زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
حل لغز الغازات
لأنني أعرف أن الحديث عن التغيرات المناخية في العالم العربي من قبيل الأذان في مالطا، أي أمر بلا طائل (كمن يؤذن في مالطا، مثل قديم يطلق على من يتحدث أو ينصح أو يقترح ولا يجد آذانا مصغية له، وأصل المثل يعود إلى عدة روايات، أقربها إلى الواقع أن شيخا مغربيا جاء إلى مالطا وعندما حان وقت الصلاة أخذ يؤذن ولم يعره أحد أي اهتمام، ثم أقام الصلاة وحيدا فذهب المثل «كمن يؤذن في مالطا»).
جاء في مجلة تايم الامريكية ان حل مشكلة الاحتباس الحراري التي تسبب تقلب الأحوال المناخية يتطلب حلولا سيريالية (لا تقل سوريالية لأن الكلمة الصحيحة هي سيريالية لأن لفظها الأصلي هو sur-real سير-رِيال، وتعني ما وراء/ فوق الواقع. ومن ثم لا يتقبله العقل)، ومن بين تلك الحلول: إبادة مئات الملايين من الأبقار، لأنه من المعروف ان الأبقار تتسم بدرجة عالية من قلة الحياء، ولا تكف عن إصدار وإطلاق الغازات وخاصة غاز الميثان الذي تضارع أضراره أضرار ثاني اكسيد الكربون، ومعنى هذا ان سكان معظم بلدان العالم سيضطرون الى ان يصبحوا نباتيين، وهذا الحل غير عملي لأسباب اقتصادية وسياسية، فالبقر هو مصدر البيرغر، والبيرغر واحد من اهم اسلحة الغزو الاقتصادي الأمريكي. وعندي اقتراح بديل يستند الى حقيقة ان الفاصوليا مولِّد أساسي للغازات، وأتحداك أن تشبع من الفاصوليا البيضاء، وتصمد ولو نصف ساعة من دون أن تقول «بااااع»، ومن المعروف أن البريطانيين هم أكثر شعوب الأرض أكلاً للفاصوليا، والمعلب منها بالتحديد، بل تعتبر الفاصوليا عند البريطانيين من المقبلات تارة ومن الحلويات تارة أخرى، لأنه لا يخلو منها بيت، ومن ثم فإن إنتاج البريطانيين من الغازات سيئة السمعة لا يقل عن انتاج الابقار منها، ومن ثم فلا بد من حظر بيع الفاصوليا في بريطانيا أو نقل البريطانيين إلى القطب الجنوبي ليحتل العرب الجزر البريطانية ويستقروا فيها، بدلا من تكبد المشاق سنويا لزيارتها والتعرض للاستعباط والاستكراد فيها. ولكن تكمن الخطورة في أنه لو واصل البريطانيون إطلاق غازات الفاصوليا في القطب الجنوبي فستذوب ثلوجه ويرتفع منسوب المياه في المحيطات وتغرق معظم الجزر على رأسها إنجلترا فيدخل العرب في حالة من الحداد!! وإذا كان لا بد من حظر الفاصوليا فلا بد من حظر أبناء عمومتها على رأسها الفول والحمص اللذان لا شك فعلا الأفاعيل بالأوزون العربي من وراء ظهورنا لأننا قوم غافلون ولا نحسن إلا البكاء على اللبن المسكوب! (أجريت دراسة عن ثورة مصر ضد نظام حسني مبارك واكتشفت أن نسبة استهلاك المصريين للفول انخفضت في سنوات ما قبل تلك الثورة، ما أدى إلى صحصحتهم وتنبههم إلى الفساد الذي نخر في البلاد وأهلك العباد، فكانت الثورة ثم كان ما كان).
والحل الآخر لمشكلة الاحتباس الحراري حسبما جاء في مجلة تايم هو إلزام جميع سكان الكرة الأرضية بدهن بيوتهم باللون الأبيض كي تعكس أشعة الشمس إلى أعلى ويتطلب ذلك استخدام اللون الأبيض في رصف الشوارع وخاصة الطرق السريعة (هاي واي)، ومن زاوية شخصية فإنني اؤيد هذا الاقتراح لأن الزفت (القار) المستخدم في رصف الطرق لا بد أن يصبح ذا لون فاتح حتى لا يتمكن أحدهم من الزعم بأن لون بشرة ابي الجعافر «زي الزفت».
واقترح خبراء تايم أيضا نصب مرايا ضخمة في المدارات الفضائية لتعكس أشعة الشمس بما يكفل برودة معقولة في الطقس، ولكن يا خوفي من أن تلك المرايا ستستخدم للمغازلات العابرة للقارات، وتخيل حال شبابنا المعاصر الذي يعرف عن بريتني سبيرز وبيونسي وكريستين اقيليرا أضعاف ما يعرف عن الرازي وعباس بن فرناس وجعفر عباس. تخيل حاله عندما يرى انعكاسات وجوه حسناوات الشرق والغرب على تلك المرايا! لا شك انهم سيناطحون السحاب!! وأنت جالس في دارفور أو لاهور تستطيع أن ترى فتاة من السويد وتعاكسها مستخدما انعكاس اشعة الشمس رغم أنك تعرف انها ستتجاوب معك في المشمش.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك