العدد : ١٧٣٩٢ - الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٩٢ - الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

محمد بن زايد.. والموقف الخليجي

المواقف‭ ‬الثابتة،‭ ‬والبيانات‭ ‬العاجلة،‭ ‬والاتصالات‭ ‬والتحركات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية،‭ ‬جراء‭ ‬الاعتداء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬السافر‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬القطرية‭ ‬وانتهاك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك،‭ ‬الذي‭ ‬يؤمن‭ ‬بالمصير‭ ‬الواحد‭.‬

وأمام‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬والتأييد‭ ‬والتضامن‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ثمة‭ ‬موقف‭ ‬إماراتي‭ ‬خليجي،‭ ‬يستحق‭ ‬التوقف‭ ‬عنده‭ ‬والإشارة‭ ‬إليه،‭ ‬فقد‭ ‬لاحظ‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬الزيارات‭ ‬المكوكية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬آل‭ ‬نهيان‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬الشقيقة،‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬مهم،‭ ‬وحملت‭ ‬دلالات‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭.‬

الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬قام‭ ‬بزيارة‭ ‬قطر‭ ‬ثم‭ ‬البحرين‭ ‬ثم‭ ‬عمان،‭ ‬وقبلها‭ ‬بأسبوع‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬وقبلها‭ ‬بفترة‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الكويت‭.. ‬زيارات‭ ‬أخوية‭ ‬وعلاقات‭ ‬تاريخية‭ ‬وتعاون‭ ‬مستمر‭ ‬وتوحيد‭ ‬في‭ ‬المواقف‭.. ‬ورسالة‭ ‬بأن‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬ليست‭ ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يتصور‭ ‬البعض‭ ‬أنه‭ ‬بالإمكان‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬سيادتها،‭ ‬والإساءة‭ ‬إليها،‭ ‬وستكون‭ ‬ردة‭ ‬الفعل‭ ‬‮«‬صوتية‮»‬‭ ‬وتراجع‭ ‬وتردد‭ ‬على‭ ‬حسم‭ ‬الموقف‭.. ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬اليوم‭ ‬ليست‭ ‬كما‭ ‬يتصور‭ ‬أو‭ ‬يحلل‭ ‬الآخرون‭.. ‬إنها‭ ‬كتلة‭ ‬متماسكة‭ ‬وذات‭ ‬قرار‭ ‬حاسم‭ ‬وحازم‭.. ‬ولها‭ ‬مصالح‭ ‬كما‭ ‬للآخرين‭ ‬مصالح،‭ ‬ولن‭ ‬تتوانى‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها‭ ‬ومصالح‭ ‬شعوبها‭ ‬ومستقبلها‭.‬

يخطئ‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بالترويج‭ ‬والتحليل‭ ‬بأن‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬ضعيفة،‭ ‬وأن‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬لا‭ ‬جدوى‭ ‬منه‭.. ‬هذا‭ ‬تحليل‭ ‬قاصر‭.. ‬الحوادث‭ ‬والمواقف‭ ‬تجعل‭ ‬الجميع‭ ‬يعيد‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬تفكيره‭ ‬ومنهجه‭ ‬في‭ ‬تعامله‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭.. ‬سيطرة‭ ‬اللوبي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬مقولة‭ ‬غير‭ ‬دقيقة‭ ‬ولا‭ ‬كاملة‭.. ‬صحيح‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬كل‭ ‬التأثير‭.. ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬اللوبي‭ ‬الإسرائيلي‭.. ‬والموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬له‭ ‬قوة‭ ‬وتأثير‭ ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الأمريكي‭.. ‬من‭ ‬يروج‭ ‬لغير‭ ‬ذلك‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬السياسة‭ ‬من‭ ‬جديد‭.. ‬وأن‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬خليجي‭ ‬موحد‭ ‬له‭ ‬اعتبار‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭.. ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندركه‭ ‬جميعا‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬وكما‭ ‬نشرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية،‭ ‬فإن‭ ‬جولة‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬زايد‭ ‬الخليجية،‭ ‬غداة‭ ‬الاعتداء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬العاصمة‭ ‬الدوحة،‭ ‬هي‭ ‬قمم‭ ‬خليجية‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬تتوج‭ ‬بها‭ ‬الإمارات‭ ‬‮«‬دبلوماسية‭ ‬الأخوة‮»‬‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الأزمات‭.‬

جولة‭ ‬يجسد‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬‮«‬دبلوماسية‭ ‬الأخوة‮»‬،‭ ‬ويؤكد‭ ‬المعدن‭ ‬الأصيل‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬وقيادتها‭ ‬الداعمة‭ ‬لعلاقات‭ ‬الأخوة‭ ‬بين‭ ‬الإمارات‭ ‬وأشقائها‭ ‬وتعزيز‭ ‬التضامن‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭.. ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬تأكيد‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬التضامن‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كل‭ ‬التحديات،‭ ‬كما‭ ‬حملت‭ ‬جولة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬المكوكية‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد،‭ ‬وأن‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭. ‬

كما‭ ‬تؤكد‭ ‬عمق‭ ‬التنسيق‭ ‬الخليجي‭ ‬وتجسد‭ ‬رؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬هي‭ ‬الدرع‭ ‬الأول‭ ‬لحماية‭ ‬الاستقرار‭ ‬وصون‭ ‬المنجزات‭.. ‬زيارات‭ ‬تحمل‭ ‬رسالة‭ ‬واحدة‭ ‬مفادها‭ ‬بأن‭ ‬البيت‭ ‬الخليجي‭ ‬متوحد‭ ‬وماضٍ‭ ‬بعزيمة‭ ‬قادته،‭ ‬وإرادة‭ ‬شعوبه‭ ‬وتماسكه‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وازدهاراً‭.‬

أما‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إعادة‭ ‬دراسة‭ ‬فاعلية‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬ومسارات‭ ‬السلام‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬والتفاهم‭ ‬وغيرها‭.. ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أنها‭ ‬وبعد‭ ‬حادثة‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬قطر،‭ ‬ستكون‭ ‬محل‭ ‬إعادة‭ ‬هندسة‭ ‬سياسية،‭ ‬وسط‭ ‬مطالب‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬الخليجية‭.. ‬وهي‭ ‬رسالة‭ ‬تدركها‭ ‬أمريكا‭ ‬جيدا‭.. ‬كما‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬بقاء‭ ‬حكومة‭ ‬التطرف‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬أصبح‭ ‬ضد‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا