القراء الأعزاء،
التغيير هو سنة الحياة ومن الطبيعي أن تتغير المفاهيم والأفكار والآراء لتواكب المستجدات المجتمعية المحلية والخارجية، وقد استوقفتني إحدى حواراتنا العائلية حول حجم المعرفة عند الأطفال وفئة الشباب واتصالهم بالأحداث العالمية وسرعة وصول الخبر إليهم وقدرتهم على متابعة الأحداث العالمية بسهولة، وهو أمر يتناقض تماما مع ما تناقله موروثنا الشعبي في المثل القائل بأن ( أكبر منك بيوم أعلم منّك بسنة) فما عاد الكبير دائماً يعرف أكثر من الصغير، بل على العكس فإنه في ظل التقدم التكنولوجي أصبح الصغير غالباً ما يعلم أكثر بكثير من الكبير.
وحيث إنني قد تشرفت بحضور الحفل الذي نظمته الأمانة العامة للمجلس الأعلى للمرأة في منتصف الأسبوع الماضي بمناسبة إطلاق النسخة الثامنة من (جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتقدم المرأة البحرينية) في نسختها الثامنة بعد أن انطلقت عام 2004 بالأمر الملكي رقم (5) لسنة 2004 بهدف تشجيع وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها العامة والخاصة ومنظمات المجتمع المدني والأفراد على دعم تقدم المرأة البحرينية وإبراز هذه الجهود من خلال المشاركة في الجائزة وتتويج أكثرها إبداعاً وفاعلية، وتُمنح بشكل دوري كل سنتين للفائزين من الفئات المذكورة، وقد تنامى الاهتمام بالمشاركة في جائزة سموها حيث بلغت عدد المشاركات 356 مشاركة في عام 2022 وهو ما يقارب زيادة الضعف عن الدورة السابقة لها في عام 2020 والتي بلغت 171 مشاركة، في دلالة على ارتفاع نسبة الوعي المجتمعي بأهمية أهداف هذه الجائزة وحرص الجهات المخاطبة بها على إبراز نتائج جهودها التي بُذلت لدعم تقدم المرأة البحرينية.
ولا شك أن الجائزة قد أسهمت بترسيخ وتعزيز وتحقيق أهداف الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية على أسس من مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين، إلا أنها في رأيي الشخصي استطاعت أن تكون خطة وطنية ثانية للإدماج مستقلة بذاتها وموازية للأولى لأنها تُسهم – خارج نطاق الاستراتيجيات الوطنية الرسمية - في إبراز خلاصة الأفضل من الممارسات الداعمة لتقدم المرأة، وعليه فإنها من خلال تشجيعها للمشاركين من جميع الفئات قد تخلق لديهم بيئة تنافسية إبداعية ذات أفكار مبتكرة تصب في واقع دعم تقدم المرأة، خلال فترة الاستعداد للتقدم للجائزة وفيما بعدها.
لذلك حظيت جائزة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بعدما حققته من نجاح على المستويات الوطنية في مملكة البحرين باستحسان هيئة الأمم المتحدة وتبنّت جائزة سموّها العالمية لتمكين المرأة لتشجيع بقية دول العالم الأعضاء في الأمم المتحدة على إشراك المرأة في التنمية الشاملة المستدامة لدولها باعتبارها شريكا وفق مبدأ تكافؤ الفرص.
وعوداً على ذي بدء والمتعلق بالعلم والمعرفة والتفكير عند الصغار، وحيث إن الجائزة قد رسّخت لوجودها وطنياً وعالمياً، ففي رأيي أن نلتفت إلى الصغار، ذلك أنه لتشجيع تولّد أفكار جديدة وربما تكون أكثر ابتكاراً أرى أن يتم إشراك فئة الطلبة (المدارس والجامعات) للتعرف على أفكارهم ومقترحاتهم المتعلقة بدعم تقدم المرأة في عصف ذهني مستمر قد يكون من خلال استبانات أو لقاءات دورية، تتعرف من خلالها هذه الفئة على فكرة الجائزة وموضوعها وأهدافها ومنها يمكن التعرف على بعض أفكارهم، ولربما كان ذلك توطئة لمشاركات مستقبلية قادمة لهم في الجائزة، وفي الوقت ذاته يتم إعداد أجيال مستقبلية وتربيتها على ثقافة دعم تقدم المرأة وفق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين.
Hanadi.aljowder@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك