وقت مستقطع

علي ميرزا
توقف فاصل طويل
من الملاحظ أن التوقفات بين انتهاء موسم وبداية موسم جديد، والتي تطال ألعابنا الرياضية، نجد أن هذا التوقف يمتد إلى شهور، ونعرف أن القائمين على شأن الأندية وخاصة ذات محدودية الإمكانات والمداخيل يستهويهم مثل هذه التوقفات خاصة كلما طالت، ومبررها في ذلك أنها فرصة لالتقاط الأنفاس والعودة إلى الأجواء الأسرية والعائلية بعد موسم متعب، وفوق ذلك وهو الأهم ويتمثل في الحفاظ على القرش الأبيض ربما ينفعهم في الأيام السوداء وما أكثرها.
وهذا يطرح سؤالا منطقيا: هل هذا الفاصل الطويل من التوقف ينطوي عليه مساوئ وسلبيات تنعكس على الألعاب واللاعبين؟
وعندما نلفت إلى أن فاصل التوقف بين الدوريات الأوروبية، إذ يحصل اللاعب في الغالب هناك على إجازة لا تتجاوز الشهر ونصف الشهر، سرعان ما يجد اللاعب نفسه بعدها في معسكرات الإعداد، ثم في غمار منافسات الموسم الجديد، ومثل هذا الكلام لا نسوقه من أجل المقارنة، لأن المقارنة معدومة أصلا، وإنما من باب التمثيل ولفت النظر.
بدون شك، فإن التوقف الطويل يدخل جسد اللاعب في حالة من الخمول والكسل، وحتى يسترجع فورمته الفنية والبدنية يحتاج إلى وقت أطول وجهد مضاعف، ويترتب على ذلك بداية موسمية ثقيلة وبطيئة ومملة.
والتوقف الطويل لا ينعكس بالسلب على جسد اللاعب وحده، بل ينسحب على عقله، فيدخل في حالة من الارتخاء الذهني، ما يصعب من مهمة إعادة ضبط العقلية التنافسية بالسرعة المطلوبة، وأمور أخرى تتعلق بالجماهير والإعلام والتسويق إن وجد.
نعم.. نعرف أن هناك التزامات وارتباطات تطال مشاركات الأندية والمنتخبات خارجيا، ونعرف أن هناك مناسبات دينية ووطنية ودراسية، والسؤال: الدوريات في المجتمعات الأوروبية هي الأخرى تصطدم بمناسباتها الخاصة، فلماذا فترة التوقف محدودة ومقننة ولا تتغير، والمسابقات بمختلفها تقام في مواقيتها؟
ما نريد أن نقوله، المعادلة واضحة: كلما قصرت فترة التوقف، ازدادت فرص التطور، وارتفع مستوى الإثارة، وكل ذلك لا يحصل إلا بشرطها وشروطها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك