العدد : ١٧٣٤٦ - الجمعة ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٦ - الجمعة ١٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

يتغابين ولسن غبيّات

يعتبرني‭ ‬البعض‭ ‬فارسا‭ ‬صنديدا‭ ‬مستحقا‭ ‬لمسمى‭ ‬‮«‬حفيد‭ ‬عنترة‮»‬،‭ ‬لأنني‭ ‬‭ ‬فيما‭ ‬يرون‭ ‬‭ ‬أستطيع‭ ‬ان‭ ‬أقول‭ ‬اشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬عن‭ ‬النساء،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬العواقب‭ (‬أي‭ ‬زوجتي‭)‬،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يحسب‭ ‬ان‭ ‬المدام‭ ‬قطة‭ ‬مغمضة‭ ‬وديعة‭ ‬لا‭ ‬تخربش،‭ ‬بل‭ ‬وان‭ ‬البعض‭ ‬يعتقد‭ ‬انها‭ ‬أمية‭ ‬لا‭ ‬تقرأ‭ ‬ما‭ ‬أكتب‭ ‬ما‭ ‬يفسر‭ ‬تلك‭ ‬الشجاعة‭ ‬المتوَهَّمة،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يسألني‭: ‬هل‭ ‬انت‭ ‬فعلا‭ ‬متزوج؟‭ ‬سؤال‭ ‬سخيف‭ ‬فكأنما‭ ‬هناك‭ ‬زواج‭ ‬‮«‬فعلا‮»‬‭ ‬وزواج‭ ‬‮«‬نظريا‮»‬‭!! ‬نعم‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭: ‬انا‭ ‬متزوج‭ ‬جدا‭. ‬متزوج‭ ‬محترف‭ ‬ومن‭ ‬أرباب‭ ‬السوابق،‭ ‬يعني‭ ‬متزوج‭ ‬منذ‭ ‬حفر‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وأحترم‭ ‬زوجتي‭ ‬جدا‭ ‬وأخاف‭ ‬منها‭ ‬جدا،‭ ‬ولهذا‭ ‬فإنني‭ ‬أخفي‭ ‬عنها‭ ‬أي‭ ‬زاوية‭ ‬فيها‭ ‬مساس‭ ‬بالمرأة‭ ‬او‭ ‬الزوجات،‭ ‬او‭ ‬انتقد‭ ‬فيها‭ ‬نظرتها‭ ‬الى‭ ‬الأمور‭ ‬وولعها‭ ‬العجيب‭ ‬باقتناء‭ ‬بالمفارش‭ ‬والاحذية،‭ ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬حظي،‭ ‬فيما‭ ‬مضى‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬تسليم‭ ‬الصحف‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬مقالاتي‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬وكانت‭ ‬احيانا‭ ‬تسألني‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬احضر‭ ‬الجريدة‭ ‬معي‭ ‬الى‭ ‬البيت،‭ ‬فأقول‭ ‬لها‭: ‬إنني‭ ‬لا‭ ‬احصل‭ ‬على‭ ‬نسخ‭ ‬مجانية‭ ‬وان‭ ‬الجريدة‭ ‬الواحدة‭ ‬تباع‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬5‭$‬،‭ ‬‮«‬ولا‭ ‬داعي‭ ‬لإهدار‭ ‬مواردنا‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬المفارش‮»‬‭.. ‬ثم‭ ‬طلبا‭ ‬للأمان‭ ‬والسلامة‭ ‬صرت‭ ‬لا‭ ‬أقتني‭ ‬الصحف‭ ‬التي‭ ‬أتعامل‭ ‬معها‭ ‬بل‭ ‬أقرأها‭ ‬ببلاش‭ ‬على‭ ‬النت،‭ ‬ولحسن‭ ‬حظي‭ ‬فإن‭ ‬المدام‭ ‬تعتقد‭ ‬ان‭ ‬الانترنت‭ ‬رجس‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬الشيطان‭ ‬وتجتنبه،‭ ‬فصرت‭ ‬أسرح‭ ‬وأمرح‭ ‬وأشطح‭ ‬وأنطح،‭ ‬في‭ ‬فيسبوك‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬النسوية‭ ‬والزوجية‭ ‬بقلب‭ ‬جامد،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬من‭ ‬العواقب‭.‬

ونجاحي‭ ‬في‭ ‬الضحك‭ ‬على‭ ‬زوجتي‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬الرجل‭ ‬أكثر‭ ‬ذكاء‭ ‬من‭ ‬المرأة‭ ‬برغم‭ ‬تآمر‭ ‬وزارات‭ ‬التربية‭ ‬بجعل‭ ‬البنات‭ ‬متفوقات‭ ‬على‭ ‬الاولاد‭ ‬في‭ ‬الامتحانات‭ ‬المدرسية،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬كن‭ ‬متفوقات‭ ‬فعلا‭ ‬فالغلبة‭ ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬النهاية‭: ‬فبعد‭ ‬الزواج‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬مقدور‭ ‬الزوج‭ ‬ان‭ ‬يضحك‭ ‬على‭ ‬عقل‭ ‬زوجته‭ ‬او‭ ‬ان‭ ‬يلحس‭ ‬عقلها‭ ‬بالكلام‭ ‬المعسول‭. ‬نعم‭ ‬فالكلمة‭ ‬الحلوة‭ ‬تساوي‭ ‬كنوز‭ ‬الدنيا‭ ‬عند‭ ‬المرأة‭ ‬ويستحسن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬الكلمات‭ ‬مصحوبة‭ ‬بالهدايا‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭. ‬ويحكى‭ ‬ان‭ ‬رجلا‭ ‬زار‭ ‬صديقا‭ ‬له‭ ‬عجوزا‭ ‬لشرب‭ ‬الشاي‭ ‬بالنعناع‭ ‬ولاحظ‭ ‬ان‭ ‬مضيفه‭ ‬ينادي‭ ‬زوجته‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬بعبارات‭ ‬مثل‭: ‬يا‭ ‬حبيبتي‭. ‬نعم‭ ‬يا‭ ‬عيوني‭ (‬لو‭ ‬قلت‭ ‬لزوجتي‭: ‬يا‭ ‬عيوني،‭ ‬لخلعتني‭ ‬لأن‭ ‬عيوني‭ ‬حاجة‭ ‬تكسف‭).. ‬تعالي‭ ‬يا‭ ‬عمري‭. ‬كم‭ ‬سكر‭ ‬في‭ ‬الشاي‭ ‬يا‭ ‬كتكوتي‭ (‬ماذا‭ ‬يعجب‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬يناديها‭ ‬شخص‭ ‬بالكتكوتة؟‭ ‬وهل‭ ‬تقبل‭ ‬ان‭ ‬يناديها‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬لاحقا‭ ‬بـ‮«‬يا‭ ‬دجاجة‮»‬‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬ان‭ ‬تلك‭ ‬سنة‭ ‬الحياة‭ ‬ولابد‭ ‬للكتكوتة‭ ‬أن‭ ‬تكبر؟‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬كتكوتة‭ ‬أحلى‭ ‬من‭ ‬بابمكين‭ ‬التي‭ ‬ينادي‭ ‬بها‭ ‬الامريكي‭ ‬حبيبته‭ ‬والبابمكين‭ ‬هو‭ ‬القرع‭).. ‬المهم‭ ‬ان‭ ‬الضيف‭ ‬استغل‭ ‬خروج‭ ‬الكتكوتة‭ ‬لجلب‭ ‬كعكة‭ ‬وقال‭ ‬لصاحب‭ ‬المنزل‭: ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬فأنت‭ ‬تحب‭ ‬زوجتك‭ ‬وتدللها‭ ‬رغم‭ ‬انكما‭ ‬متزوجان‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬خمس‭ ‬وأربعين‭ ‬سنة‭!! ‬هنا‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬العجوز‭: ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬هي‭ ‬انني‭ ‬نسيت‭ ‬اسمها‭ ‬منذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬ولا‭ ‬اريد‭ ‬لها‭ ‬ان‭ ‬تكتشف‭ ‬ذلك،‭ ‬فتنكد‭ ‬عيشتي،‭ ‬ولهذا‭ ‬استخدم‭ ‬ألفاظ‭ ‬التدليع‭ ‬والتدليل‭!‬

ويعرف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬ان‭ ‬النساء‭ ‬لسن‭ ‬غبيات‭ ‬بل‭ ‬يتغابين‭ ‬ويجعلننا‭ ‬نحس‭ ‬بالتفوق،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فهن‭ ‬اللواتي‭ ‬يضحكن‭ ‬علينا،‭ ‬يعني‭ ‬بالعامية‭ ‬يعاملننا‭ ‬على‭ ‬‮«‬قدر‭ ‬عقولنا‮»‬،‭ ‬ولكن‭ ‬الغربيين‭ ‬يعتقدون‭ ‬ان‭ ‬الشقراوات‭ ‬غبيات‭ ‬بالوراثة‭ (‬وعندنا‭ ‬تجد‭ ‬سوداء‭ ‬كأبي‭ ‬الجعافر‭ ‬وشعرها‭ ‬أشقر‭ ‬ودي‭ ‬تيجي‭ ‬إزاي؟‭ ‬عرفت‭ ‬الإجابة؟‭ ‬عليك‭ ‬نور‭) ‬وهكذا‭ ‬تم‭ ‬تنظيم‭ ‬اجتماع‭ ‬حضرته‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬شقراء‭ ‬ليؤكدن‭ ‬أنهن‭ ‬ذكيات‭ ‬ونادت‭ ‬زعيمتهن‭ ‬واحدة‭ ‬وأوقفتها‭ ‬أمام‭ ‬المايكروفون‭ ‬وسألتها‭: ‬كم‭ ‬تساوي‭ ‬30‭ ‬زائد‭ ‬30‭ ‬فقالت‭: ‬19،‭ ‬فشعرت‭ ‬الزعيمة‭ ‬بالحرج‭ ‬ولكن‭ ‬آلاف‭ ‬الأصوات‭ ‬ارتفعت‭ ‬مطالبة‭ ‬بمنحها‭ ‬فرصة‭ ‬اخرى‭ ‬وهكذا‭ ‬سألتها‭: ‬كم‭ ‬تساوي‭ ‬15‭ + ‬15‭ ‬فأجابت‭: ‬90‭ ‬وكادت‭ ‬الزعيمة‭ ‬ان‭ ‬تسقط‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬الخجل‭ ‬ولكن‭ ‬الأصوات‭ ‬تعالت‭ ‬مجددا‭: ‬أعطوها‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى،‭ ‬فسألتها‭ ‬الزعيمة‭: ‬كم‭ ‬تساوي‭ ‬2‭ + ‬2؟‭ ‬فقالت‭: ‬4،‭ ‬هنا‭ ‬انفجرت‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬حنجرة‭ ‬بالصراخ‭: ‬أعطوها‭ ‬فرصة‭ ‬أخرى‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا