العدد : ١٧٣٣٦ - الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٦ - الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

معرض الدفاع في لندن بين المواقف السياسية والمصالح التجارية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٠٩ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

اتخذت‭ ‬حكومة‭ ‬السير‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭ ‬موقفًا‭ ‬علنيًا‭ ‬أكثر‭ ‬حزمًا‭ ‬تجاه‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬تلحقه‭ ‬إسرائيل‭ ‬بغزة،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬بإعلانها‭ ‬نيتها‭ ‬الاعتراف‭ ‬المشروط‭ ‬بالدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬القادمة‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأيضًا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬استمرار‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهي‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توثيق‭ ‬استخدامها‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تجاهل‭ ‬صانعو‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬مرارًا‭ ‬دعوات‭ ‬الأكاديميين‭ ‬ونشطاء‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والخبراء‭ ‬القانونيين‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بفرض‭ ‬حظر‭ ‬شامل‭ ‬على‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬إسرائيل‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬تجويع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتجديد‭ ‬غزوها‭ ‬لغزة‭ ‬دفعت‭ ‬الحكومة‭ ‬الألمانية‭ -‬التي‭ ‬تُعد‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬أبرز‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭- ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين،‭ ‬فإن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬رفض‭ ‬توجيه‭ ‬الدعوات‭ ‬لمسؤولي‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لحضور‭ ‬معرض‭ ‬معدات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬وصفته‭ ‬شبكة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬أبرز‭ ‬معرض‭ ‬تجاري‭ ‬دفاعي‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‮»‬،‭ ‬المقرر‭ ‬إقامته‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬بين‭ ‬9‭ ‬و12‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭.‬

وقد‭ ‬تناول‭ ‬مارك‭ ‬لاندلر‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬واصفًا‭ ‬إياه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬علامة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬العزلة‭ ‬المتزايدة‭ ‬لإسرائيل‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأثر‭ ‬العملي‭ ‬لهذا‭ ‬القرار‭ ‬يظل‭ ‬محدودًا‭ ‬عندما‭ ‬نأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬ممثلي‭ ‬ومقاولي‭ ‬شركات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يُسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالحضور‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المعرض،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مندوبي‭ ‬الشركات‭ ‬الغربية‭ ‬الذين‭ ‬وثقت‭ ‬منظمات‭ ‬حقوقية‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تواطؤهم‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تنفذها‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬المتطرفة‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وفي‭ ‬مقال‭ ‬كتبه‭ ‬روبرت‭ ‬وول‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬سمارت‭ ‬أفيايشن‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بـ‮«‬الخلاف‭ ‬الدبلوماسي‮»‬‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخلاف‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يمتد‮»‬‭ ‬بوضوح‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الدولية‭. ‬وقد‭ ‬أدانت‭ ‬حملة‭ ‬مناهضة‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬السماح‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬المقام‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬ووصفت‭ ‬ذلك‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تصرف‭ ‬جبان‮»‬‭ ‬و‮«‬تعبير‭ ‬واضح‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬الذي‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬النسبي‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تتلقاها‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ -‬حيث‭ ‬أفاد‭ ‬معهد‭ ‬واتسون‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‭ ‬والعامة‭ ‬بجامعة‭ ‬براون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬بلغت‭ ‬22.76‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬وسبتمبر‭ ‬2024‭- ‬فإن‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬منحت‭ ‬إسرائيل‭ ‬تراخيص‭ ‬لتصدير‭ ‬معدات‭ ‬عسكرية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬تجاوزت‭ ‬قيمتها‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭. ‬وقد‭ ‬وثّقت‭ ‬مكتبة‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬مبيعات‭ ‬الأسلحة‭ ‬بلغ‭ ‬42‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬و18‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2023‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬اتبعت‭ ‬خطى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬بتعليق‭ ‬مفاوضاتها‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2025،‭ ‬وألحقت‭ ‬ذلك‭ ‬بفرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتطرفة‭ ‬إيتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وبتسلئيل‭ ‬سموتريتش‭ ‬في‭ ‬يونيو،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تفرض‭ ‬حظرًا‭ ‬شاملًا‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬ففي‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬قام‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬ديفيد‭ ‬لامي‭ ‬بتعليق‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬ترخيصًا‭ ‬لتصدير‭ ‬الأسلحة،‭ ‬معترفًا‭ ‬بوجود‭ ‬‮«‬خطر‭ ‬واضح‮»‬‭ ‬لاحتمالية‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬الذخائر‭ ‬‮«‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬أو‭ ‬تسهيل‭ ‬انتهاك‭ ‬جسيم‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬الدكتورة‭ ‬جولي‭ ‬نورمان،‭ ‬الأستاذة‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بجامعة‭ ‬لندن،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التراخيص‭ ‬تمثل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬10%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬البريطانية،‭ ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬حقيقي‮»‬‭ ‬على‭ ‬الحملة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المستمرة‭ ‬لتدمير‭ ‬غزة‭. ‬وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬لم‭ ‬يؤثر‭ ‬هذا‭ ‬التعليق‭ ‬بشكل‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬إسرائيل‭ ‬لطائرات‭ ‬إف‭-‬35،‭ ‬التي‭ ‬وثق‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تُعرف‭ ‬بـ‮«‬المناطق‭ ‬الآمنة‮»‬‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬وإصابة‭ ‬مئات‭ ‬المدنيين‭.‬

واللافت‭ ‬أن‭ ‬الأشهر‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬هذا‭ ‬الحظر‭ ‬الجزئي‭ ‬شهدت‭ ‬موافقة‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬عسكرية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬تزيد‭ ‬قيمتها‭ ‬على‭ ‬127‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬إجمالي‭ ‬الصادرات‭ ‬العسكرية‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬2023‭ ‬مجتمعة‭.‬

وقد‭ ‬واصلت‭ ‬الحكومة‭ ‬والشركات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬شراء‭ ‬المعدات‭ ‬وتسويق‭ ‬أسلحتها‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الغربية‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬وتخطط‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‭ ‬مجددًا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬معدات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي‭ (‬DSEI‭) ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬وهو‭ ‬حدث‭ ‬يُنظّم‭ ‬كل‭ ‬عامين‭ ‬ويُقال‭ ‬إنه‭ ‬يجذب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50,000‭ ‬مشارك،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬وزراء‭ ‬ومسؤولون‭ ‬في‭ ‬وزارات‭ ‬الدفاع‭. ‬وقد‭ ‬أفادت‭ ‬صحيفة‭ ‬الغارديان‭ ‬أن‭ ‬الجهة‭ ‬المنظمة‭ ‬للمعرض،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬كلاريون‭ ‬للدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬تتلقى‭ ‬‮«‬دعمًا‮»‬‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬والجيش‭ ‬البريطاني‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬دولة‭ ‬تمثلها‭ ‬وفود‭ ‬عادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬أشارت‭ ‬شبكة‭ ‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬حضورًا‭ ‬بارزًا‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬ومعاناة‭ ‬إنسانية‭ ‬شديدة‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬نقلت‭ ‬صحيفة‭ ‬الإندبندنت‭ ‬إعلان‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الناشطة‭ ‬نيتها‭ ‬تنظيم‭ ‬احتجاجات‭ ‬ضد‭ ‬إقامة‭ ‬المعرض‭. ‬وقد‭ ‬وصفت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬‮«‬تصعيد‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لعمليتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬خاطئ‮»‬،‭ ‬وأعلنت‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬نتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نؤكد‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬تتم‭ ‬دعوة‭ ‬أي‭ ‬وفد‭ ‬حكومي‭ ‬إسرائيلي‭ ‬لحضور‭ ‬نسخة‭ ‬المعرض‭ ‬لعام‭ ‬2025‮»‬‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬ضد‭ ‬العنف‭ ‬المسلح،‭ ‬ومقرها‭ ‬لندن،‭ ‬قد‭ ‬رحّبت‭ ‬بما‭ ‬وصفته‭ ‬بـ‮«‬خطوة‭ ‬مهمة،‭ ‬وإن‭ ‬جاءت‭ ‬متأخرة‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬‮«‬انتهاكاتها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬التوضيح‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية،‭ ‬خلافاً‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬صحفيون‭ ‬مثل‭ ‬مارك‭ ‬لاندلر‭ ‬من‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬وكريستيان‭ ‬إدواردز‭ ‬من‭ ‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن،‭ ‬لم‭ ‬‮«‬تحظر‮»‬‭ ‬حضور‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬للحدث‭ ‬رسمياً،‭ ‬بل‭ ‬اكتفت‭ ‬بعدم‭ ‬توجيه‭ ‬الدعوة‭ ‬المعتادة‭ ‬إليهم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬صريح‭ ‬على‭ ‬مشاركتهم‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تظل‭ ‬آثار‭ ‬غياب‭ ‬مسؤولي‭ ‬حكومة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬والجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬المعرض‭ ‬المقام‭ ‬في‭ ‬لندن‭ ‬موضع‭ ‬جدل،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬وأنه‭ -‬كما‭ ‬أشار‭ ‬لاندلر‭- ‬‮«‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بإمكان‭ ‬الموردين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الأفراد‭ ‬بيع‭ ‬أسلحتهم‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬الحدث‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬المتوقعة‭ ‬المشاركة‭ ‬الصناعات‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ورافائيل‭ ‬وإلبيت‭ ‬سيستمز‭ ‬ويوفيجن‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬تأكيد‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‮«‬دعمها‭ ‬الكامل‮»‬‭ ‬لهذه‭ ‬الشركات،‭ ‬حذّرت‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬ضد‭ ‬العنف‭ ‬المسلح‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬تسويق‭ ‬وبيع‭ ‬‮«‬الأسلحة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬المعرض‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬معرض‭ ‬معدات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬الدولي‭ ‬المتوقع‭ ‬عقده‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬سيتيح‭ ‬لشركات‭ ‬غربية‭ -‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬متواطئة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬إبادة‭ ‬الفلسطينيين‭- ‬عرض‭ ‬وبيع‭ ‬أسلحة‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬عشرات‭ ‬آلاف‭ ‬المدنيين‭.‬

وقد‭ ‬سلط‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2025‭ ‬عن‭ ‬المقررة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬فرانشيسكا‭ ‬ألبانيز‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬جنت‭ ‬فيها‭ ‬شركات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الغربية‭ -‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مؤسسات‭ ‬مالية‭ ‬وشركات‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬وخدمات‭ ‬لوجستية‭ ‬ومواقع‭ ‬سفر‭- ‬أموالاً‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬الحملة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لتدمير‭ ‬غزة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الشركات،‭ ‬شركة‭ ‬لوكهيد‭ ‬مارتن‭ ‬الأمريكية،‭ ‬المصنعة‭ ‬لطائرة‭ ‬إف35،‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يلقي‭ ‬مايكل‭ ‬ويليامسون،‭ ‬نائب‭ ‬رئيسها‭ ‬الأول‭ ‬للأعمال‭ ‬الدولية،‭ ‬كلمة‭ ‬خلال‭ ‬المعرض‭ ‬ضمن‭ ‬فعالية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬تسليح‭ ‬القاعدة‭ ‬الصناعية‭ ‬الدفاعية‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬أدانت‭ ‬إميلي‭ ‬آبل‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬مناهضة‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بـ‮«‬تظاهر‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬باتخاذ‭ ‬إجراءات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تحمي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬أرباح‭ ‬تجار‭ ‬الأسلحة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬رأَت‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬ضد‭ ‬العنف‭ ‬المسلح‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬التناقض‮»‬‭ -‬بين‭ ‬رفض‭ ‬دعوة‭ ‬مسؤولين‭ ‬حكوميين‭ ‬إسرائيليين‭ ‬والسماح‭ ‬للشركات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بعرض‭ ‬وبيع‭ ‬أسلحتها‭- ‬‮«‬يؤكّد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬نهج‭ ‬أكثر‭ ‬شمولاً‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬دعت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬230‭ ‬منظمة‭ ‬من‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ -‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حكومات‭ ‬أستراليا‭ ‬وكندا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وهولندا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬والدنمارك‭ ‬والنرويج‭- ‬إلى‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لجميع‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬طائرات‭ ‬إف35‭. ‬كما‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المطالب‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬برلمانياً‭ ‬بريطانياً،‭ ‬ممثلين‭ ‬57%‭ ‬من‭ ‬البريطانيين‭ ‬الذين‭ ‬أظهر‭ ‬استطلاع‭ ‬يوغوف‭ ‬تأييدهم‭ ‬تعليق‭ ‬جميع‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أيد‭ ‬48%‭ ‬منهم‭ ‬أيضاً‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬تجاري‭ ‬شامل‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬كير‭ ‬ستارمر‭ ‬وديفيد‭ ‬لامي‭ ‬لم‭ ‬يعترفا‭ ‬بهذه‭ ‬الدعوات؛‭ ‬ففي‭ ‬إطار‭ ‬الطعن‭ ‬القانوني‭ ‬المقدم‭ ‬في‭ ‬صيف‭ ‬2025‭ ‬ضد‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ادعى‭ ‬محامو‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬إف35‭ ‬لها‭ ‬الأولوية‭ ‬على‭ ‬التزاماتها‭ ‬الدولية‭ ‬بشأن‭ ‬تصدير‭ ‬الأسلحة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬منع‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تُتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬بارتكابها‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬نفسه‭ ‬وجهت‭ ‬هيلين‭ ‬ماجوري‭ ‬النائبة‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬الليبراليين‭ ‬المعارض‭ ‬نقداً‭ ‬لحكومة‭ ‬ستارمر،‭ ‬قائلة‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الحكومة‭ ‬تدفن‭ ‬رأسها‭ ‬في‭ ‬الرمال‭ ‬إذا‭ ‬اعتقدت‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬على‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬يُعدّ‭ ‬إهمالاً‭ ‬تاماً‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬واجبها‭ ‬لوقف‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭.‬

إن‭ ‬مشاركة‭ ‬شركات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬بلندن‭ ‬تُبرز‭ ‬كيف‭ ‬تحولت‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬مورد‭ ‬أساسي‭ ‬للأسلحة‭ ‬للدول‭ ‬الغربية،‭ ‬التي‭ ‬ستشتري،‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬معدات‭ ‬استُخدمت‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وقد‭ ‬ارتفعت‭ ‬قيمة‭ ‬صادرات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬إلى‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‭ ‬بلغ‭ ‬14.8‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ13‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬2023،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬2019‭.‬

ووفقاً‭ ‬لتقرير‭ ‬معهد‭ ‬ستوكهولم‭ ‬الدولي‭ ‬لأبحاث‭ ‬السلام‭ ‬عن‭ ‬اتجاهات‭ ‬نقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬20202024،‭ ‬فإن‭ ‬الهند‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والفلبين‭ ‬كانت‭ ‬أكبر‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬مستوردة‭ ‬للأسلحة‭ ‬الإسرائيلية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أشارت‭ ‬شبكة‭ ‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أوروبا‭ ‬واصلت‭ ‬شراء‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬صفقة‭ ‬بقيمة‭ ‬1.6‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أبرمتها‭ ‬إلبيت‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬أوروبية‭ ‬لم‭ ‬يُكشف‭ ‬عنها‭.‬

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬فقد‭ ‬كشفت‭ ‬حملة‭ ‬مناهضة‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬على‭ ‬وشك‭ ‬منح‭ ‬عقد‭ ‬بقيمة‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬لشركة‭ ‬إلبيت‮»‬،‭ ‬مستغربة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬أفعال‭ ‬حكومة‭ ‬ملتزمة‭ ‬باتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬متواطئة‭ ‬في‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‮»‬‭.‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬بيانها،‭ ‬حين‭ ‬رفضت‭ ‬دعوة‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الرسميين‭ ‬لحضور‭ ‬المعرض،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الحل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬مطلوب،‭ ‬وينبغي‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فوراً‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬السماح‭ ‬للمشاركة‭ ‬المفتوحة‭ ‬لشركات‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وممثليها‭ ‬يبرز‭ ‬فقط‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬أقوال‭ ‬وأفعال‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬شدّدت‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬ضد‭ ‬العنف‭ ‬المسلح‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‮«‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يُعتبر‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته،‭ ‬بل‭ ‬بداية‭ ‬لتحوّل‭ ‬أوسع‭ ‬في‭ ‬السياسات‮»‬‭. ‬أما‭ ‬حملة‭ ‬مناهضة‭ ‬تجارة‭ ‬الأسلحة،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبرت‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬‮«‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬ملتزمة‭ ‬بأي‭ ‬إجراء‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يقلص‭ ‬أرباح‭ ‬تجار‭ ‬الأسلحة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬المعرض‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬سبتمبر،‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬مطروحاً‭: ‬هل‭ ‬ستعرض‭ ‬الشركات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أسلحة‭ ‬استخدمت‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين؟‭ ‬وهل‭ ‬ستتبع‭ ‬حكومة‭ ‬ستارمر‭ ‬خطوة‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬التي‭ ‬أغلقت‭ ‬أربع‭ ‬منصات‭ ‬لشركات‭ ‬إلبيت‭ ‬سيستمز‭ ‬ورافائيل‭ ‬والصناعات‭ ‬الجوية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ويوفيجن،‭ ‬بعد‭ ‬رفضها‭ ‬إزالة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الهجومية‭ ‬من‭ ‬عروضها؟

وعلى‭ ‬نحو‭ ‬أوسع،‭ ‬كما‭ ‬صرّح‭ ‬دانييل‭ ‬ليفي،‭ ‬رئيس‭ ‬مشروع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭/‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬فإن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تقود‮»‬‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بل‭ ‬إنّها‭ ‬‮«‬تتّبع‮»‬‭ ‬الآخرين‭. ‬وأضاف‭ ‬ليفي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المسؤولين‭ ‬البريطانيين،‭ ‬لو‭ ‬تُركوا‭ ‬لتصرفاتهم‭ ‬فقط،‭ ‬فلن‭ ‬يفعلوا‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يزعج‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالتدفق‭ ‬المستمر‭ ‬للأسلحة‭ ‬التي‭ ‬تُستخدم‭ ‬يومياً‭ ‬ضد‭ ‬غزة‭ ‬وسكانها‭ ‬المدنيين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا