العدد : ١٧٣٤٧ - السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٧ - السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

روبيو في إسرائيل: دعمٌ مطلق للعدوان وتجاهل للهجوم على قطر

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

السبت ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬خضم‭ ‬تصاعد‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وتوسع‭ ‬نطاق‭ ‬استهدافه‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة،‭ ‬تأتي‭ ‬تحركات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتؤكد‭ ‬انحيازًا‭ ‬صارخًا،‭ ‬يضع‭ ‬التحالفات‭ ‬السياسية‭ ‬فوق‭ ‬مبادئ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ويقوّض‭ ‬أي‭ ‬أفق‭ ‬للسلام‭ ‬العادل‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬‮  ‬‭ ‬

هاجمت‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬اليمن‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬حملتها‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬والتي‭ ‬تشمل‭ ‬التجويع‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬مُقوّضةً‭ ‬بذلك‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها‭.‬

واستهدفت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭ ‬لاغتيال‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬الدوحة،‭ ‬فيما‭ ‬كانوا‭ ‬يتفاوضون‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بحرب‭ ‬غزة‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬23‭ ‬شهرًا‭. ‬وتناول‭ ‬جيسون‭ ‬إتش‭ ‬كامبل،‭ ‬بمعهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كيف‭ ‬ستكون‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬‮«‬غير‭ ‬المسبوق‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬عربية؛‭ ‬‮«‬عميقة‮»‬‭ ‬على‭ ‬‮«‬المشهد‭ ‬الجيوسياسي‮»‬‭ ‬العالمي،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬د‭. ‬بوركو‭ ‬أوزجيليك،‭ ‬بالمعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أرجحية‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يفسد‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬‮«‬الفرصة‭ ‬الضئيلة‭ ‬المتبقية‮»‬‭ ‬لإنهاء‭ ‬حرب‭ ‬الدمار‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بشكل‭ ‬دبلوماسي‭.‬

وفي‭ ‬الأيام‭ ‬التالية،‭ ‬ووسط‭ ‬إدانة‭ ‬عالمية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مفاجئة‭ ‬في‭ ‬أشدها‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والتي‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬شريكًا‭ ‬أمنيًا‭ ‬رئيسيًا،‭ ‬أفاد‭ ‬ماثيو‭ ‬لي‭ ‬وسامي‭ ‬مجدي،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬أسوشيتد‭ ‬برس‭ ‬كيف‭ ‬استقبل‭ ‬نتنياهو،‭ ‬ماركو‭ ‬روبيو،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ووقفا‭ ‬‮«‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب،‭ ‬مُقللين‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الضجة‮»‬،‭ ‬وأكد‭ ‬روبيو‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬حكومته‭ ‬الثابت‮»‬‭ ‬لحرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬غزة‭. ‬

وبدا‭ ‬روبيو‭ ‬غير‭ ‬مكترث‭ ‬لمخاوف‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية،‭ ‬زاعمًا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬‮«‬يركز‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الآن،‭ ‬وما‭ ‬سيحدث‭ ‬لاحقًا»؛‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬المساءلة‭ ‬عن‭ ‬انتهاك‭ ‬إسرائيل‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬ورفض‭ ‬التدخل‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تمادي‭ ‬إسرائيل‭ ‬بشنها‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬العنيفة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة‭ ‬ضد‭ ‬مسؤولي‭ ‬حماس،‭ ‬ووصفت‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبرج،‭ ‬إعلان‭ ‬روبيو‭ ‬اللاحق‭ ‬بعزمه‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬قطر‭ ‬بداع‭ ‬‮«‬إظهار‭ ‬الدعم‮»‬‭ ‬للدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬العربية؛‭ ‬على‭ ‬كونه‭ ‬مجرد‭ ‬وعود‭ ‬كلامية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬التصرف‭ ‬بطريقة‭ ‬توآزر‭ ‬وتشجع‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

‮ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬الدوحة،‭ ‬كتب‭ ‬إميل‭ ‬حكيم،‭ ‬بالمعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬ذلك‭ ‬‮«‬من‭ ‬دليل‭ ‬بيّن‭ ‬على‭ ‬إيثار‭ ‬نتنياهو‭ ‬القوة‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسية‮»‬،‭ ‬وتخلي‭ ‬حكومته‭ ‬المتطرفة‭ ‬‮«‬عن‭ ‬الرهائن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لصالح‭ ‬الهدف‭ ‬الوهمي‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬حماس‭ ‬كُليًّا‮»‬‭. ‬

وانضمت‭ ‬إليهم‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬هذا،‭ ‬حيث‭ ‬وصفت‭ ‬سالي‭ ‬لوكوود،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬زيارة‭ ‬روبيو،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬زيارة‭ ‬تضامن‮»‬‭ ‬وسط‭ ‬تزايد‭ ‬الإدانات‭ ‬الدولية‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬بينما‭ ‬أفاد‭ ‬جوليان‭ ‬بورجر،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الغارديان‮»‬‭ ‬كيف‭ ‬تمثل‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬للزيارة‭ ‬في‭ ‬‮«‬الحد‭ ‬من‭ ‬الأضرار‭ ‬الدبلوماسية‮»‬‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬هجوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬واستمرار‭ ‬تدميرها‭ ‬الشامل‭ ‬لغزة‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬أثار‭ ‬حكيم،‭ ‬كيف‭ ‬أنهم‭ ‬‮«‬واجهوا‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬استهداف‭ ‬قصف‭ ‬صارخي‭ ‬إيراني‭ ‬لقاعدة‭ ‬العُديد‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي؛‭ ‬‮«‬العواقب‭ ‬المادية‮»‬‭ ‬لحرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬‮«‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬عامين‭ ‬والتي‭ ‬أساءت‭ ‬إدارتها‭ ‬بالكامل‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬‮«‬تستشري‭ ‬آثارها‮»‬‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تبدو‭ ‬غير‭ ‬راغبة‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬الكثير‮»‬‭ ‬حيال‭ ‬ذلك‭. ‬

في‭ ‬الواقع،‭ ‬بينما‭ ‬كتب‭ ‬بورجر‭ ‬أن‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬مهمة‮»‬‭ ‬روبيو‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬كان‭ ‬‮«‬نقل‭ ‬استياء‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬‭ ‬من‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬قطر،‭ ‬أشار‭ ‬إريك‭ ‬مارتن،‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬بلومبرغ‭ ‬إلى‭ ‬امتناع‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬عن‭ ‬‮«‬انتقاد‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬وبدلًا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬ألقى‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬تصعيد‭ ‬العنف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وبجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة‭. ‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬استضافة‭ ‬قطر‭ ‬أكبر‭ ‬قاعدة‭ ‬عسكرية‭ ‬أمريكية‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬واختيارها‭ ‬كحليف‭ ‬رئيسي‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬شريكها‭ ‬القديم‭ ‬للهجوم‭ ‬لم‭ ‬يعني‭ ‬شيئًا‭ ‬لإدارة‭ ‬ترامب،‭ ‬والتي‭ ‬نفى‭ ‬روبيو‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭ ‬‮«‬ما‭ ‬حدث‭ ‬قد‭ ‬حدث،‭ ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬عدوان‭ ‬إسرائيل‭ ‬السافر‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يغير‭ ‬طبيعة‭ ‬علاقتنا‮»‬‭.‬

وخلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفي‭ ‬الذي‭ ‬جمعه‭ ‬بنتنياهو‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬سبتمبر،‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬اكتراث‭ ‬بلاده‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬الأمنية‭ ‬تجاه‭ ‬شركائها‭ ‬الإقليميين؛‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬كل‭ ‬دولة‮»‬‭ (‬في‭ ‬الواقع‭ ‬إسرائيل‭ ‬فقط‭) ‬لها‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬‮«‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬نفسها‭ ‬خارج‭ ‬حدودها‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬مسؤولي‭ ‬حماس‭ ‬ليسوا‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‮«‬أينما‭ ‬وجدوا‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬علاقات‭ ‬قوية‭ ‬مع‭ ‬واشنطن‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أثار‭ ‬حكيم‭ ‬كيف‭ ‬يتملك‭ ‬‮«‬تركيا‭ ‬ومصر‭ ‬القلق‮»‬‭ ‬بشأن‭ ‬هجمات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬مُحتملة‭ ‬ضدهما،‭ ‬وأنهما‭ ‬‮«‬أبلغتا‭ ‬الحكومة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بمخاوفهما‮»‬‭ ‬بشأن‭ ‬ذلك؛‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬على‭ ‬استهداف‭ ‬الطيران‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬لقطر‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬كيف‭ ‬تحظى‭ ‬طموحات‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالأسبقية‭ ‬لدى‭ ‬صانع‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكي،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العواقب‭ ‬الأوسع‭ ‬نطاقًا‭ ‬على‭ ‬شركائها‭ ‬الآخرين‭.‬

‮ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تجاهل‭ ‬روبيو‭ ‬غضب‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬جراء‭ ‬تصعيد‭ ‬إسرائيل‭ ‬للعدوان‭ ‬الخارجي،‭ ‬علق‭ ‬أيضًا‭ ‬عند‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نتنياهو‭ ‬قائلاً‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا،‭ ‬ومعرفة‭ ‬ما‭ ‬سيأتي‭ ‬لاحقًا‮»‬‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بغزة،‭ ‬وهو‭ ‬موقف‭ ‬ردد‭ ‬فيه‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬ترامب‭ ‬الخطاب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬بالكامل‭ ‬على‭ ‬استسلام‭ ‬حماس‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬زعم‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬يود‭ ‬‮«‬هزيمة‭ ‬حماس‭ ... ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬و«عودة‭ ‬جميع‭ ‬الرهائن‭ ‬الـ‭ ‬48‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭ ... ‬ويريد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‮»‬،‭ ‬أصر‭ ‬روبيو‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مصير‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬حماس،‭ ‬التي‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بوسعهم‭ ‬الاستسلام‭ ‬الليلة،‭ ‬إذا‭ ‬أرادوا‮»‬‭.‬

أشارت‭ ‬تصريحات‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬موجزة‮»‬‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬حماس،‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬ضمني‭ ‬لتصعيد‭ ‬إسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬غزة،‭ ‬والذي‭ ‬شمل‭ ‬مؤخرًا‭ ‬استهداف‭ ‬الأبراج‭ ‬السكنية،‭ ‬آخرها‭ ‬برج‭ ‬الغفري‭ ‬المكوّن‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬طابقًا‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬

واعتبر‭ ‬دانيال‭ ‬بايمن،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية،‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬‮«‬تخلّى‭ ‬عن‭ ‬المفاوضات‮»‬‭ ‬لصالح‭ ‬‮«‬توسيع‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‮»‬‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬دعا‭ ‬ماركو‭ ‬روبيو‭ ‬قطر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دور‭ ‬بنّاء‮»‬‭ ‬في‭ ‬جهود‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬نهج‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬تحميل‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬باستثناء‭ ‬إسرائيل‭ ‬مسؤولية‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬اليمينية‭ ‬هي‭ ‬العقبة‭ ‬الرئيسية‭ ‬أمام‭ ‬التهدئة‭.‬

أكدت‭ ‬زيارة‭ ‬روبيو‭ ‬أيضًا‭ ‬موقف‭ ‬واشنطن‭ ‬المتشدد،‭ ‬إذ‭ ‬أعرب‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬الضمني‭ ‬لتوسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭. ‬وأكدت‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬قبل‭ ‬الزيارة‭ ‬أن‭ ‬هدفها‭ ‬هو‭ ‬تعزيز‭ ‬‮«‬الاعتراف‭ ‬بالقدس‭ ‬كعاصمة‭ ‬أبدية‭ ‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬تستعد‭ ‬فيه‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬للاعتراف‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬الـ80‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

رفض‭ ‬روبيو‭ ‬إدانة‭ ‬المستوطنات،‭ ‬وصرّح‭ ‬بأن‭ ‬اعتراف‭ ‬فرنسا‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬وكندا‭ ‬وأستراليا‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬تأثير‮»‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬موقفه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬تبنّي‭ ‬السياسة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭.‬

وأشار‭ ‬بورجر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جدول‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬صُمم‭ ‬لتأكيد‭ ‬‮«‬الآثار‭ ‬التوراتية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دعم‭ ‬إسرائيل‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬القدس‭. ‬وقام‭ ‬روبيو‭ ‬بزيارة‭ ‬‮«‬مدينة‭ ‬داوود‮»‬‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬سلوان‭ ‬بالقدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬حيث‭ ‬يسيطر‭ ‬المستوطنون‭ ‬على‭ ‬أراضٍ‭ ‬فلسطينية‭. ‬وبرر‭ ‬الزيارة‭ ‬بأنها‭ ‬لموقع‭ ‬أثري‭ ‬مهم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تأييد‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬لهذا‭ ‬الاستيلاء‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬أصبح‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مما‭ ‬يقوّض‭ ‬فرص‭ ‬تحقيق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

أبرزت‭ ‬زيارة‭ ‬روبيو‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬سبتمبر‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬هي‭ ‬الداعم‭ ‬الأبرز‭ ‬لحملة‭ ‬نتنياهو‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬تواصل‭ ‬حكومات‭ ‬غربية‭ ‬أخرى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬رغم‭ ‬انتقاداتها‭ ‬العلنية‭. ‬فالمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬بقيادة‭ ‬كير‭ ‬ستارمر،‭ ‬استقبلت‭ ‬الرئيس‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إسحاق‭ ‬هرتسوغ‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬بعد‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬قطر،‭ ‬متجاهلة‭ ‬دعوات‭ ‬من‭ ‬نواب‭ ‬بمجلس‭ ‬العموم‭ ‬لمقاطعته،‭ ‬وواصفًا‭ ‬تلك‭ ‬الدعوات‭ ‬بأنها‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬سياسات‭ ‬طلابية‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬الإدانة‭ ‬البريطانية‭ ‬المتأخرة‭ ‬لانتهاكات‭ ‬غزة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬ستارمر‭ ‬بدت‭ ‬مكتفية‭ ‬بوعد‭ ‬هرتسوغ‭ ‬بإرسال‭ ‬‮«‬بعثة‭ ‬لتقصي‭ ‬الحقائق‮»‬‭ ‬لـ‮«‬دراسة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإنساني‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬دُعي‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬إلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬تشاتام‭ ‬هاوس،‭ ‬الذي‭ ‬وصف‭ ‬زيارته‭ ‬بأنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬‮«‬تعزيز‭ ‬الحوار‮»‬‭.‬

كرّر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني،‭ ‬ديفيد‭ ‬لامي،‭ ‬نية‭ ‬بلاده‭ ‬الاعتراف‭ ‬بفلسطين‭ ‬لاحقًا‭ ‬في‭ ‬سبتمبر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بذلك‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬موضع‭ ‬شك،‭ ‬خاصة‭ ‬تحت‭ ‬الضغط‭ ‬الأمريكي‭ ‬والإسرائيلي‭.‬

وفيما‭ ‬اجتمع‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬الدوحة‭ ‬وانعقدت‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الطارئة‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬التصعيد‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬أظهرت‭ ‬زيارة‭ ‬روبيو‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬أمريكية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬لورا‭ ‬كيلي‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬هيل‮»‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬استمرار‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لتوسيع‭ ‬الحرب،‭ ‬رغم‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬توتر‭ ‬بين‭ ‬ترامب‭ ‬ونتنياهو‭ ‬بعد‭ ‬غارات‭ ‬قطر‭.‬

ومع‭ ‬مرافقة‭ ‬روبيو‭ ‬لترامب‭ ‬في‭ ‬زيارته‭ ‬بريطانيا،‭ ‬أشار‭ ‬بورجر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الاعتراف‭ ‬بفلسطين‮»‬‭ ‬سيكون‭ ‬نقطة‭ ‬خلاف‭ ‬أمريكية‭ - ‬بريطانية،‭ ‬لكن‭ ‬ترحيب‭ ‬حكومة‭ ‬ستارمر‭ ‬بهرتسوغ‭ ‬يؤكد‭ ‬استمرار‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬متهمة‭ ‬بجرائم‭ ‬حرب‭.‬

وفي‭ ‬النهاية،‭ ‬قالت‭ ‬لوكوود‭ ‬إن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬قد‭ ‬تلاشى‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬تساءل‭ ‬حكيم‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬واشنطن‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬إسرائيل‭.‬

مع‭ ‬غياب‭ ‬المساءلة‭ ‬الدولية،‭ ‬وارتباط‭ ‬المواقف‭ ‬الغربية‭ ‬بحسابات‭ ‬المصالح‭ ‬لا‭ ‬العدالة،‭ ‬تتجه‭ ‬المنطقة‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التأزم،‭ ‬فيما‭ ‬يبقى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحلفاء‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬مفتوحة‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬تُفرض‭ ‬بالقوة‭ ‬والدعم‭ ‬السياسي‭ ‬اللامحدود‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا