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أقاليم‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬البحار‭ ‬البريطانية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬جزر‭ ‬نائية‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭. ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬انسحاب‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الأوروبية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬بل‭ ‬تتضمّن‭ ‬أيضًا‭ ‬تجاهلًا‭ ‬متعمدًا‭ ‬لبنود‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لعام‭ ‬1951‭ ‬الخاصة‭ ‬بوضع‭ ‬اللاجئين،‭ ‬والتي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬إعادة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬قسرًا‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬يواجهون‭ ‬فيها‭ ‬تهديدات‭ ‬بالأذى‭ ‬الجسيم‭.‬

وقد‭ ‬قيّم‭ ‬السير‭ ‬جوناثان‭ ‬جونز،‭ ‬الزميل‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬الحكومة‭ ‬بلندن،‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬واعتبرها‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬تغيير‭ ‬بسيط،‭ ‬بل‭ ‬‮«‬تغييرًا‭ ‬جذريًا‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬السياسة‭ ‬الحكومية‭ ‬البريطانية‭ ‬المتبعة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‮»‬،‭ ‬وأنها‭ ‬ستُقابل‭ ‬بسلسلة‭ ‬من‭ ‬‮«‬التحديات‭ ‬القانونية‭ ‬والتشريعية‮»‬‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإيقافها‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬أوسوليفان‭ ‬إلى‭ ‬أنه،‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬حكومة‭ ‬مستقبلية‭ ‬يقودها‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬‮«‬ستسعى‭ ‬لإبرام‭ ‬صفقات‭ ‬سريعة‮»‬‭ ‬لإعادة‭ ‬المهاجرين،‭ ‬فإن‭ ‬مصالح‭ ‬وسياسات‭ ‬الدول‭ ‬المقابلة‭ ‬ستجعل‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬بالسرعة‭ ‬المقترحة،‭ ‬وحتى‭ ‬إذا‭ ‬نجحت،‭ ‬فإنها‭ ‬ستتطلّب‭ ‬تقديم‭ ‬‮«‬تنازلات‭ ‬غامضة‮»‬‭ ‬لأنظمة‭ ‬تُعتبر‭ ‬معادية،‭ ‬منها‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬التي‭ ‬تحكم‭ ‬أفغانستان‭.‬

فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعلاقات‭ ‬حكومة‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬المستقبلية‭ ‬مع‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬فاراج‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬مؤخرًا‭ ‬مؤيدًا‭ ‬لانضمام‭ ‬أوكرانيا‭ ‬إلى‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬لإنهاء‭ ‬حربها‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬الحزب‭ ‬برفع‭ ‬الإنفاق‭ ‬الدفاعي‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬5%‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬خلال‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الحكم،‭ ‬فقد‭ ‬أقرت‭ ‬أوسوليفان‭ ‬بوجود‭ ‬‮«‬شكوك‮»‬‭ ‬حول‭ ‬الدور‭ ‬المستقبلي‭ ‬المتصور‭ ‬للحزب‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬القاري‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬نظرًا‭ ‬لعدائه‭ ‬الواضح‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

بدلًا‭ ‬من‭ ‬تعميق‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬باريس‭ ‬وبرلين‭ ‬وبروكسل،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تسعى‭ ‬حكومة‭ ‬بريطانية‭ ‬بقيادة‭ ‬فاراج‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬أوثق‭ ‬مع‭ ‬واشنطن،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬قد‭ ‬صمّم‭ ‬صورته‭ ‬الشعبوية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬بزعامة‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭. ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬فاراج‭ ‬بحملة‭ ‬لصالح‭ ‬ترامب‭ (‬79‭ ‬عامًا‭) ‬خلال‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لعام‭ ‬2024،‭ ‬ثم‭ ‬تُوِّج‭ ‬ذلك‭ ‬بلقاء‭ ‬شخصي‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المكتب‭ ‬البيضاوي‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭. ‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذّرت‭ ‬أوسوليفان‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الشخصية‭ ‬الوثيقة‭ ‬مع‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يضمن‭ ‬حصول‭ ‬بريطانيا‭ ‬على‭ ‬تنازلات‭ ‬أو‭ ‬دعم‮»‬‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬أمريكية‭ ‬‮«‬أنانية‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬ومتقلبة‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬الهند‭ ‬الشعبوية‭ ‬بقيادة‭ ‬ناريندرا‭ ‬مودي‭ ‬وقعت‭ ‬ضحية‭ ‬للتعريفات‭ ‬الجمركية‭ ‬الأمريكية‭ ‬المرتفعة‭ ‬بنسبة‭ ‬50%،‭ ‬والتي،‭ ‬حسب‭ ‬صحيفة‭ ‬فايننشال‭ ‬تايمز،‭ ‬‮«‬حدّت‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬الهند‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬سوق‭ ‬صادراتي‭ ‬لها‮»‬‭.‬

فيما‭ ‬يخص‭ ‬السياسات‭ ‬تجاه‭ ‬فلسطين،‭ ‬يُعتبر‭ ‬فاراج‭ ‬مجدّدًا‭ ‬صوت‭ ‬الحزب،‭ ‬وقد‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬القوي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬انتقادات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ووكالات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للكوارث‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تسبّبت‭ ‬بها‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرّفة‭. ‬وعلى‭ ‬العكس‭ ‬من‭ ‬ملاحظات‭ ‬الخبراء‭ ‬القانونيين‭ ‬والأكاديميين‭ ‬ولجنة‭ ‬تحقيق‭ ‬أممية،‭ ‬أنكر‭ ‬فاراج‭ ‬أن‭ ‬القصف‭ ‬العشوائي‭ ‬ونقل‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قسرًا‭ ‬داخل‭ ‬غزة‭ ‬يشكّل‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭.‬

بعد‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬بأن‭ ‬خطة‭ ‬ترامب‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬تتولى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬ريفيرا‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‮»‬‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬فكرة‭ ‬جذابة‭ ‬للغاية‮»‬،‭ ‬التقى‭ ‬فاراج‭ ‬بالرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إسحاق‭ ‬هرتسوغ‭ ‬خلال‭ ‬زيارته‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬ثم‭ ‬أعرب‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عن‭ ‬أسفه‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬توشك‭ ‬على‭ ‬فقدان‭ ‬أصدقائها‮»‬،‭ ‬واتهم‭ ‬نوّاب‭ ‬الأحزاب‭ ‬الأخرى‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬في‭ ‬منافسة‮»‬‭ ‬ليكونوا‭ ‬‮«‬الأكثر‭ ‬وحشية‮»‬‭ ‬في‭ ‬إداناتهم‭ ‬لجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬كما‭ ‬كرر‭ ‬خطاب‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ومؤيديها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مساواة‭ ‬أي‭ ‬انتقاد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بـ«معاداة‭ ‬سامية‭ ‬صريحة‮»‬‭.‬

رفض‭ ‬فاراج‭ ‬كذلك‭ ‬اعتراف‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية،‭ ‬بدولة‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬القادمة،‭ ‬واعتبر‭ ‬ذلك‭ ‬قرارًا‭ ‬‮«‬يكافئ‭ ‬الإرهاب‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬رده‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المصابين‭ ‬والجوعى‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج‭ ‬الطبي‭ ‬العاجل‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬تجاهل‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الهائلة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال،‭ ‬وركّز‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬رفض‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬لمّ‭ ‬شمل‭ ‬عائلي‭ ‬كبير‮»‬‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬متهمًا‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بأنها‭ ‬وسيلة‭ ‬لـ«فتح‭ ‬الباب‮»‬‭ ‬أمام‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬لدخول‭ ‬البلاد‭.‬

إن‭ ‬سياسة‭ ‬فاراج‭ ‬الخارجية‭ ‬متوقّع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منحازة‭ ‬بشدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬ومتجاهلة‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬ضمني‭ ‬أو‭ ‬صريح‭ ‬لما‭ ‬يُرى‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬للمدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬تتناقض‭ ‬مع‭ ‬آراء‭ ‬الشعب‭ ‬البريطاني‭: ‬فحسب‭ ‬استطلاع‭ ‬‮«‬إبسوس‮»‬،‭ ‬53%‭ ‬من‭ ‬البريطانيين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬تجاوزت‭ ‬الحدود‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬39%‭ ‬من‭ ‬ناخبي‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الناخبين‭ ‬يرفضون‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع‭ ‬الخطاب‭ ‬الذي‭ ‬يطرحه‭ ‬فاراج،‭ ‬فإن‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬أولوياتهم‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬تظل‭ ‬الهجرة‭ (‬56%‭) ‬والاقتصاد‭ (‬53%‭)‬،‭ ‬وهما‭ ‬الملفان‭ ‬اللذان‭ ‬فشلت‭ ‬الحكومة‭ ‬العمالية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معهما‭ ‬بفعالية‭.‬

ولذلك،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬العامة‭ ‬القادمة‭ ‬ليست‭ ‬متوقّعة‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬2029،‭ ‬فإن‭ ‬الصحفي‭ ‬البريطاني‭ ‬المخضرم‭ ‬أندرو‭ ‬مار‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬من‭ ‬يحذّر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستعد‭ ‬لرؤية‭ ‬فاراج‭ ‬رئيسًا‭ ‬للوزراء‮»‬،‭ ‬وكتب‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬أمرًا‭ ‬حتميًّا‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‮»‬‭ ‬نظرًا‭ ‬لتزايد‭ ‬شعبية‭ ‬حزب‭ ‬الإصلاح‭ ‬مقارنة‭ ‬بمنافسيه‭ ‬السياسيين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا