العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٧ - الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

توقف فاصل طويل

من‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬التوقفات‭ ‬بين‭ ‬انتهاء‭ ‬موسم‭ ‬وبداية‭ ‬موسم‭ ‬جديد،‭ ‬والتي‭ ‬تطال‭ ‬ألعابنا‭ ‬الرياضية،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوقف‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬شهور،‭ ‬ونعرف‭ ‬أن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬شأن‭ ‬الأندية‭ ‬وخاصة‭ ‬ذات‭ ‬محدودية‭ ‬الإمكانات‭ ‬والمداخيل‭ ‬يستهويهم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التوقفات‭ ‬خاصة‭ ‬كلما‭ ‬طالت،‭ ‬ومبررها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬لالتقاط‭ ‬الأنفاس‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الأجواء‭ ‬الأسرية‭ ‬والعائلية‭ ‬بعد‭ ‬موسم‭ ‬متعب،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬وهو‭ ‬الأهم‭ ‬ويتمثل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القرش‭ ‬الأبيض‭ ‬ربما‭ ‬ينفعهم‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬السوداء‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭.‬

وهذا‭ ‬يطرح‭ ‬سؤالا‭ ‬منطقيا‭: ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬الفاصل‭ ‬الطويل‭ ‬من‭ ‬التوقف‭ ‬ينطوي‭ ‬عليه‭ ‬مساوئ‭ ‬وسلبيات‭ ‬تنعكس‭ ‬على‭ ‬الألعاب‭ ‬واللاعبين؟

وعندما‭ ‬نلفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬فاصل‭ ‬التوقف‭ ‬بين‭ ‬الدوريات‭ ‬الأوروبية،‭ ‬إذ‭ ‬يحصل‭ ‬اللاعب‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬هناك‭ ‬على‭ ‬إجازة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الشهر‭ ‬ونصف‭ ‬الشهر،‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يجد‭ ‬اللاعب‭ ‬نفسه‭ ‬بعدها‭ ‬في‭ ‬معسكرات‭ ‬الإعداد،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬غمار‭ ‬منافسات‭ ‬الموسم‭ ‬الجديد،‭ ‬ومثل‭ ‬هذا‭ ‬الكلام‭ ‬لا‭ ‬نسوقه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المقارنة،‭ ‬لأن‭ ‬المقارنة‭ ‬معدومة‭ ‬أصلا،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التمثيل‭ ‬ولفت‭ ‬النظر‭.‬

بدون‭ ‬شك،‭ ‬فإن‭ ‬التوقف‭ ‬الطويل‭ ‬يدخل‭ ‬جسد‭ ‬اللاعب‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الخمول‭ ‬والكسل،‭ ‬وحتى‭ ‬يسترجع‭ ‬فورمته‭ ‬الفنية‭ ‬والبدنية‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬أطول‭ ‬وجهد‭ ‬مضاعف،‭ ‬ويترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بداية‭ ‬موسمية‭ ‬ثقيلة‭ ‬وبطيئة‭ ‬ومملة‭.‬

والتوقف‭ ‬الطويل‭ ‬لا‭ ‬ينعكس‭ ‬بالسلب‭ ‬على‭ ‬جسد‭ ‬اللاعب‭ ‬وحده،‭ ‬بل‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬عقله،‭ ‬فيدخل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الارتخاء‭ ‬الذهني،‭ ‬ما‭ ‬يصعب‭ ‬من‭ ‬مهمة‭ ‬إعادة‭ ‬ضبط‭ ‬العقلية‭ ‬التنافسية‭ ‬بالسرعة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬تتعلق‭ ‬بالجماهير‭ ‬والإعلام‭ ‬والتسويق‭ ‬إن‭ ‬وجد‭.‬

نعم‭.. ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬التزامات‭ ‬وارتباطات‭ ‬تطال‭ ‬مشاركات‭ ‬الأندية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬خارجيا،‭ ‬ونعرف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مناسبات‭ ‬دينية‭ ‬ووطنية‭ ‬ودراسية،‭ ‬والسؤال‭: ‬الدوريات‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأوروبية‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬تصطدم‭ ‬بمناسباتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬فلماذا‭ ‬فترة‭ ‬التوقف‭ ‬محدودة‭ ‬ومقننة‭ ‬ولا‭ ‬تتغير،‭ ‬والمسابقات‭ ‬بمختلفها‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬مواقيتها؟

ما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقوله،‭ ‬المعادلة‭ ‬واضحة‭: ‬كلما‭ ‬قصرت‭ ‬فترة‭ ‬التوقف،‭ ‬ازدادت‭ ‬فرص‭ ‬التطور،‭ ‬وارتفع‭ ‬مستوى‭ ‬الإثارة،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬إلا‭ ‬بشرطها‭ ‬وشروطها‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا