العدد : ١٧٣٤٨ - الأحد ٢١ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٨ - الأحد ٢١ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

الشيخ د. عبداللطيف المحمود.. سلامات

ما‭ ‬زلت‭ ‬أذكر‭ ‬أيام‭ ‬الدراسة‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬ذلك‭ ‬الحضور‭ ‬الفاعل‭ ‬والمؤثر‭ ‬للشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬المحمود‭ ‬بين‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات‭.. ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬ننظر‭ ‬إليه‭ ‬كأستاذ‭ ‬جامعي‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬كنا‭ ‬نراه‭ ‬أيقونة‭ ‬جامعية،‭ ‬نتسابق‭ ‬إلى‭ ‬التسجيل‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬الدراسية،‭ ‬وكنا‭ ‬نزعجه‭ ‬بكثرة‭ ‬الأسئلة‭ ‬خارج‭ ‬المقرر،‭ ‬وكان‭ ‬يجيب‭ ‬بكل‭ ‬أريحية،‭ ‬وحرص‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬وعي‭ ‬الطالب‭ ‬الجامعي‭.‬

ما‭ ‬زلت‭ ‬أذكر‭ ‬خطبه‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭.. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتحدث‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الفقهي‭ ‬البحت،‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬غيره‭.. ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬القضايا‭ ‬والمستجدات‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬فقهية‭ ‬معاصرة،‭ ‬ومنهجية‭ ‬وطنية‭ ‬رفيعة‭.‬

ما‭ ‬زلت‭ ‬أذكر‭ ‬ويذكر‭ ‬شعب‭ ‬البحرين،‭ ‬الموقف‭ ‬الوطني‭ ‬الثابت،‭ ‬حينما‭ ‬مر‭ ‬الوطن‭ ‬بتلك‭ ‬الأيام‭ ‬العصيبة،‭ ‬فيما‭ ‬يسمى‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي،‭ ‬وكيف‭ ‬وقف‭ ‬الشيخ‭ ‬د‭. ‬عبداللطيف‭ ‬المحمود‭ ‬كالجبل‭ ‬الشامخ‭ ‬والطود‭ ‬المتين،‭ ‬يقود‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬تجمع‭ ‬الفاتح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬والتمسك‭ ‬بالوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬كافة‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭. ‬

وكان‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يشرفني‭ ‬باتصاله‭ ‬الكريم،‭ ‬لنقل‭ ‬ملاحظة‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬كتابة‭ ‬موضوع‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬مجتمعية‭ ‬في‭ ‬مقالاتي،‭ ‬وأنه‭ ‬يحرص‭ ‬يوميا‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬جريدة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬قراءة‭ ‬مقالات‭ ‬الرأي‭ ‬للأستاذ‭ ‬‮«‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‮»‬‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير،‭ ‬والأستاذ‭ ‬‮«‬سيد‭ ‬زهرة‮»‬‭ ‬مدير‭ ‬التحرير‭.. ‬ولطالما‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬مقالاته‭ ‬وتعليقه‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬تحديدا،‭ ‬لثقته‭ ‬بها،‭ ‬وإعجابه‭ ‬بخطها‭ ‬المهني،‭ ‬ونهجها‭ ‬الصحفي‭ ‬الوطني‭.‬

ذات‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬أيام‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭.. ‬ذهبت‭ ‬إليه‭ ‬بمكتبه‭ ‬بالمنامة،‭ ‬لأعرض‭ ‬عليه‭ ‬مساعدة‭ ‬إحدى‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية،‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بظروف‭ ‬إنسانية‭.. ‬ووعدني‭ ‬خيرا‭.. ‬ومضى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬وأوشك‭ ‬العيد‭ ‬أن‭ ‬يطل‭.. ‬فاعتقدت‭ ‬أنه‭ ‬نسى‭ ‬أو‭ ‬انشغل‭.. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬ليلة‭ ‬العيد‭ ‬تلقيت‭ ‬منه‭ ‬اتصالا‭ ‬هاتفيا‭ ‬منه،‭ ‬يعتذر‭ ‬عن‭ ‬التأخير،‭ ‬ويطمئن‭ ‬على‭ ‬حال‭ ‬وأوضاع‭ ‬تلك‭ ‬الأسرة‭ ‬وظروفها،‭ ‬وقدم‭ ‬المساعدة‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬أوصلتها‭ ‬الى‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وكانت‭ ‬فرحتها‭ ‬لا‭ ‬توصف‭ ‬ودعاؤها‭ ‬له‭ ‬لا‭ ‬ينقطع‭.‬

وبالأمس‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية،‭ ‬تسألني‭ ‬عن‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬للشيخ،‭ ‬بعدما‭ ‬تواردت‭ ‬الأنباء‭ ‬عن‭ ‬خضوعه‭ ‬لعملية‭ ‬جراحية،‭ ‬فأبلغتهم‭ ‬أنه‭ ‬بحالة‭ ‬صحية‭ ‬جيدة،‭ ‬ويخضع‭ ‬للإشراف‭ ‬الطبي،‭ ‬ويتماثل‭ ‬بالشفاء،‭ ‬وقد‭ ‬اقتصرت‭ ‬الزيارة‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬أسرته‭.. ‬فأوصتني‭ ‬تلك‭ ‬الأسرة‭ ‬البحرينية‭ ‬بأن‭ ‬أنقل‭ ‬الى‭ ‬الشيخ‭ ‬تحياتهم‭ ‬وتمنياتهم‭ ‬بالشفاء‭ ‬والدعاء‭ ‬له‭. ‬

للشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬المحمود‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أهل‭ ‬البحرين،‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭.. ‬ويحظى‭ ‬باحترام‭ ‬وتقدير‭ ‬الجميع‭.. ‬وله‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬محليا‭ ‬وخارجيا‭.. ‬إنه‭ ‬يوصف‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭ ‬المعاصر‭.. ‬وصاحب‭ ‬إسهامات‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفقه‭ ‬الإسلامي،‭ ‬خاصة‭ ‬المجال‭ ‬المالي‭ ‬والمصرفي،‭ ‬ونشاطه‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الخيري‭ ‬والدعوي‭ ‬والإنساني‭.‬

نعلم‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬د‭. ‬عبداللطيف‭ ‬المحمود‭ ‬يجد‭ ‬راحته‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والناس‭.. ‬لا‭ ‬يكل‭ ‬ولا‭ ‬يمل‭.. ‬هو‭ ‬نموذج‭ ‬لرجل‭ ‬الدين‭ ‬المنفتح‭.. ‬وتحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭.. ‬والظروف‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬ألمت‭ ‬به،‭ ‬بينت‭ ‬حب‭ ‬الجميع‭ ‬له‭.. ‬لقد‭ ‬زرع‭ ‬الحب‭ ‬فحصد‭ ‬الحب‭.. ‬وتلك‭ ‬نعمة‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬ينالها‭ ‬إلا‭ ‬ذو‭ ‬حظ‭ ‬عظيم‭.‬

خالص‭ ‬الدعاء‭ ‬بالشفاء‭ ‬العاجل،‭ ‬وموفور‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة،‭ ‬للشيخ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬المحمود،‭ ‬ليعود‭ ‬إلى‭ ‬أسرته‭ ‬ومنبره‭ ‬وعمله‭.. ‬فالوطن‭ ‬بحاجة‭ ‬إليه‭ ‬وأمثاله‭.  ‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا