زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
عائلتي والرقم 3
سعدت كثيرا برسالة إيميل وصلتني من قارئ لـ«أخبار الخليج»، جاء فيها أن الأول من سبتمبر جاء وراح دون أن أقول في شأنه شيئا لأنه اليوم الذي ولدت فيه، ودرجت على الكتابة عنه على مدى سنوات طوال، وسر سعادتي هو أن إيميلي ظل سنوات يشكو من الجفاف والتصحر، وعطفا على تلك الرسالة أقول إن هنالك في الحياة مصادفات عجيبة يعجز العقل البشري عن فهم دلالاتها، ولذا تبقى مادة للتسلية والتندر، وكتبت مرارا عن عجزي في فهم الصلة بين أسرتي والرقم ثلاثة، فأنا وزوجتي من مواليد شهر سبتمبر الذي هو الشهر التاسع الميلادي (3+3+3)، وولد أكبر عيالي في ديسمبر الذي هو شهر 12 الذي هو 3+3+3+3، وولد أخوه الثاني في نفس الشهر، ثم جاءت أولى البنتين في شهر مارس الذي هو شهر 3، وجاءت البنت الثانية في شهر يونيو الذي يعقب مارس بثلاثة أشهر أي 3+3، وهذه الأخيرة هي الآنسة مروة، وقد ولدت بالتحديد في الخامس من يونيو أي في ذكرى الهزيمة العربية في حرب عام 1967، تلك الهزيمة التي أسماها الإعلام العربي بالنكسة على عادته في التلاعب بالألفاظ، وقد كتبت مرة مقالا صحفيا بعنوان «نكستان» وهي مثنى نكسة، أي نكسة الهزيمة العربية ونكسة أن أرزق ببنت في وقت نحن فيه في أمَسّ الحاجة إلى رجال بواسل ونشامى بشوارب مبرومة ع الفاضي كي نواجه إسرائيل، على طاولات مفاوضات الذل، ولما وقعت عينها على المقال بعد أن صارت تقرأ وتكتب، بادرتني بالسؤال: نكستان في أي قارة؟ فأيقنت أنها فعلا نكسة وأن «العتب» مرفوع عنها. نفس مروة هي صاحبة السؤال العبقري: بابا الفلافل نبات أم حيوان (قد تجد لها العذر لأننا نسمي الفلافل طعمية) ودخل ابني البكر والبنت التي تليه الحياة العملية في سبتمبر الذي هو شهر مولدي ومولد أمهما، بل إن ذلك الولد بالتحديد بدأ حياته العملية في السعودية في سبتمبر، وانتقل إلى العمل في قطر في سبتمبر، ثم إنني التحقت بقناة الجزيرة الفضائية في نفس يوم مولدي أي الأول من سبتمبر، وأقسم بالله إن ولدي لؤي حصل يوم «عيد ميلادي» ذاك، أي قبل أيام قليلة على عرض وظيفي مغرٍ.
كنت طوال 42 سنة معقدا من يوم مولدي (الأول من سبتمبر) الذي اختطف فيه معمر القذافي ليبيا، وأعادها إلى عصر البخار، وحسب أنه حوّل الشعب الليبي إلى جرذان خائفة وخانعة، بحسبان أنه وعياله القطط السمان المرعبة ثم كان ما كان عندما كشفت الوقائع من هو الجرذ ومن هو الأسد
تذكرت كل ذلك لأن الصحف البريطانية كلها أوردت حكاية الصبية لورا بكستون من مقاطعة ستافرودشاير، التي أطلقت بالونا بمناسبة ذكرى ميلادها، وعليه اسمها وعنوانها، وعثرت على البالون طفلة في مقاطعة ويلتشاير وكان اسمها أيضا لورا بكستون وكانت أيضا تبلغ العاشرة وكانت مثل صاحبة البالون الأصلية، تملك كلبا من فصيلة اللبرادور وأرنبا، ولأن المصادفة مذهلة فقد نشرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية بعض غرائب الصدف في التاريخ ومنها حكاية امرأة أرجو من إخواننا الذي يهيمون بحيزبونات أوروبا أن يتفادوها: مارتا ماتيلكا بلغارية فقدت زوجها الأول، بعد أن قتلته صاعقة وبعد فترة حرمان قصيرة وجدت بعلا آخر، ولكنه مات بنفس الطريقة، فأصيبت مارتا باكتئاب جعلها نزيلة مستشفى الأمراض النفسية وأشرف على علاجها طبيب رقيق القلب أولاها رعاية تامة، حتى شفيت ولكنهما وقعا فريسة الحب وتزوج الطبيب بمارتا و..نعم.. مات هو أيضا بصاعقة.. ومارتا لا تزال حية تسعى، لذا أحذر العرب الذين يتوافدون على مصيف فارنا البلغاري أن يحذروا صواعقها
في عام 1991 كانت الإيطالية كريستينا فيروني تجتاز معبرا عند خط للسكك الحديدية عندما دهمها قطار وقتلها، وبعد ذلك بأربع سنوات وفي نفس الموقع قتل قطار والدها فيتوريو، والأعجب من ذلك أن نفس السائق الذي قاد القطار الذي قتل البنت كان يقود القطار الذي قتل الأب!
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك