العدد : ١٧٣٤١ - الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٤١ - الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

مقالات

جائزة الأميرة سبيكة لتقدم المرأة.. يد التميز تمتد للمرة الثامنة

بقلم: المحامية هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٤ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

التغيير‭ ‬هو‭ ‬سنة‭ ‬الحياة‭ ‬ومن‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬تتغير‭ ‬المفاهيم‭ ‬والأفكار‭ ‬والآراء‭ ‬لتواكب‭ ‬المستجدات‭ ‬المجتمعية‭ ‬المحلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وقد‭ ‬استوقفتني‭ ‬إحدى‭ ‬حواراتنا‭ ‬العائلية‭ ‬حول‭ ‬حجم‭ ‬المعرفة‭ ‬عند‭ ‬الأطفال‭ ‬وفئة‭ ‬الشباب‭ ‬واتصالهم‭ ‬بالأحداث‭ ‬العالمية‭ ‬وسرعة‭ ‬وصول‭ ‬الخبر‭ ‬إليهم‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬الأحداث‭ ‬العالمية‭ ‬بسهولة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتناقض‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬تناقله‭ ‬موروثنا‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬المثل‭ ‬القائل‭ ‬بأن‭ ( ‬أكبر‭ ‬منك‭ ‬بيوم‭ ‬أعلم‭ ‬منّك‭ ‬بسنة‭)  ‬فما‭ ‬عاد‭ ‬الكبير‭  ‬دائماً‭ ‬يعرف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الصغير،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التقدم‭ ‬التكنولوجي‭ ‬أصبح‭ ‬الصغير‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يعلم‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الكبير‭.‬

وحيث‭ ‬إنني‭ ‬قد‭ ‬تشرفت‭ ‬بحضور‭ ‬الحفل‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بمناسبة‭ ‬إطلاق‭ ‬النسخة‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ (‬جائزة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لتقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭) ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الثامنة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انطلقت‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬بالأمر‭ ‬الملكي‭ ‬رقم‭ (‬5‭) ‬لسنة‭ ‬2004‭ ‬بهدف‭ ‬تشجيع‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة‭ ‬وهيئاتها‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والأفراد‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬وإبراز‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الجائزة‭ ‬وتتويج‭ ‬أكثرها‭ ‬إبداعاً‭ ‬وفاعلية،‭ ‬وتُمنح‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬كل‭ ‬سنتين‭ ‬للفائزين‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬المذكورة،‭ ‬وقد‭ ‬تنامى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬جائزة‭ ‬سموها‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬عدد‭ ‬المشاركات‭ ‬356‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬زيادة‭ ‬الضعف‭ ‬عن‭ ‬الدورة‭ ‬السابقة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬171‭ ‬مشاركة،‭ ‬في‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬بأهمية‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬وحرص‭ ‬الجهات‭ ‬المخاطبة‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬إبراز‭ ‬نتائج‭ ‬جهودها‭ ‬التي‭ ‬بُذلت‭ ‬لدعم‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الجائزة‭ ‬قد‭ ‬أسهمت‭ ‬بترسيخ‭ ‬وتعزيز‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لإدماج‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬رأيي‭ ‬الشخصي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬ثانية‭ ‬للإدماج‭ ‬مستقلة‭ ‬بذاتها‭ ‬وموازية‭ ‬للأولى‭ ‬لأنها‭ ‬تُسهم‭ ‬‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬الاستراتيجيات‭ ‬الوطنية‭ ‬الرسمية‭ - ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬خلاصة‭ ‬الأفضل‭ ‬من‭ ‬الممارسات‭ ‬الداعمة‭ ‬لتقدم‭ ‬المرأة،‭ ‬وعليه‭ ‬فإنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشجيعها‭  ‬للمشاركين‭  ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ ‬قد‭ ‬تخلق‭ ‬لديهم‭ ‬بيئة‭ ‬تنافسية‭ ‬إبداعية‭ ‬ذات‭ ‬أفكار‭ ‬مبتكرة‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬دعم‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الاستعداد‭ ‬للتقدم‭ ‬للجائزة‭ ‬وفيما‭ ‬بعدها‭.‬

لذلك‭ ‬حظيت‭ ‬جائزة‭ ‬سمو‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬بعدما‭ ‬حققته‭ ‬من‭ ‬نجاح‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬باستحسان‭ ‬هيئة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وتبنّت‭ ‬جائزة‭ ‬سموّها‭ ‬العالمية‭ ‬لتمكين‭ ‬المرأة‭ ‬لتشجيع‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬المستدامة‭ ‬لدولها‭ ‬باعتبارها‭ ‬شريكا‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭.‬

وعوداً‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والتفكير‭ ‬عند‭ ‬الصغار،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬الجائزة‭ ‬قد‭ ‬رسّخت‭ ‬لوجودها‭ ‬وطنياً‭ ‬وعالمياً،‭ ‬ففي‭ ‬رأيي‭ ‬أن‭ ‬نلتفت‭ ‬إلى‭ ‬الصغار،‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لتشجيع‭ ‬تولّد‭ ‬أفكار‭ ‬جديدة‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬ابتكاراً‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إشراك‭ ‬فئة‭ ‬الطلبة‭ (‬المدارس‭ ‬والجامعات‭) ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬أفكارهم‭ ‬ومقترحاتهم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بدعم‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عصف‭ ‬ذهني‭ ‬مستمر‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استبانات‭ ‬أو‭ ‬لقاءات‭ ‬دورية،‭ ‬تتعرف‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬الجائزة‭ ‬وموضوعها‭ ‬وأهدافها‭ ‬ومنها‭ ‬يمكن‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬أفكارهم،‭  ‬ولربما‭  ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬توطئة‭ ‬لمشاركات‭ ‬مستقبلية‭ ‬قادمة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الجائزة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يتم‭ ‬إعداد‭ ‬أجيال‭ ‬مستقبلية‭ ‬وتربيتها‭ ‬على‭ ‬ثقافة‭ ‬دعم‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬والتوازن‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭.‬

 

Hanadi‭.‬aljowder@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا