العدد : ١٧٣٣٥ - الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٣٥ - الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ربيع الأول ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

تحديات الانتقال من المدرسة إلى حياة جامعية ناجحة

بقلم: د. فاطمة المالكي

الاثنين ٠٨ سبتمبر ٢٠٢٥ - 02:00

‮«‬ليس‭ ‬أصعب‭ ‬من‭ ‬التغيير‮…‬‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تظن‭ ‬أنك‭ ‬مستعد‭ ‬له،‭ ‬ثم‭ ‬تكتشف‭ ‬أنك‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬كذلك‮»‬‭.‬

هكذا‭ ‬تبدأ‭ ‬قصة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬يظنون‭ ‬أن‭ ‬أبواب‭ ‬الجامعة‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬امتداد‭ ‬طبيعي‭ ‬لما‭ ‬اعتادوا‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬فإذا‭ ‬بهم‭ ‬أمام‭ ‬واقع‭ ‬جديد،‭ ‬يتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬مختلفة،‭ ‬ويضعهم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬حقيقية‭ ‬مع‭ ‬أنفسهم،‭ ‬وأساليبهم‭ ‬في‭ ‬التعلم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬تُطعمك‭ ‬المعلومة،‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬تُطالبك‭ ‬بالبحث‭ ‬عنها،‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬لا‭ ‬تصيب‭ ‬الطالب‭ ‬ضعيف‭ ‬التحصيل‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬تُربك‭ ‬حتى‭ ‬المتفوق‭ ‬ذا‭ ‬الدرجات‭ ‬العالية،‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تتعلق‭ ‬بالدرجات‭ ‬والأرقام‭ ‬ولا‭ ‬بالقدرات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬بالوعي‭ ‬بقواعد‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة‭ ‬ومتطلباتها‭. ‬

هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يتعلق‭ ‬بالانتقال‭ ‬من‭ ‬مبنى‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬زي‭ ‬موحد‭ ‬إلى‭ ‬حرية‭ ‬الاختيار،‭ ‬بل‭ ‬أعمق‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬الطالب‭ ‬قبل‭ ‬قلبه،‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬سنواته‭ ‬الدراسية‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬وهو‭ ‬مدلل‭ ‬يتلقى‭ ‬العلم‭ ‬وكأنه‭ ‬يُقدَّم‭ ‬له‭ ‬بملعقة‭ ‬من‭ ‬ذهب،‭ ‬ثم‭ ‬وجد‭ ‬نفسه‭ ‬فجأة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬مختلف‭ ‬تمامًا‭ ‬عما‭ ‬أعتاد‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬وهو‭ ‬عالم‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬الجامعة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬ينتظره‭ ‬أمام‭ ‬باب‭ ‬المدرسة،‭ ‬ويقدم‭ ‬له‭ ‬تحية‭ ‬الصباح،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬المعلومة‭ ‬بنفسه‭ ‬ويكتشفها،‭ ‬ويفهمها،‭ ‬حيث‭ ‬يتغير‭ ‬كل‭ ‬شي‭ ‬اعتاد‭ ‬عليه‭ ‬الطالب‭ ‬سنوات،‭ ‬إنها‭ ‬مرحلة‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬جديدة‭ ‬وأسلوب‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬التعلم‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬الاستقلالية‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الشخصية‭.‬

ففي‭ ‬المدرسة،‭ ‬كان‭ ‬المعلم‭ ‬يتابعك‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة،‭ ‬يتفقد‭ ‬واجباتك،‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬غيابك،‭ ‬يُعيد‭ ‬الشرح‭ ‬مرات‭ ‬ومرات،‭ ‬ويُبسّط‭ ‬لك‭ ‬المنهج‭ ‬حتى‭ ‬يتأكد‭ ‬أنك‭ ‬فهمت،‭ ‬ويمنحك‭ ‬نماذج‭ ‬مشابهة‭ ‬للاختبار‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مفاجآت،‭ ‬كان‭ ‬الطالب‭ ‬يشعر‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يحمله‭ ‬على‭ ‬كتفيه،‭ ‬ويذكره‭ ‬دائمًا‭ ‬بالاستمرار‭ ‬في‭ ‬المذاكرة،‭ ‬سواءً‭ ‬بالقول‭ ‬أو‭ ‬بالفعل،‭ ‬ويستدعى‭ ‬ولي‭ ‬أمره‭ ‬إذا‭ ‬اضطر‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وكأن‭ ‬النجاح‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الطالب‭ ‬والمعلم‭ ‬وولي‭ ‬الأمر‭. ‬

أما‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬فالأمر‭ ‬مختلف‭ ‬تمامًا،‭ ‬فالنجاح‭ ‬مسؤولية‭ ‬الطالب‭ ‬وحده،‭ ‬فالأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬لا‭ ‬يسألك‭ ‬‮«‬أين‭ ‬كنت؟‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬تأخرت‭ ‬عن‭ ‬دخول‭ ‬المحاضرة‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬يُعاقبك‭ ‬إذا‭ ‬نسيت‭ ‬ولا‭ ‬يعطيك‭ ‬‮«‬مراجعة‭ ‬ليلة‭ ‬الاختبار‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬ينتظرك‭ ‬لتدرك‭ ‬ما‭ ‬فاتك،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعطيك‭ ‬‮«‬ملخصًا‭ ‬لكل‭ ‬شيء‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يطبطب‭ ‬على‭ ‬كتفك‭ ‬إذا‭ ‬أحسنت،‭ ‬أو‭ ‬يصفق‭ ‬لك‭ ‬إذا‭ ‬تفوقت،‭ ‬أو‭ ‬يعززك‭ ‬أمام‭ ‬زملائك،‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الأستاذ‭ ‬اسمك،‭ ‬وربما‭ ‬لا‭ ‬يميّزك‭ ‬وسط‭ ‬مئات‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬مدرج‭ ‬القاعة‭ ‬الدراسية‭ ‬الكبير،‭ ‬عليك‭ ‬تعريف‭ ‬نفسك‭ ‬أمام‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي،‭ ‬فالنجاح‭ ‬هنا‭ ‬هادئ،‭ ‬صامت،‭ ‬لا‭ ‬يرافقه‭ ‬التصفيق‭ ‬أو‭ ‬التعزيز‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬أو‭ ‬طابور‭ ‬الصباح،‭ ‬بل‭ ‬يُعلن‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬الدرجات‭ ‬فقط،‭ ‬ولا‭ ‬تتضمن‭ ‬أي‭ ‬احتفالات‭ ‬إلا‭ ‬عند‭ ‬حفل‭ ‬التخرج‭ .‬

الطالب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬الدرجات‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬كان‭ ‬يتقن‭ ‬النظام‭ ‬المدرسي‭ ‬بكل‭ ‬دقة،‭ ‬لكن‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬فجأة‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬ما‭ ‬اعتاد‭ ‬عليه،‭ ‬بأسلوب‭ ‬لا‭ ‬يعرفه،‭ ‬ربما‭ ‬يقل‭ ‬مستواه‭ ‬رغم‭ ‬اجتهاده،‭ ‬ويبدأ‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬المؤلمة‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الدرجة‭ ‬وأنا‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬المتفوقين‭ ‬الأوائل‭ ‬في‭ ‬المدرسة»؟‭ ‬‮«‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬الإجابة‭ ‬رغم‭ ‬حضوري‭ ‬المنتظم‭ ‬للمحاضرات»؟‭ ‬‮«‬يا‭ ‬ترى‭ ‬أين‭ ‬الخلل»؟

الخلل‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المعلم‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬وعيه‭ ‬بأهمية‭ ‬التهيئة‭ ‬لهذه‭ ‬المرحلة‭ ‬مسبقًا،‭ ‬إنها‭ ‬نقله‭ ‬نوعية‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬نمطين‭ ‬مختلفين‭ ‬من‭ ‬التعليم‭: ‬الأول‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المذاكرة‭ ‬والمتابعة‭ ‬المكثفة،‭ ‬والثاني‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الاستقلالية‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الشخصية،‭ ‬إن‭ ‬الدراسة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬واجبًا‭ ‬منزليًّا‭ ‬يُكتب‭ ‬ويُقدم‭ ‬للمتعلم‭ ‬ويحصل‭ ‬على‭ ‬درجاته،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬جسرًا‭ ‬قويًا‭ ‬متماسكا‭ ‬يبنيه‭ ‬هو‭ ‬بنفسه،‭ ‬وخيارًا‭ ‬يُحاسب‭ ‬عليه‭ ‬وحده،‭ ‬دون‭ ‬استدعاء‭ ‬ولي‭ ‬أمره‭.‬

وفي‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬الطلبة‭ ‬الذين‭ ‬يمتلكون‭ ‬نوعًا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬التفوق‭ ‬الدراسي،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الذكاء‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬مهارة‭ ‬التكيّف‭ ‬السريع‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وفهم‭ ‬البيئة‭ ‬الجامعية‭ ‬بشكل‭ ‬عملي،‭ ‬بينما‭ ‬هناك‭ ‬نوع‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬قد‭ ‬وضع‭ ‬نفسه‭ ‬داخل‭ ‬دائرة‭ ‬ضيقة‭ ‬من‭ ‬الاجتهاد‭ ‬الصارم،‭ ‬والمذاكرة‭ ‬المستمرة‭ ‬متجنبًا‭ ‬الأنشطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعلاقات‭ ‬خارج‭ ‬الفصل،‭ ‬لم‭ ‬يمنح‭ ‬نفسه‭ ‬مساحة‭ ‬ليبني‭ ‬شبكة‭ ‬علاقات‭ ‬أو‭ ‬يطوّر‭ ‬مهارات‭ ‬التواصل‭ ‬والتفاعل،‭ ‬فحين‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة،‭ ‬يكتشف‭ ‬فجأة‭ ‬أن‭ ‬جزءًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬الجامعي‭ ‬لا‭ ‬يرتبط‭ ‬بالتحصيل‭ ‬الدراسي‭ ‬العالي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬التكيّف‭ ‬والانخراط‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬فيشعر‭ ‬فجأة‭ ‬أنه‭ ‬متأخر،‭ ‬رغم‭ ‬تفوقه‭ ‬الأكاديمي‭ ‬السابق‭.‬

يركز‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬غالبًا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الأكاديمي‭ ‬المباشر،‭ ‬مثل‭ ‬الحفظ‭ ‬والإجابات‭ ‬النموذجية،‭ ‬متناسيًا‭ ‬امتلاكه‭ ‬مهارات‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المساحة،‭ ‬مثل‭ ‬المبادرة،‭ ‬والتفاعل،‭ ‬وسرعة‭ ‬التكيّف،‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬والتواصل‭ ‬الاجتماعي‭.. ‬إلخ‭. ‬والتي‭ ‬تظهر‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬عند‭ ‬الالتحاق‭ ‬ببيئة‭ ‬الجامعة‭ ‬لبعض‭ ‬الطلبة،‭ ‬مما‭ ‬يمنحهم‭ ‬حضورًا‭ ‬لافتًا،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬التفوق‭ ‬قد‭ ‬غاب،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مهارات‭ ‬كي‭ ‬يبرز‭ ‬بطريقة‭ ‬مختلفة‭. ‬

ونحن‭ ‬إذ‭ ‬نطرح‭ ‬هذا‭ ‬الحديث،‭ ‬لا‭ ‬نقلل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬التحصيل‭ ‬الدراسي‭ ‬العالي،‭ ‬بل‭ ‬نؤمن‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬المهارة‭ ‬والمعرفة‭ ‬العلمية‭. ‬التفوق‭ ‬مهم،‭ ‬والدرجات‭ ‬العالية‭ ‬تستحق‭ ‬التقدير،‭ ‬نحن‭ ‬نثمّن‭ ‬نجاح‭ ‬كل‭ ‬طالب‭ ‬مجتهد‭ ‬يحقق‭ ‬التميّز،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نُهيئ‭ ‬طلابنا‭ ‬نفسيًا‭ ‬لقبول‭ ‬التفاوت‭ ‬والاختلاف‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وأن‭ ‬نُدرّبهم‭ ‬على‭ ‬تقبُّل‭ ‬النتائج‭ ‬الواقعية‭ ‬لا‭ ‬المثالية،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يُصدموا‭ ‬بالواقع‭ ‬إذا‭ ‬تراجعت‭ ‬نتائجهم‭ ‬قليلاً‭. ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬أن‭ ‬الدرجة‭ ‬العالية‭ ‬ليست‭ ‬دائمًا‭ ‬مقياس‭ ‬الفهم‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وأن‭ ‬النجاح‭ ‬لا‭ ‬يُقاس‭ ‬فقط‭ ‬بالأرقام،‭ ‬بل‭ ‬بالاستمرار‭ ‬في‭ ‬التعلم،‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬تجربة‭.‬

إذن‭ ‬كيف‭ ‬نحمي‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة؟‭ ‬الجواب‭: ‬هو‭ ‬تكامل‭ ‬الأدوار‭ ‬بين‭ ‬المدرسة‭ ‬والجامعة،‭ ‬فكلتاهما‭ ‬شريكتان‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬نضج‭ ‬ووعي‭ ‬الطالب‭.‬

‭ ‬فالمدرسة‭ ‬تبدأ‭ ‬بزرع‭ ‬بذور‭ ‬الاستقلالية‭ ‬للطالب‭ ‬وتعويده‭ ‬على‭ ‬التعلم‭ ‬الذاتي،‭ ‬وتشجيعه‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬وتحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬وتقديم‭ ‬أنشطة‭ ‬ومواقف‭ ‬تعليمية‭ ‬تحاكي‭ ‬طبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬الجامعية،‭ ‬كما‭ ‬تهيئه‭ ‬نفسيًا‭ ‬لما‭ ‬هو‭ ‬قادم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدريبه‭ ‬على‭ ‬تقبل‭ ‬التغيير‭. ‬بينما‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الجامعة‭ ‬مكملًا‭ ‬لهذا‭ ‬الدور‭ ‬بتقديم‭ ‬التهيئة‭ ‬للطلبة‭ ‬الجدد،‭ ‬وتكون‭ ‬شاملة‭ ‬التعريف‭ ‬بالمرافق‭ ‬والأنظمة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والخطط‭ ‬الدراسية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬ليساعده‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬التدريجي‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬الجامعي،‭ ‬هنا‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬التوازن‭ ‬عندما‭ ‬التقى‭ ‬وعي‭ ‬المعلم‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬مع‭ ‬حكمة‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬الجامعة،‭ ‬وجنبنا‭ ‬الطالب‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬فجوة‭ ‬المفاجأة،‭ ‬وصنعنا‭ ‬جسرًا‭ ‬متينًا‭ ‬ليصبح‭ ‬عبوره‭ ‬أكثر‭ ‬هدوءًا‭ ‬واتزانًا‭ ‬لحياةٍ‭ ‬جامعيةٍ‭ ‬ناجحةٍ‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا