العدد : ١٧٣٥٠ - الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٥٠ - الثلاثاء ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عائلتي والرقم 3

سعدت‭ ‬كثيرا‭ ‬برسالة‭ ‬إيميل‭ ‬وصلتني‭ ‬من‭ ‬قارئ‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬جاء‭ ‬وراح‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬في‭ ‬شأنه‭ ‬شيئا‭ ‬لأنه‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬ولدت‭ ‬فيه،‭ ‬ودرجت‭ ‬على‭ ‬الكتابة‭ ‬عنه‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬طوال،‭ ‬وسر‭ ‬سعادتي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬إيميلي‭ ‬ظل‭ ‬سنوات‭ ‬يشكو‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭ ‬والتصحر،‭ ‬وعطفا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬هنالك‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬مصادفات‭ ‬عجيبة‭ ‬يعجز‭ ‬العقل‭ ‬البشري‭ ‬عن‭ ‬فهم‭ ‬دلالاتها،‭ ‬ولذا‭ ‬تبقى‭ ‬مادة‭ ‬للتسلية‭ ‬والتندر،‭ ‬وكتبت‭ ‬مرارا‭ ‬عن‭ ‬عجزي‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬الصلة‭ ‬بين‭ ‬أسرتي‭ ‬والرقم‭ ‬ثلاثة،‭ ‬فأنا‭ ‬وزوجتي‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬الشهر‭ ‬التاسع‭ ‬الميلادي‭ (‬3+3+3‭)‬،‭ ‬وولد‭ ‬أكبر‭ ‬عيالي‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬12‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬3‭+‬3‭+‬3‭+‬3،‭ ‬وولد‭ ‬أخوه‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الشهر،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬أولى‭ ‬البنتين‭  ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬3،‭ ‬وجاءت‭ ‬البنت‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬شهر‭  ‬يونيو‭ ‬الذي‭ ‬يعقب‭ ‬مارس‭  ‬بثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬أي‭ ‬3‭+‬3،‭ ‬وهذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬الآنسة‭ ‬مروة،‭ ‬وقد‭ ‬ولدت‭ ‬بالتحديد‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬الهزيمة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬تلك‭ ‬الهزيمة‭ ‬التي‭ ‬أسماها‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬بالنكسة‭ ‬على‭ ‬عادته‭ ‬في‭ ‬التلاعب‭ ‬بالألفاظ،‭ ‬وقد‭ ‬كتبت‭ ‬مرة‭ ‬مقالا‭ ‬صحفيا‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬نكستان‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬مثنى‭ ‬نكسة،‭ ‬أي‭ ‬نكسة‭ ‬الهزيمة‭ ‬العربية‭ ‬ونكسة‭ ‬أن‭ ‬أرزق‭ ‬ببنت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬نحن‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬أمَسّ‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬رجال‭ ‬بواسل‭ ‬ونشامى‭ ‬بشوارب‭ ‬مبرومة‭ ‬ع‭ ‬الفاضي‭ ‬كي‭ ‬نواجه‭ ‬إسرائيل،‭ ‬على‭ ‬طاولات‭ ‬مفاوضات‭ ‬الذل،‭ ‬ولما‭ ‬وقعت‭ ‬عينها‭ ‬على‭ ‬المقال‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صارت‭ ‬تقرأ‭ ‬وتكتب،‭ ‬بادرتني‭ ‬بالسؤال‭: ‬نكستان‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬قارة؟‭ ‬فأيقنت‭ ‬أنها‭ ‬فعلا‭ ‬نكسة‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬العتب‮»‬‭ ‬مرفوع‭ ‬عنها‭. ‬نفس‭ ‬مروة‭ ‬هي‭ ‬صاحبة‭ ‬السؤال‭ ‬العبقري‭: ‬بابا‭ ‬الفلافل‭ ‬نبات‭ ‬أم‭ ‬حيوان‭ (‬قد‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬العذر‭ ‬لأننا‭ ‬نسمي‭ ‬الفلافل‭ ‬طعمية‭) ‬ودخل‭ ‬ابني‭ ‬البكر‭ ‬والبنت‭ ‬التي‭ ‬تليه‭ ‬الحياة‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬شهر‭ ‬مولدي‭ ‬ومولد‭ ‬أمهما،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ ‬الولد‭ ‬بالتحديد‭ ‬بدأ‭ ‬حياته‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬سبتمبر،‭ ‬وانتقل‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬سبتمبر،‭ ‬ثم‭ ‬إنني‭ ‬التحقت‭ ‬بقناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬الفضائية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬يوم‭ ‬مولدي‭ ‬أي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬وأقسم‭ ‬بالله‭ ‬إن‭ ‬ولدي‭ ‬لؤي‭ ‬حصل‭ ‬يوم‭ ‬‮«‬عيد‭ ‬ميلادي‮»‬‭ ‬ذاك،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬وظيفي‭ ‬مغرٍ‭.‬

كنت‭ ‬طوال‭ ‬42‭ ‬سنة‭ ‬معقدا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬مولدي‭ (‬الأول‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭) ‬الذي‭ ‬اختطف‭ ‬فيه‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬ليبيا،‭ ‬وأعادها‭ ‬إلى‭ ‬عصر‭ ‬البخار،‭ ‬وحسب‭ ‬أنه‭ ‬حوّل‭ ‬الشعب‭ ‬الليبي‭ ‬إلى‭ ‬جرذان‭ ‬خائفة‭ ‬وخانعة،‭ ‬بحسبان‭ ‬أنه‭ ‬وعياله‭ ‬القطط‭ ‬السمان‭ ‬المرعبة‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عندما‭ ‬كشفت‭ ‬الوقائع‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الجرذ‭ ‬ومن‭ ‬هو‭ ‬الأسد‭ ‬

تذكرت‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الصحف‭ ‬البريطانية‭ ‬كلها‭ ‬أوردت‭ ‬حكاية‭ ‬الصبية‭ ‬لورا‭ ‬بكستون‭ ‬من‭ ‬مقاطعة‭ ‬ستافرودشاير،‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬بالونا‭ ‬بمناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬ميلادها،‭ ‬وعليه‭ ‬اسمها‭ ‬وعنوانها،‭ ‬وعثرت‭ ‬على‭ ‬البالون‭ ‬طفلة‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬ويلتشاير‭ ‬وكان‭ ‬اسمها‭ ‬أيضا‭ ‬لورا‭ ‬بكستون‭ ‬وكانت‭ ‬أيضا‭ ‬تبلغ‭ ‬العاشرة‭ ‬وكانت‭ ‬مثل‭ ‬صاحبة‭ ‬البالون‭ ‬الأصلية،‭ ‬تملك‭ ‬كلبا‭ ‬من‭ ‬فصيلة‭ ‬اللبرادور‭ ‬وأرنبا،‭ ‬ولأن‭ ‬المصادفة‭ ‬مذهلة‭ ‬فقد‭ ‬نشرت‭ ‬صحيفة‭ ‬الدايلي‭ ‬ميل‭ ‬البريطانية‭ ‬بعض‭ ‬غرائب‭ ‬الصدف‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬ومنها‭ ‬حكاية‭ ‬امرأة‭ ‬أرجو‭ ‬من‭ ‬إخواننا‭ ‬الذي‭ ‬يهيمون‭ ‬بحيزبونات‭ ‬أوروبا‭ ‬أن‭ ‬يتفادوها‭: ‬مارتا‭ ‬ماتيلكا‭ ‬بلغارية‭ ‬فقدت‭ ‬زوجها‭ ‬الأول،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قتلته‭ ‬صاعقة‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬حرمان‭ ‬قصيرة‭ ‬وجدت‭ ‬بعلا‭ ‬آخر،‭ ‬ولكنه‭ ‬مات‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة،‭ ‬فأصيبت‭ ‬مارتا‭ ‬باكتئاب‭ ‬جعلها‭ ‬نزيلة‭ ‬مستشفى‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬وأشرف‭ ‬على‭ ‬علاجها‭ ‬طبيب‭ ‬رقيق‭ ‬القلب‭ ‬أولاها‭ ‬رعاية‭ ‬تامة،‭ ‬حتى‭ ‬شفيت‭ ‬ولكنهما‭ ‬وقعا‭ ‬فريسة‭ ‬الحب‭ ‬وتزوج‭ ‬الطبيب‭ ‬بمارتا‭ ‬و‭..‬نعم‭.. ‬مات‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬بصاعقة‭.. ‬ومارتا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حية‭ ‬تسعى،‭ ‬لذا‭ ‬أحذر‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬يتوافدون‭ ‬على‭ ‬مصيف‭ ‬فارنا‭ ‬البلغاري‭ ‬أن‭ ‬يحذروا‭ ‬صواعقها

في‭ ‬عام‭ ‬1991‭ ‬كانت‭ ‬الإيطالية‭ ‬كريستينا‭ ‬فيروني‭ ‬تجتاز‭ ‬معبرا‭ ‬عند‭ ‬خط‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬عندما‭ ‬دهمها‭ ‬قطار‭ ‬وقتلها،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬بأربع‭ ‬سنوات‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الموقع‭ ‬قتل‭ ‬قطار‭ ‬والدها‭ ‬فيتوريو،‭ ‬والأعجب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬نفس‭ ‬السائق‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬القطار‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬البنت‭ ‬كان‭ ‬يقود‭ ‬القطار‭ ‬الذي‭ ‬قتل‭ ‬الأب‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا