العدد : ١٧٣٣٨ - الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٨ - الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

قراءة في مؤشر التقدم الاجتماعي العالمي 2025

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

الخميس ١١ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

يُعد‭ ‬التقدم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬المفاهيم‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬مدى‭ ‬تطور‭ ‬المجتمع‭ ‬ورفاهيته‭. ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬مؤشر‭ ‬في‭ ‬2011‭ ‬لقياس‭ ‬أداء‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬اجتماعي‭ ‬وبيئي‭ ‬باستقلالية‭ ‬عن‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬يقيِّم‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬التقدم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬تؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬حياة‭ ‬الأفراد‭ ‬والمجتمع‭. ‬يتكون‭ ‬المؤشر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر،‭ ‬الأول‭: ‬‮«‬احتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬الأساسية‮»‬،‭ ‬وتشمل‭ ‬التغذية،‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬السكن،‭ ‬والسلامة‭ ‬الشخصية؛‭ ‬العنصر‭ ‬الثاني‭: ‬‮«‬قواعد‭ ‬وأسس‭ ‬الرفاه‮»‬،‭ ‬تشمل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعرفة‭ ‬والمعلومة،‭ ‬الصحة‭ ‬والرفاه،‭ ‬جودة‭ ‬البيئة،‭ ‬الحقوق‭ ‬الشخصية؛‭ ‬والعنصر‭ ‬الثالث‭: ‬‮«‬الفرص‮»‬،‭ ‬وتركز‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬الشخصية،‭ ‬حرية‭ ‬الاختيار،‭ ‬التسامح،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬المتقدم‭ ‬والحرية‭ ‬الأكاديمية‭. ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬ومشتقاتها‭ ‬أمور‭ ‬حيوية‭ ‬للحراك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتطوير‭ ‬الأفراد‭. ‬وكل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التفرعات‭ ‬تنقسم‭ ‬إلى‭ ‬مؤشرات‭ ‬يصل‭ ‬مجموعها‭ ‬57‭ ‬مؤشرا‭.‬

صدر‭ ‬تقرير‭ ‬2025‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬محاربة‭ ‬الفقر‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة؛‭ ‬وتقوية‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‮»‬‭. ‬احتلت‭ ‬المراكز‭ ‬الأولى‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬صغيرة‭ ‬وهي‭ ‬بالترتيب‭ ‬التالي‭: ‬النرويج،‭ ‬الدنمارك،‭ ‬فنلندا،‭ ‬وسويسرا‭. ‬حصلت‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬مراتب‭ ‬متوسطة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر،‭ ‬مع‭ ‬تقدم‭ ‬حققته‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬البحرين‭. ‬يطالب‭ ‬التقرير‭ ‬بتوافق‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬جديدة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬المساواة،‭ ‬والأمن‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬والتكاتف‭ ‬المجتمعي‭. ‬هذه‭ ‬عوامل‭ ‬مهمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬العناصر‭ ‬الضرورية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬منها‭ ‬تعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬المجتمعية‭ ‬بمعالجة‭ ‬الصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬المختلفة‭. ‬أبرز‭ ‬مؤشر‭ ‬2025‭ ‬جمودا‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬للسنة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬بينما‭ ‬شهد‭ ‬ثلثا‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تراجعا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الرفاه‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬سجل‭ ‬مؤشر‭ ‬الحاجات‭ ‬الضرورية‭ ‬للإنسان‭ (‬وهي‭ ‬القاعدة‭ ‬للرفاه‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والفرص‭) ‬تقدما‭ ‬طفيفا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬الاقل‭ ‬منذ‭ ‬أول‭ ‬تقرير‭ ‬في‭ ‬2011‭.‬

يوضح‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬منغصات‭ ‬التقدم‭ ‬المجتمعي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الحياة،‭ ‬لنسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬50‭ ‬سنة‭ ‬وذلك‭ ‬لسببين،‭ ‬الأول‭: ‬طريقة‭ ‬توزيع‭ ‬مكاسب‭ ‬التقدم‭ ‬والثروات‭ ‬الناتجة،‭ ‬مما‭ ‬وسع‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الفقراء‭ ‬والأغنياء؛‭ ‬ثانيا‭: ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تشعر‭ ‬بفقدان‭ ‬الأمان‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والأمني‭ ‬وتكاد‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬الفقر‭ ‬نتيجة‭ ‬للصراعات‭ ‬وضعف‭ ‬التنمية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬التقرير‭ ‬تأثير‭ ‬السياسة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬وجود‭ ‬ضرائب‭ ‬تصاعدية‭ ‬على‭ ‬الأغنياء‭ ‬لمكافحة‭ ‬الفقر‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة‭ ‬لتحقيق‭ ‬عدالة‭ ‬اجتماعية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الثقة‭ ‬المجتمعية؛‭ ‬وقد‭ ‬أوضح‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دعما‭ ‬كبيرا‭ ‬وواسعا‭ ‬لفرض‭ ‬ضرائب‭ ‬على‭ ‬الأغنياء‭ ‬لدعم‭ ‬الفقراء،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬أغنياء‭ ‬العالم‭ ‬أنفسهم،‭ ‬حيث‭ ‬صوتوا‭ ‬لصالح‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬الفقر‭ ‬المدقع‭ ‬كان‭ ‬أعلى‭ ‬بعد‭ ‬الضرائب‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬الضرائب،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬عدالة‭ ‬الضرائب‭ ‬وسوء‭ ‬توزيع‭ ‬الإيرادات‭ (‬ص87‭ ‬من‭ ‬التقرير‭). ‬كما‭ ‬يوضح‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬دولا‭ ‬أخرى‭ ‬متدنية‭ ‬الدخل‭ ‬وتعاني‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬تجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تضييق‭ ‬معدلات‭ ‬العجز،‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مستوى‭ ‬مرتفع‭ ‬من‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ (‬ص86‭). ‬يرى‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬‮«‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‮»‬‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يصاحبه‭ ‬انتقال‭ ‬سلس‭ ‬للشباب‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬بتوفير‭ ‬فرص‭ ‬وظيفية‭ ‬مجدية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمار‭ ‬الموجه‭ ‬لهذه‭ ‬الغاية‭ (‬ص82‭)‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬السكن‭ ‬المناسب‭ ‬والخدمات‭ ‬العامة‭ ‬الفعالة‭.‬

يتضمن‭ ‬المؤشر‭ ‬منظاراً‭ ‬اجتماعياً‭ ‬يمعن‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬آلية‭ ‬صنع‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬أهمية‭ ‬تقليل‭ ‬عدم‭ ‬المساواة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬مجدية‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬المتناغمة‭ ‬تضمن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬النوعي،‭ ‬والنظام‭ ‬الصحي‭ ‬الشامل‭ ‬والميسر‭ ‬للجميع،‭ ‬وخدمات‭ ‬أخرى‭ ‬لكسر‭ ‬دائرة‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬ضمن‭ ‬الجيل‭ ‬الواحد‭ ‬وفيما‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭. ‬وجد‭ ‬التقرير،‭ ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬ليست‭ ‬بالمستوى‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬محاربة‭ ‬الفقر‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة،‭ ‬بل‭ ‬يفاقمها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ (‬ص77‭). ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬المساهمات‭ ‬وتمويل‭ ‬ضريبي،‭ ‬أمر‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬لدعم‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭. ‬ويضيف‭ ‬أن‭ ‬مستوى‭ ‬‮«‬الاستثمار‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭ ‬يتفاوت‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفئة‭ ‬من‭ ‬الدخل‭. ‬فهناك‭ ‬دول‭ ‬أقل‭ ‬دخلا‭ ‬يكون‭ ‬إنفاقها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬أكثر‭ ‬دخلا؛‭ ‬يشير‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬خيار‭ ‬السياسات‭ ‬المتبعة‭ ‬لا‭ ‬تحدده‭ ‬مستويات‭ ‬دخل‭ ‬البلد‭ ‬ولكن‭ ‬سياسات‭ ‬ومواقف‭ ‬سياسية‭ ‬واجتماعية‭ ‬وفكرية‭. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬منظومة‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬الضرائب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬محوريا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الفقر‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة،‭ ‬وأن‭ ‬يخضع‭ ‬ذلك‭ ‬للقياس‭ ‬والتقييم‭ ‬الدوري‭ ‬والعلني‭ (‬ص77‭).‬

للاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬السياسات‭ ‬المجتمعية‭ ‬والتنموية‭ ‬ينبغي‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمؤشرات‭ ‬التفصيلية‭ (‬57‭ ‬مؤشرا‭) ‬المكونة‭ ‬لعناصر‭ ‬المؤشر‭. ‬فمثلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر‭ ‬رئيسية‭ ‬وقد‭ ‬تحصل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬متقدمة‭ ‬في‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬وتتخلف‭ ‬في‭ ‬العنصر‭ ‬الذي‭ ‬يشمل‭ ‬التعليم،‭ ‬ولنفترض‭ ‬أن‭ ‬تخلفها‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬جامعاتها‭ ‬متدنية‭ ‬المستوى‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬فإن‭ ‬تفوقها‭ ‬في‭ ‬العناصر‭ ‬الأخرى‭ ‬لا‭ ‬يعوض‭ ‬عن‭ ‬التخلف‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وتأثيره‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬المجتمعي‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬حققت‭ ‬مركزا‭ ‬متقدما‭ ‬في‭ ‬المؤشر‭ ‬العام‭. ‬كذلك‭ ‬التخلف‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬البيئة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فهذه‭ ‬مؤشرات‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬عناصر‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الرفاه‭ ‬الإنساني‭. ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬توازن‭ ‬في‭ ‬النتائج‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬المستوى‭ ‬المتدني‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬السبعة‭ ‬والخمسين‭ ‬مؤشرا‭ ‬فرعيا‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬عمليا‭ ‬في‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬والفكرية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬العام‭ ‬الفعلي،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬ترتيب‭ ‬الدولة‭ ‬متقدما‭ ‬بسبب‭ ‬مؤشرات‭ ‬أخرى‭. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬تقييم‭ ‬أداء‭ ‬الدولة‭ ‬اجتماعيا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬كمنظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬لكي‭ ‬تتحقق‭ ‬الفائدة‭ ‬والنتيجة‭ ‬العملية‭. ‬أما‭ ‬المعدل‭ ‬العام‭ ‬فإنه،‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬متوسط،‭ ‬يخفي‭ ‬تفاصيل‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬النتيجة‭ ‬العملية‭ ‬المهمة‭ ‬والضرورية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التقدم‭ ‬المجتمعي‭.‬

في‭ ‬الخلاصة‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬مقاييس‭ ‬التقدم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تعد‭ ‬أدوات‭ ‬حيوية‭ ‬لقياس‭ ‬مدى‭ ‬تطور‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتحديد‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحسين،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تفاصيل‭ ‬ومكونات‭ ‬المؤشرات‭ ‬تفيد‭ ‬بوجود‭ ‬تفاوت‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬الـ‭ ‬57‭. ‬إن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬التقدم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتطويرها‭ ‬بشكل‭ ‬شمولي‭ ‬ومتوازن‭ (‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬التفاوت‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬المؤشرات‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬معين‭) ‬يسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الرفاهية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬أكثر‭ ‬عدالة‭ ‬واستقرارًا‭.‬

 

drmekuwaiti@gmail‭.‬com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا