العدد : ١٧٣٥٠ - الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٠ - الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

غسان أجدع من أبو غسان

لعلم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬فأبو‭ ‬غسان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬صاحبكم‭ ‬أبو‭ ‬الجعافر‭ ‬صاحب‭ ‬الزاوية‭ ‬الغائمة‭ ‬هذه،‭ ‬وأحدثكم‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬غسان‭ ‬اعتبره‭ ‬مفخرة‭ ‬لجنس‭ ‬الرجال،‭ ‬فهذا‭ ‬المزارع‭ ‬اللبناني‭ ‬الغلبان،‭ ‬الذي‭ ‬يصارع‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬مغمورة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬لتوفير‭ ‬الخبز‭ ‬لأفراد‭ ‬أسرته،‭ ‬فحل‭. ‬نعم‭ ‬أخونا‭ ‬غسان‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬47‭ ‬سنة‭ ‬فحل‭ ‬وبطل‭ ‬لأنه‭ ‬يكدح‭ ‬لإطعام‭ ‬خمسة‭ ‬وأربعين‭ ‬من‭ ‬الأفواه‭: ‬ثلاث‭ ‬زوجات‭ ‬واثنان‭ ‬وأربعون‭ ‬بنتا‭ ‬وولدا،‭ ‬وقد‭ ‬حقق‭ ‬غسان‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاستعانة‭ ‬بعقاقير‭ ‬أو‭ ‬أعشاب،‭ ‬بل‭ ‬بالعون‭ ‬الذاتي،‭ ‬و‭- ‬عيني‭ ‬باردة‭ - ‬يعتزم‭ ‬ابو‭ ‬الغساسنة‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬امتنا‭ ‬عددا‭ ‬بالزواج‭ ‬برابعة،‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إزجاء‭ ‬التحية‭ ‬لزوجاته‭ ‬الثلاث،‭ ‬على‭ ‬رحابة‭ ‬صدورهن‭ ‬وديمقراطيتهن،‭ ‬لان‭ ‬غسان‭ ‬صرح‭ ‬لصحيفة‭ ‬الكفاح‭ ‬العربي‭ (‬يا‭ ‬للسعادة‭ ‬فما‭ ‬زال‭ ‬هناك‭ ‬كفاح‭ ‬عربي‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬الورق‭!) ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬غسان‭ ‬صرح‭ ‬بأن‭ ‬زوجته‭ ‬الثالثة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬خطبت‭ ‬له‭ ‬الزوجة‭ ‬الرابعة،‭ ‬وكانت‭ ‬الزوجة‭ ‬الاولى‭ ‬قد‭ ‬خطبت‭ ‬له‭ ‬الثانية‭ ‬والثانية‭ ‬خطبت‭ ‬الثالثة،‭ ‬وإنني‭ ‬أناشد‭ ‬غسان‭ ‬عبر‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬أن‭ ‬يدلني‭ ‬على‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يعثر‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬لان‭ ‬لي‭ ‬زوجة‭ ‬من‭ ‬الصنف‭ ‬الذي‭ ‬يلمّ‭ ‬عليك‭ ‬الجيران‭ ‬إذا‭ ‬‮«‬ناظرت‮»‬‭ ‬مطربة‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬فضائية‭ ‬عربية‭ ‬لخمس‭ ‬دقائق،‭ ‬وإذا‭ ‬تعالت‭ ‬احتجاجاتي‭ ‬ضحكت‭ ‬على‭ ‬عقلي‭ ‬بعبارة‭ ‬من‭ ‬قبيل‭: ‬أمثال‭ ‬أبي‭ ‬الجعافر‭ ‬في‭ ‬الحلاوة‭ ‬والرشاقة‭ ‬والوسامة،‭ ‬قليلون‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬أحافظ‭ ‬عليك‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬الحرام‭! ‬وكما‭ ‬أسلفت‭ ‬فأنا‭ ‬رسميا‭ ‬أبو‭ ‬غسان‭ ‬بحكم‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬عيالي‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬غسان‭.. ‬بس‭ ‬يا‭ ‬خيبتي‭ ‬متزوج‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬بأم‭ ‬غسان‭ ‬و‭........ ‬بس‭. ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تكلمت‭ ‬عن‭ ‬زوجة‭ ‬ثانية‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الهزل‭ ‬والهزار‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعرضني‭ ‬لأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬فاضطر‭ ‬إلى‭ ‬الفرار‭.‬

وتعميما‭ ‬للفائدة‭ ‬فأنني‭ ‬سأشرح‭ ‬لكم‭ ‬كيف‭ ‬ينجح‭ ‬غسان‭ ‬في‭ ‬اقناع‭ ‬زوجاته‭ ‬بأنه‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زوجة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الوكالة‭: ‬فبعد‭ ‬ان‭ ‬تزوج‭ ‬الأولى‭ ‬وأنجب‭ ‬منها‭ ‬عشرة‭ ‬قال‭ ‬لها‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مباشرة‭ ‬أي‭ ‬ملتوية‭: ‬انا‭ ‬ملّيتك‭. ‬يعني‭ ‬جعلها‭ ‬تحس‭ ‬بأنها‭ ‬اصبحت‭ ‬روتينا‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬يطيق‭ ‬معاشرتها،‭ ‬وأفهمها‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يمانع‭ ‬في‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬إذا‭ ‬دخلت‭ ‬حياته‭ ‬امرأة‭ ‬جديدة‭: ‬تعرفي‭ ‬يا‭ ‬ام‭ ‬العيال‭ ‬أن‭ ‬الروتين‭ ‬قاتل،‭ ‬وأنت‭ ‬غالية‭ ‬وعزيزة‭ ‬بس‭ ‬بصراحة‭ ‬حكاية‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬ملوخية‭ ‬ما‭ ‬تزبط‭ ‬معي‭!! ‬وهكذا‭ ‬اضطرت‭ ‬الزوجة‭ ‬‮«‬الكبيرة‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬خطبة‭ ‬فتاة‭ ‬صغيرة‭ ‬لفحل‭ ‬الغساسنة،‭ ‬وتكرر‭ ‬نفس‭ ‬المشهد‭ ‬مع‭ ‬الثانية‭ ‬والثالثة‭: ‬زهجت‭ ‬من‭ ‬الروتين‭ ‬وانت‭ ‬ع‭ ‬عيني‭ ‬وراسي،‭ ‬بس‭ ‬نغير‭ ‬الجو‭ ‬بالبيت‭ ‬بوجه‭ ‬جديد‭ ‬و«بدنا‭ ‬نتجوز‭ ‬ع‭ ‬العيد‭ ‬وبدنا‭ ‬نعمر‭ ‬بيت‭ ‬جديد‭ ‬وبدنا‭ ‬وبدنا‮»‬‭.. ‬وها‭ ‬هو‭ ‬غسان‭ ‬قد‭ ‬شرح‭ ‬لنا‭ ‬الطريقة‭ ‬المثلى‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬زوجة‭ ‬إضافية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التعرض،‭ ‬للخلع‭ ‬أو‭ ‬التقطيع‭ ‬بالساطور،‭ ‬وعليكم‭ ‬أيها‭ ‬الرجال‭ ‬النشامى‭ ‬الغشامى،‭ ‬والبواسل‭ ‬الفواشل،‭ ‬أن‭ ‬تقتدوا‭ ‬به‭ ‬لتتغدوا‭ ‬بالنساء‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتعشين‭ ‬بكم،‭ ‬وقديما‭ ‬قال‭ ‬حكماؤنا‭: ‬لا‭ ‬تضرب‭ ‬المرأة‭ ‬باليد‭ ‬أو‭ ‬العصا‭ ‬بل‭ ‬اضربها‭ ‬بامرأة‭ ‬أخرى،‭ ‬ولطيفة‭ ‬التونسية‭ ‬طرحت‭ ‬نفس‭ ‬تكتيك‭ ‬غسان‭ ‬عبدالعال‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬النسائية،‭  ‬حين‭ ‬قالت‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬أغنياتها‭ ‬رواجا‭ ‬بين‭ ‬النساء‭: ‬حبك‭ ‬هادي‭ ‬وانا‭ ‬ملّيت‭ ‬الحب‭ ‬العادي‭!! ‬تخيل‭ ‬موقفك‭ ‬امام‭ ‬شلتك‭ ‬ونفسك‭ ‬وأصدقائك‭ ‬واهلك،‭ ‬وزوجتك‭ ‬تتهمك‭ ‬بأنك‭ ‬حبيب‭ ‬عادي‭ ‬وهادي،‭ ‬وهو‭ ‬طعن‭ ‬مبطن‭ ‬في‭ ‬رجولتك،‭ ‬أي‭ ‬مبطن‭ ‬وأي‭ ‬بطيخ؟‭ ‬هذا‭ ‬طعن‭ ‬مباشر‭ ‬وصريح‭ ‬بأنك‭ ‬لا‭ ‬تفهم‭ ‬مقتضيات‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬الالفية‭ ‬الثالثة،‭ ‬كما‭ ‬انه‭ ‬تعبير‭ ‬قوي‭ ‬ومباشر‭ ‬يفيد‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬جنسا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬العربيات‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬البجاحة‭ ‬والجرأة،‭ ‬فلطيفة‭ ‬تعلن‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬حياء‭ ‬انها‭ ‬زاهدة‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬العادي‭ ‬وتريد‭ ‬حبا‭ ‬‮«‬سوبر‮»‬‭ ‬وغير‭ ‬روتيني،‭ ‬وصاخبا،‭ ‬فاحذر‭ ‬مصير‭ ‬الثور‭ ‬الابيض‭ (‬ابحث‭ ‬في‭ ‬غوغل‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬ألا‭ ‬إنني‭ ‬قتلت‭ ‬يوم‭ ‬قتل‭ ‬الثور‭ ‬الأبيض‮»‬‭).‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا