العدد : ١٧٣٤٣ - الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤٣ - الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

حل لغز الغازات

لأنني‭ ‬أعرف‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الأذان‭ ‬في‭ ‬مالطا،‭ ‬أي‭ ‬أمر‭ ‬بلا‭ ‬طائل‭ (‬كمن‭ ‬يؤذن‭ ‬في‭ ‬مالطا،‭ ‬مثل‭ ‬قديم‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬أو‭ ‬ينصح‭ ‬أو‭ ‬يقترح‭ ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬آذانا‭ ‬مصغية‭ ‬له،‭ ‬وأصل‭ ‬المثل‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬روايات،‭ ‬أقربها‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬أن‭ ‬شيخا‭ ‬مغربيا‭ ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬مالطا‭ ‬وعندما‭ ‬حان‭ ‬وقت‭ ‬الصلاة‭ ‬أخذ‭ ‬يؤذن‭ ‬ولم‭ ‬يعره‭ ‬أحد‭ ‬أي‭ ‬اهتمام،‭ ‬ثم‭ ‬أقام‭ ‬الصلاة‭ ‬وحيدا‭ ‬فذهب‭ ‬المثل‭ ‬‮«‬كمن‭ ‬يؤذن‭ ‬في‭ ‬مالطا‮»‬‭).‬

جاء‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬تايم‭ ‬الامريكية‭ ‬ان‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬تقلب‭ ‬الأحوال‭ ‬المناخية‭ ‬يتطلب‭ ‬حلولا‭ ‬سيريالية‭ (‬لا‭ ‬تقل‭ ‬سوريالية‭ ‬لأن‭ ‬الكلمة‭ ‬الصحيحة‭ ‬هي‭ ‬سيريالية‭ ‬لأن‭ ‬لفظها‭ ‬الأصلي‭ ‬هو‭ ‬sur-real‭ ‬سير‭-‬رِيال،‭ ‬وتعني‭ ‬ما‭ ‬وراء‭/ ‬فوق‭ ‬الواقع‭. ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬يتقبله‭ ‬العقل‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الحلول‭: ‬إبادة‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الأبقار،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬ان‭ ‬الأبقار‭ ‬تتسم‭ ‬بدرجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬الحياء،‭ ‬ولا‭ ‬تكف‭ ‬عن‭ ‬إصدار‭ ‬وإطلاق‭ ‬الغازات‭ ‬وخاصة‭ ‬غاز‭ ‬الميثان‭ ‬الذي‭ ‬تضارع‭ ‬أضراره‭ ‬أضرار‭ ‬ثاني‭ ‬اكسيد‭ ‬الكربون،‭ ‬ومعنى‭ ‬هذا‭ ‬ان‭ ‬سكان‭ ‬معظم‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬سيضطرون‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬يصبحوا‭ ‬نباتيين،‭ ‬وهذا‭ ‬الحل‭ ‬غير‭ ‬عملي‭ ‬لأسباب‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية،‭ ‬فالبقر‭ ‬هو‭ ‬مصدر‭ ‬البيرغر،‭ ‬والبيرغر‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬اهم‭ ‬اسلحة‭ ‬الغزو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الأمريكي‭. ‬وعندي‭ ‬اقتراح‭ ‬بديل‭ ‬يستند‭ ‬الى‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬الفاصوليا‭ ‬مولِّد‭ ‬أساسي‭ ‬للغازات،‭ ‬وأتحداك‭ ‬أن‭ ‬تشبع‭ ‬من‭ ‬الفاصوليا‭ ‬البيضاء،‭ ‬وتصمد‭ ‬ولو‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬‮«‬بااااع‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬البريطانيين‭ ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬أكلاً‭ ‬للفاصوليا،‭ ‬والمعلب‭ ‬منها‭ ‬بالتحديد،‭ ‬بل‭ ‬تعتبر‭ ‬الفاصوليا‭ ‬عند‭ ‬البريطانيين‭ ‬من‭ ‬المقبلات‭ ‬تارة‭ ‬ومن‭ ‬الحلويات‭ ‬تارة‭ ‬أخرى،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬منها‭ ‬بيت،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬إنتاج‭ ‬البريطانيين‭ ‬من‭ ‬الغازات‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬انتاج‭ ‬الابقار‭ ‬منها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬بيع‭ ‬الفاصوليا‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬أو‭ ‬نقل‭ ‬البريطانيين‭ ‬إلى‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬ليحتل‭ ‬العرب‭ ‬الجزر‭ ‬البريطانية‭ ‬ويستقروا‭ ‬فيها،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تكبد‭ ‬المشاق‭ ‬سنويا‭ ‬لزيارتها‭ ‬والتعرض‭ ‬للاستعباط‭ ‬والاستكراد‭ ‬فيها‭. ‬ولكن‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬واصل‭ ‬البريطانيون‭ ‬إطلاق‭ ‬غازات‭ ‬الفاصوليا‭ ‬في‭ ‬القطب‭ ‬الجنوبي‭ ‬فستذوب‭ ‬ثلوجه‭ ‬ويرتفع‭ ‬منسوب‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬المحيطات‭ ‬وتغرق‭ ‬معظم‭ ‬الجزر‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬إنجلترا‭ ‬فيدخل‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الحداد‭!! ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬الفاصوليا‭ ‬فلا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬أبناء‭ ‬عمومتها‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬الفول‭ ‬والحمص‭ ‬اللذان‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فعلا‭ ‬الأفاعيل‭ ‬بالأوزون‭ ‬العربي‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ظهورنا‭ ‬لأننا‭ ‬قوم‭ ‬غافلون‭ ‬ولا‭ ‬نحسن‭ ‬إلا‭ ‬البكاء‭ ‬على‭ ‬اللبن‭ ‬المسكوب‭! (‬أجريت‭ ‬دراسة‭ ‬عن‭ ‬ثورة‭ ‬مصر‭ ‬ضد‭ ‬نظام‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬واكتشفت‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬استهلاك‭ ‬المصريين‭ ‬للفول‭ ‬انخفضت‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬تلك‭ ‬الثورة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬صحصحتهم‭ ‬وتنبههم‭ ‬إلى‭ ‬الفساد‭ ‬الذي‭ ‬نخر‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وأهلك‭ ‬العباد،‭ ‬فكانت‭ ‬الثورة‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬كان‭).‬

والحل‭ ‬الآخر‭ ‬لمشكلة‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحراري‭ ‬حسبما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬تايم‭ ‬هو‭ ‬إلزام‭ ‬جميع‭ ‬سكان‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬بدهن‭ ‬بيوتهم‭ ‬باللون‭ ‬الأبيض‭ ‬كي‭ ‬تعكس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬ويتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬استخدام‭ ‬اللون‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬رصف‭ ‬الشوارع‭ ‬وخاصة‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة‭ (‬هاي‭ ‬واي‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬زاوية‭ ‬شخصية‭ ‬فإنني‭ ‬اؤيد‭ ‬هذا‭ ‬الاقتراح‭ ‬لأن‭ ‬الزفت‭ (‬القار‭) ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬رصف‭ ‬الطرق‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬ذا‭ ‬لون‭ ‬فاتح‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتمكن‭ ‬أحدهم‭ ‬من‭ ‬الزعم‭ ‬بأن‭ ‬لون‭ ‬بشرة‭ ‬ابي‭ ‬الجعافر‭ ‬‮«‬زي‭ ‬الزفت‮»‬‭.‬

واقترح‭ ‬خبراء‭ ‬تايم‭ ‬أيضا‭ ‬نصب‭ ‬مرايا‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬المدارات‭ ‬الفضائية‭ ‬لتعكس‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬برودة‭ ‬معقولة‭ ‬في‭ ‬الطقس،‭ ‬ولكن‭ ‬يا‭ ‬خوفي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المرايا‭ ‬ستستخدم‭ ‬للمغازلات‭ ‬العابرة‭ ‬للقارات،‭ ‬وتخيل‭ ‬حال‭ ‬شبابنا‭ ‬المعاصر‭ ‬الذي‭ ‬يعرف‭ ‬عن‭ ‬بريتني‭ ‬سبيرز‭ ‬وبيونسي‭ ‬وكريستين‭ ‬اقيليرا‭ ‬أضعاف‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬عن‭ ‬الرازي‭ ‬وعباس‭ ‬بن‭ ‬فرناس‭ ‬وجعفر‭ ‬عباس‭. ‬تخيل‭ ‬حاله‭ ‬عندما‭ ‬يرى‭ ‬انعكاسات‭ ‬وجوه‭ ‬حسناوات‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المرايا‭! ‬لا‭ ‬شك‭ ‬انهم‭ ‬سيناطحون‭ ‬السحاب‭!! ‬وأنت‭ ‬جالس‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬أو‭ ‬لاهور‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬السويد‭ ‬وتعاكسها‭ ‬مستخدما‭ ‬انعكاس‭ ‬اشعة‭ ‬الشمس‭ ‬رغم‭ ‬أنك‭ ‬تعرف‭ ‬انها‭ ‬ستتجاوب‭ ‬معك‭ ‬في‭ ‬المشمش‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا